السبت، 1 يونيو 2024

الكون العميق

 

الكون العميق

بالارتفاع ( 100 كم ) لأعلى ما يساوى ساعة قيادة لما فوق عالم الألأرض حيث فى الأسفل تستمر الحياة بصخب حركة سياراتها وتأرجح سوق الأسهم وما زال فيلم ( حرب النجوم ) يعرض لكن يجب ترك الحياة على الأرض وراء البشرية وأن تطأ أقدام البشرية محيطا شاسعا ومظلما فى الأماكن السطحية فى أماكن ليست ببعيدة عن الأرض بل على ( القمر / Moon ) .

 

1 ) القمر / Moon :

لقد سلك طريق القمر عدد كبير من رواد الفضاء ولقد هبط ( 12 ) رائد فضاء منهم حيث وطأت أقدامهم أرض القمر حيث أن القمر يبعد مسافة ( 4000 كم ) عن الأرض أى رحلة تستغرق ( 3 أيام ) على متن سفينة فضائية حيث أن القمر قريب جدا حيث ستشعر البشرية أنها غادرت الأرض وحيث أن القمر حميم وآمن وعلى مرآى من الأرض ( Earth ) حيث يبدو القمر وكأنه أرض معركة مهجورة قصفتها ملايين النيازك والكويكبات لكن الوضع أكثر وضوحا فمن الواضح أنه لم تكن هناك أى تصادمات منذ ملايين السنين حيث أن ذكريات مركبة الفضاء

( أبوللو / 11 ) القمرية وأول آثار خطوات ( نيل آرم استرونج ) التى يبدو وكأنها طبعت بالأمس فلا يوجد رياح لتغير شكلها وبهذا يمكن لها أن تبقى كما هى لملايين السنين وربما لأكثر من ذلك .

 

2 ) الزهرة / Venus :

لا بد من القيام بقفزة عملاقة وأن يتم قطع مدى أبعد من أى مسافة سافرها الإنسان من قبل حيث يوجد فى الظلمة البعيدة وجه ودود ( كوكب الزهرة )

( Venus ) نجم الصباح والمساء حيث أن الزهرة أحيانا يستقبل اليوم الجديد من الشرق وفى أحيان أخرى يودعه من الغرب حيث تعكس سحب الزهرة الصفراء أشعة الشمس لهذا السبب يعتبر الزهرة أكثر الكواكب إشعاعا فى النظام الشمسى حيث أن الزهرة شقيق الأرض وفى نفس حجم وقوة جاذبيته لذا لا بد أن تكون البشرية بمأمن على الزهرة لكن المسبار الفضائى ( فينس اكسبريس ) يخبر بأن هذه السحب المتلألئة مصنوعة من حمض الكبريتيك المميت وأن غلاف الزهرة الجوى مشبع بثانى أكسيد الكربون حيث أن الزهرة ليست كما تبدو للبشرية فهواء الزهرة ضار والضغط الجوى على الزهرة لا يمكن احتماله وهو حار جدا بحيث تصل درجة حرارته إلى ( 500 درجة مئوية ) فالبقاء طويلا على الزهرة يؤدى للموت الأكيد فلا شىء يمكنه البقاء حيا حيث يوجد مسبار آلى ( سوفيت فينيرا ) وقد تدمر درعه المتين بسبب الظروف الجوية القاسية فالزهرة تبدو كصورة ودودة من الأرض وهو فى الواقع لدود جدا إنه شقيق مستعر مرصع سطحه بفوهات البراكين وغلافه الجوى المشبع بثانى أكسيد الكربون يحبس حرارة الشمس إنه احتباس حرارى خارج عن السيطرة وربما كانت الزهرة هادئة كالأرض قبل أن تخرج عن السيطرة وإن كان هذا صحيحا فقد يكون ذلك مستقبل الأرض فيجب التفكير بشكل جدى فى الخروج من الزهرة والعودة للأرض .

 

3 ) عطارد / Mercury :

إن كوكب عطارد / Mercury فبالاقتراب كثيرا من الشمس فدرجات الحرارة تتحرك بجموح على عطارد فأثناء الليل تصل إلى ( - 270 درجة مئوية ) تحت الصفر وترتفع فى وسط النهار لتصل إلى ( 400 درجة مئوية ) إنه محروق ومتجمد وملىء بالندود ما يشير إلى أن كوكب عطارد له ماض عنيف حيث يخبر مسبار ( ماسنجر ) الفضائى بأمر غريب فبالنسبة لحجم عطارد فتعتبر قوة جاذبيته قوية جدا فلا بد أنه ثقيل جدا فعطارد أشبه بكرة حديدية ضخمة مغطاة بقشرة خارجية من الصخور إنه لب ما كان فى الماضى كوكبا اضخم حجما فربما اصطدم به كوكب ضال مؤديا لانفجار الطبقات الخارجية فى لعبة مميتة من ألعاب الكون فتوجد كواكب عديدة طبيقة تدمر كل ما يعترض طريقها حتى الكواكب الأخرى والأرض موجودة فى طريقها فالأرض غير محصنة ومعرضة للخطر وصغيرة الحجم كل شىء يشير بالبشرية بالعودة للأرض .

 

4 ) الشمس / Sun :

فكيف يمكن تحدى الشمس ؟ فالضوء والحياة فكل ما تفعله البشرية محكوم للشمس ومعتمد عليها كدورة الحياة على الأرض والتوازن البيئى وخضرة الأشجار كلها تعتمد على الشمس لملايين السنين كانت هذه أقرب مسافة يمكن للبشرية التحليق فيها لوجه الشمس حيث أن الشمس تبعد مسافة 150 مليون كم عن الأرض أى رحلة تستغرق ( 120 سنة ) بالطائرة وإن فقدت حرارتها فلن تعرف البشرية شيئا عن الشمس لمدة ( 8 دقائق ) كاملة فالشمس كبيرة جدا لدرجة أنها تتسع إلى ( 100 كوكب أرضى ) داخل الشمس والشمس ثقيلة جدا لدرجة أن قوة جاذبيتها تتحكم فى النظام الشمسى بأكمله لكن الشمس أمام الأرض بحجمها وقوتها الكاملة فالبشرية ترى الشمس يوميا على الأرض فالشمس وجه مألوف فى سماء الأرض لكن عن قرب لن تتمكن البشرية من تمييز الشمس حيث أن الشمس بحر متموج من الغازات ( الهيدروجين / الهليوم ) المتقدة حيث يرتفع فيها مقياس الحرارة ليصل إلى ( 5000 درجة مئوية ) وفى مركز الشمس لا بد أن تصل درجات الحرارة  لآلاف الملايين من الدرجات إنها حارة بما فيه الكفاية لتطلق رد فعل نووى محولة بذلك ملايين الأطنان من المواد إلى طاقة فى كل ثانية أى أكثر من كل الطاقات التى صنعها الإنسان مجتمعة حيث يمكن رؤية طاقة الشمس على الأرض فى هيئة ضوء والاحساس بها على هيئة حرارة لكن عند الاقتراب من الشمس لا يوجد شىء يبعث على الطمأنينة حيث أن الشمس مليئة بالنشاطات الإلكترونية والمغناطيسية وهى تنفجر على هيئة انشوطة غازية متهجية ( النتوءات ) كل منها تطلق طاقات أكثر مما تطلقه ( 10 براكين ) مجتمعة فإذا تم إدخال الأرض فى هذه النشوطات فسترى البشرية أنه يوجد مساحة زائدة فى حلقتها تصل إلى ( 10000 كم ) وعندما تنفجر تتكشف الطبقات الأبرد التى تقبع فى الأسفل خالقة بذلك بقعا شمسية إنها أبرد بكسر عشرى من المناطق المحيطة بها لهذا السبب تبدو البقع الشمسية باللون الأسود لكنها ومع ذلك أسخن من أى شىء موجود على الأرض كما أنها ضخمة جدا فبعضها عرضها يبلغ ( 50000 كم ) على الأقل .

 

التوهج الشمسى :

إن التوهج الشمسى عبارة عن تدفق مرتفع الحرارة من الغازات المكهربة التى تصدر إشعاعات مميتة للفضاء لكن فى يوم ما سيتوقف كل هذا وسيبدد وقود الشمس وعندما ينتهى يكون ذلك نهاية للأرض .

فبهذه الشمس تنشأ الحياة وتدمر فلا بد أن تكون البشرية بعيدة عن الشمس .

 

5 ) المذنبات :

إن المذنبات ظلت على نحو قريب فقد قامت حرارة الشمس بتسخينه وإبعاده خالقة بذلك ذيلا ممتدا لملايين الكيلومترات حيث أن الجو قارس البرودة على المذنبات وليس هناك شك فى المكان التى تأتى منه المذنبات حيث أن المذنبات تعتبر الفضلات الثلجية للفضاء العميق لكن الحرارة والبخار والغبار إنها الشمس مجددا وهى تذيب قلوب المذنبات المتجمدة حيث أن المذنبات أشبه بكرة ثلجية ضخمة مغطاة بالقطران القذر فالحبيبات الصغيرة التى تبدو كمواد عضوية محفوظة على الثلج فلا أحد يعلم بوجه الدقة ربما منذ بداية النظام الشمسى حيث ضرب مذنب ما الأرض قبل مليارات السنين وربما جلب معه مواد عضوية ومياه أى العناصر الأساسية للحياة وربما شكلت بذور الحياة على الأرض مما سمح للبشرية بالحياة لكن المذنب اصطدم بالأرض فأباد الديناصورات وهى تمحى من على وجه الأرض بفعل النيازك والشهب التى تصطدم بالأرض إنها مسألة وقت فحسب فكانت النهاية فى يوم ما فإن لم تجد البشرية وسيلة تحمى بها الأرض فستختفى بنفس الطريقة التى اختفت فيها الديناصورات فالأرض آمنة فى الوقت الحالى لكن إن طمست الحياة من على وجه الأرض فستعلق البشرية فى الفضاء مشردة بلا هدف فى كون عدائى وستضطر البشرية لإيجاد موطن جديد للبشرية فى الفضاء فتوجد ملايين ومليارات الكواكب فلا بد من وجود كوكب ليس شديد الحرارة وليس شديد البرودة وبه هواء ومياه وأشعة شمس .

 

 

الكوكب الأحمر / المريخ / Mars :

لقد تم النظر للمريخ لقرون عديدة بحثا عن الرفقة وأى علامات تشير إلى وجود الحياة قد تكون على المريخ فى مكان ما فى الأسفل حياة أرضية أخرى لكن هل البشرية مستعدة لإيجادها ؟ ولإعادة كتابة كتب التاريخ وأن نمزق كتب العلم مما يقلب العالم رأسا على عقب فما سيحدث لاحقا قد يغير كل شىء حيث يحتاج كوكب المريخ لخيال العلماء أكثر من أى كوكب آخر فعن طريق التفكير فى أفلام الخيال العلمى والأفلام الفضائية فجميعها مجرد خيال لكن ماذا لو كان على المريخ شىء ما فعلا إن كان موجودا فهو يعيش على كوكب ميت حيث أن العمليات التى تجعل الأرض قابلة للعيش عليها قد توقفت منذ مئات الملايين من السنين فالمريخ أحمر وميت فالمريخ عبارة عن احفورة ضخمة فيوجد شىء ما حى فالغبار على المريخ ضخم حيث أنه أكبر من أى اعصار موجود على الأرض حيث توجد على المريخ رياح وحيث ما توجد الرياح يوجد الهواء فالهواء الذى قد يمد البشرية بالحياة الأرضية لكن الهواء على المريخ أخف من أن يناسب البشرية فهو ملىء بثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون السام فليس هناك من يحمى المريخ من أشعة الشمس الفوق بنفسجية كما أنه بارد جدا بحيث تنخفض درجة حرارته لتصل إلى

( - 80 درجة مئوية ) تحت الصفر والمياه متجمدة على أرض المريخ وفى الأقطاب وفى الغلاف الجوى الرقيق للمريخ على هيئة ثلج حيث يصعب التصديق بأن أى شىء يمكنه العيش على المريخ لكن على الأرض توجد عليها مخلوقات تستطيع البقاء حية فى البرد القارس والحرارة الشديدة وحتى فى أعماق خنادق المحيط وكأن الحياة جرثومة تتكيف وتنتشر وربما البشرية تحمل جرثومة الحياة ويتم نقلها مع البشرية عبر الكون حتى فى أصعب الظروف تشق الحياة طريقا لها لكن على كوكب ميت وبدون وجود نشاطات جيولوجية لاستكمال المعادن والغذاء فى تربة المريخ الحمراء اللون فلن تكون هناك حرارة لتذيب مياه المريخ المتجمدة ومع كل هذا الغبار يصعب رؤية مكان وجهة البشرية لكن لا يمكن تفويت الجبل ( المبوس مانس ) إنه جبل ضخم قديم وهو على ارتفاع يعلو ( 3 مرات ) ارتفاع ( افريست ) على الأرض كما أن جبل المريخ ( المبوس مانس ) واسع جدا لدرجة أنه من الممكن أن يمتد عبر أى دولة على الأرض بحيث يأخذها كلها فمنذ اكتشاف جبل ( المبوس مانس ) على المريخ فى ( 70 / ق 20 ) تم اعتباره هامدا فقد يبدو أن هناك ما يحدث على منحدراته وكأن حممه البركانية تفيض لكن لن تكون هناك أى انسيابات للحمم البركانية نظرا للنيازك التى قد تمحوها إن ظهرت إلا إذا كان جبل ( المبوس مانس ) ميتا وإن لم يكن كذلك فقد يكون هناك صفير دائم تحت القشرة وهذا يغير كل شىء فقد تذيب النشاطات البركانية المياه المتجمدة الموجودة فى التربة المريخية وتعيد تصنيع المعادن والغذاء مشكلة بذلك ظروفا مناسبة لنشوء الحياة فهذا يحصل فى وادى ( جراند كانيون ) حيث يبدو كصدع يمتد أكثر وأكثر لدرجة أنه قد يمتد عبر قارة بأكملها لكن بالنظر حيث يوجد علامات على وجود نشاطات كما يوجد عوامل نحت حيث أنه يوجد نهر جاف على أرض وادى المريخ ( جراند كانيون ) حينما أذابت النشاطات البركانية الجليد الموجود فى التربة المريخية مرسلة المياه لتتدفق فى الوادى الضخم ( وادى جراند كانيون ) نشاطات قد تذيب الجليد وتتحول إلى مياه وحيث توجد مياه قد توجد حياة كذلك فإذا استطاعت البشرية أن تجد مياه جارية على المريخ فهناك احتمال بوجود مخلوقات حية تتدحرج فى أراضى المريخ المهجورة فمسألة جوال وكالة ( ناسا ) الفضائية ( أوبورتيونتى ) وهى تجد دلائل تشير إلى أن السهول القاحلة كانت فى يوم ما بحيرات ومحيطات قديمة وأنه يوجد احتمال انها أخفت الحياة فى داخلها .

فعن طريق رؤية خنادق المريخ فعندما تمر المسابر الفضائية المارة فوق المريخ بحيث تستمر بالتقاط خنادق جديدة وهذا دليل أكبر على أن المريخ / الكوكب الأحمر / Mars كوكب حى وأنه قد توجد مياه متدفقة تحت سطح المريخ لخلق الخنادق فالمياه قد تمد المريخ بالحياة الأرضية وكل ما يجب عمله هو إيجادها إلا إن لم تكن قد وجدناها من قبل ليس على كوكب المريخ بل على كوكب الأرض .

 

نظرية التبذر الشامل :

تخبر النظرية بأن الحياة قد بدأت على المريخ قبل أن تنتقل للأرض وتكمن الفكرة فى أن كويكبا ارتطم بالمريخ وفجر أجزاء منه ورماها كما رمى الجراثيم الصغيرة عبر الفضاء لنشئة الأرض الحديثة حيث خلطت بذور الحياة نفسها فلا عجب أن المريخ كوكب مذهل فتوجد دلائل على وجود المياه على سطح المريخ فهل كان يوجد حيوانات وإن كان ذلك صحيحا فمن سكنه وأين هم ؟

فكوكب المريخ المعروف قد اختفى وحل محله الكوكب الجديد النشط والمتغير وإن لم نكن نعرف المريخ وهو أكثر كوكب تمت دراسته فى النظام الشمسى كله فما الذى لا نعرفه عن المريخ فلا بد من وجود أسرار أخرى فى الخارج تنتظر أن يتم اكتشافها فالأمر يزداد إثارة للخوف أنه أشبه بوجود لعبة على كمبيوتر لكن هذا حقيقى .

 

الكويكبات :

يصل عرض بعض الكويكبات لمئات الكيلومترات فهذا الكويكب بطول ( 30 كم ) فيوجد للجسم على الكويكب مسبار فضائى فليس من السهل تثبيت مسبار فضائى على كويكب يسافر بسرعة ( 80000 كم / س ) فالأمر يتطلب جهدا كبيرا للتحقيق فى بعض الحصى فالحصى الذى يتصادم ويتفتت ويتساقط على الأرض على هيئة نيازك باستمرار فهى نماذج سحرية ورموز خارقة للطبيعة وأكثر من ذلك حيث اتضح أن الحصى هى التى اتحدت معا لتشكل الكواكب بما فى ذلك كوكب الأرض فعن طريق تحديد تاريخ النيازك الموجودة على الأرض حيث استطاعت البشرية معرفة أن الكواكب قد ولدت قبل ( 4 مليارات ونصف المليار سنة ) هذه شهادات ولادة النظام الشمسى وكوكب الأرض لكن لسبب ما لا تتشكل الصخور إلى كوكب فلا بد من وجود شىء ما أوقفها شيئا قويا .

 

المشترى / Jupiter :

إن المشترى أكبر كوكب فى المجموعة الشمسية كلها من ناحية الحجم حيث أنه أكبر من الأرض بآلاف المرات على الأقل وإنه ضخم جدا لدرجة أنه يتسع لجميع كواكب المجموعة الشمسية داخله فإن شيئا بهذه الضخامة سيكون له تأثير كبير على الأشياء المحيطة به فقوة جاذبيته تمنع الكويكبات من تشكيل كوكب كامل حيث أن المشترى كوكب مذهل لكن عن قرب لا تبدو الأمور كما هى عليه إنه كوكب ضخم وهو مكون من الغاز فالنزول على المشترى فستغرق البشرية فى طبقاته ولن تقدر البشرية أن تضع أرجلها على سطح صلب أبدا وإن شكل المشترى جميل وهذا ناتج عن العنف الشديد وهو يدور فى مدى ضخم جار معه الرياح بسرعة ( 100 كم / س ) حيث أن السحب على المشترى على شكل دوامات وتيارات عكسية وإن البقعة الحمراء الاسطورية على المشترى عبارة عن أكبر عاصفة عنيفة فى النظام الشمسى كله إنها أكبر من حجم الأرض ب ( 3 ) أضعاف وهى هائجة منذ أكثر من ( 300 سنة ) حيث أشعلت السحب عاصفة إلكترونية حيث أن الصعقة الواحدة منها أقوى ب ( 10000 مرة ) من الصعقات الموجودة على الأرض حيث أن المكان الأنسب والآمن لرؤية المشترى هو الوقوف عن بعد فهذا مشهد جميل إنه أشبه بالرقص حول الأقطاب فى ساعة الفجر لكن عداد ( جايجر ) يتحرك بجنون حيث أن الإشعاعات قاتلة فعن طريق توليد الإشعاعات الضارة التى جذبها حقل المشترى المغناطيسى من الفضاء حيث بدأت البشرية بإدراك حقيقة أنه لا شىء فى الفضاء يبدو كما هو عليه .

فالكون ملىء بالتناقضات ( الخداع / المآكد  ) فالبشرية بحاجة إلى ملجأ آمن إلى مكان تقف فيه البشرية لتلتقط أنفاسها فلعل القمر المتعدد الألوان هو المكان المنشود فهذه الألوان الجميلة عبارة عن صخور ذائبة والألوان الجميلة عبارة عن عنصر الكبريت والبراكين تخرج رمادا حارا وحارقا فى الهواء لمسافة  100 كم

فهذا ليس بملجأ آمن إنه أكثر الأماكن تقلبا بعد الشمس حيث بدأت الرحلة إلى حافة الكون بالتحول إلى رحلة بائسة على البشرية ألا تفقد الأمل فبين الأخطار عجائب تنتظر اكتشافها من قبل البشرية فالمشترى يبعد مسافة / 650 مليون كم عن الأرض ياله من مكان غريب ومع هذا فهو يبدو مألوفا للبشرية يشبه القطب الشمالى بكل هذا الجليد وبكل هذه القمم والتصدعات فيوجد قمر ( يوروبا ) وربما الجليد طاف على الماء السائل كما فى القطب الشمالى إنها فكرة خادعة لكن المشترى يبعد مسافة ( 800 مليون كم ) عن الشمس بالطبع ستكون يوروبا متجمدة وصلبة إلا إذا كانت قوة جاذبية المشترى تشكل احتكاكا فى الداخل مانعة ذلك ( يوروبا ) من التجمد لدرجة الصلابة مما يسمح للحياة لأن تستمر فى الماء تحت قشرته المتجمدة فقد تكون على بعد بضع مترات من الكائنات الفضائية ومن نظام بيئى كامل من الجراثيم والقشريات والرخويات فالشىء الوحيد الذى يقف أمام البشرية وبين احتمالية نشأة كائن فضائى هى طبقة الجليد لكن لحين ارسال مركبة فضاء لتحفر طبقة الجليد هذه ستبقى ( يوروبا ) واحدة من أكثر أسرار النظام الشمسى غموضا .

 

زحل / Saturn :

إن زحل عبارة عن جوهرة فى تاج النظام الشمسى رؤيته وحدها تجعل كل ما تم اختباره يستحق العناء ولكن يوجد أمر مهم فى زحل فالكرة الغازية الخفيفة جدا لدرجة أنه قد يطفو على الماء فإن تم إمداد حلقات زحل الرائعة فقد يصل طولها من الأرض إلى القمر لكنها على عمق عدة مترات فعن طريق المسبار كاسينى وهو يلتقط بثا إذاعيا شبحيا قد يكون مصدره الوهج الذى يحيط بأقطاب زحل فهذا هو صوت الموسيقى الحقيقى للحلقات حيث أن ( كاسينى ) يخبر البشرية بأن هذه الحلقات قد تكون كل ما بقى من قمر حطمته قوة سحب زحل وهى تشكل جمالا لا نظير له نتج من جراء دمار شامل فيوجد مليارات القطع الجليدية بعضها صغير بحجم المكعبات الجليدية وبعضها كبير بحجم المنزل حيث تصطدم ببعضها وتتفكك ومن ثم تتحد مجددا حيث أنها تمثل صورة خاطفة لشكل النظام الشمسى القديم حيث شكل اتحاد الغبار والغاز شمسا حديثة الولادة ومن ثم قامت قوة الجاذبية بدورها فجمعت الأشلاء معا حتى تشكلت الأرض من الحطام فعن طريق التحديق بجاذبية زحل المغرية فلا بد من السفر لمسافة أبعد يجب على البشرية اجتيازها والكثير لنتعلمه وهو أمر ليس بالسهل عندما يكون أكبر شىء يمكن رؤيته هو القمر المغلف بالسحب الكثيفة ( تيتان ) .

 

تيتان :

إن ( تيتان ) يبدو وكأنه يوجد عليه غلاف جوى كامل فتوجد عليه رياح وأمطار وفصول حتى وجود البحار والبحيرات والمحيطات إنه أقرب الأماكن للأرض من حيث الشكل وربما كان هذا يستحق إبعاد البشرية عن تيتان فى النهاية إلا أن هذه ليست مياه فى الحقيقة هذا غاز سائل طبيعى حيث يوجد غاز أكثر بمئات المرات من كل مخزون الأرض منه فإن كان بالإمكان جذبه للأرض فستتمكن البشرية من إمداد المدن بالطاقة والسيارات بالوقود لآلاف السنين أو ربما يمكن استخدامه فى تيتان ليوم ما لإمداد مستعمرة بالوقود على افتراض أنه لا توجد حياة على تيتان أساسا حتى مسبار ( هايجنز ) الفضائى القادم من كاسينى على سطح تيتان ليكتشف للبشرية الحقيقة حيث أنه يخبر بوجود مواد عضوية فى تيتان لكنه بارد جدا فدرجة الحرارة تصل فيه إلى ( - 180 درجة سالبة ) لذا من المستحيل أن تصبح هذه حية إلا إذا ارتفعت درجة حرارة تيتان حينها يتوقع أن تزداد درجة حرارة الشمس وعندما يحدث هذا ربما يكون بيئة صالحة كالذى حدث للأرض منذ مليارات السنين وعندما تصبح درجة حرارة الأرض أكثر مما تستطيع البشرية احتماله فربما يمكن الانتقال حينها إلى تيتان وربما ستدعوا البشرية هذا المكان البعيد فى يوم ما بالوطن .

فتيتان يبعد عن الأرض مسافة ( مليار كم ) حيث نفقد خلف هذه النقطة مرأى الأرض حيث تقف البشرية على جرف وبالنظر للنواحى الخارجية الغامضة للنظام الشمسى فإذا أرادت البشرية فهم الكون وأن تصل إلى أطرافه فعلى البشرية أن تقفز على هذا الجرف حيث أن البشرية موجودة فى نواحى النظام الشمسى الخارجية التى لا تستطيع البشرية رؤيتها من الأرض ولم تعلم البشرية عنها بمعظم التاريخ حيث أن الأمر أشبه بالغوص فى المحيط العميق .

 

أورانوس ( Uranus ) :

يبدو أورانوس بحلقاته وكأنه قد انحرف عن محوره وانقلب بفعل اصطدامه بكوكب ضال حيث أن الوضع غريب فى أورانوس حيث بدأت البشرية تشعر بأنها صغيرة ووحيدة فى الكون وربما هذا ما ستشعر به البشرية إزاء ما ستجده عند حافة الكون فهذا البعد الذى قلص حجم الأرض إلى حجم حبة البازلاء مسافته تقل عن ( 2 كم ) لكن من أجل أن نصل إلى حافة النظام الشمسى على البشرية أن تسافر مسافة ( 20000 كم ) أخرى .

 

نبتون / Neptune :

يوجد فى هذا العمق الكونى كوكب غريب آخر ( نبتون ) حيث أن ( نبتون ) العملاق محاط بغاز الميثان وبعاصفة بحجم الأرض تدور بسرعة

( 1500 كم / س ) فعلى كوكب الأرض الشمس هى التى تقوم بتحريك الرياح

فلا بد من وجود شىء آخر يقوم بخلق الرياح على ( نبتون ) لكن لا أحد يعلم ما هو حيث أن النظام الشمسى ضخم فبعد كل هذه الكواكب الغازية يوجد قمر صلب تابع لنبتون ( قمر ترايتون ) .

 

ترايتون :

إنه قمر صلب لكنه غير آمن فيوجد على ترايتون ينابيع حارة فالمداخن الكونية التى تضخ قذارة غريبة فترايتون يدور حول نبتون فى اتجاه معاكس لاتجاه دوران نبتون حيث أنها معركة آبار كونية سيخسرها القمر ترايتون الغاضب دائما حيث تسحب قوة جذب نبتون معها ترايتون مخفضة سرعته وحارفة مساره ففى يوم ما سيقوم نبتون بتمزيق ترايتون فلا يوجد المزيد من الأقمار أو الكواكب فى النظام الشمسى فالجو يزداد برودة والبشرية تزداد بعدا عن الشمس وعن قبضة مجساتها الجاذبة حيث أن الفضاء ليس خال بل هو زاخر بصخوره المتجمدة وكراته الجليدية ككويكب بلوتو .

 

كويكب بلوتو / Pluto :

بدأ حتى فى الفترة الأخيرة أن بلوتو وحيد ولا يوجد شىء خلفه بل يوجد خلف بلوتو عوالم متجمدة أكثر واكتشافات حديثة لا يستطيع أحد الاتفاق على مسمى لها

 

الأقزام الجليدية / تاينوس / كيبوانس :

إن النظام الشمسى ليس نظاما أنيقا حيث أن أبعد شىء تمت رؤيته يدور حول الشمس ويبعد عن الأرض أكثر من ( 13 مليار كم ) هو عالم ثلجى صغير

( سدنا ) وقد تم اكتشافه عام ( 2003 ) حيث تحتاج دورته ( 10000 سنة ) لتكتمل وهو يبعد ( 130 مليار كم ) عن الشمس .

 

المسبار الفضائى ( فويجر / 1 ) :

يبعد المسبار الفضائى ( فويجر / 1 ) ( 16 مليار كم ) عن الأرض فلولا كتلة الألمنيوم وقرنا الاستشعار هذان لما كان لدى البشرية صورا عن الكواكب العملاقة ولا أى فكرة عن الأقمار الغريبة إنه يسافر بسرعة أكبر من سرعة الطلقة النارية

ب ( 20 مرة ) ويقوم أثناء ذلك بإرسال رسائل إلى الأرض ويوجد على

( فويجر / 1 ) لوحة ذهبية إنها بمثابة رسالة فى زجاجة يوجد عليها تحية مسجلة بلغات مختلفة وخريطة تدل على طريقة إيجاد النظام الشمسى حيث تمتد سحب من القمم الجليدية الكونية إلى ما لا نهاية إنه يشبه المذنب الذى تمت رؤيته مسبقا فربما بدأت هنا حياة شىء ما حطام من ولادة النظام الشمسى إلى حين قام شىء ما بإزاحته مرسلة إياه نحو الشمس لمذنبات التى زرعت الحياة على الأرض منذ مليارات السنين ورؤية الجليد كله تشير إلى أنه يوجد احتمال أنه قد يكون قد جرف إلى الأرض كذلك إنها فكرة مثيرة للدهشة أن تكون المياة التى فى المحيطات والتى فى جسد الإنسان مصدرها آلة الجليد السماوية البعيدة فالبشرية تبعد مسافة ( 8 مليون مليون سنة ضوئية ) أى ( 8 بلايين سنة ضوئية ) عن الأرض لكن فى الحقيقة هذه خطوة صغيرة حيث يوجد أمام البشرية ( بليون كم ) ومليارات النجوم فقد حان وقت إيقاف البحث والبدء فى البحث فى الخارج للدخول فى الكون الكبير الواسع إلى فضاء بين نجمى إنه فضاء بين نجمى قابع على مسافة بعيدة عن النظام الشمسى يا له من منظر حيث توجد مليارات الكواكب والنجوم كالشمس ويرافق العديد منها أقمار فمن الصعب معرفة أى إتجاه تسلك البشرية فتوجد احتمالات لا تنتهى مع كل واحد منها لكن ستحتاج البشرية إلى دفعة قوية فى كل طريق تتخذه البشرية فالبشرية تبعد مسافة ( 40 بليون كم ) عن الأرض أى رحلة تستغرق ( 150000 سنة ) فى المكوك الفضائى حيث وصلت البشرية إلى النظام الشمسى الذى يلى النظام الشمسى الموجود فيه الأرض

 

الفقاتورس :

إن الفقاتورس ليس نجما واحدا بل ثلاثة نجوم تدور حول بعضها البعض فى حلقة سماوية مغلقة حيث تجذب قوى جذب هذه النجوم بعضها فسرعة دورانها الجنونية هى ما يبقيها بعيدة عن بعضها البعض فإذا تم الوقف بينها فقد تقذف البشرية فى وجه هذه النجوم حيث تبعد البشرية ( بليونات كم ) عن الأرض لدرجة أن النجوم أصبحت بلا معنى فعلى البشرية التكلم بالسنوات الضوئية حيث إن شعاع ضوء واحد يتطلب سنة كاملة ليسافر إلى مسافة ( 10 بلايين كم ) وبالتالى

( 40 بليون كم ) = بعد ( 4 سنوات ضوئية ) عن الأرض فهذه المسافات بعيدة جدا لدرجة أنها تفوق الفهم وهى مثيرة فمن يعلم ما هى العوالم الغريبة التى تقع خلفه وماذا سنكتشف ؟ ومتى ؟ إن وصلت البشرية لحافة الكون .

 

نجم ( اكسون إريدانى ) :

يقع نجم ( اكسون إريدانى ) على بعد ( 20 سنة ضوئية ) عن الأرض يا لها من حلقات مذهلة من الغبار والجليد حيث تتكون الكواكب فى مكان ما فيها من الحطام حيث تولد أمام أعين البشرية كويكبات ومذنبات فى كل مكان حيث كان ممكنا النظر إلى النظام الشمسى الذى به الأرض منذ مليارات السنين فهذه المذنبات التى توصل الجزيئات العضوية والمياه إلى النباتات الصغيرة حيث تشعل شرارة الحياة كما كان قد حدث على الأرض حيث يوجد فى داخل كل هذه الأحداث نجم أصغر من الشمس ما يزال فى مرحلة الطفولة وبالتالى ستكون أى حياة فى هذا النظام الشمسى فى مراحلها البدائية فى أحسن الحالات فلا بد أنه يوجد أنظمة شمسية أكثر نضجا وتطورا فى الفضاء لكن إيجادها أشبه بالبحث عن إبرة فى كومة قش كونية على بعد ( 20 سنة ضوئية ) من الأرض حيث يقف نجم ( جليز 581 )

 

نجم ( جليز 581 ) :

إن نجم ( جليز 581 ) بنفس عمر الشمس ويدور حوله كوكب وهو يقع على البعد المناسب عن الشمس فإن اقترب أكثر فستغلى مياهه وتتبخر وإن ابتعد أكثر فستتجمد حيث أن الظروف المثالية للحياة لجعلها تستمر وإن اصطدمت به النيازك فستوصل المياه والمواد العضوية وبالتالى قد تكون هناك حياة وكائنات معقدة التركيب كالجنس البشرى وحضارات كحضارات الجنس البشرى الموجودة فى الأسفل وإن كان الأمر كذلك فحتى على هذا البعد يمكن أن يكونوا قد ضبطوا بثهم على إشارات تلفاز الجنس البشرى ليشاهدوا البرامج منذ ( 20 سنة ) لكن حتى تجد أجيال المستقبل طريقة للتواصل عبر هذا البعد الشاسع كل ما يمكن أن تقوم به البشرية هو التخمين حيث تعيش البشرية وهم حياة متوازية غير مدركين لوجود بعضنا البعض إلا إن كانت الحياة قد بدأت واندثرت فهذه هى مشكلات المذنبات إنها تنشىء وتدمر كما اكتشفت المذنبات الديناصورات بطريقة صعبة منذ

( 65 مليار سنة ) فهذه هى الإبرة التى فى كومة قش كونية حيث أن أقرب ما توصلت إليه البشرية للنظام الشمسى لكنها صدفة غير متوقعة فقد توجد هناك مئات وملايين الأنظمة الشمسية الأخرى كهذا النظام الشمسى أو قد لا تكون موجودة على الإطلاق هذا سريع حيث أنه كوكب ( بيلاريفون ) .

 

كوكب ( بيلاريفون ) :

إن كوكب ( بيلاريفون ) قريب جدا من الشمس لدرجة أن اكتشافه أساسا يعد معجزة فالمشكلة هى أنه لا تستطيع البشرية رؤية الكواكب البعيدة من الأرض حيث تختفى إلى جانب ملايين النجوم التى تجاورها لكن الكواكب تملك قوة سحب صغيرة لهذه النجوم فإن قامت البشرية بقياس هذه المسافات الصغيرة على بعد

( بلايين كم ) فيمكن إثبات وجودها فبهذه الطريقة استطاعت البشرية تتبع كوكب

( بيلاريفون ) فى ( 90 / ق 20 ) فاتحين بذلك باب اكتشاف مئات الكواكب البعيدة فالبشرية الآن على بعد ( 65 سنة ضوئية ) عن الأرض فإن وجهت البشرية البث نحو هذا النجم اللامع فستلتقط إشارات تلفزيونية .

 

النجوم الثنائية ( رأس الغول ) و ( نجم الشيطان ) :

يخشاه الناس منذ القدم لتصرفه الشرير حيث يبدو من الأرض كأنه يومض كنجم يمر أمام الآخر لكن عن قرب الأمر أكثر غرابة فأحد النجمين ممتد بسبب قوة جذب الآخر له فلقد قام بإمتصاصه نحوه حيث أنه يبعد مسافة ( 100 سنة ) ضوئية عن الأرض فهذه هى إحدى أوائل البث الإذاعى لهمسة منخفضة ومن ثم يتبعها صمت فمن الآن فصاعدا يبدو أن الأرض لم توجد قط فلا تعلم البشرية أى كائنات فضائية تسكن هنا حيث أن البشرية موجودة هناك ويبدو وكأنه قد مر عمر كامل على وقوف البشرية على الشاطىء وتحديقها بسلام متسائلين كيف ومتى كان الأمن هنا حيث حان وقت تقدير العجائب التى تراها البشرية ليس لما تخبر البشرية به عن عالم البشرية فحسب بل ولما تخبر البشرية عن الكون كله عن ماضيه وحاضره حيث يوجد فى مجرة ( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى /

Milky Way ) مكتبة سماوية شاسعة يمثل كل نجم فيها قصة تروى كلها هنا فننتظر من البشرية رفع الغطاء ففى الميثولوجيا الاغريقية نجوم تتلألأ لتضىء السماء وتذهب الوحشة وتصبح رفيقة السهر وهذا الكوكب العملاق منكب الجوزاء .

 

 

الكوكب العملاق ( منكب الجوزاء ) :

إن ( منكب الجوزاء ) أسطع وأكبر نجم تمت رؤيته حتى الآن فلا بد وأنه أكبر

ب ( 60000 مرة ) من الشمس لكن هذا ليس نجما وليس كوكبا وليس كأى شىء رأته البشرية قبلا إنه طيف شبحى يبعد عن الأرض أكثر من ( 1300 ) سنة ضوئية .

 

سحابة الجوزاء :

إن سحابة الجوزاء المعتمة الغبار والغاز فيها كثيفان جدا لدرجة أنه يغلفان الأرض ويغلقان على الأرض الكون من الخارج حيث توجد فى الداخل كرة ضوئية تجتذب الغاز والغبار نحوها مسخنة إياهما ودامجة إياهما فى كرة من الغاز الحارق كالنجم كالشمس لكن بصورة مصغرة حيث أن درجة حرارتها من الداخل عالية جدا لدرجة أنها قد تبدىء سلسلة تفاعلات نووية من النوع الذى قد يبقى الشمس منيرة ويصنع طاقة وإشعاعا وضوءا حيث تتم ولادة نجم الآن أو بالأحرى نجوم حيث أن ( سحابة الجوزاء ) المعتمة عبارة عن مصنع نجمى ضخم حيث تشهد البشرية ولادة كون المستقبل فلقد كانت البشرية تتوقع أمورا مرعبة وعدائية لكن البشرية الآن فى اكتشاف أعظم العجائب الخلاقة ولادة نجم فربما تحدثت البشرية بوقت أبكر من اللازم حيث توجد تيارات نفاثة من الغاز تنفجر نحو الخارج بسرعة ( 200000 كم / س ) دافعة الغاز والغبار لملايين كم حيث أنها عنيفة بشكل لا يصدق لكن بالنظر إلى النتيجة إنها تفوق الوصف .

 

السدم :

إن السدم عبارة عن سحابات ضخمة متوهجة من الغاز معلقة فى الفضاء وبسبب عدم وجود الرياح هنا سيتطلب الأمر منها آلاف السنين لتندثر ويبدو وكأنها تشكل تمثالا نجميا ضخما يجعل كهذا تدرك أن الطبيعة أكثر من مجرد عالم أو مهندس إنها فنان على مستوى مهيب فلقد رأت البشرية بعض المناظر الغريبة لكن هذا عبارة عن تحفة فنية رأس حصان عملاق يرتفع عاليا فى السماء حيث تولد النجوم وتنمو ومن ثم ماذا ؟ هل تموت أم هل تنسجم بهدوء خلال الليل المعتم أم أنها تندثر فى انفجار ما حيث يقع الجواب فى مكان ما بين هذا المكان وبين الكون فى مكان يبعد مسافة ( 4000 سنة ضوئية ) حيث توجد سحابات مضيئة متدلية فى الفضاء محاطة بمكانه فى يوم من الأيام نجما كالشمس وكل ما تبقى منها هذه الغازات الساطعة إنها عناصر تشكلت بفعل صهير نووى فى عمق النجم واطلق سراحها إلى الفضاء أثناء موتها فذرات ( الهيدروجين والهليوم ) الخضراء والعنيفة مواد الكون الخام كما هى الحال مع ذرات ( الاكسجين والنيتروجين ) الحمراء والزرقاء ومن أجل أن تحيا البشرية توجب على نجوم كهذه ان تموت حيث أن ( الاكسجين ) الذى فى رئات الناس على الأرض و ( النيتروجين ) الذى فى الحمض النووى هما الأساس لاستمرار الحياة ( فالاكسجين ) يعمل على تنقية الدم البشرى فى الشرايين والأوردة وهو مهم لعملية التمثيل الضوئى كما أن

( النيتروجين ) مهم جدا لتغذية النباتات حيث يوجد نجم شبح فى قلبه وهو القزم الأبيض .

 

القزم الأبيض :

إن القزم الأبيض أبيض وساخن وصغير ولكنه كثيف بشكل لا يصدق ففى لحظات موت النجم تنهار ذراته وتعصر معا جاعلة إياه ذات كثافة عالية جدا لدرجة أن ملعقة صغيرة من مزيجه المقلص قد تزن طنا كاملا إنه تحذير مسبق يسبب القشعريرة لمصير الشمس فبعد ( 6 مليارات سنة ) ستصبح الشمس قزما أبيض وسيكون موتها مسئولا عن انتهاء الحياة على الأرض وهذا يجعل البشرية تتساءل كم من عالم آخر اندثر من قبل ؟ حيث توجد قصص غير مروية حيث لن تجد البشرية من يرويها لكن أعظم قصة بينها جميعا على وشك أن تروى فعلى البشرية أن تعود بالوقت إلى الوراء لأول فصل على الإطلاق لنروى قصة بدء الكون فالبقايا المتشتتة لنجم ميت كسديم السرطان .

 

سديم السرطان :

إن سديم السرطان يبعد مسافة ( 6000 سنة ضوئية ) عن الأرض داخل مقبرة نجمية حيث تعلمت البشرية الكثير ورأت أشياء حيث لم تكن تظن البشرية أنها ممكنة فتوجد مشاهد كالعجائب التى تفوق التصور تخطوها البشرية بخطوة واحدة حيث أن البشرية مستعدة لمواجهة ما ستجده أمامها وأن تصر البشرية على الوصول إلى حافة الكون إنه يبدو ميتا لكن ربما يكون هذا السكون هو الذى يسبق العاصفة فبعد انفجار ضخم وقوى حيث سيحول نجما كبيرا إلى غبار وغاز إلى حطام .

 

المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) :

إن المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) هو عين عاصفة نجم دائم نابض حيث أن الجاذبية قلصت قلب النجم إلى هذا الحجم حيث يبدو عرضه ( 20 كم ) حيث أنه كثيف لدرجة تفوق الوصف حيث تزن أى كتلة بسيطة آلاف بل ملايين الأطنان وبينما ينكمش على شكل متزلج فاتحا ذراعيه ثم يضمهما ليبدأ بالدوران بشكل أسرع حيث يدور شعاعان من الضوء والطاقة والإشعاعات ( 30 مرة ) فى الثانية مفعلة بذلك سحابة الغبار والغاز حيث توجد كميات كبيرة من الإشعاعات فى المستعر الأعظم ( السوبرنوفا ) أكثر حتى مما يوجد على الشمس حيث كان ذلك أفتك الأمور التى واجهت البشرية حتى الآن فلقد أخافت البشرية ذات مرة لكن البشرية تدرك الآن أنه لولا الأخطار لما كانت هناك عجائب ومن دون الكوابيس لما كانت أحلام حيث يوجد إحساس غريب شعور بأن هناك شيئا سيئا موجود هنا فهو حضور مؤذى فالشىء الوحيد التى لم ترد البشرية مواجهته إنه بغاية السواد لدرجة أنه قد يلطخ النجوم التى حوله حيث تحدق البشرية فى وجه الفناء فى بقايا نجم عملاق ( الثقب الأسود ) .

 

الثقب الأسود ( Black Hole ) :

فعوضا عن تقلص الثقب الأسود ليصبح قزما أبيض أو نجمة طارقة حيث أن الثقب الأسود واصل مسيره وتقلص فأصبح صغيرا جدا ليصل عرضه لبضعة الكيلومترات أصغر من نجم ( بروسا ) بكثير وتستحيل مقاومته فإن حام المرء حوله عن قرب فلن يكون هناك مجال للعودة حيث تعلم البشرية الآن لم هو ثقب أسود ؟ فقوة جذبه قوية جدا لدرجة أن الضوء نفسه لا يمكنه الفرار منها حيث أن هذا الكويكب عبارة عن قطعة صخرية صلبة لكنه يمتد باستمرار حيث أن الثقب الأسود يقوم بجره فلا توجد مادة فى داخل الثقب الأسود ولا وقت أو مساحة فكل قوانين الفيزياء تنهار فى الثقب الأسود فلقد اختفى الكويكب الآن داخل الثقب الأسود والحقيقة هى أنه لا أحد يعلم أين ؟ حيث تنظر البشرية إلى حدود فهم البشر فقد توجد ملايين الثقوب السوداء تزحف حول مجرة ( درب التبانة / اللبانة

الطريق اللبنى / Milky Way ) ربما أكثر من النجوم الموجودة فى السماء لكن لن تراها البشرية إلا عند فوات الأوان كهذا النجم يتلولو ويختفى داخل حفرة مسدودة غير مرئية فمن يستطيع القول إن البشرية لا تعيش داخل ثقب أسود ضخم وإن الكون بأكمله لا يوجد بداخل إحداها كذلك وداخل كون آخر فإن التفكير فى الأمر أكثر من اللازم فستترنح أدمغة البشر جراء ذلك فأحيانا يبدو وكما رأت البشرية أكثر كلما قل ما تعرفه البشرية .

 

مجرة ( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) :

إن مجرة ( الطريق اللبنى ) معقدة وخطيرة أكثر مما كانت البشرية تتخيل فما زالت البشرية فى مجرة ( درب اللبانة ) حيث أن اتساع الكون الذى فى الخلف ما زال يمتد إلى الأمام فالعجائب والأخطار والأسرار موجودة بداخل مجرة درب التبانة لكن أولا على البشرية أن تجد طريقة للخروج من مجرة درب اللبانة حيث تبعد البشرية مسافة ( 7000 سنة ضوئية ) عن الأرض وما زالت البشرية داخل مجرة ( الطريق اللبنى ) وكأن البشرية فى غابة كثيفة مليئة بالأشجار كل منها جميل ومذهل فمن المستحيل أن تتمكن البشرية من النظر للأمام لترى الصورة الأكبر فعلى البشرية أن تجد طريقة لتصل إلى حافة مجرة ( Milky Way ) ذات الرؤية الواضحة فحينها يمكن أن تفهم البشرية من أين بدأت مجرة درب اللبانة والبشرية على الأرض لكن مواجهة مناظر كهذه تجعل من الصعب على البشرية المغادرة فتوجد سحابة ضخمة متوهجة تترأسها أبراج الغبار المسماة بأعمدة الكون كبوابة داخل مجرة ( الطريق اللبنى ) حيث أن العمودان مرصعان بنتوءات صغيرة بها أنظمة نجمية بدائية كل منها بحجم النظام الشمسى الموجود به الأرض فيوجد تمثال آخر على ابداع الطبيعة المذهل فعلى البشرية تجاهل جماله الآسر وأغنيته المغرية وإبعاد البشرية عنها بقوة حتى تستطيع البشرية مواصلة رحلتها إلى حافة الكون فلقد عميت أبصار البشرية عن مخاطر مجرة ( Milky Way ) بسبب انبهار البشرية بجمالها فانحرف مسار البشرية إلى حقل ألغام كونى حيث تندفع سحابات ضخمة من الغاز خارج هذا النجم كانفجار بالعرض البطىء حيث يوجد نجم ضخم اسطع من الشمس بملايين المرات حيث أنها فى طريقها إلى الذوبان فالوقود الذى يغذيها على وشك النفاذ والتفاعلات النووية التى تمدها بالطاقة ستخمد حيث تشهد البشرية الآن سكرات موتها فى النهاية سينهار قلبها وتكون النتيجة ثقب اسود جديد حيث يوجد هنا نجم أكبر حتى وخطر وغير مستقر لكن هذا على وشك الانفجار وعندما يموت نجم كهذا يكون موته أكثر عنفا من المستعر الأعظم / السوبرنوفا فلقد تعثرت البشرية بطريقة ما فى أعنف موت نجمى يمكن تخيله السوبرنوفا أو المستعر الأعظم فلقد انهار قلب النجم وهو يتحول الأن إلى ثقب أسود وهذه هى موجة الصدمة تتلاطم عبر النجم وتمزق طبقاته الخارجية فى الفضاء حيث يوجد شعاع قاتل فى كل مكان وبكمية كافية ليكون له تأثير كارثى غير محظوظ قريب منه فربما كان الفاعل لجريمة إبادة كل الأجناس على سطح الأرض قبل ( 450 بليون سنة ) مضت هو إحدى هذه الأمور المستعرات القاتلة / المذنبات المتجمدة / الكواكب المتقدة / الأقزام البيضاء / العمالقة الحمر / الأرض قطرات صغيرة فى بركة كبيرة من الضوء الأبيض الأرض مجرة ( درب التبانة ) حيث أرادت البشرية معرفة مكانها من كل هذا وها هى الإجابة الحضارات الحالية والقديمة وكل من كان حيا أصغر حشرة وأعلى جبل جميعها غير مرئية ولا تمثل بقعة صغيرة حتى الأرض عبارة عن كوكب صغير لنجم ضئيل وإن اختفيا الآن فماذا أو من الذى سيلاحظ ذلك ؟ ومع ذلك لن تجد البشرية حتى الآن مكانا أخر تفضل البشرية العيش فيه أو تستطيع البشرية العيش فيه حيث بدأت البشرية الآن بالبعد عن الأرض بتقديره بحق فعن طريق النظر لكل هذه النجوم إلى مئات الآلاف منها فلا بد أن إحداها أو أكثر من مجرد واحدة منها قادرة على دعم ظروف الحياة الملائمة فربما يوجد هنا فى حشد النجوم هذا العنقود الأعظم حيث قام عالم فلك من ( 70 / ق 20 ) بإرسال رسالة إلى هذا الاتجاه مقسمين بنية الحمض النووى البشرى وخطة مبينين فيها موقع النظام الشمسى الذى يوجد به الأرض لكنه بعيد جدا عن الأرض لدرجة أن الرسالة لن تصل إلا بعد مرور ( 25000 سنة ) على الأقل فلم تجد البشرية حياة فضائية بعد لكن لم تجد البشرية سببا يدعو البشرية لتظن أنه لا يوجد حياة هنا فى مكان ما فتوجد معادلة مصممة لتقدير رقم الحضارات المتقدمة فإذا تم سحق الأرقام ببعضها ستكون النتيجة مفاجأة فقد يوجد ملايين الحضارات فى مجرة درب اللبانة فكل ما تمت رؤيته حتى الآن هو داخل مجرة ( الطريق اللبنى ) والآن هى الفرصة لرؤية المجرات الأخرى ولتلمح البشرية الصورة الأكبر وربما لتجيب البشرية على السؤال الأهم من أين يأتى هذا كله فالبشرية الآن مستعدة لتغادر النظام الشمسى ومجرة ( Milky Way ) والدخول فى الفضاء القادم بين المجرات خلف مجرة

( درب اللبانة ) عبر المسافات الشاسعة التى تفصل بين المجرات وضد كل الاحتمالات حيث استطاعت البشرية الوصول إلى الفضاء القادم بين المجرات فلا يوجد هنا أفق يمكن رؤيته حتى أقرب المجرات تبعد ( ملايين السنوات الضوئية ) فلقد تمزقت بقايا المجرات بفعل قوة جذب مجرة ( الطريق اللبنى ) القوية وتناثرت عبر اللاشىء فهذا أقرب ما يصل إليه الكون من حالة الفراغ المثالى لكن حتى هذا الفراغ ليس خاويا فتوجد حزم من الغاز وخطوط رفيعة من الغبار وشىء آخر مادة مظلمة .

 

المادة المظلمة ( Dark matter ) :

إن المادة المظلمة غامضة جدا ولا تستطيع البشرية رؤيتها أو الاحساس بها أو تذوقها أو لمسها أو حتى قياسها ومع هذا فهى شائعة جدا ويمكن أن تشكل

( 80 % ) من مجموع المادة فى الفضاء فإن كانت المادة المعتمة موجودة بالفعل فهذا يعنى أن الفضاء الفارغ غير موجود حتى هنا فالبشرية محاطة بالمادة والبشرية تعلم أنها موجودة بسبب التماسك الغريب الذى تبذله على المجرات .ز

 

سحابة ماجلان الكبرى :

إن سحابة ماجلان الكبرى حيث تبعد البشرية أكثر من ( 6 مليارات سنة ) فى أسرع السفن الفضائية الحديثة أى مسافة ( 160000 سنة ضوئية ) عن مجرة

( الطريق اللبنى ) على حافة امتدادها الجاذبة فيجب أن تكون هذه المجرة فى الفضاء لكن يوجد ما يثبتها هنا شىء غير مرئى وقوى مادة معتمة نجوم وعناقيد من النجوم وسديم إنه منزل كونى ضخم ذو ثروة لكن بالنظر إلى هذا يبدو كسلسلة من اللألىء اللامعة إنه كرة نارية ممتد من انفجار ضخم على ما يبدو سوبرنوفا إنها ساطعة جدا لدرجة أنه عندما وصل ضوء الانفجار الأرض عام ( 1987 ) كان يمكن رؤيته بالعين المجردة وهو عنيف جدا لدرجة أنه أطلق سلسلة تفاعلات نووية مجبرة الذرات على الاتحاد معا حيث تشكلت عناصر جديدة كالذهب والفضة والبلاتينيوم ودفعتها نحو الفضاء حيث تمت تشكيل خاتم الذهب الذى ترتديه النساء فى أصابعها فى انفجار سوبرنوفا كهذا على بعد ( ملايين كم ) منذ مليارات السنين فقبل أن تترك البشرية الأرض بدأ الكون منفصلا مجرد شىء فى السماء فى الأعلى فلقد كانت البشرية مخطأة فقصة الكون هى قصة كل واحد من الناس فمن المريح أن تتذكر البشرية أثناء المغامرة عبر هذه الهاوية على مسافة أعمق وأعمق وبشكل أسرع أكثر وأكثر .

 

مجرة ( أندروميدا ) :

تبعد مجرة ( أندروميدا ) مسافة ( 2 مليون ونصف مليون سنة ضوئية ) إنها تتحرك عبر الفضاء بسرعة ( مليون كم / س ) فكل شىء فى الفضاء يتحرك مبتعدا كشظايا الانفجار فالبشرية ترى مجرة ( أندروميدا ) كما رأى أسلاف البشرية سهول افريقيا عندما دخلوها لأول مرة فالبشرية تغوص أكثر فى الفضاء وترجع فى الوقت إلى الوراء أكثر فلا يبدو هذا صائبا انفجار مجرة بأكملها فلا بد أن الشىء الوحيد كبير بما فيه الكفاية ليتسبب بانفجار بهذه القوة هو مجرة أخرى يبدو وكأن هذه نهاية العالم لكن البشرية رأت ما يكفى لتعلم البشرية أن الأمور ليست بهذه السهولة فلن تموت هذه المجرة بل ستولد من جديد وتأخذ شكلا جديدا أو ربما ستضم نجوما جديدة حيث سيتصادم الغبار والغاز وأمواج الصدمات فتطلق بذلك شرارة ولادة نجوم أخرى فيوجد نظام فى هذه الفوضى ونمط خلف هذا التنوع الذى لا ينتهى ودورة لا تنتهى من البعث والموت وخلق ودمار إنه نمط ينوح عبر البنية الشاسعة للفضاء ويربط كل واحدة من هذه المجرات حيث يوجد مليارات المجرات فى هذا الكون وكل منها يضم مليارات بل وبلايين النجوم وربما نجوم أكثر من حبيبات الرمل الموجودة على كل شواطىء الأرض وهذا العدد كله هو عدد النجوم الموجودة الآن لكن ماذا عن النجوم التى اندثرت أو التى تولد أو التى ستولد لاحقا فلقد بدأت البشرية برؤية الصورة الأكبر أخيرا وهى أكبر مما تخيلت البشرية فهذه المجرة مجرة ( دولاب الهواء الضخمة ) .

 

مجرة ( دولاب الهواء الضخمة ) :

إن مجرة ( دولاب الهواء الضخمة ) بعيدة جدا عن الأرض بحيث لو أن البشرية قد بعثت برسالة إلى الأرض فسيتطلب وصولها ( 27 مليون سنة ) ومن يعلم إن كانت الأجناس على الأرض ستكون موجودة حينها لتستقبلها على الأرجح لن تكون كذلك فلقد واصلت البشرية سفرها وعادت عبر الوقت وتخطت البشرية لحظة اندثار الديناصورات ولحظة زحف أول المخلوقات على الأرض فالبشرية الآن على بعد ( 2 مليار سنة ضوئية ) عن الأرض وقد اقتربت البشرية من حافة الكون حيث ستعود البشرية إلى بداية الوقت فهذه ليست مجرة فهى أسطع من

( 100 مجرة ) مجتمعة معا إنها مجموعة من حزم الطاقة المندفعة للخارج لبلايين كم فلا بد من أن شيئا بهذه الضخامة وهذا السطوع قوى لدرجة كبيرة حيث تخبر التجربة فى أن هذا الخلاء فالقوة تعنى الخطر ويبدو وكأنه شبه نجم إنه أكثر الأشياء فتكا فى الكون فإن كان كذلك فربما تكون الرحلة قد انتهت وكأن النهاية على مرأى من البشرية فشبه النجم أقوى الأشياء وأكثرها فتكا فى الكون كله إنه مرجل دوار لغاز حار جدا وهو أسطع من ( 100 مجرة ) مجتمعة حيث أن مصدر هذه القوة الرائعة يقبع فى أعماق قلب الوحش قلب الظلام إنه ثقب أسود بالغ الضخامة بثقل مليار شمس إنه يمزق النجوم كلها ويمتص غازاتها إلى

داخل شبه النجم ويلتهمها حتى تنعدم من الوجود وتضيع من العالم المرئى إلى الأبد فلقد رأت البشرية أسوأ ما يلقيه الكون فى وجوه البشرية وأكثر القوى التى ينتجها الكون تأثيرا ودمارا حيث أن البشرية الآن على حافة الكون وهى فى متناول اليد فستحتاج البشرية إلى الغوص أعمق وأسرع إن كانت البشرية تريد أن تعبر آخر امتدادات الكون المعروف فالبشرية على بعد ( 8 مليارات سنة ضوئية ) عن الأرض فتوجد مجرات أكثر لكن هذه المجرات تبدو مختلفة فهى رثة وصغيرة وقريبة من بعضها البعض فلقد عادت البشرية بالوقت كثيرا حيث ترى البشرية المجرات على الشكل التى كانت عليه قبل أن تولد الأرض حتى ما تزال صغيرة فى طور نموها حيث تقترب البشرية من مكان وطريقة بدء هذا كله قبل ( 12 مليار ) سنة فعن طريق النظر للمجرات الآن إنها أشبه بعوالق بدائية تطوف فى المحيط المعتم الضخم إنه منظر آسر سحب من الغبار والغاز ترقص وتتخذ أشكالا وتندمج ببعضها لتشكل أجندة المجرات فهذه الطريقة التى ولدت بها مجرة / الطريق اللبنى

إنها تختفى فلقد عادت البشرية إلى وقت ما قبل ولادة النجوم إلى عهد كونى مظلم وقبل ذلك الشفق الناتج عن انفجار ضخم الانفجار الذى أنشأ الكون المعروف فلقد شارفت البشرية على الوصول ها هى ذى فلقد نجحت البشرية حيث أن حافة الكون على بعد ( 130 مليار بليون كم ) عن الأرض قبل / 13 مليار سنة ونصف       

أول لحظات الانفجار الأعظم ( Big Bang ) أكثر اللحظات عنفا فى التاريخ كله فكل ما حدث سيتبع هذه اللحظة كل ديانة وثقافة تأملت فى هذا الانفجار لكن ما زالت البشرية لا تعلم من الذى أشعل شرارة الكون هذا أو لماذا ؟ هنا ستنتهى رحلة البشرية ويبدأ الكون حيث تثور نقطة ساخنة وصغيرة وكثيفة جدا وتخلق المساحة والوقت والمادة والكون نفسه أولا يكون بحجم جزىء ذرى ويعد أصغر جزء من الثانية يصبح كبيرا كفاية لتستطيع البشرية حمله فى راحة يدها وبعد لحظات يصبح فى حجم الأرض حتى اليوم ما تزال أضواء الانفجار الأكبر تنتشر كأنها صفير بث سكونى حيث يستطيع جهاز التلفاز التقاط هذا البث ويمكن رؤية هذا السكون على تلفاز غير موجود حيث تواصل البشرية التقدم مع الوقت بركوب أمواج الانفجار فكل ما رأته البشرية فى رحلتها هى شرر يتطاير فى انفجار أكبر فتوجد مجرات ونجوم وكواكب جميعها مجرد حطام حيث تعود البشرية عبر مجرة

( الطريق اللبنى ) والنظام الشمسى الذى به الأرض .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

11 / 9 / 2020

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق