السبت، 31 مارس 2012

تفسير الشعراوى لسورة الرحمن


بسم الله الرحمن الرحيم
الرحمن : اسم من أسماء الله تعالى ومن أسمائه الرحيم وأرحم الراحمين فالرحمن من الرحمة والرحمة هى اسباغ النعم وإن كان المنعم عليه لا يستحق أكثرها والرحمن مبالغة فى الراحم والمبالغة تأتى على معنيين :
1 ) مبالغة فى ذات الصفة ( رحمة ) واسعة
2 ) رحمة متعددة بتعدد المرحومين
الناس قسمين : مؤمن وكافر
المؤمن : من كان يريد حرث الأخرة نزد له فى حرثه
الكافر   : من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له فى الأخرة من نصيب .
الرحمن : اتسعت للمؤمن والكافر
الرحيم   : أدخلت المؤمن الجنة فى الأخرة .
الرحمن  علم القرآن
علم القرآن : أنزله الله تعالى على سيد الخلق محمد ( ص ) عن طريق أمين الوحى جبريل عليه السلام
العلم         : هو معرفة قضية خير تعود على الانسان فى سلوكه بالخير .
لكن يوجد علم للبشر ويوجد علم آتى من الله تعالى لرسول الله ( ص ) وكان الرسول محمد ( ص ) أميا والأمية فى مثله شرف ولكنها فى مثلنا ضعف .
الأمى  : الذى لم يأخذ العلم من البشر .
( الرحمن   علم القرآن   خلق الانسان   علمه البيان )
وفى آخر السورة التى سبقت سورة الرحمن يقول الحق سبحانه وتعالى ( فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ثم يقول الرحمن فكأن المليك المقتدر هو الرحمن ( مقتدر : تدل على القوة والبطش ) وهو رحمن فما هى الرحمة : الرحمة هى أن يعتنى الراحم بالمرحوم عناية تحفظ له مقوماته فى سلامة لا عطب فيها ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) فما هو الشفاء بجانب الرحمة فالرحمة هى أن يحافظ الراحم على المرحوم بحيث لا يصيبه عطب أبدا ولكن إذا حدثت غفلة من المرحوم يأتى الشفاء من الغفلة .
الرحمن : الحق سبحانه وتعالى حينما قال القوم إن رسول الله ( ص ) يعلمه رجل من البشر ورد الله تعالى عليهم ( الرحمن علم القرآن ) ( لسان الذى يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين ) (قل ادع الله أو ادع الرحمن ) فجعل صفة الرحمن هى صفة الله والرحمن مكلف والتكليف دائما يكون شاقا على النفس ( علم القرآن )
خلق الانسان : الذى يصنع صنعة قبل أن يصنعها يحدد الغاية منها ويحدد لها المنهج قبل أن يخلقها ( تعليم القرآن )
العقائد والأحكام والجوارح
العقائد : الايمان بإله واحد ( الله سبحانه وتعالى )
الأحكام : حكم الفعل الحسن وحكم الفعل السىء
الجوارح : أدوات الانسان فى الحياة ( الجوارح الخمسة )
علمه البيان : البيان هو التعبير عما فى النفس من مخاطبة ( وعلم آدم الأسماء كلها )
( الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان )
الحسبان : الحساب الدقيق فالشمس عن طريقها يبدأ النهار وبغروبها يبدأ الليل وعن طريق الهلال نعرف مقدار السنين
الشمس لها مقدار ( 365.25 يوم ) فى السنة
( والقمر قدرناه منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ) فالقمر شهره أقل من سنته لأن الشمس ( 365.25 يوم ) أى أن الشمس تطلع فى كل يوم على مكان مختلف عن الآخر كل يوم لأن العبادات مرتبطة بالزمن ولو أخذنا الزمن الشمسى معيارا للزمن فيأتى رمضان كل عام فى ميعاده تماما ونحن نأخذ بالزمن القمرى حيث أنه يختلف عن الزمن الشمسى ب ( 11 يوم ) كل عام .
فلذلك يأتى رمضان كل عام عن العام الذى قبله ب ( 11 يوم ) .
( والنجم والشجر يسجدان )
فالنجم يطلق على نجم السماء ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون )
ومرة يطلق على نبات الأرض فما ليس له ساق من النبات يسمى نجم .
والشجر يسجدان : يخضعان لمراد الخالق فالنبات يمتص الماء من الأرض بخاصية الأنابيب الشعرية .
( والسماء رفعها ووضع الميزان )
الميزان : هو الآلة التى تعطى مقادير الأشياء حقها فاستقامت أمورها فى أداء حقوقها بالكون
( وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان )
أى أقيموا الوزن بالعدل وعدم خسارة الميزان
( والأرض وضعها للأنام )
وضعها : جعلها مهادا وغطاءا لاستقرار الحياة    الأنام : كل خلق من غير الانسان وكل ذى روح كل الخلق على الأرض .
( فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان )
الحب : الأرز والفول والعدس    ذو العصف : لب الحب
( فبأى آلاء ربكما تكذبان )  آلاء : النعم
( سنفرغ لكم أيه الثقلان ) ( فبأى آلاء ربكما تكذبان )
أى سنفرغ لكم آيه الثقلان : الانس والجن والتكرار فى ( فبأى آلاء ربكما تكذبان ) لتأسيس كل نعمة من النعم على حدة
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) جاءت ( 4 مرات بالسورة ) فكيف كان عذابى ونذر
( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران )
فتصعيد العقوبة فى شىء فهى نعمة من الله لأنه بين لك قبل أن تفعلها
( خلق الانسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار )
الصلصال : الطين الذى لا يفحص وخلق من طين وتراب وحمأ مسنون وماء
المارج    : النار لها طبيعة الاحراق والمارج مرحلة وسطى فى النار خلق منها الجان
( رب المشرقين ورب المغربين ) فى المكان الواحد يوجد مشرق فى مكان ومغرب فى نفس المكان ( مشرق ومغرب ) ثم فى مكان آخر يوجد مشرق ومغرب آخران وكل مكان به مشرق ومغرب وهكذا
( مرج البحرين يلتقيان )
مرج البحرين : أى الأنهار ماؤها عذب يصب فى البحار والمحيطات التى ماؤها مالح فهناك بين البحرين العذب والمالح حاجز يسمح بمرور الماء العذب إلى المالح وليس بمرور المالح إلى العذب
( بينهما برزخ لا يبغيان )
البرزخ : الحاجز الذى بين العذب والمالح
( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان )
اللؤلؤ والمرجان يخرجان من مجموع الماء العذب والمالح
( وله الجوار المنشآت فى البحر كالأعلام )   الجوار المنشآت : السفن   كالأعلام : كالجبال
( كل من عليها فان ) أى كل من على الأرض فان أى ميت
( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام )  أى وجه : التعبير عن الذات
( يسئله من فى السموات والأرض كل يوم هو فى شأن ) يوم الأن هو فى شأن عظيم يرفع أقواما وينزل آخرين
( يا معشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )
أى أن الانس والجن لا يستطيعون الافلات من أقطار السموات والأرض إلا بسلطان من الحق تعالى وحده وليس عن طريق العلم البشرى
( فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فيومئذ لا يسئل عن ذنبه انس ولا جان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام )
( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) أى أن هناك جنة للانس وجنة للجن وهناك معنى آخر هو أن الله تعالى قبل أن يخلق الخلق أعد لهم جنتان احداهما للانس والأخرى للجن وأعد لهم ناران احداهما للانس والأخرى للجن كذلك
( ذواتا أفنان ) ( فيهما عينان تجريان ) ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان ) ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان ) ( كأنهن الياقوت والمرجان ) ( هل جزاء الاحسان إلا الاحسان )
( ومن دونهما جنتان ) ( مدهامتان ) المدهامتان : اللون الأخضر المائل للسواد
( فيهما عينان نضاختان ) ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) ( فيهن خيرات حسان ) ( حور مقصورات فى الخيام )
( لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان ) ( متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان ) ( تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام )
تبارك : لا اشتقاق لها أبدا ومعناها كثر خيره مع تنزيه عن كل نقص   الجلال : العظمة والهيبة    الاكرام  : كثير الكرم .

هناك 4 تعليقات:

  1. ياخى جزاكم الله خير ويا ريت ترسلو لى باقى تفسير الامام الشعراوى لما بعد سورة الصافات مكتوب للتنعم بقراءته لان سمعى ثقيل

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. ولكن هذا مختصر شديد جدا... أريد التفسير كامل...

    ردحذف