جيمس ويب يرصد مكونات الحياة فى أبرد سحابة
جليدية فى الكون
إن أعظم الاختراعات فى ( ق / 21 ) هو اختراع
وإطلاق تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى حيث أن فى كل تقدم فى رحلته الفضائية حيث يتم
معرفة معلومات مستحيل معرفتها أو يتم التفكير فيها فى يوم من الأيام ومن أحدث
الاكتشافات الجديدة التى توصل إليها العلماء من فترة قريبة هو اكتشاف جليد فى أبرد
مناطق سحابة جزيئية تم قياسها فكيف حدث الاكتشاف ؟ وما هى الفائدة منه ؟
حيث أعلن فريق دولى من علماء الفلك من ( ناسا
/ إيسا ) ووكالة الفضاء الكندية عن اكتشاف مهم جدا وغريب من نوعه وهو اكتشاف جليد
فى أظلم وأبرد السحب الجزيئية التى تم اكتشافها عن طريق تلسكوب جيمس ويب الفضائى
فما هى السحابة الجزيئية ؟ فهى سحابة ضخمة بين النجوم مكونة بالكامل من الغاز
والغبار الكونى ويوجد بها جزيئات كالهيدروجين وأول أكسيد الكربون ولما تتكتل السحب
الجزيئية تتكون تكتلات باردة وكثيفة وتكون كثافتها أعلى من كثافة المنطقة المحيطة
بها والسحب الجزيئية هى التى تشكل النجوم لأن عندما تنهار الكتل الباردة حينها
ستتشكل منها نجوم أولية من جديد فما هى أهمية اكتشاف الثلج ؟
حيث إن الاكتشاف سيسمح لعلماء الفلك بفحص
الجزيئات الجليدية البسيطة التى يتم دمجها فى الكواكب الخارجية المستقبلية وسيفتح
للبشرية باب جديد يمكن التعرف منه على أصل الجزيئات الأكثر تعقيدا والجزيئات هى
التى تمثل الخطوة الأولى فى إنشاء البيئات الأساسية للحياة ولا بد من معرفة وجود
كوكب صالح للسكن أو الحياة فلا بد من توفر بعض الأشياء الأساسية ومن أهمها الجليد
لأنه عنصر حيوى ومهم جدا ولا بد من وجوده لأنه الناقل الرئيسى لكثير من العناصر (
الهيدروجين / الكربون / الأكسجين / النيتروجين / الكبريت ) وهذه العناصر مع بعض ( CHONS ) وهذه
العناصر هى المكونات اللازمة لأى كوكب صالح للحياة ويعتقد علماء الفلك أن الجليد
بالأشكال التى تم اكتشافها بواسطة تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى كانت على الأغلب
موجودة فعلا فى السحابة المظلمة المتكونة من الغبار والغاز الكونى البارد التى
انهارت وكونت المجموعة الشمسية
( Solar System ) بالكامل
لأن فى هذه المناطق من الفضاء توفر حبيبات الغبار الجليدية بيئة فريدة يمكن أن
تتجمع فيها الذرات والجزيئات وبعد ما تتجمع مع بعضها تحدث تفاعلات كيميائية جديدة
والتفاعلات الكيميائية الجديدة ستشكل بدورها مواد ( الماء / الكربون / الهيدروجين
) حيث توجد دراسات تبين أن بعض جزيئات
( البيوبرتكال ) بسيطة ممكن تتشكل فى ظل
الظروف الجليدية و ( البيريوبوتك ) عبارة عن مكونات موجودة فى الطعام والتى تحفظ
نمو أو نشاط الكائنات الحية الدقيقة المفيدة كالبكتريا والفطريات والبكتريا
والفطريات ممكن أن تكون موجودة فى الجليد فما الذى خرج به العلماء من دراسة الجليد
الموجود فى السحابة الجزيئية حيث أعلن فريق دولى من علماء الفلك باستخدام تلسكوب (
جيمس ويب ) الفضائى عن قائمة من العناصر التى تم الحصول عليها بعد فحص مفصل لأبرد
الجليد تم اكتشافه فى أى سحابة جزيئية حيث تم اكتشاف الجليد البسيط كالماء وتم
تحديد أشكال مجمدة لمجموعة واسعة من الجزيئات كثانى أكسيد الكربون والأمونيا
والميثان حيث تم اكتشاف أبسط جزىء عضوى معقد كالميثانول وهذه المكونات هى الأكثر
شيوعا للمكونات الجليدية المتاحة لصنع النجوم والكواكب قبل ما يتم تسخينها بالأشعة
الكونية أثناء تكوين النجوم الشابة وحينها تنمو الحبيبات الجليدية فى الحجم واحدة
واحدة وبعدها يتم توجيهها لأقراص الكواكب الأولية المتكونة من الغاز والغبار
الكونى التى تكون موجودة فى حالة تكوين أى نجم فى بدايته وعن طريق دراسة الجزيئات
الجليدية يتمكن العلماء من معرفة ما هى الأجزاء الجليدية التى يحتاجها أى كوكب لكى
يتكون فى المستقبل حيث أن نتائج الأبحاث تعطى نظرة ثاقبة عن المرحلة الأولية
والكيميائية لتشكيل الجليد على حبيبات الغبار بين النجوم التى تنمو من مجرد كونها
حدثت بحجم صغير بحجم ( السم ) وتكون بعدها قرص شديد الضخامة يتكون منه الكواكب
نفسها لأن الاكتشاف أعطى للعلماء معلومة مهمة جدا لأن بعد تحديد الجزيئات كالماء والكربون
والهيدروجين وغيرهم من العناصر التى تم الحصول عليها تمكن العلماء من الحصول على
دليل يوضح أن جزيئات ( البيوبروتك ) أكثر تعقيدا من الميثانول فى السحب الكثيفة
الجليدية والاكتشاف يثبت لأول مرة أن الجزيئات المعقدة تتشكل فى الأعماق الجليدية
للسحب الجزيئية قبل ولادة النجوم وليس بعد ولادة النجوم حيث أن الاكتشاف عرف
العلماء أن وجود جزيئات ( البيوبروتك ) فى أنظمة الكواكب هو نتيجة شائعة لتشكيل
النجوم وليس ميزة فريدة للنظام الشمسى ويوضح كيف تمكن العلماء من الكشف عن هذه
العناصر حيث تم الكشف عن عنصر كبريتيد الكربونيد الجليدى الذى يحتوى على الكبريت
عن طريق تقدير العلماء لكمية الكبريت الموجودة فى حبيبات الغبار الجليدية قبل
تكوين النجوم لأول مرة حيث يتم قياس الكميات الموجودة مع نسب الكميات المفروض أن
تكون موجودة فى النجوم الأولية وعلى الرغم من الكمية التى تم قياسها أكبر من
الكمية التى تمت ملاحظتها لكنها ما زالت أقل من الكمية الإجمالية التى من المفروض
أن يحصل عليها العلماء فى سحابة بهذا الحجم لأن كثافتها وضخامتها لا بد وأن يكون
فيها كمية أكبر من التى تم اكتشافها وهذا ينطبق على عناصر ( CHONS ) الأخرى
لأنهم موجودين بحجم أقل من المتوقع وهذا يمثل تحدى كبير لعلماء الفلك ليتمكنوا من
فهم باقى العناصر المختفية فى أى مكان فهل تكون العناصر المختفية موجودة فى الجليد
أو فى المواد التى تشبه عنصر معين غير معروف بل يمكن أن تكون العناصر مختفية داخل
الصخور نفسها لأن عن طريق تحديد كمية ( CHONS ) فى الغلاف
الجوى للكواكب الخارجية يتمكن العلماء من تحديد هل الكواكب الخارجية صالحة للحياة
أم لا فكيف تمكن العلماء من قياس حجم الجليد ؟ وتم اكتشاف أنه أبرد جليد تم العثور
عليه حيث تمكن العلماء من استخدام طريقة ذكية تمكنوا بها من اكتشاف الجليد ويتم
قياسه فى نفس الوقت عن طريق دراسة امتصاص ضوء النجوم من وراء السحابة الجزيئية لأن
الجزيئات الجليدية تمتص الأشعة تحت الحمراء بطريقة معينة حيث أن ضوء النجوم عندما
يعبر الجزيئات الجليدية قبل رصده يكون له طول موجى محدد والذى يمكن رصده تلسكوب
جيمس ويب الفضائى لأنه يعمل بالأشعة تحت الحمراء والأشعة تحت الحمراء تترك ورائها
بصمات كيميائية المتمثلة فى
( أطياف الامتصاص ) وبعدها يحدث مقارنة
للمعلومات مع المعلومات الموجودة فى المختبر وبهذه الطريقة يمكن تحديد كل
المعلومات المطلوبة عن الجليد فى السحابة الجزيئية حيث يستهدف العلماء الجليد
المدفون فى منطقة شديدة البرودة وكثيف ومن الصعب التحقق من وجودها وهى عبارة عن
منطقة تبعد / 500 سنة ضوئية عن الأرض وهى فى طور تكوين عشرات النجوم فى مراحلها
الأولية أو ( النجوم الشابة / الفتية ) ويشكل البحث جزء من مشروع علمى كبير ( Ice
Age
) وهو واحد من المشاريع الكثيرة التى يعمل عليها تلسكوب
( جيمس ويب ) الفضائى والتى يبلغ عددهم ( 13
برنامج ) ومشروع ( Ice Age ) أو العصر الجليدى هو مجرد
مشروع واحد منهم والعلماء شغلهم الشاغل فى المشروع هو تحديد الأماكن الموجود فيها
باقى عناصر
( CHONS ) ويتم
معرفة مكانها بالضبط وأول ما يتم تحديد أمكانهم سيتم تحديد كمية العناصر الإجمالية
ويبدأ العلماء مقارنتها بالأبحاث والتوقعات وحينها سيكون للعلماء معلومات شبه
تفصيلية عن كمية العناصر الجزيئية الموجودة فى أكبر منطقة جليدية فى الكون المكتشف
.
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
10 / 2 / 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق