استكشاف حركة الكون ( قتلة على الكوكب الأحمر
) ( المريخ / Mars )
تتجه ( ناسا ) نحو ( الكوكب الأحمر / المريخ
/ Mars
) فهدفها إرسال البشر إلى المريخ خلال ( 20 سنة ) القادمة فعن طريق النظر للمريخ
فى الفضاء حيث أن البشر سيصلوا للمريخ وسيهبطون على سطحه يوما ما حيث أن المريخ
يشبه الأرض من عدة نواحى حيث أن المريخ يمثل أكثر بيئة شبها بالأرض ضمن المجموعة
الشمسية لكن استيطان الكوكب المجاور للأرض ( المريخ ) مثل تحديا صعبا حيث أن بيئة
المريخ معزولة حيث يمكن أن يحدث عدد لا نهائى من الأخطاء ولن يوجد أمل للنجاة حيث
توجد الكثير من العقبات يجب تجاوزها فى رحلة البشر لاستكشاف المريخ مما يجعلها
رحلة صعبة فيمكن للبشر الوصول للمريخ ولكن هل سيصل البشر بسلام إلى المريخ ؟ فقد
يبدو المريخ مصمما ليمنع البشر من الوصول إليه فهل كتب على البشر الفشل فى السعى
للوصول إلى المريخ ؟
إن الكوكب الأحمر ( المريخ ) جار كوكب الأرض
إلا أن الرحلة الاستكشافية للمريخ ستكون صعبة جدا حيث ستكون أطول مسافة قطعها
الإنسان بعيدا عن كوكب الأرض فيجب اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة بمجرد وصول رواد
الفضاء للمريخ حيث سيواجه رواد الفضاء عقبة هائلة فالهبوط على سطح المريخ مهمة
شاقة فخلال تاريخ المريخ لم يستقبل الزوار حيث أن المريخ يمثل مقبرة للمركبات
الفضائية حيث إن إرسال مركبة فضائية من الأرض لتهبط على المريخ سيكون صعبا جدا حيث
كان التصور لوكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) لمركبة ( سكاباريلى ) حول كيفية
الهبوط على المريخ فى سنة ( 2016 ) لكن نظام الهبوط كان نظاما فاشلا حيث تم إطلاق
مظلة الهبوط مبكرا حيث ترك المركبة
( سكاباريلى ) تسقط سقوطا حرا ل ( 33 ث ) حيث
تحطمت ( سكاباريلى ) إثر اصطدامها بسطح المريخ بسرعة
( 540 كم / س ) مخلفة ندبة سوداء عميقة على
سطح المريخ حيث إن الهبوط على سطح المريخ يفرض صعوبات من نوع خاص حيث لن يتحقق
أكثر من ( 50 % ) نسبة نجاح الهبوط على المريخ حيث تتأثر المركبات الفضائية
المحطمة التى أخفقت فى الهبوط على المريخ وبالنسبة لهبوط أول طاقم من رواد الفضاء
على سطح المريخ فيجب التعلم من الأخطاء لكن بمجرد اقتراب رواد الفضاء من سطح
المريخ حيث توجد نفس المشكلة فكثافة الغلاف الجوى للمريخ أقل من كثافة الغلاف
الجوى للأرض ب ( 100 مرة ) حيث لا يمكن له توفير قوة السحب اللازمة لهبوط المركبة
الفضائية على سطح المريخ حيث يمكن استخدام المظلات العملاقة للانسياب بسلاسة إلى
سطح المريخ حيث يمكن الاستفادة من الهواء لكن الأمر صعب فالغلاف الجوى الرقيق
للكوكب الأحمر ( المريخ ) يمثل مشكلة عبر مليارات السنين حيث لا يوجد غلاف جوى
كبير يحيط بالمريخ فهو يتضاءل باستمرار بسبب ضعف الحماية التى يؤمنها المجال
المغناطيسى للمريخ حيث يمكن للرياح الشمسية تجريد المريخ من غلافه الجوى فعلى
الأرض توجد نواة من المعدن السائل تخلق مجالا مغناطيسيا تشكل درعا يحمى الأرض
ويساعد فى الحفاظ على الغلاف الجوى للأرض فالأمر مختلف على المريخ فقبل ( 4.5
مليار سنة ) تشكل كل من الأرض والمريخ من الغبار والغاز فى الفضاء وقد تشكل المريخ
حيث كانت مواد البناء شحيحة فكان نمو المريخ ضعيفا فالمريخ أصغر من الأرض ب ( 10
مرات ) وعامل ( 10 ) فى حساب الكتلة مهم جدا فالكتلة الزائدة تسمح لقلب الأرض بأن
يبقى دافئا وأن تكون له نواة تدور مولدة مجالا مغناطيسيا فقبل 4.5 مليار سنة بدأت
نواة المريخ المتوهجة تبرد وتتصلب فمن دون النواة الساخنة لن يتم توليد المجال
المغناطيسى فكل الجزيئات الصغيرة المشحونة القادمة من الشمس تتفتت وتضيع ببطء فى
الغلاف الجوى للمريخ حيث أن المريخ يفقد المزيد من غلافه الجوى مع كل ثانية تمر
بتأثير الرياح الشمسية أى أن المريخ سيودع غلافه الجوى قريبا فبوجود غلاف جوى ضئيل
يحيط بالمريخ يجب أن تكون ناسا مبتكرة كى تسهل هبوط رواد الفضاء على سطح المريخ
ففى سنة ( 2012 ) أنزل اختراع ( سكاى كرين ) الثورى المركبة الفضائية ( كيوريوسيتى
روفر ) باستخدام المظلات والصواريخ المرتجعة حيث استخدمت البعثات السابقة المظلات
مع أشياء أخرى كاستخدام كرة مطاطية منفوخة تحيط بالمركبة الفضائية حيث أن رواد
الفضاء لن يفرحوا بالقفز على كرة مطاطية وصولا لسطح المريخ فالإنزال البشر على سطح
المريخ تحتاج ناسا لحيل جديدة فالمركبة الفضائية سنة ( 2020 ) ستنجح فى اجتياز
التحدى عبر تجربة أبحاث المظلة المتطورة بالأمواج فوق الصوتية ( أسباير ) حيث
ستتمكن من إبطاء المركبة الفضائية بسرعة وبقوة محرك طائرة نفاثة فهذا جيد للمركبة
الفضائية وستنجح بدون مشكلات لكنه لن ينجح بوجود البشر فالمركبة الفضائية التى
ستحمل البشر ستكون ثقيلة جدا من المركبة الفضائية الآلية التى تزن ( 1000 كجم )
حتى المظلات بالأمواج فوق الصوتية ستعجز عن إنزال البشر بأمان على المريخ حيث
ستكون ناسا بحاجة لخطة جديدة حيث أن الاستفادة من الغلاف الجوى الرقيق للمريخ
بطريقة معينة حيث أن اختراق الجزء الكثيف من الغلاف الجوى الرقيق للمريخ بسرعة
كبيرة ثم الاتجاه إلى سطح المريخ بمسار أفقى والانزلاق بحيث يتضاءل زخم الحركة
بينما يهبط رواد الفضاء سيقومون بتوجيه مقدمة المركبة الفضائية باتجاه سطح المريخ متجهين
إلى الجزء الأكثر سماكة من الغلاف الجوى للمريخ والأقرب لسطح المريخ ثم سيعدلون
مسارهم فى اللحظة الأخيرة مستفيدين من قوة الاحتكاك التى يفرضها الغلاف الجوى
للمريخ لإبطاء المركبة الفضائية حيث سيتم تشغيل محركات التوقف من أجل الهبوط
الأخير حيث لا تزال مخططات ناسا للهبوط على سطح المريخ قيد الدراسة لكن حتى لو
تمكنت ناسا من إيصال رواد الفضاء إلى سطح المريخ فالمشاكل التى يفرضها الغلاف
الجوى الرقيق للمريخ لم تنته بعد فهو يسبب دوامات من العواصف الترابية تغطى سطح
المريخ بأكمله فالمريخ لا يحتوى على عواصف ترابية فحسب بل جحيم ترابى حيث أن السحب
الترابية الهائلة قد قتلت من قبل فإن وصل رواد الفضاء إلى المريخ سنة ( 2035 )
سيواجه المستوطنون من رواد الفضاء واحدا من أكبر التحديات على الكوكب الأحمر (
المريخ ) إنه الغبار فيمكن لشعاع الشمس بأن يحمل شحنات ساكنة مما يجعل الغبار
يلتصق بالأشياء حيث أنه لا يمكن الوقوف على المريخ بالنسبة للإنسان وإن تمكن
الإنسان من الوقوف على المريخ حيث سيقوم الإنسان بتنفيض الغبار حيث سيتغلغل الغبار
فى بدلة رواد الفضاء ويغشى عين الإنسان وسيغطى الألواح الشمسية فإن دخل غبار
المريخ إلى رئة الإنسان فلن يكون بالأمر الحسن فيجب إيجاد طريقة للتخلص من هذه
المواد فخلال ( 60 و 70 ق / 20 ) سار رواد فضاء فى مهمة ( أبوللو / 11 ) على سطح
القمر فحين عادوا لوحدة الهبوط كانوا يحملون معهم ترابا قمريا حيث تسببت العبوات
محكمة الإغلاق المحتوية على التراب القمرى تسببت برفع درجة حرارة الأجهزة العلمية
مما أدى إلى قراءات خاطئة للأجهزة العلمية حتى أنها تسببت فى مرض رواد الفضاء فلا
يجب استنشاق مادة ترابية قمرية دقيقة فهى قد تصيب الإنسان بمرض ( السحار السيليسى
) وهو أقرب ما يكون لسرطان الرئة فقد يصاب به الإنسان فور اشتنشاق الغبار القمرى
فالكوكب الأحمر ( المريخ ) مغطى بالغبار الدبق حيث أن بعض الدراسات الحديثة تشير
إلى كل هذا من مصدر واحد فتشكيل حفر ( ميدوسا ) عندما تشكلت الرواسب البركانية
الممتدة ل ( 690 كم ) قبل / 3 مليارات سنة لكن رياح المريخ نحتت الهيكل ناثرة
الغبار على المريخ بأكمله فعندما تقصف رياح المريخ بالغبار فقد تكون التبعات مدمرة
حيث أن المشكلة الحقيقية بأن كل الجسيمات الدقيقة تدخل الغلاف الجوى للمريخ
وتستغرق وقتا طويلا قبل أن تستقر من جديد فما يفعله الغبار المريخى هو أنه يصعد
للفضاء ويبقى بالفضاء طويلا ومع ازدياد المواد التى يحملها الغلاف الجوى للمريخ
تتشكل عواصف ترابية هائلة فالعواصف الترابية هائلة لدرجة أنها تحجب ضوء الشمس
وتبرد سطح المريخ مما يشكل فرقا فى درجة الحرارة بين سطح المريخ والغلاف الجوى
الرقيق للمريخ مما يتسبب بجعل الرياح المريخية أقوى والعواصف الترابية المريخية
أشد فناسا بمركبتها الفضائية ( أوبورتيونتى روفر ) تعرف مخاطر مواجهة إحدى العواصف
الترابية المريخية حيث تم إرسالها إلى المريخ للبحث عما يشير لأى وجود سابق للماء
على سطح المريخ وعن احتمالات وجود سابق للحياة حيث تم العمل على المركبة الفضائية
( أوبورتيونتى روفر ) لفترة طويلة والتى عادت بنتائج جديدة من المريخ ففى ( 6 /
2018 ) كانت قد مرت ( 15 سنة ) على مهمة / أوبورتيونتى روفر حين ظهرت سحابات غبار
هائلة فى الأفق فلم يكن بوسع ناسا سوى مشاهدة العاصفة الترابية وهى تكبر وتشتد
فبمجرد أن خيمت العاصفة الترابية على المريخ بأكمله وحجبت الشمس والشمس هى مصدر
الطاقة التى تشغل المركبة الفضائية ( أوبورتيونتى روفر ) حيث كانت ( أوبورتيونتى
روفر ) تعمل باستخدام ألواح الطاقة الشمسية حيث بدأ مخزونها من الكهرباء يقل شيئا
فشيئا فبالنسبة ( لأوبورتيونتى روفر ) فلقد أصبحت تائهة فى الظلام حيث كانت
احتياطات الطاقة لدى ( أوبورتيونتى روفر ) تفرغ ببطء وتوقفت المركبة الفضائية
المريخية / أوبورتيونتى روفر عن العمل حيث كان يعتقد أن الألواح الشمسية قد تعود
للعمل عند انقشاع العاصفة الترابية لكنها لم تعمل مجددا أبدا فإن تمكن رواد الفضاء
من الوصول إلى المريخ فقد تقضى العواصف الترابية على ما هو أبعد من إمدادات الطاقة
لدى رواد الفضاء فحين تبدأ العواصف الترابية بالتصادم مع مصادر الكهرباء فيحدث
توليد شحنات ساكنة على نطاق واسع فى العواصف الترابية على المريخ حيث تحتك حبيبات
الرمل ببعضها مما يولد شحنة ساكنة حيث تحدث موجات كهربية فعلى الأرض تحدث الموجات
الكهربية عند ثوران البراكين حين يخرج الغبار أو الرماد من فوهات البراكين الضخمة حيث
يمكن رؤية البرق بين الأعمدة البركانية نتيجة انتقال نفس الشحنة فعندما يكون
الإنسان فى مكان يحوى الكثير من الشحنات الكهربية الساكنة حيث أن الشرارات ستتطاير
فعن طريق تشغيل الأجهزة للبقاء على المريخ سيحتاج رواد الفضاء لمأوى يحميهم فلا بد
من توفير الحماية لرواد الفضاء للعيش على المريخ الحماية من البرد ومن ضآلة الغلاف
الجوى للمريخ ومن الإشعاع الفضائى حيث يمكن بناء الملاجىء لرواد الفضاء الذين
سيعيشون على المريخ لكن تاريخ المريخ يقدم طريقا مختصرا فقبل مليارات السنين ثارت
براكين المريخ منتجة كميات هائلة من الحمم البركانية المريخية حيث أن الحمم
البركانية المريخية تدفقت عبر أنابيب تحت أرضية وحين تراجعت الحمم البركانية
المريخية تركت ورائها كهوفا فارغة حيث تبلغ جاذبية المريخ ثلث جاذبية الأرض بسبب
انخفاض كتلة الكوكب الأحمر ( المريخ ) فحين تتدفق الحمم البركانية المريخية تحت
أرض المريخ فهى تواجه مقاومة أقل حيث يمكنها إنشاء أنظمة هائلة من الكهوف ستمثل
ملاجىء طبيعية لرواد الفضاء ليحتموا فيها من العواصف الترابية المريخية فإذا تم
إغلاق الكهوف يمكن ملؤها بالهواء حيث يتم الحصول على أماكن لرواد الفضاء ليعيشوا
على المريخ فالكهوف المريخية مصممة ليتمكن رواد الفضاء من دخولها لكن فجوات الحمم
البركانية المريخية ظاهرة طبيعية لا يمكن اختبار مكانها حيث يجب الذهاب لأماكن
تواجدها فبناء الملاجىء الخاصة يمنح خيارات إضافية لرواد الفضاء ليحددوا أين
سيعيشون ويمكن بناؤها باستخدام الآليات قبل وصول رواد الفضاء للمريخ حيث يمكن
إرسال طابعات ثلاثية الأبعاد مما يتيح استخدام الصخور الموجودة على المريخ وصنع ما
يشبه الأسمنت لبناء هياكل يمكن العيش فيها حيث تتحدى ناسا الصناعات التكنولوجية
لتطوير ملاجىء للمريخ عبر الروبوتات ففى ( 5 / 2019 ) أعلنت ناسا عن الفريق الفائز
فقد بنى المركبة الفضائية ( ASP Factory ) هيكلا نجح بالصمود أمام
اختبارات الضغط والتأثيرات الصعبة فيمكن محاكاته بطابعة ثلاثية الأبعاد خلال ( 30
س ) وهو مصنوع من مواد موجودة على سطح المريخ فبمجرد اتمامه يمكن للملجأ حماية رواد
الفضاء من الظروف القاسية للكوكب الأحمر ( المريخ ) فحتى بوجود الملاجىء سيظل رواد
الفضاء بحاجة لتناول الطعام والشراب والتنفس ولكن لا يوجد طعام أو اكسجين قابل
للتنفس أو ماء سائل على سطح المريخ رغم أن المريخ هو البيئة الأكثر قابلية
لاستضافة الحياة بعد الأرض لكن المريخ ليس مضيافا للحياة من دون إمكانية الوصول
لأساسيات الحياة فهل سيكون استيطان المريخ ممكنا ؟ مقارنة بالأرض تمثل الحياة على
المريخ سببا للكوارث فعن طريق رغبة الإنسان بالعيش على المريخ حيث أنه عالم فضائى
يحاول قتل الإنسان فى كل خطوة حيث أن المريخ بعيد جدا وبارد حيث توجد أسباب عديدة
تمنع الإنسان من استيطان المريخ فما الذى يدفع البشرية لإرسال البشر إلى المريخ ؟
حيث أن كوكب ( الزهرة / Venus ) ثانى أقرب
كوكب للأرض فحرارة سطح الزهرة مرتفعة جدا وغلاف الزهرة الجوى يحوى عناصر كيميائية
مقارنة بالمريخ ويعتبر المريخ مكانا للزيارة حيث أن المريخ قريب ويشبه الأرض نسبيا
ورغم أن المريخ يفرض تحديات كثيرة إلا أنها تحديات يمكن اجتيازها فمن أجل
الاستقرار على المريخ يحتاج رواد الفضاء بعض الأساسيات فعن طريق العيش بالمريخ على
المدى القصير أو الطويل فما الذى يحتاجه رواد الفضاء من الناحية الجسدية ؟ يحتاج
رواد الفضاء الهواء والماء والطعام حيث يمكن أخذها مع البشر للمريخ لكن سيكون
الأمر سهلا إن وجد الهواء والماء والطعام على سطح المريخ حيث سيكون على رواد
الفضاء زراعة طعامهم بأنفسهم لكن تربة المريخ سامة فيبدو تراب المريخ شبه التراب
الموجود على الأرض لكن تراب المريخ يحتوى على ( البيركلورات ) وهى مواد سامة
للحياة البشرية ( فالبيركلورات ) هى مواد كيميائية تتكون نتيجة الكهرباء المرافقة
لعواصف المريخ الترابية وهى تشكل ( 1 % ) من تربة المريخ لا تبدو نسبة كبيرة لكنها
قد تشكل مشكلة هائلة بالنسبة لرواد الفضاء الذين يعيشون على سطح الكوكب الأحمر (
المريخ ) حيث سيمتص الغذاء المزروع فى تربة المريخ ( البيركلورات ) مما يشكل خطرا
صحيا على رواد الفضاء فالتعرض المباشر للتربة السامة سيسبب أمراضا شديدة لرواد
الفضاء من التأثيرات البيولوجية
( للبيركلورات ) على أجساد رواد الفضاء حيث
أنها تؤثر على الغدد الدرقية وتغير وظائفها فقد يصاب رواد الفضاء بالطفح الجلدى
ويشعرون بالغثيان حتى إن التعرض الطويل للغبار المريخى قد يتسبب بقتل رواد الفضاء
على سطح المريخ على بعد مليارات الكيلومترات من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية
الموجودة على الأرض حيث توجد عدة أفكار حول كيفية تنظيف التربة السامة للمريخ
باستخدام الماء أو البكتريا حيث سيكون على رواد الفضاء إيجاد طرق أكثر أمانا
لزراعة الغذاء حيث ستوفر الزراعة فى الماء كل الأغذية التى قد يحتاجها رواد الفضاء
على المريخ بدلا من الزراعة فى التربة السامة حيث سيزرع رواد الفضاء المحاصيل فى
الماء فعن طريق حمل البذور أو النباتات وزراعتها فى الماء فى المريخ لكن زراعة
المحاصيل فى الماء على سطح المريخ فيجب حل مشكلة الحاجة لكميات هائلة من الماء
فقبل التفكير بتأمين الماء للمزروعات سيحتاج رواد الفضاء الماء للشرب فالماء لم
يجر على سطح المريخ منذ مليارات السنين حيث أن البشر لديهم القدرة على الصمود
لأشهر دون طعام لكن الإنسان لا يستطيع المقاومة لأكثر من 3 أيام دون الماء حيث
يقوم رواد الفضاء بمحطة الفضاء الدولية بإعادة تدوير المياه من الاستحمام والتنفس
والبول والعرق لكن رواد الفضاء سيحتاجون ل ( 5600 لتر ) من الماء حيث سيتم إرسالها
لرواد الفضاء سنويا حيث تزن كل شحنة أكثر من ( 6 طن ) فنقل المياه للمريخ سيشكل
عبئا كبيرا للمهمة فيجب استخدام الوقود لإطلاقها والمزيد من الوقود لحمل وزن
الوقود الأول فيجب الالتزام بالقدر الأدنى من الوزن التى ستحمله المركبة الفضائية
من الأرض فعن طريق إقامة مستوطنات على سطح المريخ سيكون على رواد الفضاء العثور
على مصدر للمياه رغم عدم وجود مياه سائلة على سطح المريخ حيث توجد أماكن أخرى
للبحث حيث اتضح وجود الكثير من المياه على سطح المريخ لكنها محتجزة تحت سطح المريخ
وتحت الغبار والتربة السامة عند خطوط العرض العليا والماء موجود بكميات كبيرة فى
القطبين الشمالى والجنوبى للمريخ حيث يذوب الجليد ويتحول لماء يمكن شربه حيث يمكن
الزراعة فعن طريق إذابة كل الجليد القطبى على المريخ فيمكن أن تغمر المياه المريخ
بالكامل فالوصول للجليد مهم فعن طريق الاتجاه للمريخ لاستكشافه والعيش على سطحه
فالبحث عن الجليد سيكون الطريق الأمثل للوصول للمريخ فحتى لو تمكن رواد الفضاء من
تحويل جليد المريخ إلى ماء قابل للشرب ففى غياب الأكسجين سيموت رواد الفضاء خلال (
3 دقائق ) حيث يوجد أكسجين على المريخ لكنه ليس منتشرا فى الهواء ولا يمكن تنفسه
إنه موجود فى التراب المريخى ومتحد بالحديد ليشكل أكسيد الحديد الذى يمنح المريخ
لونه الأحمر فيجب نقل الأكسجين مع رواد الفضاء بكميات هائلة لا يمكن حملها أو أن
يتم صناعة الأكسجين على المريخ وهذا صعب جدا فيمكن ايصال الأكسجين لمحطة الفضاء
الدولية لكن الرحلة للمريخ طويلة حيث سيكون مهام ايصال الامدادات للمريخ قليلة
فعلى المريخ لا يمكن طلب ايصال الأكسجين فيجب أخذ كميات هائلة جدا من الأكسجين مع
رواد الفضاء حيث سيحتاج رواد الفضاء طريقة لتصنيع الأكسجين على الكوكب الأحمر (
المريخ ) .
فحين تصل المركبة الفضائية المريخية (
أوبورتيونتى روفر ) سنة ( 2020 ) إلى سطح المريخ ستجرى تجربة على أكسجين المريخ
وهى تجربة استخدام الموارد حيث ستقوم التجربة على أخذ ثانى أكسيد الكربون من هواء
المريخ واستخدام الكهرباء لفصل ذراته وإطلاق الأكسجين التى يمكن لرواد الفضاء
تنفسه مستقبلا فالاختبار سيولد الأكسجين على المريخ للمرة الأولى لكن المركبة
الفضائية لا يمكن لها صنع ما يكفى من الأكسجين لعدد كبير من رواد الفضاء المسافرين
للمريخ حيث تنتج المركبة الفضائية ( 220 كجم ) من الأكسجين يوميا وهو يكفى لإبقاء
الإنسان حيا
ل ( 6 ساعات ) فيجب الارتقاء بمستوى
التكنولوجيا لتأمين طاقم كامل من رواد الفضاء على المريخ لكن حتى لو تمكن رواد
الفضاء من النجاة على الكوكب الأحمر ( المريخ ) فهل سيصلون للمريخ فعلا ؟ إنها
رحلة طويلة فى مركبة فضائية مع ( 3 رواد فضاء ) .
حيث توجد مركبة فضائية جديدة ( أورايون )
بوزن ( 28 طن ) حيث سيكون على الصاروخ الذى سيطلق ( أورايون ) إنتاج مليارات
الكيلوجرامات من قوة الدفع وهذه مشكلة كبيرة فعن طريق الذهاب للمريخ مستقبلا فلا
تستطيع البشرية الذهاب للمريخ حيث لا تملك صواريخ قوية للذهاب للمريخ ففى سنة (
1996 ) أطلق صاروخ ( ساترن / 5 ) التابع لناسا رواد مهمة ( أبوللو / 11 ) إلى
القمر بقوة دفع ( 3.5 مليون كجم ) فهل يمكن لصاروخ ( ساترن / 5 ) إرسال رواد فضاء
للمريخ حيث تم التوقف عن صنع صواريخ فضاء من طراز ( ساترن / 5 ) فاللتحرر من جاذبية
الأرض يجب أن يتحرك الصاروخ بسرعة تفوق ( 40000 كم / س ) حيث يتم بناء أقوى صاروخ
فضاء فى العالم فنظام الإطلاق الفضائى ( SLS ) صاروخ تم
تصميمه لحمل المركبة الفضائية ( أورايون ) بعيدا عن الأرض وعن مدارها السفلى فهل
الصواريخ الكبيرة التى تم صنعها فى ( 60 / ق 20 ) فيتم صنعها مجددا لجعلها أقوى
إنه ضخم وهو أكبر من صاروخ ( ساترن / 5 ) الذى بنى لحمل ( أبوللو / 11 ) للقمر حيث
سيكون أكبر صاروخ فضائى تم بناؤه حيث سيكون نظام الإطلاق الفضائى طويل جدا حيث
ستدفع محركاته الضخمة الصاروخ عبر الغلاف الجوى للأرض بقوة
( 160000 سفينة حربية ) حيث ستنتج قوة دفع (
4 مليون كجم ) حيث سيتمكن الصاروخ ( SLS ) من إرسال
المركبة الفضائية ( أورايون ) للفضاء لتبدأ رحلتها نحو المريخ حيث تأخر إنجاز
الصاروخ عن الموعد المحدد حيث كان مقررا لرحلته التجريبية الأولى أن تجرى فى ( 12
/ 2017 ) حيث من المقرر إجراؤها مع نهاية سنة ( 2020 ) ففى ظل تطوير صواريخ فضائية
قابلة لإعادة الاستخدام فصاروخ ( SLS ) الفضائى ذو الاستخدام الواحد
لم يعد مرغوبا فما يجعل السفر الجوى رخيصا هو القدرة على استخدام الطائرات عدة
مرات فإن تمكنت البشرية من استخدام الصواريخ الفضائية عدة مرات فلن تكون البشرية
مضطرة لبناء الصواريخ الفضائية مرة تلو الأخرى فإذا تمكنت البشرية من استخدام
الصاروخ الفضائى والذهاب للفضاء وإحضار ما أمكن من الصاروخ الفضائى لإعادة استخدامه
فإن تم إعادة الصاروخ الفضائى للأرض يمكن استخدامه مجددا مما يقرب البشرية خطوة
أخرى من الوصول إلى سطح المريخ حيث أن نظام الإطلاق الفضائى سيبلغ المريخ فى ( 30
/ ق 21 ) رغم أن الكوكب الأحمر ( المريخ ) جار للأرض إلا إن اختيار توقيت الزيارة
سيكون معقدا فالإنسان الذى يعيش فى المدينة ( 1 ) وسيذهب للمدينة ( 2 ) فسوف يسلك
الإنسان الطريق السريع حيث أن المدينة ( 1 ) تتحرك باتجاه معين بسرعة ( 80 كم / س
) فى حين تتحرك المدينة ( 2 ) باتجاه آخر بسرعة ( 320 كم / س ) حيث تعتبر مشكلة
صغيرة جدا مقارنة بالذهاب لكوكب المريخ حيث إن الخطة الزمنية للمهمة إلى المريخ محكومة
بالميكانيكا الفضائية أى بمدارات الكواكب حيث إن اختيار وقت الذهاب للمريخ بشكل
عشوائى فيجب انتظار أن يكون كل من كوكبى الأرض والمريخ متحاذيين حيث تبلغ المسافة
بين الأرض والمريخ
( 225000 مليون كم ) لكنها تتغير طوال الوقت
لأن كل من كوكبى الأرض والمريخ ما زالا يدوران حول الشمس حيث أن أقرب مسافة قد
تبلغها الأرض من المريخ ( 56 مليون كم ) فعندما تكون البشرية على أحد جانبى الشمس
والمريخ قد تصل المسافة إلى أكثر من ( 400 مليون كم ) فيمكن للإطلاق قبل موعد وصول
رواد الفضاء للمريخ لأقرب مسافة ممكنة مما يؤدى إلى تقصير الرحلة للمريخ حيث يمكن
توفير الوقود والموارد مما يعزز فرص نجاح المهمة إلى المريخ لكن المحاذاة بين
الكوكبين ( الأرض / المريخ ) تحصل مرة كل ( 26 شهر ) فإن تم تفويت فرصة الإطلاق سيجب
الانتظار لأكثر من سنتين قبل المحاولة الأخرى لكن اختيار الوقت المناسب ليس كافيا
حيث يدور كل من الأرض والمريخ حول الشمس حيث لا يمكن ( لأورايون ) الطيران للمريخ
بخط مستقيم حيث ستلجأ ( أورايون ) لمدار ( هوهمان ) الانتقالى فيجب أن يكون رواد
الفضاء على متن المركبة الفضائية فى مدار حول الشمس فيجب أن تكون البداية من الأرض
بإطلاق المركبة الفضائية والتحرك وفق قوس صغير يدور حول الشمس بحيث يمكن للمركبة
الفضائية أن تنساب بسهولة وبشكل طبيعى فى المدار حول الشمس وتنتهى إلى المريخ حيث
ستستغرق الرحلة ( 10 شهور ) فالوصول للمريخ بشكل أسرع يعنى إحراق المزيد من الوقود
حيث تبقى خطة مدار ( هوهمان الانتقالى ) استهلاك الوقود منخفضا عن طريق وضع
المركبة الفضائية فى مدار يتقاطع تدريجيا مع مدار المريخ قبل أن تسحبها جاذبية
الكوكب الأحمر ( المريخ ) حيث يجب أن تكون الاتجاهات خالية من الأخطاء فعن طريق
استخدام طريقة عمل المدارات فيجب توجيه المركبة الفضائية إلى نقطة مختلفة عن مكان
ظهور المريخ فيجب توجيه المركبة الفضائية إلى حيث سيكون المريخ عند الوصول للنقطة
المختلفة فيجب أن تكون الدقة تامة كى يمكن للمركبة الفضائية الانسياب بسهولة حيث
سينتهى المطاف على المريخ وإلا قد تهيم المركبة الفضائية بالطواف فى الفضاء الشاسع
حتى إن تمكنت البشرية من بلوغ هدفها ستكون بانتظار رواد الفضاء إنها رحلة طويلة
تمتد إلى ( 10 شهور ) فالجسم البشرى ليس مصمما لاحتمال رحلات فضائية طويلة حيث
يمكن السفر فى الفضاء أن يفسد العظام ويضعف عضلات القلب وربما يؤثر على العقل فهل
يمكن لرواد الفضاء النجاة بالسفر للكوكب الأحمر ( المريخ ) ؟ حيث توجد مركبة
فضائية تحوم بين الكواكب حيث أنها ستكون رحلة خطرة فحين خطا أحد رواد الفضاء على
سطح القمر لم يكن قلبه ينبض بشكل منتظم فبعد العودة للأرض أصيب رائد الفضاء الذى
هبط على القمر بسكتات قلبية أدت لوفاته فقد وجدت دراسة أجريت سنة ( 2016 ) أن رواد
الفضاء الذين استقلوا ( أبوللو / 11 ) للقمر معرضون للوفاة بأمراض القلب والأوعية
الدموية أكثر ب 4 أو 5 مرات مقارنة برواد الفضاء الذين لم يغادروا المدار الأرضى أبدا
فقد يرجع أحد الأسباب للإشعاع الفضائى فلن يؤذى الإشعاع الفضائى عضلات القلب فحسب
بل سيؤذى عقول رواد الفضاء وأنظمتهم العصبية فى الفضاء الخارجى حيث سيواجه رواد
الفضاء المتجهون للمريخ إشعاعات تنشأ من نوى النجوم بعضها مصدره الشمس حين تنشر
الأعمدة الحرارية تيارات من الجسيمات المشحونة الفتاكة كما توجد الأشعة الفضائية
التى تأتى من خارج المجموعة الشمسية تنشأ من المستعرات العظمى ( السوبرنوفا ) التى
تعلن موت نجم هائل حيث تتحرك الجزيئات المحملة بالطاقة عبر مجرة
( الطريق اللبنى ) بسرعة الضوء فلا يجب
التعرض المباشر للأشعة الفضائية القادمة من خارج المجموعة الشمسية الناشئة من
المستعرات العظمى ( السوبرنوفا ) بكميات كبيرة فإن كانت الأشعة الفضائية بكميات
صغيرة فلن تسبب مشكلة حقيقية ولكن إن كانت كبيرة يمكنها اختراق الخلايا البشرية
وإفساد الحمض النووى وعلى المدى الطويل يمكن أن تلحق أذى شديدا على الجسم البشرى
فى الفضاء فكلما طالت فترة مكوث رواد الفضاء فى الفضاء كان الخطر أكبر فالمهمة
القمرية استمرت لإسبوع أو لإسبوعين لكن المهمة إلى المريخ لا تقل عن عامين أو
عامين ونصف فيمكن للإشعاع الفضائى أن يسبب طفرات حيوية أو سرطانات حيث أشارت دراسة
حديثة أجريت سنة ( 2019 ) إلى أن الإشعاع الفضائى قد يسبب فقدان الذاكرة لواحد من
كل ( 3 رواد فضاء ) ففى المهمة إلى المريخ فلا تقتصر المسألة على النسيان فأثناء السعى للعودة إلى الأرض فلا
يجب نسيان إجراءات حالات الطوارىء فيجب التفكير بكيفية الحد من تأثيرات الإشعاع
الفضائى كى يتمكن رواد الفضاء من الذهاب إلى المريخ وإنهاء المهمة على المريخ دون
أن يصاب رواد الفضاء بالأمراض الفضائية فعلى المركبة الفضائية حماية رواد الفضاء
فعن طريق بناء مركبة فضائية من الرصاص شديد السماكة سيكون وزنها كبيرا حيث أن
الرصاص لا يستطيع حماية رواد الفضاء من الإشعاع الفضائى حيث يحتاج رواد الفضاء للماء
ليحميهم من الإشعاع الفضائى فيجب نقل المزيد من الماء للشرب ولإعداد الطعام وعن
طريق تشكيل طبقة من الماء تحيط بالمركبة الفضائية حيث يمكن للماء امتصاص الأشعة
الفضائية حيث أن شرب الماء المستخدم لامتصاص الإشعاع من الصعب شربه لأنه سيسبب
الضرر لرواد الفضاء فهل سيكون الماء أخطر من أن يشربه رواد الفضاء على المريخ ؟
حيث يتم أخذ جزيئا ذريا فرعيا واحدا ويتم تحويله لجزيئا ذريا آخر حين يمتصه الماء حيث
سيبقى الماء صالحا للشرب فالظن ليس فى مكانه فحتى لو استطاعت ناسا تحصين رواد
الفضاء من الإشعاع الفضائى حيث ينطوى الفضاء على مشاكل صحية اخرى حيث ستبدأ العظام
بخسارة المعادن وسيصاب رواد الفضاء بالضعف والتهاب المفاصل حيث أن انعدام الوزن
على امتداد ( 10 شهور ) للرحلة سيضعف عظام رواد الفضاء حيث ستتراخى العضلات مما
سيجعل المشى صعبا لدى الهبوط على الأرض فلقد نشأت البشرية وتطورت على كوكب ذى
جاذبية ( الأرض ) فعندما يكون رواد الفضاء فى الفضاء الخارجى حيث يطفو رواد الفضاء
بحالة من انعدام الوزن حيث أن الجسم البشرى يتداعى من الداخل فيحتاج رواد الفضاء
للمساعدة فى السير عند العودة للأرض فإن وصل رواد الفضاء إلى الكوكب الأحمر (
المريخ ) سيكونون بحالة جسدية سيئة فلن يكونوا قادرين على العمل حيث ستساعد رواد
الفضاء أنظمة التمرين المكثفة فى الفضاء فى الحفاظ على صحة رواد الفضاء لكن ما
زالت البشرية تجهل التأثير الكامل للرحلات الطويلة فى الفضاء ففى المهمة إلى
المريخ فستصل الأجساد البشرية إلى حدود تحملها القصوى فلا يقتصر الأمر على
التحديات الجسدية فالعزلة ستكون مشكلة رئيسية لرواد الفضاء على المريخ الذين
سيكونون بعيدين عن الأرض لما لا يقل عن سنتين ونصف السنة حيث يتلقى رواد الفضاء
دروسا فى المواقع المعزولة على الأرض حيث أن إجراء الدراسات الميدانية فى القارة
القطبية يعبر عن ماهية التعرض لكل تأثيرات الرحلات الفضائية لأن البشر لن يتمكنوا
من الوصول لرواد الفضاء على المريخ بسرعة حيث أن رواد الفضاء يحومون وسط اللاشىء
حيث يجلس رواد الفضاء على المريخ فى الخيام حيث يقيم رائدان فضاء فى كل خيمة من
أصل ( 8 رواد فضاء ) حيث يبقون على المريخ لمدة ( 6 أسابيع ) حيث أن الشمس لا تغيب
أبدا فى الصيف المريخى فلا يوجد أى شكل من أشكال الحياة على المريخ لا حشرات ولا
طيور فكل ما يمكن سماعه على المريخ هو الرياح المريخية حيث أن الأمر الأسوأ فى
القارة القطبية على الأرض وهو ما سيكون موجودا فى الرحلات الفضائية الطويلة هو
الوصول لأقصى الحدود حيث أن أكثر رواد الفضاء انعزالا لا يقدرون الحاجة للآخرين
لمواصلة العيش فلا بد من التحاور لتجاوز المشكلات فتقدم القارة القطبية الجنوبية
للأرض مفاتيح حول كيفية تعامل البشر على بعد آلاف الكيلومترات من الحضارة وتساعد
ناسا على التخطيط للعلاجات ولاستراتيجيات التواصل والاختبارات النفسية لمنع حدوث
مشاكل الصحة العقلية لرواد الفضاء التى قد تعرض رحلة المريخ للخطر لكن تجارب
المحاكاة الأرضية لا تقدم سوى قدر محدود من المعطيات حيث أن فى حالات الطوارىء
يعرف رواد الفضاء أنه سيتم انقاذهم ونقلهم إلى بر الأمان على الأرض أما على المريخ
فقد تستغرق عملية الانقاذ سنوات إن تمكنت من الوصول إلى المريخ أصلا حيث أن إرسال
رواد الفضاء للمريخ يمثل تحديا كبيرا فرغم التحديات يجب أن تنجح المهمة المريخية
حيث أن الأرض فى خطر بفعل التغير المناخى حيث أن اصطدام الكويكبات وصولا للدمار
النووى فيجب أن توجد خطة إنقاذ فقد تحتاج الأرض لقارب نجاة فى المستقبل حيث أن
البشر يزداد عددهم على الأرض بسرعة كبيرة وتستخدم الكثير من الموارد الأرضية حيث
إن تغيير الكوكب ( الأرض ) فالبحث عن قارب نجاة فقد يكون المريخ الفرصة الأقرب .
فهدف ناسا هو إرسال المركبة الفضائية (
أورايون ) إلى المريخ سنة ( 2030 ) فيجب القيام ببعض التدريبات فلا بد من التدرب
لرواد الفضاء قبل وصولهم للمريخ فيجب إيجاد موقع تدريب لتصل البشرية من أقرب نقطة
للأرض فالهدف النهائى هو ايصال البشر إلى المريخ وستمثل أولى التجارب فى محاولة
ايصال البشر مجددا إلى القمر حيث سيقطع
( أورايون ) الرحلة الأقصر إلى القمر حيث
توجد فوائد كثيرة لاستخدام القمر فيمكن اختبار سيناريوهات مختلفة للعمليات
الفضائية فيجب تجربة التكنولوجيات على المريخ وهو أقرب بكثير إلى الأرض فإن وقعت
مشكلة ما فستكون القدرة على التدخل أكبر وهذا أكثر أمانا على الأرض فإن تم إرسال
البشر إلى المريخ ستكون المساعدة عند الحاجة صعبة جدا حيث ستكون مهمة المركبة
الفضائية ( أورايون ) أكبر كثيرا من مجرد تمرين حيث سيتم استخدام المركبة الفضائية
( أورايون ) لبناء محطة فضائية قمرية ( البوابة ) محطة فضائية تتحرك ضمن مدار حول
القمر حيث سيكون البناء سهلا على القمر أكثر من البناء على الأرض ثم يتم إخراج (
أورايون ) من مدار الأرض حيث ستعمل المهام المستقبلية على بناء وصيانة المحطة
الفضائية ( البوابة ) التى تدور حول القمر حيث ستكون برهانا على تقدم التكنولوجيا
والعلم اللذان سيساعدان فى الوصول للكوكب الأحمر ( المريخ ) وعند تجاوز كل المشاكل
يجب للمهمة الحقيقية أن تبدأ فلن يكون مشروع المحطة الفضائية القمرية ( البوابة )
التى تدور حول القمر مجرد خطوة صغيرة للبشر بل ستكون نقطة إنطلاق للمريخ فعند
إرسال رواد الفضاء لأول مرة لجسم كوكبى تم اختيار القمر ولقد تم تجاوز القمر
وامتلاك المعلومات من أجل إرسال رواد الفضاء للمريخ فربما لا تملك البشرية كل
التكنولوجيات لإرسال رواد الفضاء للمريخ بينما تقوم ناسا برحلتها نحو الكوكب
الأحمر ( المريخ ) حيث يعتقد أن المريخ قارب نجاة فى حال ساءت الأحوال على الأرض
لكن فى الحقيقة يجب رعاية الأرض فعن طريق استكشاف المريخ وبناء محطة فضائية على
سطحه لكن من الأفضل البقاء على الأرض حيث قامت ناسا ببناء الصواريخ الفضائية
واختبار التكنولوجيات .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف 17 / 12 / 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق