السبت، 31 مارس 2012

التلسكوب هابل يسجل اصطدام كويكب بالمشترى


التلسكوب هابل يسجل اصطدام كويكب بالمشترى
اكتشف علماء الفلك حدثا نادر الحدوث عندما سجلوا اصطدام جرم سماوى بكوكب المشترى بعد ( 15 سنة ) من اصطدام المذنب ( شوماخر ليفى 9 ) وبأكبر كواكب المجموعة الشمسية ( المشترى ) .
واكتشف الاصطدام فلكى من استراليا عندما لاحظ ندبة داكنة ظهرت فجأة على المشترى فى ( 20 / 6 / 2009 ) .
وفور إعلان النبأ توجهت معظم المراصد الأرضية نحو المشترى لدراسة الظاهرة باستخدام تلسكوب الأشعة تحت الحمراء للتأكد من وقوع الاصطدام والتقاط أول صورة لأثر الاصطدام .
وكشفت صور الأشعة تحت الحمراء الجديدة نقطة الاصطدام قرب المنطقة القطبية الجنوبية للكوكب حيث ظهرت ندبة داكنة واضحة وجزيئات متصاعدة لامعة فى الغلاف الجوى الأعلى للكوكب اكتشفت قرب الطول الموجى للأشعة تحت الحمراء وارتفاع درجة حرارة أعلى الطبقة السفلى للغلاف الجوى للكوكب ( التروبوسفير ) مع انبعاثات إضافية محتملة لغاز الأمونيا عند منتصف الطول الموجى للأشعة تحت الحمراء .
وقد التقطت الصورة الأولى عند الطول الموجى ( 1.65 ميكرون ) وهو الطول الموجى الحساس لأشعة الشمس المنعكسة من أعلى الغلاف الجوى للمشترى وأظهرت المركز اللامع للندبة والركام المتخلف عن الاصطدام .
ربما كان مذنبا وأنه يتزامن مع ذكرى اصطدام المذنب ( شوماخر ليفى 9 ) بالمشترى وهبوط المركبة ( أبوللو 11 ) على سطح القمر .
وكان المذنب ( شوماخر ليفى 9 ) قد رصد من قبل علماء الفلك وهو يتحطم إلى قطع صغيرة قبل أن تندفع هذه القطع لتضرب المشترى فى ( 1994 ) .
ودفعت أهمية الحدث علماء ( ناسا ) للقيام بخطوة غير مسبوقة حيث علقوا اختبارات التدقيق والسلامة التى كانوا يجرونها على التلسكوب الفضائى ( هابل ) لتوجيه كاميراته نحو كوكب المشترى لتصوير البقعة المتخلفة عن الاصطدام والتى أخذت فى الاتساع .
وأن كل التلسكوبات الكبرى فى العالم وجهت عدساتها إلى كوكب المشترى لتسجل اللحظات الدرامية التى كانت تحدث على بعد ( 360 مليون ميل ) غير أن فرص هابل لالتقاط صور واضحة كانت أكبر بكثير من فرص مراكز الفلك الأرضية بسبب وجوده خارج الغلاف الجوى للأرض .
وقد نجح التلسكوب ( هابل ) فى التقاط صور شديدة الوضوح لآثار الاصطدام والندبة التى خلفها .
وتعد هذه الصور التى التقطت فى ( 23 / 6 / 2009 ) أول وأوضح ما يلتقطه التلسكوب
( هابل ) بعد عملية إصلاحه وتطويره فى مايو 2008 وهى أفضل ما يمتلكه العلماء حول التجويف الغامض الذى يعتقدون أنه نجم عن اصطدام مذنب أو كويكب سيار بسطح المشترى .
إن أهمية الحدث تنبع من واقع أنها المرة الثانية التى يرصد فيها العلم الحديث اصطدام مذنب أو كويكب بالمشترى الذى يعتبر أكبر كواكب المجموعة الشمسية .
وقد اهتمت ( ناسا ) بتصوير البقعة لأن شكلها يتبدل باستمرار بحسب الظروف المناخية على كوكب المشترى .

إن الغلاف الجوى للمشترى مكون من الهيدروجين بنسبة ( 86 % ) ومن الهيليوم بنسبة ( 14 % ) مع كميات صغيرة من الماء والميثان والفوسفين والأمونيا والكربون وهو ما يتسبب فى ظهور الغلاف الجوى للمشترى بألوان متنوعة .
ويعادل قطر التجويف الظاهر على سطح المشترى قطر كوكب الأرض نفسه رغم أن العلماء يرجحون بأن المذنب أو الكويكب لا يتجاوز حجمه من ( 50 إلى 100 ميل ) ويسير بسرعة تتراوح ما بين ( 60 إلى 100 كم ) فى الثانية .
وكان طاقم مكوك الفضاء ( أتلانتيس ) المكون من ( 7 أفراد ) قد قاموا ب ( 5 جولات ) سباحة فضائية ثبتوا خلالها كاميرا جديدة فى التلسكوب ( هابل ) الفضائى فضلا عن تغيير بطاريات التلسكوب والجيروسكوبات وأدت عملية التطوير إلى إضافة ( 14 ) جهازا علميا متطورا مما سيسمح بإطالة العمر الافتراضى للتلسكوب ( هابل ) حتى عام ( 2014 ) .
ساعد ( هابل ) العلماء فى تحديد عمر الكون ب ( 13.7 مليار عام ) ومعرفة أن الثقوب السوداء توجد فى مركز معظم المجرات ومعرفة كيفية تكوين الكواكب واكتشاف أن الكون آخذ فى الاتساع بشكل سريع لا يتوقف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق