السبت، 31 مارس 2012

الحرب الالكترونية


الحرب الالكترونية
1)    الصراع الالكترونى بين الطيران المغير وأنظمة الصواريخ ( جو / جو ) فى الحروب الحديثة:-
ظهرت أهمية الحرب الالكترونية خلال الحرب الجوية فى فيتنام وبرز دورها كعنصر أساسى من عناصر تقرير المعارك الجوية بعد أن وقعت أ ول مواجهة بين الطا ئرات الأمريكية المغيرة وأنظمة الصواريخ الموجهة ( أرض / جو ) من طرا ز ( سام / 2 ) السوفيتية الصنع وكان من نتائج هذه المواجهة اسقاط أعدا د كبيرة من الطا ئرات الأمريكية بوا سطة صواريخ ( سام/ 2 )     
( أرض / جو ) الموجهة وقد تميزت المواجهة بأنها أول مواجهة بين الالكترونيات والالكترونيات المضادة فى الحروب .
قام الأمريكيون بتطوير اسلوب للتشويش على أجهزة توجيه الصاروخ ( سام /2 ) الرادارية إلا أن فبتنام لجأت لأسلوب مضاد يتلخص فى تشغيل أجهزة تحديد الهدف الرادارية الملحقة ببطاريات صواريخ ( سام /2 ) ( أرض / جو ) لمدة ثوان قليلة تكفى لتوجيه الصاروخ نحو الهدف بينما لا تكفى المدة لكى تقوم الطا ئرا ت الأمريكية المغيرة بالتشويش عليها بوسائطها الالكترونية المضادة .
كما عمدت فيتنام لطريقة تعتمد على استبدا ل أجهزة التوجيه الرادارية فى عدد من بطاريات صواريخ ( سام / 2 ) بأجهزة متابعة بصرية وما على الرامى سوى متابعة الطا ئرا ت المغيرة بواسطة المنظار وابقاؤها فى دا ئرة الهدف وأثناء اجراء حركات المتابعة يتم تغذيتها إلى عقل الكترونى وظيفته ترجمة الحركات وتحليلها وتحويلها إلى بيانات تفيد فى توجيه الصاروخ لهدفه بالاضافة لكونه غير قابل للتشويش والتضليل بالوسا ئط الالكترونية المضادة .
كما استخدمت فيتنام صاروخ آخر من نوع ( سام /3 ) أكثر تطورا يمكنه التغلب على موجات التشويش المضاد .
مما دفع أمربكا إلى تطوير المعدات الالكترونية التى استخدمتها فى حرب فيتنام بعد أن تبين أن طا ئراتها القتالية ضعيفة التجهيز بأجهزة الوقاية الذاتية لتحذيرها عندما تكتشفها أجهزة الرادار الأرضية كى تتجنب الخطر .
فى نهاية الحرب استطاعت أمريكا أن تتفادى صواريخ ( أرض / جو ) بواسطة أجهزة الحرب الالكترونية التى تحملها طا ئرا ت المراقبة الالكترونية .
بعد حرب فيتنام قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير وسائل الالكترونيات المضادة لشبكات الصواريخ ( أرض / جو ) وتطوير صواريخ ( جو / أرض ) مضادة لشبكات الرادار الأرضية مثل صاروخ ( شرا يك ) واكتشاف ضعف الصوا ريخ الجديدة .



2 ) الحرب العربية / الاسرائيلية الثالثة ( يونيو 1967 ) :
استخدمت اسرائيل فى حرب ( يونية 1967 ) أجهزة التشويش اللاسلكى ضد أجهزة الرادار أو: ضد الصواريخ الموجهة ( أرض / جو ) من نوع ( سام / 2 ) وقد استخدمت فى حرب يونية 1967 ( 3 ) طا ئرا ت من نوع ( داكوتا ) مجهزة بأجهزة التشويش الالكترونية استطاعت التشويش على بعض أجهزة الرادار العربية بينما صواريخ ( سام /2 ) تعمل ضد الطا ئرا ت المحلقة على ارتفاع شاهق بينما عمل الطيران الاسرائيلى كان على ارتفاع منخفض .

الحرب الاستنزاف المصرية ( 1969 / 1970 ) :
فى بداية الحرب برزت شبكة الصواريخ ( أرض / جو ) المصرية من طراز ( سام /2 ) على طول جبهة قناة السويس وبالمقابل بدأ الطيران الاسرائيلى يركز هجماته ويطور تكتيكاته ضد صواريخ ( أرض /جو ) من طراز ( سام /2 ) المصرية وقد استطاع الطيران الاسرائيلى التغلب على صواريخ ( سام /2 ) المخصصة للدفاع ضد الطا ئرا ت المحلقة على ارتفاعات عالية ولا تتمتع بقدرة كبيرة على المناورة ضد المقاتلات الاسرائيلية التى كانت تعمل على ارتفاعات منخفضة وقد استخدمت اسرائيل فى حرب الاستنزاف الأنظمة الالكترونية المحمولة على             
طا ئرات ( سكاى هوك ) و ( الفانتوم ) التى أظهرت تفوقها على أنظمة الدفاع الجوى السوفيتية ولم تفقد اسرائيل التفوق إلا فى أواخر ( يونية 1970 ) حينما دخلت صواريخ               
( سام / 3 ) ضمن شبكة الصواريخ المصرية المعروفة ( بجدار الصواريخ ) .

من الواضح أن صواريخ ( سام /3 ) حققت تفوقا الكترونيا على الطا ئرا ت الاسرائيلية لما يتمتع به صاروخ ( سام /3 ) من قدرة أكبر على المناورة من ( سام / 2 ) كما أن ( سام /3 ) أكثر قدرة فى التغلب على وسائل الاعاقة الالكترونية فضلا عن قدرته على اصابة الأهداف على ا رتفاعات منخفضة ( 1500 م ) وقدرته على الحركة واعادة التمركز لصغر حجمه وخفة وزنه بالنسبة لصواريخ ( سام /2 ) .


4 ) الحرب العربية / الاسرائيلية الرابعة ( اكتوبر 1973 ) :
فى حرب ( اكتوبر 1973 ) قام العرب بمفاجأة اسرائيل بشبكة من الصواريخ ( أرض / جو ) من طراز ( سام /2 / 3 / 6 /7 ) السوفيتية التى قامت بتأمين التغطية اللازمة لها فى جبهتى السويس والجولان واسقاط أعدا د كبيرة من الطا ئرا ت الاسرائيلية التى حاولت اختراقها وبهذه الشبكة أمكن تحقيق حماية متكاملة الأبعاد ضد الطا ئرا ت التى تطير على ارتفاعات عالية ومتوسطة ومنخفضة وقد تمكنت وسا ئط الدفاع الجوى العربية من اسقاط ( 112 طا ئرة اسرائيلية ) بالصواريخ الموجهة ولقد لعب التفوق التكنولوجى لشبكات الدفاع الجوى العربية دورا حاسما فى تقييد وتحديد حرية عمل الطيران الاسرائيلى من تحقيق التفوق الجوى .


الأسلحة العربية التى فاجأ ت الطيران الاسرائيلى فى حرب ( 6 اكتوبر 1973 ) هى :
1 ) المدفع المضا د للطا ئرات رباعى السبطانات ذاتى الحركة ( شيلكا ) ( زد ا س يو – 23 –4 )
سوفيتى مجهز برادا ر ( جا ند يش ) يعمل على تردد من ( 10 / 30 ميجا هرتز ) والذى لم تستطع اسرا ئيل ابطال فعاليته .
2 ) صواريخ ( سا م / 7 / ا ستيرلا ) والتى يحملها جندى وا حد تطلق من الكتف كما تطلق من فوق عربا ت مدرعة وتوجه هذه الصواريخ عن طريق الأشعة تحت الحمراء ومداها ( 3 كم ) .
3 ) صواريخ ( سا م /6 / جينجل ) وهو سلاح حديث يحتوى على را دار كشف وملاحقة يعمل على تردد ( 5 – 8 ميجاهرتز ) ومجموعة توجيه متلفزة مع مجموعة للتوجيه الذاتى تعمل على الأشعة تحت الحمراء اضافة إلى صاروخ ذى محرك دفعى ( صاروخ استاتيكى / 4 ) يعمل ضد الأهداف الجوية المنخفضة والمتوسطة والمرتفعة حتى ( 16 كم ) ولكن أهمية ( سام / 6 ) فى استخدامه لأول مرة وبالتالى من الصعب معرفة اشارا ت رادارا ت التوجيه الخاصة به .
إن صواريخ ( سام /2 /3 ) ساهمت فى إنزا ل خسا ئر بالطيران الاسرائيلى كما خسرت اسرائيل الكثير من طا ئراتها بفضل صاروخ ( سام / 6 ) الذى كان يعمل على الرغم من أجهزة التشويش الحديثة التى استخدمتها اسرائيل فى الحرب لأ نه يستخدم ( 4 ) موجات رادارية مختلفة لتوجيهه فى المرحلة الأولى لانطلاقه نحو الهدف تعقبها مرحلة تسيير ذاتى يقوم الصاروخ بتوجيه نفسه بواسطة رأس باحث عن الأشعة تحت الحمراء التى تنبعث من محركات الطا ئرة الهدف ومن الطاقة الشمسية المنبعثة عن الطائرة أو كليهما معا .
وقد بذلت اسرائيل أقصى ما عندها لتحقيق السيطرة الجوية فى الحرب حيث استخدمت أحدث ما فى الترسانة الالكترونية الأمريكية من أجهزة مضادة للتقليل من فعالية الصواريخ ( أرض / جو ) حيث استخدمت فى المعارك بالونات حرارية والهدف ايجا د مجال حماية واسع وكانت طا ئرا ت                 
( الفانتوم ) تستخدم بالونات محمولة فى مقر الكوابح الهوائية عند تعرض الطا ئرة للخطر حيث تفتح الكوابح وتسقط البالونات بشكل أوتوماتيكى كما كانت طا ئرا ت ( سكاى هوك ) تحمل حواضن من نوع ( أ ن/ أ ا ل إى – 29 ) بامكانها القاء ( 22 رزمة ) من القطع المعدنية اللامعة أو القطع الملتهبة لتحويل الصواريخ الموجهة توجيها ذاتيا بواسطة الأشعة تحت الحمراء عن خط سيرها كما يوجد لدى اسرائيل أجهزة تشويش ( أ ل ك ) وأجهزة كشف انذارية ( أ ر س – 325 ) لاكتشاف صواريخ ( سام / 3 ) لكنها عاجزة أمام رادار ( سترينج فلاش ) الذى يوجه الصاروخ            
( سام / 6 ) وأمام الرادار ( جانديش ) الذى يوجه المدفع ( م / ط ) ذاتى الحركة                              
( زد اس يو –23 – 4 ) ( 5 ) .
كما تسلمت اسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية ( 50000 رزمة بالونات ) و ( 20 حاضن ) للقطع المعدنية ( أ ا ل إى –38 ) وأجهزة تشويش ( أ ا ل كيو –129 ) ذا ت تردد قابل للتغيير يعمل على ( 3 موجات ) مختلفة وهذه الأجهزة تركب فوق طا ئرا ت ( الفانتوم ) وقد استخدمت اسرائيل صواريخ ( جو / أرض ) ( شرايك ) الأمريكية المضادة للرادارا ت .
وقد تبين أن فعالية الاجراءات الالكترونية المضادة الاسرائيلية فى الحرب غير فعالة لرادار                     
( جانديش ) الذى يوجه المدفع ( م / ط ) ( شيلكا ) ولصاروخ ( سام / 7 ) الذى يعمل على الأشعة تحت الحمراء وعلى عدة ترددا ت ويستطيع تمييز الترددا ت الكا ذبة من حرا رة عادم محرك              
الطا ئرة كما أنه يعمل على ( 4 ) مراحل .
أما لصاروخ ( سام /6 جينجل ) فإن البالونات الحرارية التى استعملت على نطاق واسع لايجاد            
مجا ل حماية أظهرت بعض الفعالية .
أما أجهزة التشويش فلم تكن تملك التردد المطلوب لتؤثر على رادار الكشف والملاحقة .
أما أجهزة الانذار المركبة على الطا ئرا ت والتى تنذر الطيار بأنه ضمن مجا ل الكشف أو ملاحق من قبل الصاروخ فقد كانت عاجزة أمام أجهزة صاروخ ( سام / 6 ) لأ نها كانت مخصصة لصواريخ ( سام / 2 / 3 ) وقد ثبت عجز اسرائيل فى تحذير قائد الطا ئرة الهدف من استخدام أجهزة ( أ ا ل كيو –78 / 99 ) التى تحملها الطا ئرة لتلتقط اشارات الرادار المعادى والتشويش
عليها .
كما كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية طا ئرا ت تشويش ( إى أ –6 بى ) التى تحمل أجهزة سرية ( أ ن / أ ا ل كيو –99 ) المتطور القادر على التشويش على رادار صواريخ ( سام / 6 ) القادرة على حل ذبذبات الرادار .
وقد ساعد على صعوبة التشويش المضاد أن ( سام / 6 ) مزود برادارين لملاحقة الهدف أحدهما فى مقدمة الصاروخ يقوم بالملاحقة الآنية الصادرة عن الهدف الجوى ذاته بوصفه جسما مشعا بمتابعته الأشعة تحت الحمراء .
الرادار الثانى موجود فى مؤخرة الصاروخ ويتلقى التوجيهات من الرادار الأرضى الموجه لصواريخ البطارية والذى يضىء الهد ف على الشاشة بواسطة موجه رادارية مستمرة وهذا منع أجهزة الانذار فى الطا ئرة من التقاط الصاروخ ( سام / 6 ) حيث ينطلق بسرعة ( 5 , 1 ماخ ) ثم يتسارع فى ثوان ليصل لسرعته القصوى ( 8 ,3 ماخ ) والمناورة .
ولدعم الطيران الاسرائيلى على مواجهة صواريخ ( سام / 6 ) تلقت اسرائيل من أمريكا حاضنات متطورة لمعدات الاعاقة الالكترونية ( تس ) وصواريخ تكتيكية ( جو / أرض ) ( ستاندرد أرم )           
( شرايك ) الموجهة ضد شبكات الرادار الأرضية وقنابل ذكية موجهة وصواريخ موجهة تلفزيونيا       
( مافريك ) واستخدمتها اسرائيل فى الحرب كما استخدمت الطا ئرات بدون طيار الأمريكية                  
( بى كيو إم –34 ) .
فى حرب ( اكتوبر / 1973 ) تمكنت اسرائيل من سرقة بعض صواريخ ( سام / 6 / 7 ) وأرسلت لأمريكا لوضع برامج لتطوير الوسائل الالكترونية المضادة لهذه الصواريخ وقد جاء نتيجة لذلك تعديل جهاز الكشف ( أ ا ل أ ر –45 ) للتشويش على رادار الملاحقة لتوجيه صاروخ ( سام / 6 )       
والتشويش على خط سيره باجراء تعديلات على جهاز ( أ ا ل كيو –126 ) وجهاز التشويش المستقبل ( أ ا ل كيو –99 ) الذى يركب فوق طا ئرا ت الحرب الالكترونية ( إى أ –6 بى ) وتم ايجاد اشعاعات جديدة ضد الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء .

معركة الصواريخ السورية ( يونيو – 1982 ) :
واجهت اسرائيل بطاريات صواريخ ( سام / 6 ) السورية المرا بطة فى سهل البقاع اللبنا نى بأحدث معدات الاعاقة الالكترونية حيث تمكنت اسرائيل من تنفيذ مهام ( الاستطلاع الآنى المباشر ) بفضل استخدام الطا ئرا ت الموجهة عن بعد بدون طيار ومن أنظمة استطلاع ورصد ومتابعة والقاذفات المقاتلة والصواريخ الموجهة ( أرض / أرض ) ومدفعية الميدان .
وقد استخدمت القوات الجوية الاسرائيلية مبدأ الاستطلاع الآنى المباشر للكشف عن الأهداف واعماء وخمد الأهداف بوسا ئط الحرب الالكترونية وتوجيه وقيادة الضربة التدميرية النارية .
استخدمت اسرائيل الطا ئرا ت الموجهة عن بعد بدون طيار لاستطلاع مواقع الصواريخ السورية فى البقاع والرادارا ت الملحقة بها ومشاغلة المواقع واجبارها على تشغيل راداراتها مما يكشف أمكنة الصواريخ فى مواقعها وكانت تطير على ارتفاع ( 3 – 10 كم ) وكانت الطا ئرا ت مجهزة بوسا ئط الحرب الالكترونية وبكاميرا تلفزيونية ووسا ئط تصوير جوى وأجهزة استقبال للأشعة تحت الحمراء للرؤية الأمامية وجهاز قياس المسافات والدلالة على الأهداف .
تقوم الكاميرا ت التلفزيونية بمسح الأرض حيث تعطى المعلومات المتعلقة بالمواقف الأرضية لمدى      
( 100 كم ) فيظهر الموقف على شاشات التلفزيون ويسجل على أجهزة فيديو فى مقر القيادة بالاضافة لقيامها بدور هدف شراكى لضياع الصواريخ عن أهدافها وقد قامت الطا ئرا ت                           
( إى –2 سى ) ( هوك اى ) استطلاع الفراغ الجوى حيث كانت الطا ئرا ت قادرة على كشف الأهداف الجوية لمدى ( 230 كم ) والتقاط اشعاعات محطات الرادار فى دائرة نصف قطرها                  
( 640 كم ) كما أن طا ئرا ت ( اف –15 ) مزودة برادارا ت ( أ ن / أ ا رجى – 63 ) القادرة على التقاط المعلومات على مسافة تزيد عن ( 80 كم ) .
ولخمد الوسا ئط اللاسلكية الالكترونية فى منظومة الدفاع الجوى السورى ومنعها من العمل استخدمت اسرائيل أنظمة تشويش رادارية سلبية متطورة كان أهمها العاكسات الثنائية الأقطاب           
( الديبول ) وأهداف كاذبة على محاور طيرا نها الضارب بواسطة الطا ئرا ت الموجهة بدون طيار        
( أ ن / بى كيو إم –34 ) التى كانت تحمل حاويين ( 450 كجم ) لالقاء العاكسات ثنائية الأقطاب مع الأهداف الشراكية الكاذبة ( مكسيدك / سامسون –300 ) التى هى من أكثر المشوشات العالية الفعالية وكانت تركب تحت أجنحة طا ئرة ( الفانتوم ) 

     



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق