الأرض ( Earth
) هى مركز الكون ( Universe )
إن الانفجار العظيم ( Big
Bang
) هو أغرب حدث كونى يمكن للعقول البشرية البسيطة استيعابه بمجرد التفكير فيه لكن
كيف يمكن استيعاب شىء كان الإنسان جزء منه منذ ( 13.8 مليار سنة ) فى الماضى من
قبل حتى ما يكون للإنسان وعى لكى يدرك أن الإنسان موجود وقتها على المستوى الذرى من
لحظة ميلاد الكون حيث أن عمر الإنسان ليس ( 20 أو 30 أو 60 سنة ) بل عمر الإنسان
الحقيقى هو ( 13.8 مليار سنة ) لأن الكون فى أبهى صوره من وقت ميلاده حتى الوقت
الحاضر لأن لو أن لحظة ميلاد الكون هى لحظة البداية فمكان النشأة الأولى للكون ليس
نقطة كونية واحدة لأنه طبقا لورقة بحثية جديدة فالكون لم يبدأ من لحظة انفجار نقطة
عظيمة واحدة بل بدأ فى كل اللامكان واللازمان فى نفس اللحظة الكونية لعدد لا نهائى
من الانفجارات العظيمة على مستوى العدم بالكامل .
فعن طريق تخيل حياة إنسان خلق على كوكب الأرض
لأن حياة الإنسان عبارة عن غمضة عين بالمقارنة بعمر الكون الذى يصل إلى ( 13.8
مليار سنة ) وبالرغم من كل المعلومات عن المكان بأبعاده ( 3 ) ( الطول / العرض /
الارتفاع ) و ( الزمن ) كبعد رابع للمكان إلا أن فى هذه اللحظة لا تعرف البشرية أى
معلومات عن
( 95 % ) من تركيب الكون الذى تعيش فيه
البشرية والتى هى عبارة عن ( 68 % ) طاقة مظلمة و / 27 %
مادة مظلمة و ( 5 % ) مادة طبيعية لكن الورقة
البحثية الجديدة سيجعل الإنسان يغير من تفكيره / 180 درجة
فلقد ظهرت أكثر من ورقة بحثية تؤكد أن نقطة
الانفجار العظيم ليست مجرد نقطة واحدة بل تمثل عدد لا نهائى من النقط على مستوى
النسيج الكونى بالكامل وبظهور الرأى العلمى الغريب الجديد ظهر سؤال رائع جدا
س : كيف أن النسيج الكونى كان قادرا على
إنشاء عدد لا نهائى من الانفجارات العظمى وهو خلق من الانفجار العظيم كأول حدث
كونى وبداية الزمن ؟
ج :
الحقيقة أن السؤال مقنع جدا لدرجة أن الإنسان سيبدأ يعترض على الفرضية الجديدة حيث
أن الانفجار العظيم يمثل الفرضية الوحيدة المعتمدة من المجتمع العلمى لنشأة وتكون
الكون الممتد إلى ( 93 مليار سنة ضوئية ) وبمرور السنين تحولت الفرضية لنظرية بعد
اعتمادها من أغلب العلماء على مستوى العالم واختصار النظرية يكون : من ( 13.8
مليار سنة ) فى الماضى كل شىء من كواكب ونجوم ومجرات أو حتى الذرات التى تكون
الإنسان كانت موجودة ومضغوطة فى مسافة من المكان أبعدها = ( 0 ) وفى البداية لم
تكن أنوية الذرات لها أى وجود على الإطلاق بل كان كل المتاح من المادة مجرد خليط
من المواد الأولية الكونية الدون ذرية ومن لحظة البداية بدأ الكون يتمدد بشكل
متسارع وبدأ يبرد تدريجيا بمرور الزمن وتكونت الذرات والسحب الترابية لتكون المادة
الخام لنشأة النجوم الأولية التى تعتبر من أنقى النجوم على مستوى الكون بالكامل
حيث بدأ تمدد الكون بالإضافة لسرعة الضوء الثابتة فى أى مكان على مستوى نسيج (
الزمكان ) بحيث يحول الكون بالكامل لآلة زمن خارقة ولو بدأ الإنسان فى رصد أى نقطة
خلال الفضاء فالإنسان لا يرى المجرات فى الحاضر بل تكون صورها المرصودة تمثل جزء
من ماضى تاريخ الكون فالمجرات القريبة من الأرض نسبيا هى مجرات مرت بمعظم مراحل
نشأتها ووصلت لشكلها الأبدى والمكتمل لحين نهايتها بعد مليارات من السنين فى
المستقبل ولما يتم رصد هذا النوع من المجرات ( Galaxies ) فيتم رصد
صورتها منذ ما كانت منذ ملايين السنين فى الماضى لكن عندما يتم رصد أعماق الكون
بدرجة أدق وباستخدام تلسكوبات أقوى نسبيا كتلسكوب جيمس ويب الفضائى فيتم ملاحظة أن المجرات المرصودة تظهر وكأنها
أصغر فى السن بدرجات غريبة جدا وتمثل الجيل الأول من المجرات التى نشأت بعد لحظة
الانفجار العظيم بملايين قليلة من السنين لأن الضوء المنطلق منها استغرق كل هذا
الوقت لكى يصل لعيون التلسكوبات الأرضية حيث تتكون الصور وكأنها مشوهة فى التكوين
الهيكلى بالإضافة لمعدلات أعلى لنشأة النجوم على مستوى المجرة بالكامل لكن فى
الحقيقة أن الصورة التى يتم رصدها لهذا النوع من المجرات هى مجرد وهم لأن المجرات
أعمارها فى الوقت الحاضر أكبر بمليارات المرات عن الصورة التى يتم رصدها للمجرات
بالإضافة أنها لا تكون موجودة فى نفس المكان التى يتم رصدها فيه فى الخريطة الكونية
فى الوقت الحاضر لأنها تكون أبعد بمسافات هائلة نتيجة للتمدد الكونى المتسارع
والمستمر لكن الأهم هو إدراك مبدأ ( لامركزية الكون ) لأن كل مكان يعتبر فيزيائيا
مركز الكون بكل ما يحويه لأنه لن يفرق حين يكون الإنسان على كوكب الأرض أو على بعد
مليار سنة منها لأن كل شىء يتمدد ويبعد عن الإنسان بنفس المقدار وفى كل اتجاه لكن
بالرغم من قوة وسرعة التمدد الكونى إلا إنه غير قادر على التغلب على قوة الجاذبية حتى
هذه اللحظة وأكبر دليل هو تواجد العناقيد المجرية فى الكون بالإضافة للخيوط
الهيكلية المكونة لنسيج الزمكان فقوة الجاذبية الناتجة من المجرات دائما تحاول
وبمنتهى القوة أن تحافظ على الخطوط الهيكلية ككتل عملاقة قريبة من بعضها لأن
التمدد الكونى دائما يحاول تدمير الهياكل الكونية الخيطية وجعلها أصغر وحدة كتلية
فى الكون على الإطلاق من أجل الوصول للشكل الكونى الحتمى بمرور مليارات السنين
كهيكل عملاق من الخيوط المكونة للمادة والمادة المظلمة ( Dark
Matter
) والتى يتخللها فجوات كونية عملاقة
( Super Voides ) والتى
تكبر فى حجمها أكثر وأكثر بتسارع التمدد الكونى خلال السنين .
حيث أن ( ثابت هابل ) هو من أهم الثوابت
الكونية المكتشفة فى العصر الحديث لأنه يمثل السرعة التى يتمدد بها الكون بمرور
السنين = ( 80000 كم / س لكل مليون سنة ضوئية ) أو بمعنى أصح لو وجد ( 2 ) من
الأجرام الكونية يبعدوا عن بعض مليون سنة ضوئية فكل ساعة تزيد المسافة بينهم
وتتمدد كل ( 80000 كم ) ولو فصل بينهم مليون سنة ضوئية سوف تتمدد المسافة بينهم ( 8
مليون كم ) بمرور كل ساعة والحقيقة أن هذه أكثر معلومة مرعبة عرفها البشر على مر
التاريخ لأن بهذا المعدل فسرعة التمدد الكونى تكون أعلى من سرعة الضوء ب ( 100 مرة
) ويكون كوكب الأرض محاط بحاجز أو سجن كونى على مسافة ( 46 مليار ) سنة ضوئية من
كل اتجاه وكل مجرة ستتخطى الحاجز الكونى فكل الضوء المنطلق منها لن يصل لكوكب
الأرض بأى شكل من الأشكال ويكون كل شىء موجود داخل السجن الكونى العملاق أو على
مسافة ( 46 مليار سنة ) ضوئية من كوكب الأرض هو الكون المنظور وتكون البشرية غير
قادرة على رصد أى شىء بعد الحاجز الكونى المتمثل فى الكون المنظور فعن طريق رصد
نقطة بداية الكون ففى أى اتجاه يجب توجيه التلسكوبات إليه فى أعماق الفضاء
والحقيقة أن الإجابة لأنه يجب توجيه التلسكوبات فى كل مكان فى كل أعماق الفضاء لأن
الكون كان وما زال هو نفس الكون حول الأرض حيث أنه بمجرد أن يغير فى حجمه من أصغر
شىء ممكن لأكبر شىء فى الوقت الحاضر وليس له أى إحداثيات لأنه هو منشأ انفجار
وتكون الإحداثيات نفسها بكل أنواعها فالصورة تمثل الكون بعد سنين قليلة من
الانفجار العظيم وتمثل غلاف كونى من الأشعة الميكروية وبغض النظر عن أى اتجاه يتم
فيه رصد الفضاء حول كوكب الأرض بافتراض وجود تلسكوب فضائى قادر على رصد أشعة
الميكروويف إلا أن الغلاف الجوى الأرضى يقدر أن يمنع مرور معظم الأشعة الميكروية
لوصولها لأى تلسكوب على الأرض حيث سيكون الاعتماد الأول على التلسكوبات الفضائية (
بلانك / دبليوماب / كوبى ) فبعد مجرد
( 350000 سنة ) من لحظة الانفجار العظيم
فتكون درجة حرارته تصل إلى ( 3500 درجة م ) فى كل مكان على مستوى نسيج الزمكان
بالكامل حيث أن درجات الحرارة والأشعة الناتجة من لحظة الانفجار العظيم حيث أنها
تمكنت من إنتاج موجات ضوئية مرئية وقوية إلا أن من المستحيل رصدها لأن تمدد الكون
المتسارع والمستمر قادر على أن يقلل تردد موجات الضوء المرئى ويحولها بالكامل
لأشعة تحت حمراء وأشعة من نوع الميكروويف وعن طريق رصد إشعاع الخلفية الكونية
الميكروى فالبشرية ترصد الكون حتى قبل تكون أول المجرات لتكون أقدم شىء يتم رصده على
مستوى الكون بالكامل وعن طريق التركيز فى الصورة فسنلاحظ الخيوط الكونية الهيكلية
بالألوان الأحمر والأصفر بالإضافة للفراغات العملاقة باللون الأزرق ودرجاته لكن
نادرا أنه يتم اكتشاف مصدر مشع من موجات الميكروويف من خلال الفضاء الكونى العميق
وتكون الصورة المشاهدة هى أنقى صورة للكون بعد مجرد ( 350000 سنة ) من لحظة
البداية من دون أى تشويش من أى مصادر كونية فعن طريق تخيل أن الأرض قد تكون هى
مركز الكون أو الأغرب أن يكون الإنسان هو مركز الكون بكل ما يحويه من مادة لكن
يوجد سؤال هل من الممكن أن تكون بداية الكون كانت فى كل مكان فى أعماق الفضاء
الكونى السحيق ؟
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
27 / 1 / 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق