الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

حقائق عن بلوتو ( Pluto )

 

حقائق عن بلوتو ( Pluto )

على مدار العقود الأخيرة والتطور الذى حدث فى علوم الفلك والفضاء استطاعت أن تغير معرفة البشرية بالعالم الخارجى والنظام الشمسى أو المجموعة الشمسية

( Solar System ) وبالرغم من معرفة كوكب ( بلوتو / Pluto ) على أنه 9 كوكب فى المجموعة الشمسية من يوم اكتشافه عام ( 1930 ) إلا أن هذا الكلام قد تغير عام ( 2006 ) لما قرر الاتحاد الفلكى الدولى أن يعيد تعريف مصطلح كوكب وتم تصنيف كوكب بلوتو إلى كوكب قزم والحقيقة أن المعرفة عن كوكب بلوتو من وقت اكتشافه قليلة جدا حتى شكله لم يكن معروفا وفى عام 2006 ومع انطلاق مسبار ناسا الجديد ( نيوهورايزون ) لم يكن هناك أى فكرة يمكن أن تشاهد عن بلوتو وبعد ( 9.5 سنين ) وصل المسبار لبلوتو ولأول مرة فى تاريخ البشرية تم رؤية أحد الأجسام الموجودة فى حزام ( كايبر ) عن قرب والمعلومات التى اكتشفت غيرت مفهوم العالم عن بلوتو / Pluto .

وتم اكتشاف بلوتو لأول مرة عام ( 1930 ) عن طريق أحد علماء الفلك فى أحد المراصد وكان علماء الفلك قد توقعوا لفترة طويلة وجود كوكب ( 9 ) فى النظام الشمسى وعن طريق مقارنة شرائح التصوير الفوتوجرافى من ضمنهم صورتين لمنطقة فى السماء والفرق بين التقاطهم اسبوعين فى حالة وجود أى جسم متحرك لكوكب أو مذنب أو كويكب سيظهر وهو يتحرك من الصورة الأولى للثانية وبعد سنة كاملة من العمل والملاحظة قدر أحد العلماء لاكتشاف الكوكب ( 9 )

( بلوتو / Pluto ) بالرغم من بساطة الأمر وسهولة الاكتشاف إلا أن فى الحقيقة الذى عمله أحد العلماء انجاز لم يستطع أحد الوصول إليه على مدار عقود طويلة فبينما كانت المعلومات عن بلوتو قليلة جدا حتى أن مرصد ( هابل ) الفضائى العملاق يعتبر أحد الأجهزة الحساسة التى تم تركيزها على بلوتو فلم يقدر على أن يوفر أكثر من صورة غير واضحة عن الكوكب القزم ( بلوتو / Pluto ) والسبب هو أن بلوتو بعيد جدا عن الأرض وتصل المسافة بين الأرض وبلوتو / 7.5 مليار كم لدرجة أن الضوء من بلوتو يأخذ أكثر من ( 4 ساعات ) لكى يصل للأرض والطريقة التى يمكن أن نصل بها عن معلومات أكثر عن بلوتو هى ارسال مسبار يستطيع الوصول إلى بلوتو ويصوره عن قرب بالرغم من معرفة أن بلوتو أبعد الكواكب عن الشمس ( Sun ) بعد الكوكب ( نبتون / Neptune ) إلا أن فى وقت من الأوقات بدل بلوتو مكانه مع نبتون وأصبح بلوتو أقرب للشمس والسبب هو المدار البيضاوى لبلوتو والذى يؤدى لتقاطع المسارات مع مدار ( نبتون ) وفى فترة ما بين ( 1979 : 1999 ) كان نبتون أبعد من الشمس عن بلوتو وهى ظاهرة نادرة تحدث لمدة ( 20 سنة أرضية ) فى الدورة الواحدة التى يستغرقها بلوتو للدوران حول الشمس والتى تستغرق ( 248 سنة ) وعلى الرغم من مشاركة الكوكبين ( نبتون / بلوتو ) لجزء من مساحة المدار إلا أن بلوتو عمره ما انسحب بجاذبية نبتون لأن الكوكبين ( نبتون / بلوتو ) لا يتقاطعوا فعليا مع بعض بغض النظر عن تقاطع المدار حيث يبلغ قطر بلوتو ( 2390 كم ) بما يعادل

( 70 % ) من قطر القمر و ( 18 % ) من قطر الأرض وبالنسبة للحجم فحجمه أصغر من ( 1 % ) من حجم الأرض وتحديدا ( 59 . % ) فعن طريق التبسيط نجد إمكانية وضع ( 170 جسم ) من حجم بلوتو داخل كوكب الأرض / Earth ويقع بلوتو فى حزام كايبر وهى المنطقة الممتدة من مدار نبتون بمسافة تعادل

( 55 وحدة فلكية ) والوحدة الفلكية هى المسافة بين الأرض والشمس والتى تتراوح ما بين ( 150 : 350 مليون كم ) ويقدر علماء الفلك وجود ما لا يقل عن ( 70000 جسم ثلجى ) بنفس تكوين بلوتو فى المنطقة وبدأت المشكلة مع بلوتو تظهر مع اكتشاف علماء الفلك لأجسام أكبر وأكبر فى حزام كايبر كجسم

( ماكيماك ) الذى اكتشف عام ( 2005 ) عن طريق أحد العلماء وهو اصغر من بلوتو بحاجة بسيطة وتوقع علماء الفلك أنه لن يفوت وقت كثير حتى يتم اكتشاف جسم أكبر من بلوتو فى حزام كايبرولقد ثبتت صحة التوقعات وتم الكشف عن جسم أبعد من مدار بلوتو تقريبا فى نفس حجم بلوتو إن لم يكن أكبر ( ايريس ) حيث أن قطر ( ايريس ) ( 2600 كم ) وكثافته أعلى من كثافة بلوتو ( 25 % ) وبما أن ( ايريس ) أكبر وكثافته أعلى وبنيته شبيهة بتكوين بلوتو إلا أن هذا معناه هو الكوكب ( 10 ) أم مجرد جرم سماوى فى حزام كايبر وقرر الاتحاد الفلكى الدولى أن يعيد تصنيف مصطلح كوكب بالكامل وحدد شروط أساسية لا بد من توافرها فى أى جرم سماوى لكى يصبح كوكبا والتوصيف الجديد هو :

1 ) أنه يدور حول الشمس .

2 ) أن يكون كبير بدرجة كافية لتسمح له بأن يكون على شكل مستدير .

3 ) أن يكون مداره خالى ولا حاجة تقطع مداره حول الشمس .

والتعريف الجديد لمصطلح كوكب استبعد الأقمار والمذنبات والكويكبات أنهم يكونوا كواكب وهم ( 9 كويكبات قزمة ) :

1 ) بلوتو وقمره شارون    2 ) ايريس وقمره داىسونوميا

3 ) سيريس يقع بين المريخ والمشترى فى حزام الكويكبات

4 ) ماكيماك يقع بعد بلوتو   5 ) هوميا وله قمران ( ناماكا / هاماكا )   6 ) فستا

7 ) بالاس    8 ) هاى جيا    9 ) كوميتاس يقع بين زحل وأورانوس .

والكواكب القزمة هى أجرام سماوية تدور حول الشمس أو النجم الرئيسى فى مجموعتها ومسيطرة على المنطقة المحيطة بها بالكامل وحصل جدل كبير فى المجتمع العلمى حول صحة التعريف الجديد حيث خرج بلوتو من كواكب المجموعة الشمسية حيث تم نشر ورقة علمية تعيد تصنيف وتعريف مصطلح كوكب وطرحت الشروط أن يكون الجسم دائرى ويكون لم يمر بعملية انصهار فى السابق وأن تكون كتلته أقل من كتلة النجوم وفى هذه الحالة فبلوتو سوف يصنف ككوكب مرة ثانية فبقية الأقزام التسعة سوف يتم تصنيفها كواكب ومعها ( 97 ) جسم آخر وببساطة فإن النظام الشمسى تحت التعريف الجديد سيكون به 110 كوكب فعن طريق المعاناة من البرد ودرجات الحرارة المنخفضة التى تواجه فى فصول الشتاء على الأرض فعن طريق التخيل بأن الإنسان يعيش على كوكب تصل متوسط درجة الحرارة عليه ( 230 درجة مئوية ) تحت الصفر وبسبب بعد بلوتو عن الشمس فالوقت الذى تستغرقه أشعة الشمس لكى تصل لسطح كوكب بلوتو تكون الأشعة أضعف كثيرا من أن تترك أثر حقيقى على درجات الحرارة  حتى فى الوقت الذى يكون فيه بلوتو أقرب للشمس فلا ترتفع درجات الحرارة لأن أغلب مواسم بلوتو يكون مغطى بطبقة من الجليد ومع ذوبانها يخرج غاز النيتروجين والميثان وأول أكسيد الكربون للغلاف الجوى والذى يصعب الأمر على أشعة الشمس فى الوصول للسطح والتأثير على ارتفاع درجات الحرارة .

اكتشف مسبار ( نيوهورايزون ) أن بلوتو عليه جبال كثيرة وعجيبة جدا يصل طول بعضها ( 3350 م ) والجبال الموجودة على سطح بلوتو كلها مكونة من الجليد وبعضها مغطى بهيدرات الميثان وبعضها يعتقد أنها عبارة عن براكين جليدية أو براكين باردة وبالرغم بعدم ملاحظة أى فوران أو انفجارات عن طريق المسبار إلا أن الباحثين يعتقدوا أن البراكين هذه يمكن أن تنفجر فى خليط من الماء المتجمد وغاز الميثان والأمونيا والنيتروجين المتجمد حيث أن الاكتشافات الجديدة عن بلوتو لم تكن مقتصرة على الأرض والجبال فمن ضمن الاكتشافات الجديدة التى اكتشفها المسبار ( نيوهورايزون ) أن سماء بلوتو زرقاء اللون كالأرض فلون السماء الأزرق على الأرض سببه جزيئات النيتروجين الموجودة فى الغلاف الجوى والتى تشتت أشعة الشمس والتى يظهر معها لون السماء الأزرق أما على بلوتو الذى يقوم بعملية التشتيت لأشعة الشمس هى جزيئات

( الثلونز ) وهى جزيئات عضوية معقدة تتشكل عن طريق تفاعل الأشعة فوق البنفسجية من الشمس مع النيتروجين والميثان الموجودين فى الغلاف الجوى لبلوتو و ( الثلونز ) نفسها قد تكون رمادية أو حمراء ويتأثر على جزء من لون السطح على بلوتو لكن حجمها الصغير يجعلها مناسبة جدا لنشر اللون الأزرق فى سماء بلوتو على مسافة ( 19570 كم ) من بلوتو يقع القمر شارون وبيجمع ما بينهم علاقة مميزة فى أكثر من جانب حيث أن بلوتو وقمره شارون فى حالة تقييد مادى بمعنى أن حركة القمر شارون حول نفسه يتزامن مع حركة بلوتو حول نفسه وهكذا نفس الوجه من شارون يواجه بلوتو على مدار السنة كلها كما يحصل على كوكب الأرض والبشرية ترى القمر وهو يدور حول الأرض ويعطيها وجه واحد دائما أثناء دورانه حولها ويعتبر شارون أكبر أقمار بلوتو ( 5 ) ويساوى نصف حجم بلوتو وهذا أمر عجيب جدا بالنسبة لقمر الذى يساوى

( 27 % ) من حجم الأرض وبالرغم من اعتبار شارون كقمر لبلوتو إلا أنه لا يوجد أى مدار فعلى لكل من ( بلوتو وقمره شارون ) كل منهما حول الآخر فالاتحاد الفلكى الدولى أعلن أنه من الممكن اعتبار شارون كوكب قزم فى المستقبل حيث أن مسبار ( نيوهورايزون ) كشف عن منطقة غريبة فى القطب الشمالى لشارون لونها أحمر داكن ( موردور ) وبلوتو له علاقة بهذا الموضوع حيث نشرت المجلة البريطانية ( نيتشر ) ورقة علمية يقترح فيها العلماء أن المنطقة ذات اللون الأحمر الداكن سببها تأثير الغلاف الجوى لبلوتو عليها وتلوينها عن طريق هروب غاز الميثان من الغلاف الجوى ويلتقطه شارون بفعل الجاذبية وبعدها يتجمع ويتجمد عند القطب الشمالى من القمر شارون والذى يعتبر أحد المناطق الباردة جدا على شارون لدرجة احتفاظه بغاز الميثان المتجمد طول السنة حيث أن الأشعة فوق البنفسجية للشمس تسبب تفاعل كيميائى مع الميثان وتحوله لنفس الجزيئات العضوية المحمرة والتى تجعل سماء بلوتو زرقاء فى الوقت الذى تتمتع فيه الأرض بالقمر الوحيد عندها يتمتع بلوتو ب ( 5 ) أقمار مختلفة ويعتقد أن فى مرحلة ما اصطدم بلوتو مع جسم آخر فى الفضاء نتج عنه تشتت فى المادة أدت لظهور الأقمار ( 5 ) وترتيبهم حسب اكتشافهم هو شارون والذى اكتشف عام ( 1978 ) و ( نيكسوهيدرا ) والذى اكتشف عن طريق المسبار ( هابل ) الفضائى عام ( 2005 ) و ( كيروبيروس ) عام ( 2011 ) و

( ستيكس ) والذى اكتشف عام ( 2012 ) وبسبب الدوران العجيب لكوكب بلوتو والذى يحصل فى صورة عكسية من الشرق للغرب بدل من الغرب للشرق يجعل شروق الشمس وغروبها يحصل على بلوتو بشكل عكسى الذى نراه على الأرض بجانب أن دوران بلوتو المحورى يعتبر أبطأ من دوران الأرض بمعنى أن اليوم الواحد على بلوتو يعادل ( 6 أيام و9 ساعات ) على الأرض وأحد الأسباب المحتملة لهذا الدوران البطىء لبلوتو هو نقص المجال المغناطيسى .

وفى رحلة ( نيوهورايزون ) لبلوتو اكتشف عن شكل مضىء على جسم بلوتو يشبه قلب عملاق جزء من هذا القلب يطلق ( حوض سبونتيك ) وهو حوض جليدى أغلبه النيتروجين المتجمد يطفو ببطء ويمثل أحد من أكبر الأنهار الجليدية فى النظام الشمسى لكن المميز أن النيتروجين المتجمد يمر بعملية نقل حرارى كما يحدث للماء عند تسخينها على النار حيث أن المياه الموجودة فى قاع الوعاء لما تسخن تقل كثافتها وترتفع لفوق وبعد أن تبرد قليلا على السطح تزيد كثافتها مرة أخرى وترجع تهبط مرة أخرى للقاع وبالرغم من شدة برودة بلوتو إلا أن العناصر التى تتحلل ببطء فى لب بلوتو القزم تعمل حرارة كافية تجعل جليد النيتروجين الموجود تحت أرض بلوتو ناعم وطرى فيرتفع الجليد الناعم للسطح ويبرد وبعضها يرجع ويهبط ثانى مرة تحت أرض بلوتو وكل ذلك على عكس توقعات العلماء الذين قالوا أنه مستحيل أن توجد عمليات جيولوجية نشطة فى مكان كبلوتو .

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

11 / 8 / 2020

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق