البحث عن الأقمار الصناعية الضالة فى الفضاء

البحث عن الأقمار الصناعية الضالة فى الفضاء

هل يمكن لمركبة فضائية أو قمر صناعى أن يضلا طريقهما وينطلقا بعيدا فى الفضاء على غير هدى

وما الذى يحدث إذا خرج قمر صناعى عن مساره وأخذ يجوب الفضاء على غير ما هو مرسوم له وما العمل لمواجهة هذه المشكلة ؟

من الممكن أن يضل القمر الصناعى ويخرج عن مساره عندها ستنعدم الفائدة من اطلاقه فالقمر الصناعى لا يمكن أن يكون مفيدا إلا ضمن مسار محدد له بدقة قبل الاطلاق وسوف يشكل هذا القمر خطرا فى الفضاء بسيره اللامنتظم ضمن مسار مغاير وسوف تذهب كل تكاليفه الباهظة هباء وتتوقف كل المشاريع المعتمدة عليه ولقد حدث ذلك وهو ما دعا العلماء للتفكير طويلا من أجل الوصول لحلول لتلك المشكلة ووجدوا أنه لا بد من العمل إما لاصلاحه فى الفضاء أو اعادته إلى الأرض لاصلاح الخلل .

حيث ابتدأت تلك العمليات فى أواخر عام ( 1984 ) حيث باشر العلماء بوضع الخطط وتنفيذها لاعادة الأقمار الصناعية والسفن الفضائية الخارجة عن مسارها إلى قواعدها عن طريق بدء المحادثات الجدية بين القوتين الأكبر فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى فى مجال التعاون والانقاذ فى الفضاء وتقديم المساعدات احداهما للأخرى فى هذا المجال .

آخر هذه العمليات كانت عملية اصطياد قمرين صناعيين لم يذهبا لمساريهما كما حدد لهما بل انطلقا فى الفضاء بدون هدى مما استوجب اعادتهما إلى الأرض كان القمر الأول أندونيسيا ( بالابا – 4 ب

والثانى أمريكيا ( فستار – 9 ) وهما ملك لشركة ( فسترن يونيون ) ومنذ بداية اطلاقهما فى شهر

فبراير عام ( 1990 ) لم يعملا كما يجب وسرعان ما دخلا فى مدار خاطىء حيث انعدمت فائدتهما .

استعادة القمر الأندونيسى ( بالابا – 4 ب ) :

انطلقت المركبة الفضائية ( سبيس شاتل ديسكفرى- 2 ) فى ( 8 / 11 / 1990 ) من قاعدة كيب كندى فى فلوريدا بطاقم مؤلف من ( 5 رواد ) ( 4 رجال ) وامرأة بسرعة ( 28000 كم / ساعة وكان ذلك بداية للصيد واقتناص القمر الصناعى التائه .

كانت المركبة ( ديسكفرى ) أسرع من القمر الصناعى ( بالابا – 4 ب ) وسرعان ما دخلت فى مدارها حول الأرض وفى يوم ( 12 / 11 / 1990 ) وخلال دورتها ال ( 66 ) حول الأرض وصلت بالقرب من ( بالابا – 4 ب ) فوق كاليفورنيا وعندما أصبحت على بعد أمتار من القمر الأندونيسى التائه خرج أحد الرواد من الكابينة جالسا على مقعده الخاص المزود ب ( 24 ) محركا نفاثا واقترب من ( بالابا – 4 ب ) ودار حوله ثم التصق به بواسطة رمح خاص ودار القمر بالابا حول محوره عدة دورات بمعدل دورة واحدة كل دقيقة وقد تمكن رائد الفضاء من تهدئة القمر بتشغيل عدة محركات على مقعده .

فى تلك اللحظة بدأ عمل رائدة الفضاء بتشغيل يد الانسان الآلى ( الروبوت ) التى استطاعت بواسطتها امساك الرمح لتمكن اليد الاصطناعية من سحب القمر الاصطناعى الضال بمساعدة رائد الفضاء تجاه مستودع المركبة ( ديسكفرى ) المهيأ لوضع الأقمار الصناعية داخله حيث تم وضع القمر ( بالابا – 4ب ) داخل مكوك الفضاء ( ديسكفرى ) وهنا ظهرت بعض المشاكل التكنولوجية غير المتوقعة حيث كانت فتحة المستودع ضيقة لا يمكن لهوائى القمر ( بالابا -4ب ) المرور منها حيث استوجب استبدال أيدى الروبوت بأيدى الانسان .

دخل أحد رواد الفضاء إلى المستودع لاستقبال القمر ( بالابا – 4ب ) وانتزع رائد الفضاء الآخر الرمح حيث أن القمر الصناعى ( بالابا -4ب ) يزن ( 534 كجم ) حيث دار به دورة كاملة حول الكرة الأرضية خلال ( 20 دقيقة ) ثم بدأ دفعه ببطء باتجاه الفتحة .

أدخل القمر الصناعى ( بالابا -4ب ) فى المستودع وتمت العملية بنجاح .

استعادة القمر الصناعى ( فستار – 9 ) :

بعد يومين ابتدأت مطاردة القمر الصناعى الضال ( فستار -9 ) وبما أن طاقم المركبة قد أصبح لديه الخبرة حيث تمكن بسهولة وسرعة من الامساك بالقمر بسرعة فاجأت قيادة المركز الأرضى .

وبانجاز العمل على أتم وجه أصبح بامكان ( ديسكفرى ) العودة إلى الأرض حيث عادت المركبة الفضائية ( ديسكفرى ) بتاريخ 15 / 11 / 1990 إلى كيب كندى .

محطات فضائية عملاقة :

نتيجة لنجاح ( ديسكفرى ) قررت أمريكا اطلاق محطة فضائية عملاقة عام ( 1992 ) كما يؤكد العلماء خطوة واسعة نحو امكانية استغلال الفضاء بشكل اقتصادى مربح لأن حالة انعدام الوزن والوسط غير الملوث هما مثاليان لانتاج الكثير من الأدوية والتركيبات الكيماوية واجراء التجارب المختلفة التى يستحيل اجراؤها على الأرض بحيث تكون المحطة مركز مراقبة مثالى حيث لا يوجد جو يمكنه أن يعيق الرؤية كما يمكن أن تستخدم كنواة لنظام محطات كثيرة تستعمل فى شتى مجالات العلم أو حروب الفضاء وحرب النجوم حيث إن عمليات الانقاذ فى الفضاء ستصبح مجالا للتعاون بين كل الدول .