عجائب الكون / كوكب الزهرة
إن عالم كوكب الزهرة الحقيقى يشبه العالم الجهنمى ففى
الظهر على كوكب الزهرة يكون الجو حارا جدا بحيث تمطر حامض الكبريتيك ويذوب الصخور
ويكون الضغط نفس ضغط الماء فى قاع المحيط .
1 ) نجم الصباح والمساء :
كانت رؤية كوكب ( الزهرة ) من على سطح الأرض ممكنة قبل
شروق الشمس أو بعد المغيب بوقت قصير ولذلك يطلق على كوكب ( الزهرة ) نجم الصباح
والمساء فكوكب ( الزهرة ) ليس نجما منبعث منه الضوء فى العصور الحديثة المبكرة
فلماذا حدث هذا ؟ ربما لأن كوكب ( الزهرة ) هو ثانى أقرب كوكب للشمس وهو ثالث ألمع
جرم سماوى مرئى على الأرض بعد الشمس والقمر ويمكن رؤيته مباشرة بعد غروب الشمس
ولهذا السبب يطلق على الزهرة نجم الصباح والمساء حيث اعتقد المصريون واليونانيون
الذين رأوا الزهرة أنهم كانوا يراقبون جرمين منفصلين ففى اليونان القديمة اعتبروهم
نجوما مضيئة ودعوا نجمة الصباح ( فسفوروس ) ونجمة المساء ( هيسبوروس ) ولقد أدركوا
بقليل أنهم نفس الجرم السماوى حيث أدركوا أنه لم يكن نجما .
2 ) الغلاف الجوى للزهرة :
اكتشف الغلاف الجوى للزهرة من قبل نفس العالم الذى اكتشف
الغلاف الجوى للمشترى فى ( 6 / 6 / 1961 ) عن طريق مراقبة كيف تتحرك الكواكب فى
مدار الشمس ؟ فقد لاحظ أن الفقاعة كانت منتفخة على جانب واحد من التلسكوبات
المبكرة حيث كان ضوء الشمس وصؤوها المنعكس ينكسران فى الغلاف الجوى لكوكب بعيد (
كوكب الزهرة ) وفى وقت لاحق تم اكتشاف التصوير الفوتوجرافى وتم تصوير كوكب
( الزهرة ) حيث يتكون الغلاف الجوى للزهرة بشكل رئيسى من
ثانى أكسيد الكربون وحمض الكبريتيك حيث اتضح أن أجواء كوكب ( الزهرة ) تسير وفق
وتيرة خاصة حيث يدور الغلاف الجوى بشكل مستقل عن كوكب ( الزهرة ) ويصنع دائرة فى (
4 أيام ) من زمن الأرض مما يجعل سطح كوكب ( الزهرة ) هادئا جدا ففى الغلاف الجوى
العلوى للزهرة توجد رياح عنيفة تفوق بكثير أقوى عواصف الأرض حيث أن الضغط الجوى
بالقرب من سطح كوكب ( الزهرة ) هو نفس ضغط الماء عند الغوص لمسافات ( 1 كم ) فى
المحيط الهادىء ولم يعد ثانى أكسيد الكربون الذى يمثل ( 90 % ) من الغلاف الجوى
للزهرة فى حالة غازية حيث أصبح ثانى أكسيد الكربون هلاما ساما للبشر والذى يغطى
سطح كوكب الزهرة حيث أن كثافة الغلاف الجوى للزهرة عالية جدا حيث أن النهار الزهرى
أغمق قليلا والليل شديد السواد لأن جو الزهرة لا يسمح بالكثير من الضوء وعلى
ارتفاع ( 100 كم ) كما أن الضغط الجوى ودرجة الحرارة معقولان .
3 ) الخصائص الجغرافية للزهرة :
على الرغم من كون كوكب ( الزهرة ) مغطى بالغيوم الكثيفة
إلا أن سطح كوكب ( الزهرة ) درس جيدا حيث توجد بحيرات وأنهار من حمض الكبريتيك
وبعض التضاريس الحديثة المبكرة حيث أن الجبال أكبر ب ( 3 مرات ) من قارتين
مرتفعتين ( عشتار / أفروديت ) حيث تقع قارة
( أفروديت ) جنوب خط الاستواء الزهرى قليلا فهذه القارة
هى نفس مساحة افريقيا وشكلها يشبه العقرب ففى القارة الأفروديتية يوجد جبال شاهقة
وهى ثانى أعلى جبال فى المجموعة الشمسية والأكبر فى المجموعة الشمسية وتقع قارة ( عشتار
) بالقرب من القطب الجنوبى للزهرة فى أوائل كوكب الزهرة ومساحتها أصغر قليلا من
الموجودة فى أمريكا ففى وسط قارة ( عشتار ) توجد سلسلة جبل ماكسويل وهى أعلى
الجبال فى كوكب الزهرة بحيث يتجاوز ارتفاع جبل الهمالايا بفارق كبير يقدر ب ( 3000
م ) فوق قمة افرست وترتفع ( 12 كم ) فوق سطح كوكب الزهرة كما توجد ندبات ضخمة من
البراكين ففوهة ( فيهوكيلوباترا ) يبلغ قطرها أكثر من ( 100 كم ) فكل المعالم
الزهرية السطحية فالاستثناء الوحيد هو ( جبل ماكسويل ) ومنطقة ( الفوابيتا ) حيث
يوجد أنهار بكوكب الزهرة وأحد السهول ( سهل نيسى ) حيث يتميز كوكب الزهرة بصخور
رقيقة جدا ويرجع السبب إلى أن درجة حرارة سطحه تمنع تصلب الصخور الطبيعى .
4 ) التقويم الزهرى :
يوم واحد على ( الزهرة ) يشبه عام واحد على ( الأرض )
حيث يستغرق دوران كوكب ( الزهرة ) حول محوره ( 243 يوم ) فلا يوجد مواسم على كوكب
( الزهرة ) فالطقس ليس جيدا على كوكب ( الزهرة ) بل المدار يلعب وظيفة موسمية
لكوكب ( الزهرة ) حيث يدور كوكب الزهرة ببطء شديد فطول يومه وليلته ( 243 يوم ) بطول
عام واحد على ( الأرض ) فسبب الانخفاض غير معروف فربما حدثت كارثة بسبب سقوط نيزك
ضخم جدا أبطأ سرعة كوكب ( الزهرة ) فيمكن اعتيار فوهة ( فيهوكيلوباترا ) مجرد
علامه على اصطدامه الشرس حيث تسبب فى تذبذب شديد فى المحور الخلفى لكوكب الزهرة
حيث أدى لاعاقة دوران كوكب ( الزهرة ) حيث أنه يوجد رأى بأن هذا هو سبب اختلاف
كوكب الزهرة عن العديد من الكواكب الأخرى حيث أن اتجاه دوران كوكب الزهرة من الشرق
للغرب أى أن الشمس تشرق من الغرب وتغرب فى الشرق فإذا كان الإنسان تحت الغيوم
الكثيفة فى كوكب الزهرة فلن يعرف الإنسان أين تكون الشمس .
5 ) الزهرة بلا أقمار :
لا توجد للزهرة أقمار تابعة كما للأرض والمريخ منذ تكوين
كوكب الزهرة وتوجد نظرية مفادها أن عطارد كان قمرا للزهرة فى وقت مبكر من كوكب
الزهرة ولكن افترقا حيث أن عطارد الذى اختار الحرية يدور بفخر حول الشمس فيوجد
تابعا ظاهريا نقيا ( كويكب ) يدور حوله وحول الشمس معا فى مدار حديث قريب من
الزهرة وهو مكون من الحصى ( فى إيه 68 ) ويبلغ حجمه ( 500 م ) فلم يتم العثور على
أى جسم كبير أو كويكب كبير فى المدار ولكن فيما يتعلق بالحياة المبكرة المحتملة فى
كوكب ( الزهرة ) حيث أن حجم ( الزهرة ) نفس حجم ( الأرض ) فلم يكن كوكب الزهرة
المبكر هو نفس الوضع الذى عليه الآن حيث أن درجة الحرارة فى المكان المنخفض فى
كوكب الزهرة كانت تبلغ ( 700 ) درجة مئوية فى الظل لكنها ليست مريحة للبشر ولكن
الوضع كان مختلفا كلما تم الاقتراب من القطبين فى كوكب الزهرة فستكون فى نطاق
مقبول حيث أصبحت بعض العوامل قاتلة لكوكب الزهرة وربما تكون الحياة ولدت على كوكب
الزهرة ولكن مع استمرار ثانى أكسيد الكربون فى التراكم تسبب فى تأثير الاحتباس
الحرارى القوى مما يجعله من أكثر الأجرام السماوية توهجا وسخونة فى النظام الشمسى مشابه
بشكل غريب للمشترى فربما لم يكن يوجد قمر طبيعى للزهرة حيث كان كوكب الزهرة وحيدا
وربما مذنب لكنه غادر مبكرا حيث ينشط القمر باطن الأرض بالتوتر ليحافظ على باطنها
ساخنا ولينا كما أنه بمثابة درع لحماية الأرض من النيازك هذا هو السبب فى أن الأرض
لم تتعرض لهجوم كما حدث عندما تم إنشاء فوهة
( فيهو كيلوباترا ) .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
26 / 12 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق