تفسير الشعراوى لسورة الواقعة

تفسير الشعراوى لسورة الواقعة

بسم الله الرحمن الرحيم

( إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة )

وقعت الواقعة تدل على أن شيئا سقط من أعلى سقوطا لازما لا يستطيع أحد أن يفعله كالجاذبية هى التى تسقطه ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض فوقع الحق وبطل ما كانوا يفعلون ) وكلمة وقع أتت فى القرآن بمعان متعددة :

حق : سبق سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين

وقعت الواقعة : وقعت القيامة فى الوقت المحدد لها

ليس لوقعتها كاذبة : أى ليس عندما تقع القيامة لها من مكذب يكذب بوقوعها ساعة وقوعها

فهى واقعة أزلا وتدبيرا فى الأزل سميت الواقعة قبل حدوثها وبمرور الزمن حدثت بالفعل ووقعت الواقعة فى الزمان المحدد لها أزلا .

فالواقعة من أسماء يوم القيامة ومن أسمائها الحاقة والقارعة .

ليس لوقعتها : أى عند وقوعها كاذبة

( خافضة رافعة )  خافضة : لمن كان يكذب بها             رافعة : لمن كان يؤمن ويصدق بها

( إذا رجت الأرض رجا وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا ) والأرض مبنية على الحركة و ( رجت ) خلخلت الأرض من مكانها والجبال أصبحت سائلة فكانت هباء منبثا كالزرع الخفيف الذى لا نراه ويبقى معلقا فى الهواء .

( وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال والسابقون السابقون أولئك المقربون

المقربون فى الجنة من ناحية العرش

( فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين ) ( على سرر موضونة ) ممسوكة مسكا رقيق ومربوطة بخيوط من ذهب

( متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين ) المعين : الماء الصافى

( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) الصداع فى الرأس والنزف من الجسد فخمر الأخرة لا يوجد فيه صداع بالرأس ولا نزف من الجسد فخمر الدنيا ليس بلذة أما خمر الأخرة فهو لذة للشاربين

( وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ) أما فاكهة الدنيا تأتى باختيار الخالق ( وحور عين ) النساء الجميلات يتمتعن بها فى الأخرة .

( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) مثل حبات اللؤلؤ المكنون ( جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيل سلاما سلاما

( سلام قولا من رب رحيم )

( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) سدر مخضود : شجرة النبق    طلح : موز

( إن أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ) ( إلا أصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الأخرين )

فى الجنة الله عز وجل أنشأ النساء الجميلات انشاءا حسنا فجعلهم أبكارا دائما حتى بعد الولادة فهن أبكارا دائما بفضل الله عز وجل عربا أى عرب أترابا أى فى سن واحد دائما وأبدا .

( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم انهم كانوا قبل ذلك مترفين وكانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا يقولون أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أو أباؤنا الأولون قل إن الأولين والأخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ثم انكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالؤن منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم هذا نزلكم يوم الدين )

( نحن خلقناكم فلولا تصدقون أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم ) ( وننشئكم فيما لا تعلمون ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ) ( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون ) ( أفرأيتم الماء الذى تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء لجعلناه أجاجا فلولا تشكرون ) ( أفرأيتم النار التى تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ) فسبح باسم ربك العظيم .

( فلا أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم فى كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين ) المطهرون : الملائكة

( أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) ( فلولا إن كنتم غير مدينين فارجعونها إن كنتم صادقين فاما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم )

الروح : الرحمة من الله        ريحان : اسم لنوع من النبت طيب الرائحة

( وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم ) .