الأحد، 29 سبتمبر 2024

جيمس ويب يرصد لأول مرة حلقة غريبة من النور تنبأ بها آينشتين

 

تلسكوب ( جيمس ويب ) يرصد لأول مرة حلقة غريبة من النور تنبأ بها ( آينشتين )

إن الصورة الغريبة هى معجزة بعد ما استطاع تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى أن يصورها لأول مرة بعد ما تنبأ بها آينشتين من مجرد بعض المعادلات الرياضية من ( 60 سنة ) كاملة فى مشهد يعتبر من المشاهد العظيمة فى الكون والذى يمثل ظاهرة كونية ( حلقة آينشتين ) أو ( حلقة النور ) فيكون رصدها ناتج عن الصدفة البحتة بدون أى اجتهاد من البشر فعن طريق توجيه لمكان عشوائى والمفاجأة بوجود خاتم من النور فى وسط ظلمات الفضاء السحيق وكأن الكون يصنع عدسات كونية عملاقة لتكون البشرية قادرة على استكشاف جزء أكبر وأبعد خلاله بمرور الزمن ولو كانت ( حلقة النور ) أو

( حلقة آينشتين ) فتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى استطاع تصوير مشهد من المستحيل رؤيته إلا والعين تلمع من عظمة التكوين المجرى الرهيب للمجرة ( M 74 ) فالمجرة ( M 74 ) تحوى ملايين من النجوم التى من الممكن جدا أن يدور حولها كواكب مأهولة بشكل ما من أشكال الحياة فلو كان كائن ما فى حضارة ذكية فى مجرة بعيدة عن الأرض يرصد مجرة الطريق اللبنى فهل من الممكن أن توجد الحياة هناك ؟ فالحقيقة أن الصورتين يمثلوا حل للغز الذى حير العلماء على مدار 10 سنوات وكشفت عن ظاهرة غريبة تحدث لنسيج الزمكان .

فى ( 27 / 8 / 2022 ) أعلن الفريق العلمى المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى عن رصد حلقة من النور تلمع فى وسط الفضاء الكونى العميق فى مفاجأة حيرت العلماء من أجل التأكد أن الاكتشاف الجديد هو ظاهرة فلكية تنبأ بها آينشتين وهى اكتشاف ( حلقة آينشتين ) أو ( حلقة النور ) والذى يكون اكتشافها فى الكون مبنى على الصدفة البحتة لأنه يتم توجيه التلسكوب لرصد مجرة تبعد عن الأرض ملايين أو مليارات السنين الضوئية وإذ فجأة نجد حلقة من النور فى مكان غريب من الصورة ( فحلقات آينشتين ) أو ( حلقات النور ) تعتبر نادرة جدا ويعتبر اكتشافها من أهم الاكتشافات الفلكية التى يتم الاعلان عنها بل ويتم تخصيص فرق علمية عديدة من العلماء لاستغلال وجودها أفضل استغلال فلماذا الاهتمام العلمى / بحلقة آينشتين أو ( حلقة النور ) بالرغم من أن البشر يعتقدوا أنه اكتشاف عادى جدا لكن الحقيقة أن ( حلقة آينشتين ) أو ( حلقة النور ) تعتبر من أهم الأهداف المرصودة فى الكون لأنها تمثل عدسات عملاقة فى الكون قادرة عن الكشف عن أجرام كونية بعيدة عن الأرض بمليارات السنين حتى تصل للحظات من بداية الكون فتكون عبارة عن عدسات جاذبية عملاقة ناتجة عن كتلة كبيرة من مجرة أو عنقود مجرى عملاق أو حتى نجوم حيث يحدث تشوه فى نسيج الزمكان والذى بدوره يحنى الضوء الواصل للأرض من الجرم الفضائى وراء عدسة الجاذبية ويتم تكبير الضوء وزيادة وضوحه بل وإن فى بعض الأحيان فلو كان التلسكوب الراصد للجسم المكون لعدسة الجاذبية والجسم المرصود وراء عدسة الجاذبية على خط واحد بمنتهى الدقة فستظهر عدسة الجاذبية وكأنها حلقة من النور فالصورة التى استطاع تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى أن يصورها فالحقيقة أن عدسة الجاذبية أو ( حلقة آينشتين ) أو ( حلقة النور ) فى الصورة استطاعت تصوير مجرة على مسافة ( 12 مليار ) سنة ضوئية والتى من المستحيل رصدها بأى تلسكوب مهما كان حجم مراياته أو حجم عدساته لكن وبوجود عدسة الجاذبية بين المجرة وتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى استطاعت أن تكبر وتوضح صورة المجرة بمنتهى الدقة بشكل دائرى كحلقة من النور تمثل صورة المجرة لكن الحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها تصوير ( حلقة النور ) أو ( حلقة آينشتين ) حيث تم تصويرها قبل ذلك باستخدام الكاميرا ( نيركام ) كأحد أجهزة تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى ( 4 ) لكن وقتها كانت الصورة ليست بوضوح الصورة الجديدة من الكاميرا ( ميرى ) على الطيف الضوئى للأشعة تحت الحمراء ب ( 3 ) أطوال موجية مختلفة باستخدام الفلتر ( F 1000 W ) لرصد الضوء الأحمر عند الطول الموجى ( 10 ميكرون ) والفلتر

( F 770 W ) لرصد الضوء الأخضر عند الطول الموجى ( 7.7 ميكرون ) والفلتر ( F 560 W ) لرصد الضوء الأزرق عند الطول الموجى ( 5.6 ميكرون ) من أجل أن تتكون الصورة الغريبة فالحقيقة أن الصورة تذكر بصورة أخرى وغريبة مكونة من ( 4 كرات ) من النجوم وتكون الكرات متعامدة على بعض بزوايا تصل إلى ( 90 درجة ) وأعلنت عنها ( ناسا ) لما استطاعت وباستخدام عدسة الجاذبية العملاقة المكونة من مجرة على بعد ( 400 مليون سنة ضوئية ) من كوكب الأرض أنها تصور ( 4 صور ) متطابقة لكوازر عملاق على مسافة ( 8 مليار سنة ضوئية ) من كوكب الأرض ونتيجة لوجود الكوازر والمجرة والتلسكوب على خط مستقيم واحد تكونت الزوايا القائمة بين كل الكرات فى مشهد مريب جدا فدرجة لمعان الكوازر كانت وقتها أقل ب ( 25000 مرة ) من أكثر الأجرام الفضائية خفوت فى سماء كوكب الأرض لكن الحقيقة أن بعض العلماء على مستوى العالم اكتشفوا مكون غريب من الممكن أن يكون سبب رئيسى لتكوين عدسات الجاذبية أو ( حلقات آينشتين ) أو

( حلقات النور ) وافترضوا أنها ( المادة المظلمة / Dark Matter ) فلاحظ العلماء وجود عدسات جاذبية بدون وجود أى أثر لمجرات أو حتى نجوم عملاقة من الممكن أن تكون سبب لحنى وتشويه نسيج الزمكان وبدراسة توزيع الجاذبية والكتلة فى هذه المناطق اكتشف أن التفسير الوحيد للظاهرة المتكونة هى المادة المظلمة والتى تكون ( 27 % ) من تركيب الكون بحيث تكون قادرة على تكوين عدسات الجاذبية من هذا النوع بتأثيرات أكبر وأقوى من أجل الوصول للصورة الأخرى التى أعلن عنها الفريق العلمى المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) ففى

( 30 / 8 / 2022 ) تم الاعلان عن صورة تمثل أجمل صورة لمجرة تم تصويرها بتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى فالمجرة ( M 74 ) فى هذا المشهد تبعد عن الأرض مسافة ( 32 مليون سنة ضوئية ) يعنى ضؤوها وصورتها انطلقوا منها منذ ( 32 مليون سنة ) وتعتبر من المجرات العمودية على مستوى مجرة ( الطريق اللبنى ) فنكون قادرين على رصد كل التفاصيل الدقيقة على مستوى المجرة بشكل كامل وهذا يجعلها من أنسب المجرات لدراسة نشأة النجوم وتطورها على مدار ملايين السنين بدون الحاجة إلى رصد سحب الغاز والغبار لو تم الرصد بشكل مواز لمستوى مجرة ( الطريق اللبنى ) فالمشهد العظيم هو نتيجة صور ( الكومبوزت ) بعد ما استطاع تلسكوب ( هابل الفضائى ) خلال مهمته المستمرة إلى أكثر من 32 سنة أن يصور مجرة ( M 74 ) من عشرات الصور على مدار السنين وذلك من خلال الطيف الضوئى المرئى لنكون قادرين من خلال هذه الفترة أن نقوم بدراسة توزيع النجوم على مستوى المجرة بالكامل ليبدأ تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى فى رصد المجرة ( M 74 ) فى الطيف الضوئى للأشعة تحت الحمراء باستخدام الكاميرتين ( ميرى / نيركام ) والذى استطاع من خلالهم أن يخترق سحب الغاز والغبار فى المجرة بالكامل فعدد الأماكن فى سحب الغبار التى تكون مميزة بدرجات الحرارة العالية والتى تكون أساس شرارة البداية لنشأة النجوم على مستوى المجرة بالكامل حيث بدأ العلماء فى دمج صور تلسكوب

( هابل الفضائى ) مع صور كاميرتى ( نيركام / ميرى ) بتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى مع بعض لتكوين المشهد الرائع

( للكومبوزيت ) فلو تم التركيز أكثر فى أذرع المجرة الخارجية سنكتشف وجود كرات من الغبار والغاز لونها أحمر فهذه الأماكن ( H 11 regions ) والتى تمثل مصانع كونية للنجوم الصغيرة فى السن والمشعة بشدة بالأشعة فوق البنفسجية ويكون رصدها سهل جدا بتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى نتيجة لأثرها الحرارى الذى يمتد إلى ( 10 السنين الضوئية ) على مستوى المجرة وبالتركيز أكثر فى مركز الصورة سنكتشف وجود ثقب أسود عملاق تصل كتلته إلى ( 10000 مرة ) كتلة الشمس كأنه محرك قوى جدا بعزم ميكانيكى قادر على تحريك المجرة بالكامل بأذرعها الممتدة لمئات السنين الضوئية .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

27 / 9 / 2022

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق