ماذا يوجد على حافة الكون ؟ وكيف الكون
بيتوسع بسرعة أكبر من سرعة الضوء ؟
من بداية وجود الإنسان على الأرض حيث أخذ
الإنسان ينظر للسماء ويتساءل عن موقعه فى الكون ( Universe ) وما الذى
يوجد خلف النجوم ( Stars ) حيث مرت سنين طويلة على
التاريخ العلمى للبشر وكان السؤال مستمرا ولم يتمكن أحد من الوصول لإجابة مقنعة
حيث ظهرت نظريات كثيرة حاولت تفسير ما هو الكون الواسع ؟ وعن طريق التخمين عن
الموجود فى الكون وبعيد جدا لدرجة أن البشرية لا تراه وهل الكون الواسع العملاق له
حدود ونهاية ؟ فإذا كان للكون حدود فما الذى يوجد بعد هذه الحدود ؟ أو ماذا يوجد
عند حافة الكون ؟ فهذا السؤال الذى حير الكثير من علماء الفيزياء والفلك على مر
التاريخ حيث سنتحدث عن الكون ونتناقش فيه بشكل علمى ونعرف إجابة السؤال وشرح كيفية
توسع الكون بسرعة أكبر من سرعة الضوء على الرغم من أن نظرية ( النسبية الخاصة )
لآينشتين أثبتت عدم وجود أى جسم فى الكون يمكن له تخطى سرعة الضوء لأنه حدود
السرعة القصوى فى الكون .
فى بداية التاريخ العلمى للبشر كانت الحضارات
القديمة ليس لديها أى فكرة عن ماهية الكون والفضاء ( Space ) حيث لا
يوجد لديهم تلسكوبات ولا معدات حديثة ليتمكنوا من فهم الكون حيث أن البشر كانوا
يعتقدون فى الماضى أن الكون شىء صغير أو محدود وأن الأرض هى مركز الكون ومحوره
والشمس ( Sun
) هى التى تدور حول الأرض ( Earth ) وظلت هذه الفكرة مستمرة لوقت
طويل جدا من أيام الحضارة الإغريقية وفلاسفة اليونان القدماء حتى عصور النهضة ولما
جاءت عصور النهضة ظهر علماء فلك آخرون وبدأوا يسألوا السؤال بطريقة أخرى هل الأرض
فعلا مركز الكون ؟ وكل شىء يتمحور حول الأرض فهل الفضاء والنجوم كلها مجرد منظر
وليس لها أى مغزى آخر فى الحياة وهذا السؤال طرحه
( نيكولاس كوبرنيكوس ) فى بداية ( ق / 16 )
حتى تمكن من الوصول لإجابة كانت مذهلة وصادمة بالنسبة لكثير من البشر لدرجة أنه تم
اتهامه بالكفر نتيجة لتفكيره حيث أن الأرض ليست مركز الكون وليست الشمس هى التى تدور
حول الأرض ولكن الأرض هى التى تدور حول الشمس حيث أن الأرض تدور وتسبح فى مدار
ثابت حول الشمس ومعها كل الكواكب
( Planets ) الموجودة
فى المجموعة الشمسية ( Solar System ) حيث أن الشمس هى مركز الكون
والمجموعة الشمسية هى الكون كله حيث أن الفضاء ليس له نهاية ولا جدران أو حدود حيث
أن الفضاء ليس له نهاية ولم يعرف أحد أنه كان على حق إلا بعد وفاته وظلت الفكرة
مستمرة لزمن طويل جدا يقترب من القرون ففى منتصف ( ق / 17 ) جاء نيوتن بوضع
أساسيات قوانين الجاذبية الأرضية وبدأ معه علم الفيزياء الكلاسيكية باكتشاف
القوانين وديناميكا الحركة والجاذبية
( Gravity ) حيث أن
المجموعة الشمسية ليست الكون وإن الشمس ليست مركز الكون بل النظام الشمسى كله هو
ليس أكثر من نقطة فى بحر كبير وواسع مجرة ( Galaxy ) ( درب
التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) والمجرة
مليئة بمليارات النجوم كالشمس وحولها كواكب كثيرة جدا ككوكب الأرض حيث قد تم تغيير
المفاهيم لدى كثير من البشر بالتخيل بأن البشرية فهمت فهم شامل لمعنى الكون ومدى
حجمه واتساعه حيث أن الحقيقة الفعلية مذهلة وحينما جاء
( ق / 20 ) ظهر عالم جديد ( إدوين هابل )
الذى تمكن من رصد شىء يمكن البشرية من فهم المعنى الحقيقى لكلمة ( كون )
حيث أن مجرة ( الطريق اللبنى ) ليست المجرة
الوحيدة فى الكون بل يوجد مجرات كثيرة جدا بعيدة عن الأرض أكبر وأكثر من قدرة
البشرية على الحصر والمجرات كلها تبتعد عن الأرض بسرعات كبيرة والنور الذى يصل
للأرض منها يخفت مع الوقت وتردده بيقل لذلك يظهر فى التلسكوبات أنه محمر فى ظاهرة
( الريد شفت ) أو الانزياح للأحمر حيث أن المهم هو أن فى المرة الأولى لتاريخ
البشر فالإنسان لم يكن محور الكون بل إن الفضاء أوسع وأضخم من أى شىء يمكن تخيله
أو يتصوره وأنه ليس له نهاية وممتد فى كل الاتجاهات فقدرة التلسكوبات على الرصد
حيث أن الإنسان يميل لتفسير المجهول بقوانينه ويفرض عليه القواعد التى يتعامل بها
فى حياته اليومية فكان المجتمع العلمى دائما بيتساءل أين نهاية الكون ؟ وأين حافة
الكون ؟ وهل الممكن للكون أن يمتد بهذا الشكل فى كل الاتجاهات لدرجة أنه ليس له
حافة ولا نهاية ؟ ولما ظهرت نظرية ( الانفجار العظيم / Big
Bang
) حيث تم معرفة أن الكون بدأ منذ ( 13.8 مليار سنة ) لما تمددت المساحة والزمن
والأبعاد نفسها من نقطة صغيرة جدا توسعت فى أقل من لحظة وحجمها تضاعف بشكل رهيب
وبما أن الكون له بداية منطقيا لازم يكون له نهاية وحدود حيث أن كل المشاهدات
العلمية والعملية والمعادلات الفيزيائية والنظريات التى يتم التوصل إليها تؤكد
حقيقة أن الكون واسع جدا وليس له نهاية واضحة ولا حدود حيث أن اكتشاف ظاهرة التمدد
والتوسع المتسارع للكون وأن المجرات البعيدة عن الأرض تتسارع بمعدل أسرع من سرعة
الضوء من أجل معرفة ( الطاقة المظلمة ) أو
( Dark Energy ) وهى التى
تتسبب فى توسع وتسارع الكون وبسبب الطاقة المظلمة توجد أشياء كثيرة فى القوانين
الفيزيائية لا يمكن لها وصف ما الذى يحدث بالضبط ؟ ففى الأطراف البعيدة جدا للكون
حيث أن علماء الفيزياء توصلوا مع مرور الوقت تطور مفهوم البشرية عن شكل الكون كله
هى أن الكون ليس له نهاية ولا حافة والكون ممتد فى جميع الاتجاهات بدون تفرقة وليس
له أى حدود والاستنتاج المنطقى تم التوصل إليه لسببين نشاهدهم فى شكل الفضاء
الواسع حول الأرض .
1 ) هو أن المنطقة من الكون التى يمكن رصدها
بالتلسكوبات شكلها موحد أى شكلها مسطح على المستوى الكونى وهذا معناه أن النجوم
والكواكب والمجرات فى كل منطقة من مناطق الكون موزعة بشكل موحد ومتساوى مما يعنى
أن منطقة بها مجرات أكثر أو منطقة بها مجرات أقل فكل المجرات موزعة بالتساوى ولا
يوجد أى منطقة شكلها مختلف وهذا معناه منطقيا أن شكل الكون على أبعاده الكبيرة
والضخمة جدا هو مسطح ومنبسط حيث لا يمكن لكل منطقة فى الكون فتوزيع المجرات
والأجسام الضخمة فيها متساوى ويبقى شكله مختلف وذلك لأن الجاذبية ( Gravity ) نفسها
تمنع ذلك حيث أن الكون مجرد بساط مفرود وطائر فى الهواء حيث تم وضع كور كثيرة فى
وسط البساط وتركت الأطراف فارغة فشكل البساط سيكون منحنى ومقعر وممكن الوصول
لمرحلة دورانه حول نفسه على شكل كرة حيث أن بدايته هى نفسها نهايته ولكن لو تم
توزيع الكور على كل مكان فى البساط بالتساوى فسيبقى مفرود ومنبسط حيث سيصبح شكله
مسطح وممتد حيث أن هندسة الزمكان ليست منحنية على المقياس الكونى حيث أن الكون لا
يدور حول نفسه ويكون شبه الكرة وبما أن الكون يتوسع باستمرار ومعدل التوسع الكونى
بيزيد بسبب الطاقة المظلمة بسرعة أكبر من سرعة الضوء = ( 300000 كم / ث ) فهذا
معناه أن الكون الذى شبه بالبساط ممتد إلى ما لا نهاية فلنفترض أن الكون ليس له
حدود فيمكن معرفة حجم الكون المرئى الذى يمكن رصده ما قيمته بالضبط ؟ فعن طريق شرح
الكون المرئى حيث أن الكون كله فى حركة مستمرة وأنه يتوسع باستمرار فى جميع
الاتجاهات وكل المجرات تبتعد عن بعض باستمرار فالكون المرئى هو الحدود القصوى
للكون الذى يمكن رصدها بكل التكنولوجيات الحديثة الموجودة لدى البشرية والذى يضع
هذه الحدود هى سرعة الضوء وبما أن الكون كله فى حالة توسع فالمجرات القريبة من
الأرض تبتعد عن الأرض بسرعة أقل من السرعة التى تبتعد بها المجرات البعيدة عن
الأرض فالمجرة كل ما تكون أبعد عن الأرض وبسبب توسع الكون كل ما السرعة التى تبتعد
بها عن الأرض بتزيد فالمجرات البعيدة عن الأرض بتصل لمسافة أنها تبتعد عن الأرض بسرعة
أكبر من سرعة الضوء حيث أن آينشتين أثبت فى نظرية ( النسبية الخاصة ) أنه لا يوجد
أى جسم فى الكون يمكن له التحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء وأن سرعة الضوء هى حد
السرعة القصوى فى الكون فكيف يتوسع الكون بسرعة أكبر من سرعة الضوء ؟ حيث أن توسع
الكون بسرعة أكبر من سرعة الضوء ينطبق على سرعة كل الأجسام الموجودة فى الكون فعلا
ولكنه لا ينطبق على سرعة توسع الكون نفسه على الرغم من أن نظرية ( النسبية الخاصة
) تمنع أى جسم يتحرك بسرعة أكبر من سرعة الضوء حيث أن فى حالة مقارنة سرعة جسمين
قريبين من بعض حيث لا يمكن لأى جسم فيهم يمكن له تجاوز سرعة الضوء ولكن النسبية لا
تمنع وجود جسمين شديدوا البعد عن بعضهما البعض كالأرض والمجرات التى تبتعد عن
الأرض بمليارات السنين الضوئية حيث أنهم يبتعدوا عن الأرض بسرعة أكبر من سرعة
الضوء فإن سرعة توسع الكون بسرعة أكبر من سرعة الضوء لا ينتهك نظرية
( النسبية الخاصة ) فالمجرات البعيدة جدا عن
بعض تبتعد عن بعض بسرعة أكبر من سرعة الضوء بالنسبة لبعضهم فكل مجرة تتحرك بسرعة
أقل من سرعة الضوء ولكن المسافة بتزيد بينهم بسرعة أكبر من سرعة الضوء فأى مجرة
بعيدة عن الأرض لدرجة أنها تبتعد عن الأرض بسرعة أكبر من سرعة الضوء تخرج وتختفى
خارج الكون المرئى يعنى تختفى ولا يمكن رصد الضوء القادم منها أبدا لأن فى الوقت
الذى يخرج فيها الضوء فى اتجاه الأرض بسرعة ( 300000 كم / ث ) تكون المسافة بين
الأرض والمجرة بعدت أكثر من ( 300000 كم ) فإن الضوء لن يصل للأرض أبدا والمجرة
ستخرج خارج حدود الكون المرئى بالنسبة للبشرية والذى يمثل نقطة فى بحر الكون كله .
2 ) وبما أن الكون ممتد إلى ما لا نهاية وليس
له أى حدود أو حواف حيث أن كل ما تراه البشرية فى الفضاء هو مجرد المنطقة التى
يمكن رصدها من الكون ( الكون المرئى ) فهو المنطقة من الكون حيث أن الضوء الخارج
من الأجسام فيها تمكن من الوصول للأرض ويقطع كل هذه المسافة وأى منطقة من الكون
بعد هذه المنطقة تبقى خارج مجال ادراك البشر والذى تراه البشرية فى الكون المرئى
هو شكل موحد حيث توجد قاعدة فى علم الفيزياء والفلك حيث أن موقع الأرض فى الفضاء
غير مميز ولا توجد أى شىء يميز أى منطقة فى الكون عن منطقة أخرى فما دام الكون
المرئى شكله موحد وتوزيع المجرات فيه متساوى حيث أن مناطق الكون الأخرى التى لا
يمكن رؤيتها أو رصدها شكلها موحد ومتساوى حيث أن الكون مسطح ومنبسط وممتد وليس له
نهاية ولا حافة لأنه لا يوجد أى وسيلة فيزيائية تسمح بأن يكون الكون موحد ومتساوى
فى كل مناطقه إلا أن حجمه لا نهائى لكن الحقيقة أن الكون لا نهائى وكل الذى تراه
البشرية فى الفضاء هو نفس الشكل الذى ستراه فى أى مكان آخر فى الكون حيث أن حدود
الكون المرئى بتزيد مع مرور الزمن لأن فى كل لحظة يصل للأرض ضوء أكثر وأكثر من
مناطق أبعد فى الكون حيث أن الضوء القادم منها لم يصل للأرض بعد فمنظور البشرية
للكون المرئى يتوسع كل يوم حيث أن العلماء متفقون على حجمه اللانهائى وأنه ليس له
أى حدود أو حواف .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
6 / 11 / 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق