الأربعاء، 29 مايو 2024

أعنف الانفجارات فى الكون المرصود / مليون تريليون شمس

 

أعنف الانفجارات فى الكون المرصود / مليون تريليون شمس

بالرغم من أن الفضاء يكون مكان هادىء ويخيم عليه الصمت فى كل مكان لكن الحقيقة أن الوضع ليس كذلك فمع كل لحظة تحدث انفجارات كمية تتحدى الفهم البشرى الكامل للكون ابتداءا من انفجارات تحدث شرارة صغيرة تضىء لثوان معدودة مرورا بانفجارات أكبر ووصولا لانفجارات هائلة تكون سبب فى تشكيل المعادن والعناصر الثقيلة فى الفضاء .

فخلال السنوات الماضية وأثناء ما كان علماء الفلك يراقبون بعض النجوم التى فى مرحلة ( القزم الأبيض ) حيث تم ملاحظة ومضات ضوء قوية تأتى من سطح ( القزم الأبيض ) وتبقى مستمرة لساعات متواصلة حيث لم تكن الومضات معروفة من قبل وبعد مراقبة ( 3 أقزام بيضاء ) فى أماكن مختلفة من الفضاء .

ففى ( 20 / 4 / 2022 ) وجدت دراسة فى أحد المجلات العلمية حيث توضح الدراسة اكتشاف لنوع جديد من الانفجارات الكونية ( الميكرونوفا ) وهى انفجارات تحدث عندما يقترب القزم الأبيض من نجم آخر يلتحم معه والقزم الأبيض هو نجم وصل لنهاية حياته واستنفذ معظم الهيدروجين الذى بداخله حيث تكون اندماجاته النووية قد توقفت وحينها يبدأ فى الانضغاط على نفسه لدرجة أن حجمه يصبح كحجم كوكب صغير حيث أنه لو وجد نجم يقترب من ( القزم الأبيض ) فى هذه المرحلة يبدأ النجم الأبيض بأخذ المادة والهيدروجين التى فى النجم الآخر وبسبب المجال المغناطيسى القوى ( للقزم الأبيض ) حيث أن الهيدروجين الذى ينسحب من النجم الآخر ينسحب بإتجاه الأقطاب حيث تبدا الاندماجات النووية الموضوعة عند الأقطاب والاندماجات النووية هى على هيئة ومضات الضوء فى انفجارات ( الميكرونوفا ) وعلى الرغم من أن كلمة ( ميكرو ) توحى بأن الانفجارات صغيرة حيث أن الانفجار الواحد من ( الميكرونوفا ) يحرق كمية من المادة قدرها ( 20 مليون تريليون كجم ) وبالرغم من قوة انفجار ( الميكرونوفا ) إلا أنه لا شىء عند التحدث عن ( النوفا ) الأقوى منه ( بمليون مرة ) حيث إن انفجار ( النوفا ) يحدث بنفس طريقة حدوث ( الميكرونوفا ) الذى هو عبارة عن نظام مشترك فيه قزم أبيض ونجم عملاق أحمر فى آخر مراحل حياته وبمجرد ما تتم عملية الارتباط مع بعض بسبب الجاذبية ( Gravity ) يحدث انتقال للمادة أو الهيدروجين من طبقات الغلاف الجوى للعملاق الأحمر أو القزم الأبيض حيث أن الفرق بين هذه الحالة وحالة ( الميكرونوفا ) حيث أن الهيدروجين الذى ينسحب هذه المرة لا يتركز عند الأقطاب حيث يتوزع على القزم الأبيض بالكامل وحيتها تحدث فى النجم كله اندماجات نووية حيث إن القزم الأبيض الذى كان باردا يبدأ يسخن وسطوعه يبدأ يزداد حتى يصل لمرحلة حرجة حيث يفقد كل الطاقة ( Energy ) التى اكتسبها حيث أنه انفجار نووى يطلق إشعاع وطاقة أكثر ( 100000 مرة ) من التى تنتجه الشمس فى سنة كاملة وبعد ما يحدث الانفجار يبرد القزم الأبيض مرة أخرى وسطوعه يقل ويعيد نفس الدورة مرة أخرى من الأول والتى تتكرر كل ( 80 سنة ) .

ففى سنة ( 1998 ) انتشرت ورقة بحثية تقترح وجود ( الكيلونوفا ) والعلماء عن طريق ( الكيلونوفا ) كانوا يحاولون تفسير سبب تكون العناصر الثقيلة فى الفضاء كالذهب والفضة واليورانيوم والبلاتينيوم حيث أن أثناء اندماج نجمين نيوترونيين مع بعض أو نجم نيوترونى مع ثقب أسود ( Black Hole ) عملاق يحدث اندماج نووى ضخم جدا انفجاره يكون أقوى ( 1000 مرة ) من انفجار ( النوفا ) نتيجة للاندماج الثقيل جدا حيث تتكون عناصر فى نواة النجم أثقل من الحديد .

وفى سنة ( 2017 ) التقط مرصد ( ليجو ) إشارة ضوئية قادمة من مجرة ( NGC 4993 ) والتى تقع على بعد 130 مليون سنة ضوئية من الأرض حيث كانت الإشارة قوية جدا وخصائصها غريبة جدا حيث أن العلماء اشتغلوا على تحليل الإشارة وعن طريق إجراء مقارنة بين نوع الأطياف الضوئية الخاصة بها وبين نماذج الكمبيوتر التى كانت تحاول أن تتنبأ بطرق تكون العناصر الثقيلة فى الفضاء حيث اكتشف العلماء أن الإشارة الغامضة هى انفجار ( كيلونوفا ) حيث تم إثبات وجود نوع جديد من الانفجارات الكونية حيث أن الانفجار يكون عنيفا جدا ولكى يتم معرفة شدته حيث أنه لو حدث انفجار من نوع

( الكيلونوفا ) على مسافة ( 35 سنة ضوئية ) من الأرض سيكون الانفجار كاف للقضاء على كل أشكال الحياة التى على الأرض ل ( 1000 السنين ) بسبب الأشعة الكونية الخطيرة التى ستنتج عنه ولكى يتم استيعاب الرقم الكبير فالسنة الضوئية الواحدة = أكثر قليلا من ( 9 تريليون كم ) فعلى الرغم من القوة المرعبة ( للكيلونوفا ) إلا أنها لا شىء عند مقارنتها بالمستعر الأعطم ( السوبرنوفا ) حيث أن انفجار ( السوبرنوفا ) يحدث مع النجوم التى كتلتها أكبر من كتلة الشمس على الأقل ب ( 5 أضعاف ) حيث أن الانفجار يكون سببه الصراع الموجود بين القوى المتضادة التى بداخل النجم حيث أن النجوم تحرق فى مركزها كميات هائلة من الوقود النووى مما يولد حرارة وضغط كبير للخارج وعلى الجانب الأخر توجد قوة الجاذبية حيث أنها التى تحاول طول الوقت أن تضغط كتلة النجم للداخل حيث أن النجم فى مراحل شبابه يفضل دائما مسيطر على الوضع لكن عندما يبدأ وقود النجم على الانتهاء النجم سيبدأ فى الانهيار على نفسه ويخرج منه صدمة عنيفة تطرد الطبقات الخارجية للنجم على هيئة أضواء براقة تكتسح كل أنحاء الفضاء فى انفجار ( السوبرنوفا ) وانفجار ( السوبرنوفا ) من ناحية السطوع يعتبر أشد من سطوع ( الكيلونوفا ) ب ( 10 مرات ) ل ( 100 ضعف ) حسب حجم النجم وعن طريق الرجوع بالزمن للوراء قليلا قبل اختراع التلسكوبات سنلاحظ أن معظم الحضارات القديمة كانوا يرصدون انفجارات السوبرنوفا فى السماء لأن سطوع ( السوبرنوفا ) كان يرى بالعين المجردة .

حيث أن ( السوبرنوفا ) قد قفلت الانفجارات الكونية حيث يوجد ( الهيبرنوفا ) أو ( المستعر فوق الأعظم ) وهذا نفس فكرة 

( السوبرنوفا ) حيث أن كل الاختلاف أن النجم الذى يحتضر يكون أكبر بكثير فى الحجم حيث أنه أكبر من الشمس ب ( 30 ) ضعف وعندما ينتهى الوقود النووى الذى بداخل النجم ويبدأ فى الانهيار على نفسه يطلق جزء كبير من المادة النجمية الخاصة به فى الفضاء حيث أن النجم كله يمحى من الوجود ولا يبقى شىء بعد الانفجار أو يتحول لنوع غريب من الثقوب السوداء ( Black Holes ) ( الثقوب السوداء الدوارة ) والانفجار يكون سطوعه أكبر ب ( 10 أضعاف ) من انفجار السوبرنوفا .

ففى سنة ( 1963 ) تم إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية ( أقمار فيلا ) حيث كان الغرض منها الكشف عن تجارب الأسلحة النووية المحظورة عن طريق رصد أى نشاط مكثف لأشعة جاما ( Gama Rays ) حيث تم توقيع معاهدة دولية والتى كانت تنص على حظر أى تجارب نووية داخل الغلاف الجوى للأرض لكن بعد إطلاق الأقمار الصناعية ب ( 10 سنين ) سنة ( 1973 ) حيث أن الأقمار الصناعية رصدت ( 16 حدث مختلف لأشعة جاما ) حيث كان أول توقع أن أحدا قد اخترق المعاهدة الدولية لكن المفاجأة أن مختبر ( لوس ألاموس ) أصدر ورقة أعلن فيها أن مصدر الأشعة ليس من الأرض أساسا بل جاء من خارج النظام الشمسى ( Solar System ) كله حيث كانت هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها رصد انفجارات أشعة جاما أعنف الانفجارات فى الكون ( Universe ) حيث أن الانفجارات تحدث بسبب اندماج النجوم النيترونية أو موت النجوم ( Stars ) الضخمة أو حتى اندماج الثقوب السوداء مع بعضها ونتيجة للاندماجات تنطلق موجات من أشعة جاما مدتها تتراوح من ثوانى معدودة لدقائق معدودة لكن على الرغم من مدتها القصيرة إلا أنها تطلق كميات من الطاقة تعادل كل الطاقة التى تطلقها الشمس فى كل مراحل حياتها حيث تم تصنيف انفجارات أشعة جاما كأقوى وأعنف الانفجارات الكونية المرصودة .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

30 / 5 / 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق