لماذا بلوتو ليس كوكبا ؟
اكتشف بلوتو ما بين سنة ( 1930 و 1939 )
ككوكب ولكنه خرج من زمرة الكواكب ( Planets ) سنة (
2006 ) حيث أن الترتيب الجديد للمجموعة الشمسية من حيث عدد كواكبها حسب القرب من
الشمس هى :
1 ) جليس 81 اكتشف سنة ( 2006 ) 2 ) عطارد ( Mercury ) 3 ) الزهرة ( Venus ) حيث أن
عطارد والزهرة ليس لهما أقمار 3 ) الأرض (
Earth
) وتابعها القمر ( Moon ) وقمر آخر صغير جدا ومظلم لا
يرى بالعين المجردة
4 ) المريخ ( Mars ) وقمريه (
فوبوس / ديموس ) 5 ) حزام الكويكبات 6 ) المشترى ( Jupiter ) وأقماره ( 79 ) أكبرها ( 4 ) : 1 ) أيو 2 ) جانيميد
3 ) يوروبا 4 ) كاليستو 7 ) زحل ( Saturn ) وأقماره (
82 ) أكبرها ( تيتان / انسلادوس / بروميدوس / باندورا / فيبى ) 8 ) أورانوس ( Uranus ) وأقماره (
27 ) 9 ) نبتون ( Neptune ) وأقماره
( 14 ) أكبرها ( ترايتون ) 10 ) بلوتو ( Pluto ) وقمره (
شارن ) 11 ) حزام كايبر ( Kuiper
Belt
) موقعه خلف مدار نبتون 12 ) زينا : كوكب
ضخم يظهر ويختفى كدقات الساعة كما يوجد كواكب قزمة بجانب بلوتو الذى أصبح كوكب قزم
هى
1 ) ماكيماك
2 ) هوميا 3 ) ايريس موجود خلف
مدار بلوتو أى خارج النظام الشمسى 4 ) سيريس موجود فى حزام الكويكبات فكوكب بلوتو
حسب التصنيف القديم للمجموعة الشمسية الكوكب ( 9 ) فما الذى حدث لبلوتو ؟ يبدو أنه
بقى فى مكانه فى طرف النظام الشمسى باردا وبعيدا فما الذى تغير ؟ لم يتغير بلوتو
لكن النظره إليه تغيرت من كوكب إلى كوكب قزم
( كويكب ) وبسبب وقت اكتشافه لم يشهد بلوتو
أى تغيير من قبل فى تشكيلة الكواكب فهذا لا يغير وجود شىء جوهرى غريب يخص كويكب (
بلوتو / Pluto
) أدى إلى اسقاط منزلته من كوكب إلى كويكب ( كوكب قزم ) فقد تصبح الأمور أكثر
وضوحا بمجرد معرفة المعنى الحقيقى لكلمة ( كوكب ) ( Planet ) فلقد تغير
التعريف الدقيق لكلمة ( كوكب ) بشكل كبير مع مرور الزمن لكنه بقى يشير منذ عصر (
جاليليو ) فى ( ق / 19 ) إلى أى جسم يدور حول الشمس فقد يكون التعريف به شىء من
الغموض لكن بقى ناجحا حتى سنة ( 1801 ) حيث
تم اكتشاف الكويكب ( سيريس ) وهو كويكب يقع بين مدار كوكب المريخ و مدار كوكب
المشترى أى فى حزام الكويكبات وليس لأن ( سيريس ) قام بجذب ( أنديران ) وحطمه
لآلاف القطع فلقد لاحظ علماء الفلك مباشرة أن الكويكب ( سيريس ) كان صغيرا جدا
بقطر لا يتجاوز نصف قطر قمر الأرض حيث أن قطر ( سيريس )
( 473 كم ) بينما نصف قطر قمر الأرض ( 1737
كم ) وفى سنة ( 1802 ) السنة التى تلت استكشاف ( سيريس ) انشغل علماء الفلك
باكتشاف كويكب آخر ( بالاس ) فى ( 28 / 3 / 1802 ) ثم عثروا على كوكب جديد بعد عدة
سنوات وآخر وتلاه آخر ( 5 كواكب قزمة جديدة ) فى النظام الشمسى هى : 1 )
سيريس 2 ) ايريس 3 ) هوميا
4 ) ماكيماك 5 ) بالاس حيث أن أحد
الأشياء التى اكتشفت أنها ( 5 ) وليست ( 1 ) ولكن حينما تتحول إلى آلاف يكون قد حل
الوقت لإعادة تقييم بعض التعريفات حيث لاحظ علماء الفلك أن الصخور تشترك مع بعضها
البعض فى الصفات أكثر من الكواكب حيث كانت الصخور صغيرة وجرداء وغالبيتها العظمى
لم تكن بنيتها كروية حيث أصبحت الأجسام الصغيرة ( الكويكبات ) الموجودة فى حزام
الكويكبات وعاد العالم لتعلم الكواكب ( 16 / جليس 81 / عطارد / الزهرة / الأرض /
المريخ / المشترى / زحل / أورانوس / نبتون / زينا / بلوتو / سيريس / ايريس / هوميا
/ ماكيماك / بالاس ) حيث اكتشف ( نبتون ) سنة ( 1846 ) بعد انضمام بلوتو للمجموعة
الشمسية فمع الاستفادة من التجربة فقد يكون من السهل تخمين أن بلوتو سيسير على خطى
سيريس فتوجد أشياء معروفة عن بلوتو لم تكن واضحة فى ( ق / 20 ) فبلوتو ليس إلا كرة
صغيرة من الجليد والصخور إلا أن القياسات الأولية قدرته بحجم يماثل الزهرة أو
نبتون حيث تم إجراء تعديل على الحجم التقديرى لبلوتو ليصل لحجم الأرض بعد سنة
واحدة من اكتشافه سنة ( 1931 ) وفى سنة ( 1948 ) تم خفضه مجددا وسيواصل الانخفاض
حتى يتمكن العلماء من التوصل لقياس دقيق لبلوتو وهذا ما حدث سنة ( 2006 ) حيث أن
بلوتو أصغر حجما من الأرض ب ( 159 مرة ) حيث أنه أصغر من قمر الأرض بحجم ضعفى الكويكب
( سيريس ) حيث كانت مكانه الكوكب أو الكويكب ( بلوتو / Pluto ) فى وضع
حرج لوقت طويل حيث أنه فى سنة ( 1978 ) اكتشف العلماء قمر بلوتو ( شارون ) أو (
شارن ) حيث أنه قمر طبيعى لصالح بلوتو حيث كان حجم القمر كبيرا بما يكفى حيث أن
حجم ( شارون / شارن ) ( 134340 كم ) حيث سيصبح بلوتو أحد الكواكب ليس تماما فقد
يكون شارون أصغر حجما من بلوتو لكنه ليس أصغر منه بكثير فقد يبدو نصف القطر فرقا
كبيرا لكنه لا يقارن بالاختلاف فى الحجم بين الكواكب الأخرى وأقمارها فى المجموعة
الشمسية ( Solar System ) ففى الحقيقة يوجد تشابه كبير
فى كتلة قمر بلوتو ( شارون أو شارن ) بالنسبة إلى بلوتو مما يجعله قادرا على
التأثير فى مدار بلوتو حول الشمس مسببا تذبذب مسار مداره ذهابا وإيابا أثناء حركته
فى الفضاء حيث أدى هذا السلوك غير الشبيه بسلوك الكواكب إلى شعور علماء الفلك بعدم
الارتياح لإطلاق صفة كوكب على بلوتو حيث كان عدم الارتياح موجودا فى كل مرة حيث
اكتشف كويكب جديد خارج النظام الشمسى حينما يكشف كوكب جديد يشبه بلوتو خارج مدار
نبتون لكن كان بلوتو مدرجا على قائمة الكواكب لعدة عقود لذلك لم يكن العلماء
مستعدين لطرده من المجموعة الشمسية أو النظام الشمسى لكن تغير ذلك كله مع اكتشاف
الكويكب ( إيريس ) سنة ( 2005 ) فرغم أن ( إيريس ) أصغر قليلا من بلوتو لكن منحته
القياسات الأولية ضخامة أكبر إلى حد ما ففى سنة ( 2006 ) قرر الاتحاد الفلكى
مراجعة ما يكون أو لا يكون ضمن قائمة الكواكب ومن ذلك الوقت يطلق اسم الكوكب على
الجسم الذى تحققت فيه ما يلى :
1 ) يدور حول الشمس 2 ) كروى الشكل أو أشبه بالكروى
حيث تتحقق كل من الصفتين ( يدور حول الشمس /
كروى ) لكنه يواجه مشكلة مع الصفة الثالثة والتى تفيد بأن يمسح كل ما يعيق مساره
وهذا يعنى عدم وجود أجسام قريبة منه على أقماره الخاصة وقد فشل بلوتو فى تحقيق هذه
الصفة وقد يكون الفشل بتحقيق درجة واحدة لكنه ذا شأن كبير إذا تم المحاولة للبقاء ضمن
القائمة الخاصة بنادى الكواكب فلم يشعر أحد بالارتياح بسبب طرد بلوتو من مجموعة
الكواكب فلا يزال عدد قليل من العلماء يختلفون فيما حكم به الاتحاد الفلكى الدولى
حيث يقترح هؤلاء إعادة تسمية ( بلوتو ) بالكوكب من جديد حيث أن إزالة التصنيفين (
1 و 3 ) وبموجب التعريف ستطلق صفة الكوكب على أى جسم يتمتع بكتلة كروية أو بكتلة
شبه كروية فى حين سيسمح التعريف لبلوتو العودة من جديد إلى زمرة الكواكب إلى جانب
أقمار ( المشترى / زحل / نبتون ) وسيريس وشارون أو ( شارن ) ومجموعة كبيرة من
الكويكبات فمن خلال التعريف سيتم الانتقال من ( 8 كواكب ) إلى مجموعة أخرى تتكون
من ( 115 كوكب ) فالتعريف الحالى للكوكب بعيد عن المثالية إلى حد كبير فهو يستثنى
الكواكب المارقة أو الشاردة وهى الكواكب التى لا تدور حول أى نجم حيث يوجد الكثير
من التركيز على ما يحيط ببلوتو بدلا من التركيز على بلوتو نفسه فلن يتمكن عطارد ( Mercury ) المقترن
بالمشترى
( Jupiter ) من تحقيق
حالات الكوكب ويمكن لجرم أصغر بكثير من عطارد إذا كان يدور حول نجم قزمى أحمر
بينما ستفشل الأرض بأن تكون كوكبا لو لم تكن موجودة فى مكان ما من ( سحابة أورت / Ort
Cloud
) حيث يوجد نجم / القنطور الأقرب
وهو نجم قزم أحمر يدور حول نجم ( القنطور
الأقرب ) ( A
و B
) فهل يصنف كوكبا ؟ إنه مستوفى جميع المتطلبات رغم كونه نجما فهل يمكن أن يكون
نجما و كوكبا فى آن واحد ؟ حيث كان الاعتقاد السائد أن ذلك غير ممكن بحيث يكون إما
نجما وإما كوكبا لكن هذه هى المشكلة التى تواجهها البشرية عندما يتم تعريف بعض
الكلمات كالكوكب فقد يشير إلى أن الوقت قد حان فى النظر من جديد فى طريقة تعريف
الكوكب وهذا يعنى أن زيادة عددها بمقدار ( 14 ضعف ) ومهما كان التعريف الذى سيستقر
عليه العلماء فى تعريفهم للكوكب فإن بلوتو لن يكن من ضمن الكواكب بل سيكون كويكبا
( كوكب قزم ) .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
28 / 6 / 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق