الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

حزام كايبر / عالم ما وراء بلوتو

 

حزام كايبر / عالم ما وراء بلوتو 

فى رحلة بحثية منطلقة للفضاء الخارجى ( Outer Space ) فلن يتم الذهاب لحافة الكون ولا حتى أقرب مجرة لمجرة ( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى )

( Milky Way ) بل ستكون لحافة النظام الشمسى تحديدا ناحية كويكب بلوتو

الكوكب القزم وقمره شارون فالكون مكان فسيح وواسع جدا والمنظومة الشمسية جزء صغير جدا فلو تم الدخول للكون بشكل عشوائى فرصة أن تكون البشرية على كوكب غير الأرض أو حتى قريبين من كوكب / 1 : مليار تريليون تريليون

فالفضاء به كمية هائلة من مساحة خاوية من كل شىء حيث أن الرحلة ستكون لحافة النظام الشمسى إلا أن الطريق سوف يستغرق وقت طويل فلو تم قياسها بسرعة الضوء فالموضوع سيستغرق ( 7 ساعات ) لكن بما أن لا يوجد شىء يتحرك بسرعة الضوء فلا بد من استخدام أسرع مركبة صنعها الإنسان وهى مركبة ( نيوهورايزون ) حيث أن سرعتها ( 800000 كم / س ) حيث أن رواد مركبة ( نيوهورايزون ) أثناء رحلتهم من لحظة خروجهم من الأرض تم ملاحظة أن الكون صامت وساكن فبدأوا يدركوا معنى كلمة فضاء فكلمة فضاء هى كلمة صحيحة بشكل كبير فالفضاء مكان هادىء جدا وملىء بالفراغ لدرجة ان المنظومة الشمسية تعتبر الشىء الأكثر حياة على مسافة تريليونات تريليونات الكيلومترات بالإضافة إلى فهم رواد المركبة لفهم كلمة فضاء فهم عندما يرون أجرام المجموعة الشمسية يتم ملاحظة شكل غريب فلا توجد خريطة من الخرائط التى توصف النظام الشمسى تعتبر صحيحة فكل الخرائط والمخططات الدوامية  والفيديوهات الموجودة على الانترنت تظهر فيها الكواكب متعاقبة وراء بعضها البعض بقرب شديد لدرجة أن كوكب المشترى / Jupiter يلقى بظلاله على كوكب زحل / Saturn فى كثير من الأحيان والسبب قربهم هذا ليس بسبب رسم بمقياس رسم قليل فكل ما فى الأمر هذه هى الطريقة الوحيدة التى نرى بها المشهد العام للشمس وكواكب المجموعة الشمسية لكن الحقيقة هذا الكلام غير صحيح فلا يوجد مخطط من الذى نراه تابع لمقياس رسم صحيح لأن لو تم محاكاة النظام الشمسى على الورق طبقا لمقياس رسم حقيقى فالموضوع يصبح مختلف تماما فلو تم رسم كوكب الأرض على ورقة وجعلنا حجمها كحجم حبة بازلاء فالمقياس الصحيح فكوكب المشترى سيكون على بعد ( 300 م ) من حبة البازلاء ( الأرض ) وهذا الارتفاع معناه مبنى مكون من ( 100 طابق ) فلو تم رسم الأرض والمشترى فى ورقة واحدة فلا بد من استخدام ورقة طولها ( 100 دور ) فلو تم التفكير فى رسم بلوتو معهم فى نفس الورقة فلا بد من استخدام ورقة طولها ( 2.5 كم ) ولا بد أن يكون حجم بلوتو على الورقة مساو حجم بكتريا ضخمة والسبب فى رسمهم بهذا الشكل لحصرهم فى ورقة واحدة والورقة الواحدة تمثل النظام الشمسى كله فلا يمكن لكوكب الأرض أن تكون رسمته أكبر من أنها ترى بالتلسكوب فالمنظومة الشمسية عملاقة حيث يبدا رواد المركبة الفضائية ( نيوهورايزون ) يدركوها أثناء الرحلة فرسم الشمس فى الوسط وحولها الكواكب لأن هذه هى الطريقة الوحيدة التى يمكن جمع جميع الكواكب فى ورقة واحدة بدون مقياس رسم .

فالرحلة مستمرة باتجاه حافة النظام الشمسى والرحلة أوشكت من الاقتراب من بلوتو / Pluto وهذا شىء غير سهل بل هو صعب جدا ففى عام ( 1977 ) تم تكليف المركبة الغير مأهولة ( فويجر / 1 ) بأنها تنطلق من كوكب الأرض وتتجه إلى بلوتو حيث استغرقت الرحلة من الأرض إلى بلوتو ( 30 سنة ) ففويجر / 1 التى خرجت من الأرض عام ( 1977 ) وصلت لبلوتو عام ( 2010 ) لكن بلوتو ليس الهدف الحقيقى من الرحلة فالهدف هو ما وراء بلوتو وتحديدا حزام كايبر والذى يعتبر مملكة سماوية شاسعة من النيازك فعالم ما وراء بلوتو عالم مهول يمتد لحوالى ( 50 وحدة فلكية ) والوحدة الفلكية هى المسافة بين الأرض والشمس والتى تساوى ما بين ( 150 مليون كم : 350 مليون كم ) وداخل هذا العالم المهول موجود كمية كبيرة من الصخور المندفعة والجليد والأمونيا فلما تم اكتشاف بلوتو / Pluto للمرة الأولى وضع العلماء فرضية تخبر بأن بلوتو ليس لوحده بل هو عضو من عالم سماوى آخر وبالتساؤل عن كيفية تكون عالم حزام كايبر عبارة عن مخلفات النظام الشمسى نفسه أى البقايا المتشرذمة من بقايا المجموعة الشمسية والبقايا متباعدة عن بعضها بمسافات تصل إلى أكثر من

( مليون كم ) حيث أن قوى الجاذبية عاجزة على تشكيلهم ككوكب جديد فحزام كايبر فى تكوينه مع حزام الكويكبات الموجود بين كوكبى ( المريخ / المشترى )

( Mars – Jupiter ) لكن حزام كايبر أكبر من حزام الكويكبات بحجم مهول حيث أن حزام كايبر أعرض من حزام الكويكبات ب ( 20 ضعف ) وأكبر فى كتلته من حزام الكويكبات ب ( 200 ضعف ) وهذه المنطقة تم اكتشاف فيها أكثر من

( 100000 جسيم ) أغلبها يتعدى قطرها ال ( 100 كم ) وأغلب الأجسام تتكون من الصخور والهيدروكربونات كالأمونيا والجليد المائى والميثان وبشكل عام هو المصدر الأساسى لكل المذنبات التى تخترق النظام الشمسى حيث يندفع من حزام كايبر عدد كبير من الصخور والمذنبات الضخمة كمذنب هالى الذى يظهر مرة كل

( 76 سنة ) فى سماء الأرض هو أحد المذنبات القادمة من حزام كايبر فى الأصل حيث أن النيزك الذى ضرب الأرض بقوة منذ ( 65 مليون سنة ) ماضية وتسبب فى إنهاء عصر الديناصورات هو الآخر أتى من حزام كايبر وعلى الرغم من أن رحلته استغرقت ( 5 مليون سنة ) حتى وصل لسطح الأرض حيث أنهى عصر الديناصورات .

وتم الوصول لحزام كايبر حيث أن الجو مظلم وهادىء والسبب فى الظلام أنهم يبعدون مسافة مهولة جدا عن الشمس فالشمس ليست الشمس المتألقة بل هى أصبحت الشمس غاية فى الصغر فهى نقطة لامعة بحجم رأس الدبوس والمدهش أن رأس الدبوس ( الشمس ) والغاية فى الصغر تمتلك ما يكفى من الجاذبية الجبارة والتى تجعلها قادرة على الاحتفاظ بكل المذنبات فى مدارها حيث تبعد عن الشمس من حزام كايبر حوالى ( 8 مليار و250 مليون كم ) فلماذا استغرق العلماء كل هذا الوقت الطويل للوصول لحزام كايبر بالرغم من المسافة الطويلة لرصدها عن طريق التلسكوبات ؟

فالفلكيون استطاعوا تنفيذ تلسكوبات فضائية حديثة عن طريق المراقبة فعالم ما وراء بلوتو مختفى تماما ولا أحد يعرف عنه شىء فى الحقيقة تكمن فى المناطق التى ينظر إليها العلماء بالتلسكوبات فأغلب التلسكوبات مصممة للتحديق والتركيز فى قطع صغيرة جدا من السماء وكل تلسكوب له مهمة معينة فمراقبة نجم نيوترونى أو فحص ثقب أسود أو النظر لمجرة يفصل بين مجرة درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way وبينها مليارات السنين الضوئية كل هذه الأمور لم تجعل للبشرية فرصة لمراقبة حزام كايبر فى فترة مبكرة حيث أن الصخور فى منطقة حزام كايبر شديدة السواد جدا حيث أنها لا تعكس إلا نسب ضئيلة جدا من ضوء الشمس وغير أنها صغيرة ولا تعكس ضوء فهى تبعد عن بعضها بمسافات هائلة مما يصعب جدا من رصدها .

ابتداءا من عام ( 1930 ) افترض العلماء وجود حزام من الكويكبات وراء نبتون

( Neptune ) وكويكب بلوتو ما هو إلا عضو من عائلة ضخمة ( عائلة حزام كايبر ) لكن وقتها لم يحاول أحد القيام برصده لذلك كانوا يتوقعون وجوده فى المكان والاعتقاد السائد فى وجود حزام كايبر من الأساس هو أنه أثناء تكون المجموعة الشمسية قدرت الشمس أن تستحوذ على الكتلة الأكبر والتى تقدر

ب ( 99.98 % ) كل هذا هو الكتلة التى تمثلها الشمس لوحدها من كل المجموعة الشمسية وبدأت الجاذبية فى تكتيل المادة الأخف على هيئة كواكب وتبقى فى النهاية عدد هائل من الصخور متباعدة عن بعضها البعض حيث خرجت لحافة النظام الشمسى بفعل قوة جاذبية الكواكب الغازية ( المشترى / زحل )

( Jupiter – Saturn ) العملاقة والتى كونت حزام كايبر .

إن بلوتو يعتبر أهم أعضاء حزام كايبر فلما تم اكتشاف ( بلوتو ) للمرة الأولى حيث يوجد شذوذ مدارى فى كوكبى ( أورانوس / نبتون ) ( Uranus – Neptune ) مما جعلهم يشكوا فى وجود كوكب خلف نبتون غير مكتشف وغالبا سيكون عملاق غازى وسمى بالكوكب ( إكس ) وكان يعتقد أنه أكبر من المشترى بحوالى ( 10 مرات ) وبعيد جدا لدرجة أنه لا يتلقى الضوء الكافى من أشعة الشمس لكى يقوم بعكسه مرة أخرى وكان الاعتقاد أن كوكب ( إكس ) هو نجم وليس كوكب لأنه نجم فشل فى التكون وتحول لقزم بنى حيث أن أغلب النجوم الموجودة فى الفضاء فعن طريق التلسكوبات يتضح أنها أنظمة ثنائية بمعنى أن أغلب النجوم الموجودة عبارة عن نجمين مع بعض وأحيانا يكونوا متماسكين مع بعضهم ويتبادلوا الجاذبية فلماذا الشمس وحيدة ومنعزلة ؟ ولماذا لا يوجد للأرض شمسين كباقى الأنظمة الشمسية الثنائية ؟ وهذا جعل العلماء يعتقدون أن الكوكب

( إكس ) هو الشمس أو النجم الأخرى المحتملة .

لكن الشمس استنفذت أغلب المادة وفشل الكوكب ( إكس ) فى التكون على هيئة نجم كامل وبقى شبيه بالكواكب وطبقا لبعده عن الشمس يكمل دورته حول الشمس كل ( 20000 سنة ) واتضح بعد ذلك أنه مجرد كوكب قزم شديد الغرابة بالنسبة لمداره فبلوتو فى كثير من الأحيان يكون أقرب للأرض من نبتون وفى أحيان أخرى يختفى ويبتعد تماما عن الأرض كما حدث فى عام ( 1999 ) وبعدها رجع وظهر مرة أخرى حيث أعاد العلماء تفكيرهم فى اعتبار بلوتو كعضو أساسى من كواكب المجموعة الشمسية وبالنسبة لحزام كايبر فإن البشرية تأخذ أول خطواتها فى اكتشافه والذى يمكن أن يحمل فى المستقبل كواكب كبلوتو أو حتى أكبر منه حيث تم تصنيف بلوتو ككوكب قزم ( كويكب ) .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

27 / 7 / 2020

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق