رصد ثوران كونى غريب فى أعمدة الخلق الكونية
عن طريق تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى
إن الصورة العظيمة هى المشهد المنتظر من أكثر
من ( 3 شهور ) كاملة من وقت بداية رحلة تلسكوب جيمس ويب الفضائى
فى رصد أعماق الفضاء الكونى السحيق فالمشهد
يمثل أعمدة الخلق الكونية العملاقة أحد أكبر المصانع الكونية للنجوم فى مجرة (
الطريق اللبنى ) كجزء من ( سديم النسر ) العملاق أو ( إم 16 ) فهو يبعد عنبألوانه
الأرض مسافة 6500 سنة ضوئية يعنى المشهد الذى فى الصورة بألوانه وشكله الكونى
العظيم كان بهذا المنظر من وقت ما بدأ الفراعنة فى بناء الأهرامات ( 3 ) ( خوفو /
خفرع / منقرع ) فى مصر بالجيزة فعن طريق التركيز فى الصورة أكثر سنكتشف مفاجأة
رائعة هى أن صورة المنحدر الكونى العظيم الذى تم الإعلان عنها كأول صور لتلسكوب (
جيمس ويب ) الفضائى فى 7 / 2021 تمثل جزء من الصورة الرائعة الجديدة فالصورة توضح
تفاصيل مبهرة ورائعة للنجوم فى مراحل نشأتها الأولى وسط سحب غازية عملاقة ممتدة
لعشرات السنين الضوئية ولو تمت مقارنتها بنفس الصورة التى استطاع تلسكوب ( هابل
الفضائى ) أن يصورها فى سنتى ( 1995 و 2014 ) فهى معجزة بكل المقاييس بل إن الفريق
العلمى المسئول عن الصورة الجديدة أعلن عن أسرار مبهرة وتفاصيل يتم رصدها لأول مرة
.
فى ( 19 / 10 / 2022 ) أعلن الفريق العلمى
المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى باستخدام الكاميرا ( نيركام )
عن رصد وتصوير أعمدة الخلق الكونية التى تبعد
عن الأرض مسافة ( 6500 سنة ضوئية ) فى وقت تعريض التلسكوب لهذه المنطقة من الكون (
Universe
) استغرقت من ( 25 : 50 دقيقة ) كاملة لتتمكن الكاميرا ( نيركام ) أنها تجمع أكبر
قدر ممكن من الضوء خاصة الذى حدث له إزاحة ناحية الضوء الأحمر القريب من الأشعة
تحت الحمراء ( Infrared ) حيث أن أعمدة الخلق الكونية حيث
أنها سحابة عملاقة من الغاز والتراب الكونى والتى بدورها توفر كل الظروف المناسبة
لنشأة النجوم ( Stars ) بعد ما تمكنت من تجميع كمية
كبيرة من الغاز والتراب الكونى من السحب العملاقة فى حجم صغير نسبيا بفضل الجاذبية
ويبدأ الضغط ودرجات الحرارة تزيد أكثر وأكثر لتنطلق شرارة أول اندماج نووى وتتولد
النجوم فى حدث كونى عظيم لكن اللقطة الجميلة التى تكررت أكثر من مرة على مستوى
أعمدة الخلق الكونية هى النهايات التى تظهر وكأنها حمم بركانية كونية عملاقة
بلونها الأحمر والمرعب والجميل فى نفس الوقت والتى بعد دراسة العلماء للطيف الضوئى
لها باستخدام الأجهزة العلمية لتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى كجهاز ( نيرسباك ) حيث
اكتشف العلماء أنها تمثل المواد المكونة من التراب الكونى والغازات وبعض المركبات
الهيدروكربونية المنطلقة من المناطق المحيطة بالنجوم الجديدة وقت تكونها لأن
النجوم الجديدة بمجرد تشبعها بالمواد الكافية لبداية تفاعلات اندماجها النووى تبدأ
فى إطلاق إشعاعات قوية جدا من الأشعة السينية ( X ) والأشعة
فوق البنفسجية ( Ultraviolet ) المدمرة التى تبدأ بدورها فى دفع كل سحب الغاز
والغبار الموجودة حول النجوم الجديدة حيث تظهر من على بعد آلاف السنين الضوئية
وكأنها حمم بركانية متفجرة عملاقة بل وإن دراسة العلماء للنجوم المسببة للمشهد
البركانى العظيم اكتشفوا أن هذه النجوم قد تصل أعمارها لمجرد آلاف من السنين
وبالمقارنة مع عمر الكون كأنها مكونة من مجرد ثوانى معدودة فالنجوم فى الصورة كل
ما يكون لونها أحمر بدرجة أكبر تكون صغيرة فى السن أكثر وأكثر على عكس النجوم التى
باللون الأزرق الذى يدل على كبر النجوم فى السن نسبيا على حسب درجات ألوانها حيث
تم التأكد من أنها فى مرحلة إخلاء المناطق المحيطة بها من التراب والغازات عن طريق
إطلاق موجات إشعاعية مدمرة والذى ينتج عنها شكل التموجات على مستوى النهايات
بأعمدة الخلق الكونية بالكامل بل إن اللون الأحمر هو دليل قاطع على وجود عنصر (
الهيدروجين ) وانتشاره بكميات هائلة فى أعمدة الخلق الكونية بالكامل وبدوره يكون
قادرا على إظهار نهايات أعمدة الخلق الكونية باللون الأحمر الرائع وقت طرده من حول
النجوم الجديدة حيث أن المشهد العظيم وكأن البشرية تشاهده لأول مرة من مسافة أبعد
حيث سنكتشف أن بعض الأماكن فى السديم تظهر وكأنها كتل غازية عملاقة بالمقارنة مع
الصور القديمة لنفس المشهد العظيم إلا أن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى برصده
بالكاميرا
( نيركام ) تمكن من اختراق الحاجز الترابى
والغازى ويكشف عن آلاف من النجوم فى كل أطوار حياتها على مستوى السديم بالكامل فعن
طريق ملاحظة كمية النجوم المميزة بعلامة تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى السداسية
الشكل ولأن المسافة بين الأرض وبين ( سديم النسر ) فى أعماق مجرة ( درب التبانة /
اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) الملئانة بنجوم بمختلف الأعمار
والأنواع فيمكن ملاحظة انتشار فى كل مكان فى الصورة .
س : لماذا هذه الصورة خاصة لا يوجد بها أى
مجرة فى خلفية الصورة مطلقا على عكس كل صور تلسكوب جيمس ويب الفضائى التى تحوى على
الأقل عشرات المجرات فى الخلفية فى كل مرة ؟
ج : فالحقيقة
أن هذا الجزء من السديم كان بالإحداثيات الكونية كأنه حفرة كونية من الغبار
والتراب الكونى المغمور بأمواج من الغازات المنطلقة من المناطق المحيطة بالنجوم
الجديدة المتكونة أو أنها غيامة كونية عملاقة من الضباب والتى يمكن أن تحجب كل
الضوء الذى يصل من وراء السديم سواء من مجرات أو حتى كوازرات عملاقة لدرجة أن حتى
لو كان الضوء الذى يصل منها فى نطاق الأشعة تحت الحمراء فى اختراق كل السحب
الترابية والغازية فعن طريق التركيز على جزء عجيب من الصورة بعيد عن أعمدة الخلق
الكونية لكن فى المناطق المحيطة بها من كل الجهات فستشاهد البشرية المنطقة الشفافة
الملونة باللون الأزرق والأحمر حول أعمدة الخلق الكونية وكأنها تيارات حمل وأبخرة
متصاعدة من المناطق الداخلية للسديم العملاق والحقيقة أن ذلك هو الذى يحدث فالمناطق
التى تكون مركزة بالسحب الترابية باللون البرتقالى والأحمر تصل درجات حرارتها
لألاف الدرجات المئوية نتيجة لكونها مصانع لنجوم جديدة يتم خلقها وتكوينها
داخلها ونتيجة للحرارات العالية حيث تبدأ
تتكون تيارات من التراب الكونى الأقل كثافة وتنطلق للأماكن باللون الأزرق حول
أعمدة الخلق الكونية وتتكون الأمواج المرئية باللون الأزرق الشفاف فى ظاهرة تكررت
فى ( سديم كارينا ) والمنحدر الكونى العظيم وقت الإعلان عن الصور الأولى لتلسكوب (
جيمس ويب ) الفضائى فى ( 7 / 2021 ) لكن بالرغم من الصورة الجديدة لتلسكوب ( جيمس
ويب )
الفضائى لأعمدة الخلق الكونية العملاقة إلا
أنه من المستحيل نسيان صورتين لتلسكوب ( هابل الفضائى ) 1 ) 1995
2 ) 2014 ويظهر فيها التركيز على السحب
الترابية وتختفى آلاف النجوم التى تمكن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى أن يكشف
وجودها بطريقة سهلة جدا فى علامة استمرت لأقل من ساعة فى توجيه التلسكوب لأعمدة
الخلق الكونية العملاقة فالصورة التى على الشمال تعتبر تصوير ورصد بالضوء المرئى
أما الصورة التى على اليمين فهى تمثل رصد بالأشعة تحت الحمراء لتلسكوب ( هابل
الفضائى ) ويظهر جدا الفرق بين الصورتين لتلسكوب ( هابل الفضائى ) وصورة تلسكوب
( جيمس ويب ) الفضائى الجديدة فالحقيقة أن
الصورة بالكامل هى عبارة عن كتاب كونى عملاق للنجوم حيث أن العمود 3 من على الشمال
فى أعمدة الخلق الكونية فى هذه الصورة تصل إلى ( 4 سنوات ضوئية ) وهذا = المسافة
بين الأرض وأقرب نجم للأرض بعد الشمس ( بروكسيما سنتورى B ) فمقدار
عظمة المشهد حيث أن الجزء فى سديم النسر ممتد لعشرات السنين الضوئية كجزء صغير من
كون ممتد لأكثر من ( 93 مليار سنة ضوئية ) .
س : إن هذا الجزء من الكون ( أعمدة الخلق
الكونية ) تحتوى على الأقل كوكب واحد يكون صالح للحياة وعليه شكل ما من أشكال
الحضارات الفضائية ؟ ولا بيئة ( سديم النسر ) بالكامل وكونها غير مستقرة يكون صعب
أن تدعم شكل ما من أشكال الحياة .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
27 / 10 / 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق