الاثنين، 6 مايو 2024

كوكب زحل / Saturn أقماره وحلقاته

 

كوكب زحل / Saturn أقماره وحلقاته

كوكب ( زحل / Saturn ) هو الكوكب ( 6 ) من الشمس وثانى أكبر كواكب فى النظام الشمسى حيث أن حلقات زحل فزحل هو عملاق غازى يتكون من الهيدروجين والهليوم وهو مشابه لكوكب المشترى حيث أن لزحل نظام الحلقات وعدد كبير من الأقمار .

فقبل أن تحل بالعالم علامات التلوث الضوئى والضباب الدخانى كانت سماء الليل مألوفة حيث كانت الثقافات القديمة تنظر للكواكب فى الفضاء باعتبارها أشياء مميزة لأنها نجوم جوالة تنتقل من مكان لآخر على خلفية النجوم الثابتة حيث توجد

( 5 كواكب ) معروفة منذ القدم ( عطارد / الزهرة / المريخ / المشترى / زحل ) ( Mercury – Venus – Mars – Jupiter – Saturn ) وهى الكواكب الوحيدة التى تتمتع بقدر من اللمعان حيث أن الشمس والقمر كانوا بارزين لكن الكواكب تبدو على هيئة نقاط ضوئية جوالة فى حين أن الشمس والقمر يظهران على شكل قرصين وخلال معظم عصور الوجود البشرى كان ينظر لكوكب الأرض باعتباره مركز الخلق الذى لا علاقة له بالأجرام التى فى الفضاء حيث أن القفزات الفكرية التى أدركت أن الأرض عبارة عن كرة من الصخور تدور حول الشمس وأن الكواكب تفعل نفس الشىء وأن الأرض ما هى إلا واحد من تلك الكواكب التى كانت موجودة منذ زمن بعيد لكن عملية ظهورها استغرقت وقتا طويلا حيث توجد الكثير من المحاولات فخلال ( ق / 5 ) قبل الميلاد خمن أحد الفلاسفة أن القمر جرما كرويا يعكس ضوء الشمس وقد نفى اعتقاده وفى القرون اللاحقة توصل علماء فلك من الصين لأفكار مشابهة لكن فكرة أن القمر كروى الشكل لم تصبح على الأرجح حقيقة راسخة فى أذهان العلماء إلا بعد أن تم رصده عبر تلسكوب خلال ( ق / 17 ) .

 

الكواكب العملاقة :

هى الأجرام المهيمنة على المجموعة الشمسية ( Solar System ) شريطة اعتبار الحجم هو الشىء المهم والاستعداد للتغاضى عن الشمس نفسها وقد التقط منظر كوكب ( أورانوس / Uranus ) بواسطة تلسكوب ( هابل الفضائى ) الموجود فى مدار كوكب الأرض فى حين تظهر الكواكب العملاقة الأخرى كما رصدت بواسطة مركبات فضائية اقتربت منها وليست كتلة الكواكب العملاقة سببا فى تمييزها لأنها أقل كثافة من الكواكب الأرضية فلا تزيد كثافة كوكب المشترى على ( 24 % ) من كثافة كوكب الأرض بل إن كوكب زحل أقل كثافة وربما يطفو إذا سقط فى مسطح مائى افتراضى كبير بما يكفى وجميع الكواكب لها حلقات فى مستواها الاستوائى بالرغم من أن حلقات كل من ( زحل / أورانوس ) هى البارزة بما يكفى وبالرغم من أن الحلقات تبدو صلبة فإنها تتشكل من كم هائل من الجسيمات الدوارة وهى ضعيفة جدا حيث تتحرك معظم الأقمار الخارجية التابعة لكل كوكب عملاق فى مدارات تراكسية وتكون حركتها بإتجاه معاكس لدوران الكوكب الذى تتبعه والعديد من المدارات تكون مائلة بدرجة تزيد على ( 30 درجة ) بالنسبة لخط استواء الكواكب التى تتبعها الأقمار وقد أطلق على الأجرام ( الأقمار غير النظامية ) لأن مداراتها تكون تراكسية ومائلة وتدور فى الإتجاه العكسى فضلا عن حقيقة أن جاذبيتها ضئيلة لدرجة لا تمكنها من أن تحتفظ بشكل كروى والأقمار غير النظامية هى الفئة الأكثر عددا فوفقا لآخر التقديرات يتبع كوكب المشترى ( 79 قمرا ) بأنصاف محاور رئيسية مدارية تتراوح بين

( 105 : 400 ضعف ) قطر المشترى ويتبع كوكب زحل ( 145 قمرا ) بمدارات تتراوح بين ( 184 : 417 ضعف ) من نصف قطر زحل ويتبع كوكب أورانوس ( 27 قمرا ) بمدارات تتراوح بين ( 167 : 818 ضعف ) من نصف قطر أورانوس ويتبع كوكب نبتون ( 14 قمرا ) بمدارات تتراوح بين ( 223 : 1954 ضعف ) من نصف قطر نبتون .

 

 

 

 

تيتان :

هو القمر الوحيد التابع لزحل الذى ينافس أقمار جاليليو التابعة للمشترى من حيث الحجم حيث أن قطره يبلغ / 5150 كم

وقد أظهرت مركبة الفضاء ( فويجر ) قمر ( تيتان ) فى هيئة كرة برتقالية ضبابية لأنه من بين كل الأقمار يمتلك غلافا جويا كثيفا ويحتوى الغلاف الجوى لتيتان على ( 97 % ) نيتروجين لكن السبب فى عتامة الميثان إضافة لمشتقاته الكيميائية الضوئية التى تحول طبقة الستراتوسفير إلى دخان ضبابى معتم ويمتلك قمر تيتان قشرة ودثار مكونان من الجليد ويشغلان الثلث الخارجى من نصف قطر القمر تيتان ويعلوان لبا صخريا وربما يوجد لب داخلى حديدى وفى هذه الحالة من المفترض أن تكون قاعدة الاندثار الجليدى أكثر عمقا لتعادل متوسط الكثافة وفترة دوران تيتان حول محوره تتأثر بالرياح الموسمية مما يبين أن الغلاف الصخرى لا بد أن يكون مفصولا عن المحتوى الداخلى والأرجح أن الحاجز الفاصل بينهما هو محيط داخلى أغلبه ماء أو مزيجا من الماء والأمونيا الذى يمكن أن يظل سائلا بدرجة حرارة أقل بشكل ملحوظ مقارنة بالماء النقى وقد تعاملت بعثة ( كاسينى ) مشكلة التعرف على طبيعة وسطح تيتان ب ( 3 طرق ) فقد حصلت على صور مشوشة لكن مقبولة لسطح القمر ( تيتان ) فى نطاقات ضيقة من الأشعة تحت الحمراء القريبة حيث يكون الدخان الضبابى أقل قتامة واستخدمت رادار تصوير كمسبار ماجلان المرسل لكوكب ( الزهرة ) لرؤية السطح بصرف النظر عن السحب وحملت مسبار ( هيجنز ) التقط صورا من أسفل السحب خلال الهبوط المظلى إلى السطح والعمليات الجيولوجية التى تتم فى سطح تيتان التى أظهرتها المجموعة من طرق التصوير يشبه لحد بعيد الكثير من العمليات الحادثة على كوكب الأرض فالقشرة تتكون فى الأساس من جليد مائى يتسم بالصلابة الشديدة يشبه الصخر فى سلوكه فى بيئة سطح تيتان التى تصل درجة حرارتها إلى ( 180 درجة تحت الصفر ) واستقر مسبار ( هيجنز ) بالقرب من خط الاستواء على سهل رملى يتناثر عليه الحصى كان أشبه بكوكب المريخ بإستثناء أن الرمل والحصى كليهما مكونان من الجليد حيث أن الريح قد عصفت بالرمل وتظهر صور رادار حقول شاسعة من كثبان رمل عصفت بها الريح إلى أجزاء أخرى من القمر ( تيتان ) لكن لا بد أن يكون الحصى قد نقل عن طريق سائل متدفق ( ميثان / ايثان ) فى ضوء تركيب الغلاف الجوى للقمر ( تيتان ) ودرجة حرارة سطحه وخلال هبوط المسبار ( هيجنز ) التقط صورا لقنوات تصريف متفرعة بالقرب من موقع الهبوط ويكشف التصوير الرادارى أنظمة أودية معقدة فى العديد من المناطق الأخرى تبدأ فى المرتفعات التى يكون فيها قاعدة القشرة الجليدية مكشوفة وتصب فى أحواض منخفضة تتراكم فيها الرواسب حيث أن المسبار عثر على بحيرات من الميثان السائل المختلط بالإيثان بالقرب من كلا القطبين الشمالى والجنوبى للقمر

( تيتان ) وبعض قيعان البحيرات كانت جافة وبعضها الآخر كان لها حوافا ضحلة أو سطحية ومن المحتمل أنها تتنوع موسميا ومن الواضح أن ( تيتان ) نشط جيولوجيا فلقد تم التعرف على بعض فوهات صدمية متآكلة بشدة ويشتبه فى وجود بعض مواقع براكين جليدية حيث تثور القشرة الجليدية بدلا من تدفقات الحمم البركانية الأرضية فمن غير المعلوم إلى أى مدى تسهم البراكين الجليدية والعمليات التكتونية فى نحت وإعادة تشديد سطح القمر ( تيتان ) بينما أنه من الواضح تآكل القاعدة وهى الجليد متبوعة بنقل وترسيب الرواسب حيث أن المطر الساقط على القمر ( تيتان ) لا بد أن يكون محتويا على قطيرات من الميثان الذى يتخلل السطح كما فى حالة سقوط الأمطار على الأرض ويغذى ينابيع تملأ جداول وأنهار ومن غير المعروف مدى قدرة الميثان على التفاعل كيميائيا فالقاعدة الجليدية ومدى قدرته النحتية ومعدل تبخره مرة أخرى فى الغلاف الجوى والمدة التى يظل خلالها قبل أن يتساقط مطرا مرة أخرى وكل هذه لا بد أن تكون عوامل فى درجة الميثان تشبه دورة الماء على سطح الأرض ومنذ وقت طويل كان بالمريخ هطول أمطار وأنهار وبحيرات لكن القمر ( تيتان ) هو المكان الوحيد بخلاف الأرض التى تحدث فيه هذه الأشياء فربما سيصبح أسهل كثيرا العثور على وسمات بيولوجية لو كان ممكنا الحصول على عينة من جليد القمر ( يوروبا ) التابع للمشترى دون الاضطرار إلى الغوص إلى السطح حيث تشير دراسة علمية جديدة إلى أن بحيرات الميثان السائل المنتشرة على سطح

( تيتان ) أحد أقمار زحل تشكلت عندما انفجرت جيوب النيتروجين الدافىء تحت سطح القمر ( تيتان ) حيث أن اللغز ظهر عندما أرسل مسبار ( كاسينى ) التابع لناسا لاستكشاف كوكب زحل وأقماره وحلقاته حيث سجل معلومات غير مسبوقة حول البحيرات وكانت المعلومات التى سجلها ( كاسينى ) خلال مهمته التى امتدت بين ( اكتوبر 1997 و سبتمبر 2018 ) حيث أظهرت سلسلة من البحيرات الصغيرة قرب القطب الشمالى للقمر ( تيتان ) ترتفع حافتها

( 100 الأمتار ) وفاجأ الاكتشاف العلماء لأن عملية التآكل التى شكلت بحيرات أخرى على ( تيتان ) لا يمكن أن تكون السبب وراء تشكل المنحدرات حيث أن معظم بحيرات ( تيتان ) تشكلت عندما تسرب الميثان السائل داخل الصخور الجليدية للقمر ( تيتان ) لنحت الخزانات كالطريقة التى ذاب بها الماء فى الحجر الجيرى لتكوين بحيرات على الأرض لكن الحافات الشاهقة حول البحيرات الصغيرة التى يبلغ عرضها ( 10 الكيلومترات ) كانت مربكة للعلماء فى المقابل يرى مؤلفو الدراسة العلمية الجديدة التى نشرت فى ( 9 / 9 / 2019 ) أن انفجارات النيتروجين المنبعثة من الخزانات تحت سطح ( تيتان ) التى حدثت فى فترة احترار شهدها زحل فى الماضى قد تكون قوية بما يكفى لإنشاء فوهات ذات حافات مرتفعة من الحطام كونت بحيرات حيث أن ( تيتان ) مر بفترات من البرودة والاحترار حيث تعمل أشعة الشمس على حبس الميثان فى الغلاف الجوى بسبب الحرارة قبل أن يتراكم ثم يتساقط كالأمطار خلال العصور الجليدية التى عاشها

( تيتان ) حيث تتسرب داخل القشرة السطحية للقمر ( تيتان ) مكونا بركا تحت السطح هى دورة تشبه إلى حد بعيد دورة المياه على الأرض لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أنه مع ارتفاع تركيز الميثان الذى يشكل ما يصل إلى ( 5 % ) من الغلاف الجوى ( لتيتان ) حيث ترتفع حرارة الجيوب السطحية للنيتروجين السائل ويتحول لغاز شديد الانفجار وأدت الانفجارات التى حررت النيتروجين إلى تشكل فوهات على سطح ( تيتان ) وبخلاف الأرض يعد ( تيتان ) الجرم الوحيد فى النظام الشمسى الذى يحتوى على سوائل دائمة على سطحه وهى عبارة عن إيثان وميثان سائل كما يحتوى القمر

( تيتان ) على مركبات عضوية غنية بالكربون تشكلت من التفاعلات بين الميثان والنيتروجين كما كشف مسبار كاسينى الذى أمضى ( 13 سنة ) فى الفضاء فى استكشاف زحل واقماره وحلقاته عن وجود محيط من المياه السائلة فى أعماق

( تيتان ) وهو ما يوفر بيئة صالحة لظهور شكل من أشكال الحياة حيث أن مركبة ( كاسينى ) المدارية حيث تضمنت المهمة مسبار ( هيجنز ) الذى بنته ( إيسا ) حيث تم تصميم مسبار ( هيجنز ) للهبوط على أكبر أقمار زحل ( تيتان ) وتقديم قياسات مفصلة لغلافه الجوى سطحه حيث انفصلت ( كاسينى ) ونزلت بنجاح عبر الغلاف الجوى ( لتيتان ) وهبطت على سطحه فى ( 14 / 1 / 2005 ) بعد رحلة دامت ( 7 سنوات ) حيث دخلت ( كاسينى ) فى مدار حول زحل فى ( 1 / 7 / 2004 ) وشرعت فى سلسلة من العمليات القريبة من أقمار زحل بما فى ذلك ( تيتان / انسلادوس / لابيتوس ) حيث أجرت المركبة الفضائية ( كاسينى ) ملاحظات مفصلة والتقطت صورا عالية الدقة وجمعت معلومات عن جيولوجيا الأقمار وتكوينها والبيئات المغناطيسية لدراسة حلقات زحل وغلافه الجوى حيث قدمت بعثة ( كاسينى ) العديد من الاكتشافات الرائدة والأفكار العلمية تتضمن بعض النتائج البارزة واكتشاف السخانات والأعمدة على ( انسلادوس ) مما يشير إلى وجود محيط تحت السطح ونشاط حرارى مائى كما كشفت عن الديناميكيات والهياكل المعقدة لنظام حلقات زحل وفحصت عاصفة زحل القطبية السداسية وهى نمط مناخى مستمر وغريب فى القطب الشمالى لزحل فبعد الانتهاء من مهمة ( كاسينى ) الأولية حيث شرعت ( كاسينى ) فى مرحلة النهاية الكبرى فى المرحلة حيث قامت المركبة الفضائية ( كاسينى ) بسلسلة من الغطاسات الجريئة بين زحل والحلقة الداخلية له مما يوفر مناظر قريبة غير مسبوقة لزحل والغلاف الجوى فى ( 15 / 9 / 2017 ) حيث اختتمت المهمة بانغماس ( كاسينى ) المتعمد فى الغلاف الجوى لزحل مما يضمن أن المركبة الفضائية ( كاسينى ) لن تلوث الأقمارالتى يحتمل أن تكون صالحة للسكن للكائنات الأرضية فلقد أحدثت مهمة ( كاسينى ) ثورة فى فهم كوكب زحل وأقماره وحلقاته حيث كشفت عن تعقيد وتنوع النظام الكوكبى   

حيث أن البراكين الجليدية الموجودة على القمر ( تيتان ) لا تزال موضع جدل فلا يمكن التشكيك فى البراكين الجليدية القديمة الموجودة على ( 2 ) من الأقمار النظامية ( 5 ) التابعة ( لأورانوس ) وهما ( آريل / ميراندا ) حيث تكون درجة حرارة السطح ( 200 درجة م تحت الصفر ) ويمكن رؤية تأثيراتها فى الصور الملتقطة من قبل البعثة ( فويجر / 2 ) التى زارت منظومة ( أورانوس ) فى ( 1 / 1986 ) والقمر ( آريل ) هو أكبر القمرين حجما إذ يبلغ قطره 1850 كم وهو جرم كروى معقد يقطع أرضه القديمة المليئة بالفوهات العديدة من التصدعات التى تحاط بكتل صخرية مرتفعة ومعظم التصدعات تشكل حدودا لأودية ذات أرضية منبسطة من النوع الذى يعبر عنه المصطلح الوصفى ( تشما ) وبدلا من أن تكون أرضيات معظم الأودية المنخفضة فإنها غطيت بمادة ملساء على الأقل بشىء يبدو موجودا فى صور بعثة

( فويجر / 2 ) والأرجح فى الماضى السحيق منذ أكثر من مليارى سنة حيث أدى تسخين المدى إلى تحطيم سطح القمر

( آريل ) وانبثاق الحمم البركانية الجليدية وقد غطت الحمم البركانية الجليدية أرضيات الأودية ويمكن رؤيتها فى بعض الأماكن وقد امتدت فيما ورائها لتطمر جزئيا بعض الفوهات الصدمية الأكثر قدما ونتيجة لبعد كوكب ( أورانوس ) عن الشمس يتوقع أن يكون الجليد المتكون عليه عبارة عن مزيج الأكثر تعقيدا من الجليد المالح لدرجة طفيفة الذى عثر عليه فى الأقمار التابعة للمشترى والناتج الذى يستخلص على الأرجح من عملية الانصهار الجزئى هو مزيج من الماء والأمونيا وهو عبارة عن مائع بدرجة حرارة ( 100 درجة م تحت الصفر ) ويمكن أن ينتج عن طريق التسخين لدرجة أقل بكثير مما هو مطلوب لانصهار جليد الماء النقى .

 

انسلادوس :

يتيح القمر ( انسلادوس ) التابع لزحل الفرصة لا تتجاوز قطر القمر ( انسلادوس ) ( 504 كم ) وله كثافة منخفضة انخفاضا شديدا لدرجة أنه لا يحتوى على الكثير من الصخور وقد أظهرت مركبة الفضاء ( فويجر ) أن القمر انسلادوس عالم صغير غريب به فوهات كثيفة فى أجزاء منه لكن من الواضح أنه يفتقر إلى الفوهات فى أماكن أخرى حيث أن الصور الأعلى وضوحا التى تم بثها عن طريق مركبة الفضاء ( كاسينى ) التى بدأت استطلاعا مداريا لمنظومة كوكب زحل فى سنة ( 2004 ) تظهر سطحا تقطعه العديد من التشققات المتنوعة بالرغم من أنه مخالف إلى حد بعيد المناطق التى هى عبارة عن كرة خيط فى القمر ( يوروبا ) التابع للمشترى كما أن المركبة الفضائية اكتشفت تدفقات من بلورات جليدية تنطلق نحو الفضاء من الشقوق القريبة من القطب الجنوبى للقمر ( تيتان ) حيث أن ( كاسينى ) كانت تحمل معها مطيافا كبيرا مصمما لدراسة الأيونات والجسيمات المحايدة حيث تم تعديل مسار مركبة الفضاء بحيث يسمح لها بإختراق العمود المائى الحرارى والتقاط بعض العينات وقد وجد أن العينات تحتوى على الماء والميثان والأمونيا وأول وثانى أكسيد الكربون والأرجح أنه يوجد بعض الجزيئات العضوية البسيطة بالرغم من أن هذا مصطلح كيميائى يدل على ذرات كربون مرتبطة معا فعن طريق التخمين إلى أى أصل بيولوجى ولو عرفت الأعمدة المائية الحرارية مسبقا لربما اشتملت حمولة مركبة الفضاء ( كاسينى ) على أجهزة مناسبة على نحو أفضل لاكتشاف الوسامة البيولوجية ومن غير المؤكد أن التسخين المادى الذى يحفزه رنين المدار نسبته ( 2 : 1 ) للقمر ( تيتان ) التابع لزحل الذى يطلق عليه ( ديون ) يحفز على تشكيل الشقوق ويعطى زخما للأعمدة المائية الحرارية حيث أن القمر ( انسلادوس ) به درجة من النشاط على اعتبار أن القمر ( ميماس ) وهو القمر المجاور لتيتان مشابه له فى الحجم وهو عبارة عن كرة جليدية نمطية بها فوهات وليس بها دلائل تشير إلى وجود تاريخ من النشاط ومن غير المحتمل أن يكون بالقمر ( انسلادوس ) محيط كبير مخبوء أسفل سطحه لكن ربما توجد أخاديد من الماء السائل أسفل منابع الأعمدة المائية الحرارية والماء السائل مهم لوجود حياة لكن إن توفر المواد المغذية بداخل ( انسلادوس ) بحيث يكون أكثر محدودية بكثير من داخل جرم كبير للقمر

( يوروبا ) حيث أن ( انسلادوس ) لا يبدو موطنا واعدا للحياة فى سباق التربع على عرش أكثر الكواكب امتلاكا للأقمار

حيث تتناوب عدد من الكواكب للصدارة مع كل كشف جديد عن أقمار خافتة لم تكن مرئية من قبل ومع كل تطور للتلسكوبات وأساليب الكشف عن الأجسام الفضائية تتغير نتيجة السباق فبعد بضعة أشهر من اكتشاف امتلاك المشترى

( 92 قمرا ) فيتقدم زحل ليعتلى الصدارة ب ( 145 قمرا ) حيث تضمن الكشف الجديد ( 63 قمرا ) جديدا مما يجعل زحل يحتل المركز الأول بوصفه أكثر الكواكب امتلاكا للأقمار وبوصفه أول كوكب يتجاوز عدد أقماره ( 100 قمرا ) ولقد تم فحص محيط زحل بحثا عن أقمار بطرق مختلفة تزداد دقة بمرور الوقت وفى دراسة أخيرة استخدمت تكنولوجيا

( تبديل وتكديس الصور ) من أجل العثور على أقمار زحل الأصغر والأكثر خفوتا وهى الطريقة التى تم استخدامها من قبل فى عمليات البحث عن أقمار كوكبى ( أورانوس / نبتون ) فتكنولوجيا تكديس الصور يؤدى تغيير مجموعة من الصور المتعاقبة بمعدل تحرك القمر عبر الفضاء لإيضاح إشارة القمر عند جمع المعلومات مما يسمح للأقمار الخافتة التى لا يمكن رؤيتها بالصور المفردة لتصبح مرئية فى الصور المكدسة وقد استخدمت المعلومات المأخوذة بين عامى

( 2019 / 2021 ) باستخدام تلسكوب ( CFHT ) المثبت فى أحد الجبال فى ( هاواى ) ومن خلال تكديس العديد من الصور المتسلسلة التى تم التقاطها خلال فترات زمنية مدتها ( 3 ساعات ) حيث تمكنوا من اكتشاف أقمار زحل الصغيرة التى يبلغ قطرها ( 2.5 كم ) وعلى الرغم من أن الاكتشاف تم فى سنة ( 2019 ) فإن مجرد العثور على جسم قريب من زحل لا يكفى للجزم بأنه قمر فيمكن أن يكون كويكبا صادف مروره بالقرب من زحل وللتأكد من هوية الجسم الفضائى وجب تتبعه لعدة سنوات وتمكن من إثبات أنه يدور حول زحل بشكل مؤكد ( أقمار غير نظامية ) حيث تقع جميع الأقمار الجديدة فى فئة ( الأقمار غير النظامية ) التى يعتقد أنها التقطت من قبل كوكبها المضيف منذ فترة طويلة التى تتميز بمداراتها الكبيرة والبيضاوية المائلة مقارنة بالأقمار العادية ولقد تضاعف عدد ( الأقمار غير النظامية ) لزحل إلى

( 121 قمرا ) منها ( 58 قمرا ) معروفة من قبل بما فى ذلك الأقمار ال ( 24 ) المنتظمة بإجمالى ( 145 قمرا ) تم التعرف عليها وتميل ( الأقمار غير النظامية ) للتجمع معا فى مجموعات مدارية بناء على ميل مداراتها وفى حالة زحل توجد ( 3 مجموعات ) 1 ) مجموعة الأناويت  2 ) مجموعة الغاليد  3 ) المجموعة الاسكندنافية الأكثر اكتظاظا ببقايا التصادمات القمرية حيث تقع جميع الأقمار الجديدة فى واحدة من المجموعات ( 3 ) مع كون المجموعة الاسكندنافية مرة أخرى هى الأكثر اكتظاظا بالأقمار الجديدة ويعتقد أن المجموعات تكونت نتيجة تصادمات أى أن مجموعة الأقمار الحالية هى بقايا تصادم واحد أو أكثر مع الأقمار النظامية حيث أن الفهم الأفضل للتوزيع المدارى يوفر نظرة ثاقبة لتاريخ التصادم لنظام ( الأقمار غير النظامية ) لزحل فإنسلادوس هو أحد أقمار زحل وقد اكتسب اهتماما علميا كبيرا لأن الخصائص المثيرة للاهتمام فيه وإمكانية استضافته للحياة فإنسلادوس فى ( 15 / 10 / 1997 ) تم إطلاق المركبة الفضائية ( كاسينى ) على متن الصاروخ ( تيتان ) للوصول إلى زحل ( فكاسينى ) هى مشروعا مشتركا بين ( ناسا ) و

( إيسا ) والفضائية الإيطالية حيث كان الهدف الأساسى ( لكاسينى ) هو دراسة زحل وحلقاته واقماره لاكتساب نظرة ثاقبة حول أصل وتطور زحل حيث تهدف المهمة إلى فهم الغلاف الجوى لكوكب زحل والمجال المغناطيسى ونظام الحلقات والجيولوجيا وتكوين اقماره حيث تم السعى لإمكانية السكن ووجود مركبات عضوية على أقمار زحل تيتان وانسلادوس حيث اتبعت كاسينى مسارا معقدا يتضمن تحليقا بمساعدة الجاذبية لكواكب الزهرة والأرض والمشترى مستخدمين قوة الجاذبية لزيادة سرعته وتعديل مساره فإنسلادوس هو قمر صغير نسبيا يبلغ قطره ( 500 كم ) حيث أنه مغطى بطبقة من مادة جليدية لامعة مما يمنحها سطحا شديد الانعكاس ويحتوى انسلادوس على محيط تحت السطح من المياه السائلة تحت قشرته الجليدية مما يجعله أحد الأجرام الفضائية القليلة خارج الأرض ومن أكثر جوانب انسلادوس هو السخانات والأعمدة حيث أنها السمات البركانية الموجودة فى القطب الجنوبى للقمر ( انسلادوس ) حيث يتم طرد بخار الماء والجزيئات الجليدية والمركبات العضوية إلى الفضاء من خلال الشقوق فى القشرة الجليدية حيث تشير الأعمدة إلى وجود نشاط حرارى مائى ومحيط جوفى نشط فالمحيط تحت السطحى حيث كشفت معلومات ( كاسينى ) أن انسلادوس لديه محيط عالمى تحت قشرته الجليدية حيث إن وجود الماء السائل ومصدر الحرارة يجعل ( انسلادوس ) هدفا مثيرا للاهتمام لدراسة إمكانية السكن والحياة ويعد القمر ( انسلادوس ) التابع لكوكب زحل واحدا من المواقع الرئيسية لازدهار الحياة خارج كوكب الأرض حيث تعتبر درجات الحرارة الداخلية فى مياه محيطه المالحة مناسبة لاحتواء نظام بيئى بحرى لكن رصد الحياة البحرية على ( انسلادوس ) ليس أمرا سهلا لأن ( انسلادوس ) محاط بقشرة جليدية سماكتها ( 5 كم ) فى أرق نقطة وعمق المحيط تحتها ( 10 كم ) فبغض النظر عن البعد ولكن قد لا نحتاج لبذل مجهود للحفر فى قشرة ( انسلادوس ) حيث تخبر دراسة جديدة بأنه يجب البحث عن الحياة فى أعمدة المياه المالحة المتفجرة من القشرة الجليدية وإن كانت الحياة قليلة حيث أن ارسال روبوت ليخرق القشرة الجليدية للقمر ( انسلادوس ) ويغوص فيها فى أعماق محيطه ليس بالأمر البسيط لكن سنتمكن من تحديد وجود حياة على ( انسلادوس ) بمحاكاة معلومات أعمدة المياه التى تجمعها مركبة فضائية متطورة تدور حول ( انسلادوس ) دون الحاجة إلى الغوص فيه حيث يعد النهج كافيا حيث إن وجود الماء السائل ومصدر الحرارة يجعل ( انسلادوس ) هدفا مثيرا للاهتمام لدراسة إمكانية السكن والحياة حيث حظى ( انسلادوس ) باهتمام كبير باعتباره موطنا محتملا للحياة ويوفر مزيج الماء السائل والجزيئات العضوية ومصدر الطاقة من الفتحات الحرارية المائية والمكونات الضرورية للحياة وتهدف البعثات المستقبلية ( يوروبا / كبلر ) التابع لناسا إلى إجراء المزيد من البحث عن ( انسلادوس ) وإمكانياته لاستضافة الحياة الميكروبية حيث اقترحت ناسا مهمة ( انسلادوس لايف فايندر ) لأخذ عينات مباشرة من أعمدة ( انسلادوس ) والبحث عن علامات الحياة حيث ستقوم المهمة بجمع عينات من المواد المقذوفة واعادتها للأرض لتحليلها بشكل مفصل حيث فتحت دراسة ( انسلادوس ) إمكانيات مثيرة لفهم إمكانات الحياة خارج الأرض فمحيط ( انسلادوس ) الجوفى والنشاط الحرارى المائى والأعمدة الغنية بالمواد العضوية تجعله قمرا آسرا لكشف أسرار الكون .

 

حلقات زحل :

يميل زحل على محوره كما فى الأرض حيث أن لزحل ( 4 فصول ) على الرغم من أنه بسبب مدار زحل الأكبر بكثير فإن كل موسم يستمر ل ( 7 سنوات أرضية ) فيحدث الاعتدال على زحل عندما تميل الحلقات إلى حافة الشمس وتختفى التشكيلات الشعاعية التى تخترق الحلقات ل ( 1000 الكيلومترات ) فعندما يقترب زحل من الانقلاب الصيفى أو الشتوى أو أن الشمس تصل إلى أعلى أو أدنى خط عرض لزحل فى النصف الشمالى أو الجنوبى من زحل ومع اقتراب الاعتدال الخريفى للنصف الشمالى من زحل فى ( 6 / 5 / 2025 ) من المتوقع أن تصبح ظاهرة القطبان الشعاعية بارزة ويمكن ملاحظتها على نحو متزايد والسبب هو المجال المغناطيسى المتغير لزحل وتتفاعل الحقول المغناطيسية الكوكبية مع الرياح الشمسية مما يخلق بيئة مشحونة كهربائيا على الأرض عندما تصطدم الجسيمات المشحونة بالغلاف الجوى يكون مرئيا فى النصف الشمالى للأرض كالشفق القطبى حيث أن الجسيمات الصغيرة الجليدية بحجم الغبار يمكن أن تصبح مشحونة مما يرفع الجسيمات فوق بقية الجسيمات الجليدية الكبيرة والصخور فى الحلقات وتم ملاحظة ظاهرة القطبان الشعاعية لأول مرة بواسطة البعثة ( فويجر / 2 ) التابعة لناسا فى أوائل ( 80 / ق 20 ) وكشفت دراسة حديثة أن الحلقات الجليدية التى تدور حول كوكب زحل قد تختفى عن الأنظار فى المستقبل ولن يتمكن راصد الفضاء رؤيتها حيث أثرت معلومات ( كاسينى ) عن اكتشاف جديد حيث أن حلقات زحل كانت أكبر نسبيا فيما سبق قبل بضع ( 100 ) الملايين من السنين وفقا للمعايير الفلكية فهل تختفى حلقات كوكب زحل قريبا ؟ فعندما أكملت مركبة الفضاء / كاسينى

( 22 دورة ) مرت خلالها بين زحل وحلقاته حيث تمكن العلماء من العثور على معلومات حول عدد النيازك التى تمر بحلقات زحل وكتلة الحلقات نفسها ويبدو أن جميع المعلومات تشير إلى نفس النتيجة وهى أن عمر حلقات زحل آخذة فى الانخفاض وربما فى وقت ما فى المستقبل غير البعيد ( المستقبل القريب ) بعد اندثار حلقات زحل ستكون أشبه بحلقات

( أورانوس ) المتناثرة فكوكب زحل أحد أبرز الكواكب فى النظام الشمسى بمميزاته الفريدة والمثيرة للاهتمام ويعرف زحل بحلقاته الشهيرة التى تميزه عن الكواكب الأخرى ولكن يوجد العديد من المميزات التى تجعله كوكبا فريدا وجذابا للدراسة والاستكشاف ويعتبر اكتشاف الحلقات فى زحل من أبرز المحطات فى تاريخ علم الفلك وتتكون الحلقات من قطع صخرية ومكونات ثلجية تدور حول زحل ويعد زحل موطن لعواصف هائلة تحدث فى سحبه الجوية واحدة من العواصف هى العاصفة العملاقة السداسية الشكل فى القطب الشمالى لزحل ( عين العاصفة ) وتشير الصور الملتقطة بواسطة مسبار ( كاسينى ) إلى أن قطر العاصفة يزيد عن قطر الأرض ( عين العاصفة ) وهى العاصفة الأولى من نوعها فى النظام الشمسى حيث تم رصد العاصفة لأول مرة فى سنة ( 1980 ) عن طريق مهمة ( فويجر / 1 و 2 ) التى أرسلتها ناسا لاستكشاف المشترى وزحل ويعتقد أن سبب تشكل العاصفة هو احتباس الحرارة والطاقة فى الطبقات العليا من جو زحل مما يسبب اضطرابات جوية عنيفة نتج عنها العواصف القوية وكشفت الدراسة أن ( عين العاصفة ) يمكن أن يصل قطرها إلى ( 1600 كم ) وتدور فى اتجاه عقارب الساعة وتتميز ( عين العاصفة ) بوجود جدار سحابى كبير يحيط بها ويمكن أن يصل ارتفاع الجدار إلى أكثر من ( 60 كم ) وله تأثير رئيسى ( طقم الرياح الشرقية ) يعمل على توجيه الرياح بسرعة تصل إلى ( 500 م / ث ) ويعد اكتشاف ( عين العاصفة ) فى زحل مهم جدا للعلماء حيث يمكن من دراسة العاصفة فهما أفضل للتغيرات المناخية والظواهر الجوية فى الكواكب الأخرى وتعد ( عين العاصفة ) فى زحل مثالا رائعا لعظمة الكون وتنوعه وقد توفر للبشر فرصة للتعمق أكثر فى استكشاف الكواكب الأخرى والظواهر الطبيعية الفريدة التى تحدث فى النظام الشمسى الواسع والغامض .

 

 

أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

3 / 3 / 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق