السبت، 31 مارس 2012

تفسير الشعراوى لسورة القمر


تفسير الشعراوى لسورة القمر
بسم الله الرحمن الرحيم
( اقتربت الساعة وانشق القمر )
الساعة : القيامة ومن أسمائها الحاقة / الواقعة / الطامة
اقتربت الساعة أى اقتربت القيامة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما بعثت أنا والساعة كهاتين أى متلازمين للأحياء والأموات لأن الزمن فرع للحدث وحيث لا يوجد حدث لا يوجد زمن بالنسبة للأموات ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) .
( وانشق القمر ) انشقاق القمر آية كونية والآيات الكونية لا يقصد منها المعجزات الدائمة وإنما يقصد منها المعجزة لمن شهدها
( اقتربت الساعة ) أى ساعة كل انسان عندما يحتضر وتخرج روحه إلى يارئها وخالقها
الساعة تنقسم إلى قسمين : الساعة من آدم حتى تقوم الساعة أى القيامة ( ساعة عامة )
وساعة خاصة لكل فرد من الأفراد حينما تخرج الروح إلى بارئها وخالقها ( من مات فقد قامت قيامته ) لأن العمر محدود مهما طال
الساعة العامة بمعنى أن قيام القيامة لها آيات صغرى ثم آيات كبرى ثم تقوم القيامة
( انشق القمر ) القمر آية من آيات الله كالشمس والقمر والنجوم وانشقاق القمر حينما حدث فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم انشق القمر إلى نصفين وبينهما غار حراء قال الكافرون إن هذا لسحر
( وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
أية : الشىء العجيب فى تكوينه والاسراء والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عرج به من السماء الدنيا إلى سدرة المنتهى على البراق فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك .
الإعراض : الإصرار على التكذيب
السحر المستمر : السحر إنما يأتى للتخويف والذى يأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حقائق .
( وكذبوا واتبعوا أهوائهم وكل أمر مستقر )
الكذب : الكلام الذى ليس له واقع وهو ضد الصدق : الكلام الذى له واقع
اتبعوا أهوائهم : أى اتبعوا الهوى فيما يقولون ويفعلون
الأمر المستقر : الأمر الذى يعلمه الله تعالى قبل أن يقع
( ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر )
الأنباء : الأخبار      ما فيه مزدجر : ما يكون فيه من عنادهم الأخبار التى فيها زجر للكافرين
( حكمة بالغة فما تغن النذر )
الحكمة : وضع الشىء فى موضعه    بالغة : أى لا توجد حكمة أعلى منها
( فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شىء نكر )
شىء نكر : الشىء الغير معتاد
( خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر )
يخرجون من الأجداث : أى يخرجون من القبور
( مهطعين إلى الداع ) : أى مسرعين إلى الداع
( يقول الكافرون هذا يوم عسر )
الكافرون يقولون يوم القيامة هذا يوم عسر أى صعب عليهم وشديد العسر والصعوبة لا انفلات له
( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )
( وحملناه على ذات ألواح ودسر )
دسر : المسامير
( فجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر )
اجتمع ماء السماء وماء الأرض على الأمر قد قدر : أى تنجية المؤمنين واغراق الكافرين
( تجرى بأعيننا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر فكيف كان عذابى ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )
تيسير القرآن للذكر : أى تيسير الله لغير الناطقين بالعربية لحفظ القرآن وتلاوته       مدكر : متذكر
( كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر إن أرسلنا عليهم ريحا فى يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر فكيف كان عذابى ونذر ) التكرار لأن العذاب متكرر .
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشر منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر )
سعر : سعير النار
( أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )
( إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر فنادوا صاحبهم فتعاطى وعقر )
( فكيف كان عذابى ونذر إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتضر )
الهشيم : الشىء المتفتت
( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا أل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر )
( فذوقوا عذابى ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ولقد جاء أل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر )
العزيز : هو الذى لا يغلب أبدا
( أم لكم براءة فى الزبر أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إن كل شىء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر إن المتقين فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق