ما هو الحجم الحقيقى للكون ( Universe
) ؟
إن الإنسان يعيش على الأرض ( Earth ) فى مكان
ما ولكن ما مدى صغر كوكب الأرض بالنسبة للكون ( Universe ) ؟ فلنبدأ
بالتصغير من كوكب الأرض نرى القمر ( Moon ) حيث نعتقد
أن القمر قريب جدا من الأرض لأنه يغطى مساحة كبيرة من الأرض فى سماء الليل ( Night ) لكن فى
الواقع فالقمر ليس بهذا القرب من الأرض فى الواقع فإن القمر يبعد عن الأرض مسافة (
384.400 كم ) حيث أنه يوجد رائدا فضاء وصلا إلى القمر وهبطا عليه عام ( 1969 )
وهما
( نيل آرم استرونج / ادوين هابل ) باستخدام
كبسولة الفضاء ( أبوللو / 11 ) والتى هبطت بسلام على القمر حيث قام الرائدان
الفضائيان ( نيل آرم استرونج /
ادوين هابل ) بالسير على القمر وباستخدام
العربة القمرية تم جمع عينات من تربة القمر وصخوره لتحليلها على الأرض لمعرفة
المعادن التى يتكون منها القمر ولقد قام ( نيل آرم استرونج ) بوضع علم أمريكا على
القمر فعن طريق التواصل بين القمر والأرض فيستغرق وقتا ثانية ونصف الثانية حيث أن
سرعة الضوء وسرعة الرسائل متشابهة حيث يوجد صورة للأرض التقطت من المريخ / الكوكب
الأحمر / Mars
كما ترى من المريخ بشكل متوسط حيث أن المريخ يبعد عن الأرض مسافة ( 225 مليون كم )
لكن تلك المسافة ترتفع ( 401 مليون كم ) فهذا يعنى متى وصلت البشرية إلى الهبوط
على المريخ حيث أن الشخص سيكون
ب ( 986 ضعف ) المساحة للشخص الموجود على
القمر عن الأرض حيث أن تأخر الرسائل للأرض ليست ثانية ونصف الثانية هى فى الحقيقة
( 20 دقيقة ) باتجاه واحد فهذا يجعل وسائل التواصل لطلب التعليمات والتوجيهات
للطوارىء مستحيلة حينما يتم الخروج عن نطاق الكوكب حيث سنجد مسبار الفضاء
( فويجر / 1 ) وهو أبعد شىء بناه البشر وتم
إرساله للفضاء وموقعه الحالى يبعد مسافة ( 138 وحدة فلكية ) ( 20 مليار كم ) وحدة
فلكية تعنى وحدة قياس المسافة الفضائية وهى المسافة بين الأرض والشمس ( Sun ) وهذا يعنى
أن المسبار الفضائى ( فويجر / 1 ) يبعد بضرب المسافة بين الأرض والشمس
( 138 مرة ) فى مكان ما فى رحلة المسبار
الفضائى ( فويجر / 1 ) حيث تم توجيه كاميرا المسبار على الأرض وأخذت صورة للأرض
وهى تبدو صغيرة جدا حيث أنها من أعظم الصور التى التقطت تلك النقطة الزرقاء
الشاحبة هى الأرض وعن طريق وصف الصورة حيث أن تلك البقعة البعيدة الممتازة لا تبدو
للأرض أى أهمية خاصة ولكن بالنسبة لعلماء الفضاء يختلف الأمر فالنظر لنفس البقعة
البعيدة الزرقاء الممتازة حيث أنها الأرض حيث يعيش عليها الإنسان حيث أن تلك الذرة
من الغبار المعلقة فى شعاع الشمس حيث يسافر ( فويجر / 1 ) بسرعة
( 17 كم / ث ) بهذه السرعة لم يخرج من حدود
المجموعة الشمسية
( Solar System ) إلا بعد (
30000 سنة ) فبعد الخروج عن حدود المجموعة الشمسية سنصل إلى السحابة المحلية
للنجوم القريبة من الأرض حيث يتم الانتقال إلى مقياس آخر ( السنة الضوئية ) وهى
المسافة التى يقطعها الضوء خلال سنة كاملة حيث أن السنة الضوئية = ( 9.461 تريليون
كم ) وأقرب نجم للأرض هو القنطور الأقرب لكنه ما زال يبعد عن الأرض ( 4 سنين ضوئية
) فإذا كانت وجهة المسبار الفضائى ( فويجر / 1 ) باتجاه القنطور الأقرب فإنه سوف
يحتاج إلى
( 70000 سنة ) لكى يصل إلى القنطور الأقرب
ومن منظور آخر وإذا تم الخروج عن نطاق المجموعة الشمسية فسنجد أن مجرة ( درب
التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) حيث يوجد
فى داخلها كوكب الأرض حيث أن النقطة الدائرية الصفراء هى أبعد نقطة وصلت إليها
الرسائل الاذاعية مما يعنى أن أى مخلوق ذكى خارج نطاق الطريق اللبنى لن يعى بوجود
البشرية وبأى شىء خارج نطاق ( Milky Way ) فهو صامت لكن قطر مجرة (
الطريق اللبنى ) يتعدى
( 100000 سنة ضوئية ) حيث تحتوى على أكثر من
( 100 مليار نجم ) وأكثر من ( 100 مليار كوكب ) لكن لم يتم مشاهدة مدى جمال المجرة
فى الليل لأن
( 99 % ) من النجوم التى تراها البشرية
بالعين المجردة محدودة فى منطقة النظام الشمسى والتى تحتوى على ( 40000 نجم ) لكن
بالنسبة للمجرة العملاقة فإنها لا شىء بالنسبة لما هو موجود فى خارج نطاقها فإذا
تم الخروج أكثر فسيتم الوصول إلى المجموعة المحلية من المجرات وهى مجموعة مكونة من
( 54 مجرة ) وقطرها ( 10 مليون سنة ضوئية ) فإذا
تم التصغير أكثر من موقع الأرض بالنسبة
لمجرة ( الطريق اللبنى ) فسوف نرى عنقود مجرات العذراء العظيم حيث إن وجود
المجموعة المحلية ليس إلا جزءا صغيرا جدا من العنقود حيث يوجد على الأقل ( 100
مجموعة محلية ) أخرى لمجرات تشبه مجرة
( الطريق اللبنى ) حيث أن قطر هذا العنقود لا
يمكن تخيله ( 110 مليون ) سنة ضوئية حتى عنقود مجرات العذراء العظيم لا يساوى شيئا
إلا جزء صغير من
( عنقود لانياكيا ) فهذا الهيكل الهائل يحتوى
على مجرات بحوالى ( 100000 ) مجرة أخرى قطرها ( 520 مليون سنة ضوئية ) لكن يمكن أن
نصغر أكثر حتى نصل إلى الفضاء المشاهد حيث نرى أن عنقود ( لانياكيا ) لا شىء وتافه
بالنسبة لكل شىء هذا هو الفضاء المشاهد وهو يحتوى على كل شىء نعرفه فهو يحتوى على
الأقل على ( 2 مليار مجرة ) مستقلة والذى يحتوى على نجوم أكثر مما هو موجود على
الأرض من ذرات الرمال فالمسافة بين الأرض وبين اتجاه واحد فى الفضاء المشاهد ( 46
مليار سنة ضوئية ) مما يعنى أن قطر الفضاء المشاهد
( 93 مليار سنة ضوئية ) فما الذى يوجد بعد
الفضاء المشاهد ؟ حيث أن الفضاء المشاهد هو كل ما تم رؤيته وأنه من الممكن للكون
خارج نطاقه أن يكون كبيرا بشكل هائل وأكثر جمالا باكثر ما تستطيع أن تتصوره
البشرية ببساطة فالبشرية لا تعلم ماذا يوجد هناك ؟ حيث أن الضوء المنبعث من تلك
المسافة العظيمة أن تصل للأرض بعد لأنه لم يكن هناك وقت كاف فى تاريخ الكون ليصل
للبشرية فى الأرض وفى بعض المواقع لا يمكن أن تصل للأرض أبدا لأن بعض المناطق فى
الفضاء بعيدة جدا عن الأرض كما أن الكون فى حالة توسع باستمرار حيث أن تلك المناطق
فى الفضاء والبعيدة جدا عن الأرض تتوسع مما يجعلها تبتعد عن الأرض باستمرار حيث أن
مصدر الضوء أسرع من الضوء مما يعنى أن الضوء من هذه الأماكن لن يصل للأرض حتى وإن
احتاج الضوء وقت لا متناهى مما يعنى حتى ولو كانت البشرية خالدة وكانت البشرية
موجودة إلى الأبد دائما وبصفة مستمرة حيث سيوجد أماكن غير محدودة فى الكون والتى
لا نعرف عنها شيئا ولن نراها فالكون هو جزء من أكوان أخرى أكبر وأبعد حسب نظرية
تضخم الكون فالكون كله هو أكبر من الكون المشاهد ( 150 سكستليون مرة ) فإذا كان
الكون كله أكبر من الكويكب ( بلوتو / Pluto ) فعن طريق
تخيل لو أن تم وضع مصباح فى كويكب ( بلوتو ) فإن موقع المصباح بوسط ( بلوتو ) ما
كنا غير واعين أن
( Pluto ) موجود فى
خارج المجموعة الشمسية أو النظام الشمسى فهذا يشبه الفضاء المشاهد والكون كله
فالبشرية ليست إلا ذرة متناهية فى الصغر مما يعنى وجود الكثير من الأشياء التى
يمكن اكتشافها فعن طريق التأمل فى الكون إلا أن نتأمل عظيم صنع الله وكل الأشياء
العظيمة إنها تدل على وجود خالق عظيم لها
( إن فى خلق السماوات والأرض واختلاف الليل
والنهار لآيات لأولى الآلباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون
فى خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
7 / 7 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق