السبت، 31 مارس 2012

أشعة الشمس تنعكس على بحيرات تيتان


أشعة الشمس تنعكس على بحيرات تيتان
التقطت مركبة الفضاء ( كاسينى ) التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ( ناسا ) صورة تظهر فيها أشعة الشمس منعكسة من على سطح إحدى بحيرات القمر ( تيتان ) الذى يدور حول كوكب ( زحل ) وهو ما يؤكد وجود سوائل على هذه المنطقة من ( تيتان ) التى يعتقد العلماء أنها تضم العديد من البحيرات الشاسعة المساحة .
وكان علماء ( كاسينى ) يفتشون عن هذا التلألؤ ( الانعكاس المرآوى ) منذ أن بدأت ( كاسينى ) فى الدوران حول الكوكب ذى الحلقات ( زحل ) فى عام ( 2004 ) .
لكن النصف الشمالى للقمر ( تيتان ) الذى يضم بحيرات أكثر من النصف الجنوبى كانت تلفه ظلمة الشتاء وكانت الشمس قد بدأت فى السطوع مباشرة فوق بحيرات النصف الشمالى بعد أن وصلت إلى الاعتدال الربيعى ( وهى النقطة التى يتساوى عندها الليل والنهار وهى تحدث مرتين فى العام فى بداية فصلى الربيع والخريف ) .
فى أغسطس من عام ( 2009 ) التى أذنت ببداية فصل الربيع فى النصف الشمالى للقمر ( تيتان ) وكان الغلاف الجوى الضبابى للقمر ( تيتان ) قد أسهم فى حجب انعكاسات ضوء الشمس عند معظم الأطوال الموجية وقد التقطت هذه الصورة فى ( 8 / 7 / 2009 ) باستخدام مطياف التصوير البصرى وبالأشعة تحت الحمراء على متن ( كاسينى ) .
هذه الصورة تنقل لنا الكثير عن القمر ( تيتان ) غلافه الجوى الكثيف وبحيراته السطحية وطبيعته الغريبة وقد خلب القمر ( تيتان ) أكبر أقمار كوكب ( زحل ) لب علماء الفلك بسبب أوجه الشبه العديدة التى تجمعه بكوكب ( الأرض ) وقد أدركوا نظريا منذ ( 20 عام ) أن سطحه البارد يحتوى على بحار أو بحيرات من الهيدروكربونات السائلة .
وقد كشفت ( كاسينى ) عن بحيرات كبيرة بالقرب من قطبى ( تيتان ) الشمالى والجنوبى .
وفى عام ( 2008 ) أكد علماء ( كاسينى ) من خلال تحليل البيانات تحت الحمراء وجود سوائل فى بحيرة ( أونتاريو ) أكبر البحيرات فى نصف الكرة الجنوبى للقمر ( تيتان ) لكنهم أصبحوا ينتظرون الدليل القاطع على وجود البحيرات فى نصف الكرة الشمالى للقمر ( تيتان ) حيث يعتقدون أن البحيرات أكبر .
وأدرك العلماء أن الانعكاس صدر من منطقة الشاطىء الجنوبى لبحيرة ( كراكن مير ) وهى بحيرة تغطى مساحتها نحو ( 400000 كم مربع ) .
وبينت دراساتهم أن ساحل بحيرة ( كراكن مير ) ظل مستقرا على مدى السنوات الثلاث الأخيرة وهو ما يعنى أن القمر ( تيتان ) يحتوى على دورة هيدروكربونية شبيهة بالدورة المائية لكوكب الأرض تضمن ثبات حجم السوائل على السطح فإن السائل فى الدورة الهيدروكربونية هو ( الميثان ) وليس الماء وأن السوائل تتمتع بقوة هائلة فى تشكيل السطوح الجيولوجية بغض النظر عن نوع هذه السوائل .
وكانت مهمة ( كاسينى / هيوجين ) قد انطلقت فى عام ( 1997 ) لاستكشاف كوكب زحل وأقماره وتجرى المهمة بتعاون بين ( ناسا ) التى صنعت المركبة ( كاسينى ) ووكالة الفضاء الأوروبية
( إيسا ) التى قدمت المسبار ( هايغنز ) الذى حط على القمر ( تيتان ) .
ودخلت المركبة الفضائية ( كاسينى ) إلى مدار ( زحل ) فى ( 1 / 7 / 2004 ) بعد رحلة دامت
( 7 أعوام ) عبرت خلالها مسافة قدرها ( 5.3 مليار كم ) .
إن تحليل البيانات والمعلومات التى أرسلتها المركبة ( كاسينى ) كشف للعلماء أن القمر ( تيتان ) يشبه الأرض أكثر من أى كوكب أو جرم سماوى آخر فى المجموعة الشمسية وبينت أن القمر
( تيتان ) فيه تضاريس جبلية ووديان رملية والعديد من البحيرات بل وربما براكين وهى فى مجموعها تجعله قريب الشبه جدا من كوكب الأرض .
ويبعد القمر ( تيتان ) عن الأرض نحو ( 10 أضعاف ) المسافة بين الأرض والشمس كما أنه أبرد كثيرا إذ تصل درجات الحرارة فيه إلى نحو ( 180 درجة مئوية ) تحت الصفر لكن لا وجود للماء فيه .
وكان علماء ( ناسا ) قد اكتشفوا من قبل وجود الإيثان وهيدروكربونات بسيطة أخرى فى الغلاف الجوى للقمر ( تيتان ) ويتكون الغلاف الجوى ل ( تيتان ) من ( 95 % ) نيتروجين بينما يمثل
الميثان ( 5 % ) ويتكون غاز الإيثان والهيدروكربونات الأخرى نتيجة التفاعلات الكيميائية الناتجة عن تكسر الميثان بتأثير أشعة الشمس .
وتتفاعل بعض هذه الهيدروكربونات لتكون جزيئات عالقة وكل هذه الأشياء فى الغلاف الجوى لتيتان تجعل من الصعب التعرف على المركبات الكيميائية على سطحه لأنها تكون ضبابا هيدروكربونيا يعيق الرؤية وتم التعرف على غاز الإيثان من خلال استخدام تقنية تزيل تداخل الهيدروكربونات الموجودة فى غلافه الجوى .
وتشير المعلومات إلى أن مواد كيميائية مثل الميثان والإيثان والبروبان قد حلت مكان الماء على سطح القمر ( تيتان ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق