كوكب الزهرة ( Venus
) عالم غريب ومذهل
إن كوكب الزهرة ثانى كواكب المجموعة الشمسية
من حيث قربه من الشمس فالزهرة أغرب كوكب فى النظام الشمسى لأنه يعتبر الكوكب
المخالف للنظام الشمسى فدورانه حول الشمس عكس بقية دوران كواكب المجموعة الشمسية
حول الشمس حيث إن دوران كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس من الغرب للشرق فى حين
أن دوران الزهرة حول الشمس من الشرق للغرب ودرجة حرارة سطح الزهرة وظروفه الطبيعية
حيث أن كوكب الزهرة يدر مع عقارب الساعة حول الشمس أى من الشرق للغرب عكس باقى
كواكب المجموعة الشمسية التى تدور حول الشمس من الغرب للشرق .
فكوكب الزهرة يعتبر جهنم النظام الشمسى بصريا
فيبدو أنه كوكب جميل وأنيق ويبدو أنه كوكب هادىء جدا من ما هو عليه لكن خلقه عوالم
عنيفة جدا حيث أن الزهرة معروف للحضارات القديمة ويشتهر الزهرة بالسطوع الاستثنائى
على الأرض حيث يوجد على الزهرة عالم من الجحيم ليس له مثيل فى أى مكان آخر فى
النظام الشمسى فإلى حد ما كوكب الزهرة مشابه لحجم الأرض والأرض نفسها من المسافات
البعيدة لكن بطىء عن قرب فالزهرة عالم مختلف وحجمه نفس حجم الأرض لكن أصغر قليلا =
( 12740 كم ) أما الزهرة حجمها = ( 12100 كم ) وهيكل الزهرة نطاق للأرض ويمتلك
الزهرة قلب حديدى ووشاح ساخن وقشرة صخرية فقشرة كوكب الزهرة مليئة بآلاف البراكين
ويصل متوسط نصف قطر مدار الزهرة حول الشمس ( 0.72 وحدة فلكية ) أو ما يقارب ( 108
مليون كم ) مما لا يختلف كثيرا عن متوسط نصف القطر المدارى لأن الكوكب صاحب المدار
الأقل انحرافا فى النظام الشمسى ويدور
الزهرة حول الشمس فى شكل دائرة مثالية ومن حيث أقرب نقطة للزهرة من الأرض فهو أقرب
للأرض من أى كوكب آخر ويبعد الزهرة عن الأرض مسافة قدرها ( 41 مليون كم ) حيث أن
الزهرة بسبب قربه بين الأرض والشمس يكون السبب وراء سطوعه العالى لما يكون أقرب
للأرض نسبيا فى هذه الحالة فجرم الأرض حيث أن الجدار المظلم من الزهرة بسبب وجوده
بين الأرض والشمس .
وسبب سطوع الزهرة العالى لما يكون فى شكل
الهلال الرقيق وهذه من الأمور المعقدة والتى تحدث عند رؤية الزهرة عبر انعكاس ضوء
الشمس عبر الغلاف الجوى ويكون ثانى ألمع جسم فى سماء الأرض بعد القمر وتدور كل
الكواكب حول الشمس على عكس اتجاه عقارب الساعة أى من الغرب للشرق لكن فى أثناء
دوران الزهرة حول الشمس حيث يتم أخذ كوكب الزهرة مدار محوره معاكس مع اتجاه عقارب
الساعة من الشرق للغرب حيث يأخذ مدار رجعى مخالف لدوران باقى كواكب المجموعة
الشمسية التى تدور حول الشمس من الغرب للشرق حيث أن الزهرة ليس الوحيد فى النظام
الشمسى الذى يدور فى محور عاكس والسبب يجعل سطح الزهرة يشهد ظاهرة شروق الشمس من
الغرب ودوران الزهرة بطىء جدا جدا لدرجة أنه يدور مرة واحدة كل ( 243 يوم أرضى )
مما يجعله أبطأ كوكب فى النظام الشمسى أى أن اليوم على الزهرة = ( 243 يوم أرضى )
مقارنة باليوم الأرضى = ( 24 س ) حيث أنه فى وقت ما أثناء تكوين الكواكب وكوكب
الزهرة نفسه هو أن الزهرة كان يتتبع نفس مسار النظام الشمسى أثناء دورانهم حول
محورها ولكن بوجود سبب ما عملاق تسبب فى توقف دوران الزهرة حول محوره وربما بسبب
اصطدامات أخرى حيث أن الزهرة يأخذ مسار رجعى بمعنى جسم ما تسبب فى توقف دوران كوكب
الزهرة واصطدامات أخرى بدأت تحركه فى اتجاه معاكس أو ربما يكون بسبب أن يكون
الزهرة قد تعرض لبعض الاضطرابات كتشابك المد والجزر مع الشمس الذى تسببت فى بطء
دوران الزهرة حول محوره حتى يتوقف وبدأ الحركة فى اتجاه معاكس أو أن الزهرة تضع
لدوران رأس فرضية حيث أن الزهرة كانت تدور فى نفس اتجاه الكواكب الأخرى فى النظام
الشمسى أى مع عكس اتجاه عقارب الساعة أى من الغرب للشرق لكن بشكل مقلوب أى أنه
يدور رأسا على عقب وبالنظر للزهرة من على الكواكب الأخرى فى النظام الشمسى يبدو
وكأنه يدور فى الاتجاه المعاكس وكلها مجرد افتراضات ولم يعرف السبب الحقيقى لماذا
الزهرة يدور فى الاتجاه المعاكس أى عكس اتجاه عقارب الساعة أى من الشرق للغرب ؟
وبسبب دورانه البطىء جدا حول نفسه فاليوم الفلكى عليه أصغر من السنة الزهرية أو
السنة الكوكبية والتى تصل إلى ( 224 يوم أرضى ) أو هذه المدة التى تستغرقها الزهرة
ليكمل دورة واحدة حول الشمس فمدى بطء كوكب الزهرة فالزهرة عند خط الاستواء يدور
بسرعة
( 6.5 كم / س ) والدوران البطىء للزهرة يجعله
ثانى أكثر الأجسام الكروية فى النظام الشمسى بعد الشمس فكوكب الزهرة هو واحد
الكواكب الصخرية الداخلية ( 4 ) وقطره أصغر بقليل من قطر الأرض بحيث يصل إلى (
12100 كم ) للزهرة مقارنة ب ( 12740 كم ) للأرض وكثافة الزهرة تصل إلى ( 5.3 جم /
سم مكعب ) مقارنة بكثافة الأرض التى تصل إلى
( 5.5 جم / سم مكعب ) وهذا معناه أن الجاذبية
على الزهرة أضعف بمفدار عشر الجاذبية على الأرض ومساحة سطحه تصل إلى ( 8.9 م / ث مربعة
) وبالعودة لسطح الزهرة يكون الضغط الجوى أكبر ب ( 93 مرة ) من الضغط الجوى على
الأرض مما يعادل الضغط الذى يكون على عمق كم تحت محيطات الأرض والسبب يرجع لكثافة
الغلاف الجوى للزهرة الذى يكون أكبر ب ( 93 مرة ) من كثافة الغلاف الجوى للأرض
ويتكون الغلاف الجوى للزهرة من غاز ثانى أكسيد الكربون ومعه سحب من ثانى أكسيد
الكبريت مما يجعله السبب الأساسى وراء ظاهرة الاحتباس الحرارى فى النظام الشمسى
ويتوفر عليه الغازات فى جو الزهرة مما يجعل الحرارة تخترق داخل الغلاف الجوى
للزهرة لدرجة أن درجات الحرارة تصل إلى ( 462 درجة م ) حيث أن هذه الدرجة من
الحرارة عالية جدا فدرجة حرارة سطح الزهرة أكبر من درجة حرارة عطارد نفسه على
الرغم من أن عطارد هو الأقرب للشمس من الزهرة فالزهرة يبعد عن الشمس ( 108 مليون
كم ) ويكون أسخن من عطارد الذى يبعد عن الشمس ب ( 50 كم ) فى المتوسط فالزهرة
يستقبل ( 25 % ) من الإشعاع الشمسى الذى يستقبله كوكب عطارد نفسه فالفرق الوحيد أن
عطارد لا يملك غلاف جوى بينما الزهرة تمتلك غلاف جوى سميك جدا ليجعله يحافظ على
درجات الحرارة الشديدة والسبب يرجع لغلاف الزهرة الجوى السميك جدا وفى الليل على
القطبين على الزهرة تظل درجات الحرارة ثابتة إلى حد ما فكوكب الزهرة فرن أو جهنم
النظام الشمسى لأنه يمتص كميات هائلة من الحرارة وفى نفس الوقت تحتفظ بها داخل
غلافه الجوى ولا يسمح إلا بتسرب كمية ضئيلة جدا من الحرارة وكمية الغازات والسحب التى
تملأ الغلاف الجوى للزهرة وتحجب كمية كبيرة من ضوء الشمس وهذه من إحدى الأسباب
التى تجعل الزهرة ساطع بشدة فى سماء الأرض لدرجة أنه يجعله ثانى ألمع الأجسام بعد
القمر فى سماء الأرض .
أما بالنسبة للميل المحورى للزهرة يكون ب ( 3
درجة ) وهذا معناه أن للزهرة تغيرات موسمية وفى درجات الحرارة وسرعة الرياح على
الزهرة غالبا ما تكون متوسطة أو ليست عالية جدا حيث تصل لبضعة ( كم / س ) ولكن
بسبب سماكة الغلاف الجوى للزهرة يجعلها ثقيلة وقوية جدا لدرجة تجعلها قادرة على
تحريك الصخور والغبار عبر السطح حيث تكون سرعة الرياح فى جعل السحب أسرع بكثير جدا
بحيث تصل سماكتها ( 300 كم / س ) فالغيوم على الزهرة عالية جدا بشكل كبير جدا
لدرجة أنها تسمح ل ( 10 % ) من ضوء الشمس بالمرور والسبب كثافة الغيوم الموجودة فى
الغلاف الجوى للزهرة لأنها تغطى الزهرة بأكمله مما يجعلها تعيق الرؤية البصرية
ورؤية سطح الزهرة من الفضاء فدور الرياح عند قمم السحب حول الزهرة كل ( 5.4 أيام
أرضية ) مما يجعل الزهرة يبدو بشكل أسرع مما هو عليه والطبقات السحابية نفسها تكون
فوق ثانى أكسيد الكربون السميك وتتكون بشكل أساسى من ثانى أكسيد الكبريت وتحتوى
بداخلها على قطرات من حمض الكبريتيك وحمض الكبريتيك هى مادة آكلة جدا وهذا النوع
من المطر الحمضى لما تتكثف السحب تجعل المطر الحمضى المطر الرئيسى على الزهرة وهذا
النوع من المطر الحمضى يزيد من الطبيعة الساخنة للزهرة على الرغم من أنها تتبخارج خر
قبل وصولها لسطح الزهرة فسحب الزهرة ليست كثيفة وتمطر أحماض بل إنها قادرة على إنتاج
البرق كما يحدث على الأرض على الرغم من أن ظاهرة البرق على الزهرة ظاهرة نادرة حيث
أن الزهرة له دوامة كبيرة جدا فى القطب الجنوبى للزهرة وتشبه لحد كبير الدوامات
التى على زحل فتوجد على اليمين صورة الزهرة والشمال صورة لزحل بالرغم من أن
العاصفة الخاصة بزحل عاصفة واحدة لكن على زحل كل نقطة سوداء هى عاصفة بذاتها وتدور
مع الدوامة الرئيسية أما الدوامة على الزهرة على ارتفاع ( 59 كم ) وتكون أعلى سطح
السحابة مباشرة مما يؤدى لشىء مهم حول الغلاف الجوى للزهرة لأن على ارتفاع
( 50 كم ) يكون ضغط الهواء ودرجات الحرارة
مقبولين بالنسبة لمعايير الأرض فاحتمالية السكن على الزهرة واحتمالية بناء
مستعمرات عائمة على كوكب الزهرة على ارتفاع ( 50 كم ) من الزهرة تكون درجات
الحرارة شبيهة بالأرض وليست الحرارة بل الضغط الجوى والجاذبية مما يكون مناسب جدا
عن كوكب المريخ ففكرة بتاء مستعمرات خارج الأرض لأنه سيوفر على البشر مسافات طويلة
جدا فأضرار الجاذبية المنخفضة وبسبب كثافة الغلاف الجوى للزهرة سيكون متناسب
للحماية ضد الأشعة الكونية الضارة على الرغم من أن شىء كهذا قد يبدو خيالى من
الناحية النظرية ومن ناحية اخرى فهل من الممكن بناء مستعمرات سحابية لتوفر كمبات
من الأكسجبن فعن طريق الرجوع لسطح الزهرة فى
( 60 / 80 ق 20 ) من خلال مسابير ( 7 و 8 و 9 و 10 و 11 و 13 و 14 ) تمكن
الروس من تصميم صور حقيقية لسطج الزهرة ( فينيرا / 7 ) كان أول مسبار يهبط على
كوكب الزهرة ويرسل معلومات وصور واضحة عن كوكب الزهرة وسطحه والظروف الطبيعية من
ضغط وجاذبية ودرجة حرارة وغلاف جوى حيث تم مشاهدتها بالصور الملونة المنتشرة على
سطح الزهرة لعدد كبير جدا من البراكين منها التشطة وغير النشطة وأكثر من ( 167
بركان ) براكين يزيد قطرها عن ( 100 كم )
وعلى الرغم من كثرة البراكين فهذا ليس معناه أن الزهرة صاحب أكثر نشاطا من حيث
البراكين أو أكثر من الأرض لأن ذلك يرجع لكون سطح الزهرة يمتلك قشرة سطحية أقدم
بكثير من التى على الأرض فالأرض تحتوى على صفائح تكتونية وتطلق حرارتها وتجدد
السطح بشكل منتظم لحد ما ( 100 مليون سنة ) لكن الزهرة لا يحتوى على أى صفائح
تكتونية ويتم حجم قشرة الزهرة من
( 300 : 600 مليون سنة ) ( 8 % ) حيث إن سطح
الزهرة مكون من سهول الحمم البركانية الباردة ومئات الألاف من البراكين بشكل أو
بآخر غير وجود ( 900 حفرة اصطدامية ) بأقطار مختلفة لا تنقل عن ( 3 كم ) ومن حيث
الغلاف المغناطيسى للزهرة حيث أن الزهرة لا يمتلك أى مجال مغناطيسى ولم يتم اكتشاف
الزهرة لأول مرة والنتيجة تفاعل الإشعاع الشمسى والكواكب مع الغلاف الجوى العلوى للزهرة
وتنتج البرق والغلاف المغناطيسى المستحث
للزهرة ( تمرد الرياح الشمسية للجزيئات المنخفضة أو الأقل كثافة هو الغلاف الجوى
العلوى للزهرة مما سيجعل للزهرة ذيل طويل يشبه المذنب لدرجة أن الذيل ممكن يصل
للأرض وقت ما يكونوا متزامنين مع بعض والذيل يكون غير مرئى بالعين المجردة .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
1 / 10 / 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق