أصل الكون فى قلب مجرة ( درب التبانة /
اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way
)
توجد واحدة من أكثر المناطق غموضا وغرابة فى
الكون ( Universe
) الفسيح العجيب ومركز مجرة الطريق اللبنى حيث تم رصد أحد أكثر المناطق غموضا
وتطرفا مركز مجرة ( الطريق اللبنى ) وبالتحديد منطقة ( القوس C ) التى تبعد
عن الأرض مسافة ( 26000 سنة ضوئية ) فما الذى كشف عنه تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى
فى معلوماته الجديدة فى منطقة ( القوس C ) ما هى
الإبر الخيطية الكونية الغريبة التى رصدها ؟ وكيف تتشكل النجوم الوليدة ذات النشاط
الغازى الكبير ؟ كيف كشف ( جيمس ويب ) عن أغرب نجوم منطقة ( القوس C ) والذى
يحمل كتلة كثيفة جدا تعادل
( 30 مرة ) كتلة الشمس حيث يعتبر نجما وليدا فكيف
أثر الثقب الأسود ( Black Hole ) بنفاثاته وإشعاعاته الهائلة
على تشكل السدم المتحولة والنشطة والتى تعتبر أكبر مصانع النجوم فى مجرة ( الطريق
اللبنى ) وكيف تخبر المعلومات والصور الكثير والكثير عن أصل الكون وتطوره ومستقبل
مجرة ( الطريق اللبنى ) التى تسير فى طريق تصادم كبير وعملاق مع مجرة مجاورة مجرة
( أندورميدا / المرأة المسلسلة ) فى المستقبل .
كيف نشأ الكون ؟ بل وكيف تطور ؟ فعن طريق
دراسة المجرات ( Galaxies ) المبكرة فى الكون لكن
المجرات المبكرة بعيدة جدا عن الأرض ودراستها تكون صعبة جدا بل من الممكن بعضها
يكون مستحيل حاليا لكن دراسة تاريخ وتطور مجرة ( الطريق اللبنى ) التى يوجد بها
المجموعة الشمسية ( Solar System ) وكوكب الأرض ( Earth ) ربما يكون
أسهل وأسرع فى اتمام الكتالوجات الحديثة عن شكل تطور الكون فى الماضى .
كوكبة القوس أغرب أبراج درب التبانة :
إن برج ( القوس C ) والذى
اكتشفه ( بطليموس ) فى مطلع ( ق / 2 ) الميلادى والذى يقع فى قلب مجرة الطريق
اللبنى حيث أن أبرز شىء يميز برج ( القوس C ) هى نجوم
إبريق الشاى حيث كان برج ( القوس C ) يمثل فى الأساطير الإغريقية
القديمة ( رجل القنطور ) حيث أن نصفه العلوى إنسان ونصفه السفلى حصان ويصوره حاملا
لقوس موجها سهمه باتجاه قلب ( كوكبة العقرب ) المجاورة حيث يوجد بها نجم من ألمع
نجوم الفضاء هو نجم ( الرامى ابسليون ) فى المرتبة ( 36 ) بين النجوم اللامعة فى
الفضاء قد لمعان الشمس ب ( 375 مرة ) فمنطقة برج ( القوس C ) فيها سديم
من السدم المهمة جدا فى مجرة الطريق اللبنى ( سديم البحيرة ) وهى سحابة ضخمة من
النجوم التى تمتد ما بين
( 50 : 110 سنة ضوئية ) برج ( القوس C ) منطقة
تشكل نجوم جوهرية فى قلب مجرة ( الطريق اللبنى ) على بعد
( 300 سنة ضوئية ) من الثقب الأسود المركزى
فى قلب مجرة ( الطريق اللبنى ) ( 10 تريليون كم ) وتبعد عن الأرض مسافة ( 26000
سنة ضوئية ) حيث نجد فيها مصدر راديوى معقد تنبعث منه موجات راديو كبيرة جدا حيث
تساعد العلماء فى فهم العمليات التى تحدث فى قلب مجرة الطريق البنى والتى تستضيف
مزيج من سحب الغاز والغبار الكونى والأجرام الفضائية المتنوعة ففى الدراسات
الفلكية الحديثة ركزت على رسم خرائط لفهم بنية برج ( القوس C ) ودوره
الكبير فى تطور مجرة ( الطريق اللبنى ) حيث تم استخدام العديد من التلسكوبات
والمراصد المتقدمة لكى يمكن اختراق سحب الغاز والغبار الكونى وحينما يرصد تلسكوب (
جيمس ويب ) منطقة ( القوس C ) فسنجد أشياء جديدة مهمة نظرا
لإمكانيات ( جيمس ويب ) الكبيرة فى اختراق سحب الغاز والغبار الكونى باستخدام الأشعة
تحت الحمراء / Infrared وأجهزته الكبيرة وبالرغم من
ندرة المعلومات التى تم جمعها إلا أن برج ( القوس C ) يتميز
بخصائص غريبة وألغاز يحاول العلماء كشفها عن مجرة ( الطريق اللبنى ) حيث أنها مجرة
حلزونية واسعة جدا جزء من مجموعة محلية فيها مجرات كثيرة أخرى كمجرة ( الطريق
اللبنى ) ( مجموعة محلية ) تعنى وجود مجموعات كثيرة جدا فما هو حجم الكون الذى
تعيش فيه البشرية .
( جيمس ويب ) يرصد مصنعا كبيرا للنجوم فى قلب
مجرة ( الطريق اللبنى ) :
( جيمس ويب ) يعرض مسرحية الظلام والنور فى
قلب مجرة ( الطريق اللبنى ) فى مشهد غير مسبوق حينما يكون مركز مجرة ( الطريق
اللبنى ) حيث يتم الدخول داخل مجرة ( الطريق اللبنى ) المنتفخة منطقة شديدة
الكثافة وصغيرة الحجم بالمقاييس الكونية فهى نفس المنطقة التى تحتوى على منطقة (
القوس A
) التى يوجد فيها الثقب الأسود المركزى لمجرة ( الطريق اللبنى ) ففى هذه المنطقة
تشمل ( 10 مليون نجم ) فى منطقة تمتد على مسافة 4 سنين ضوئية فيوجد الكثير من
النجوم الهائلة فى هذه المنطقة الصغيرة والتى يعتقد العلماء أن انفجار غير عادى حدث
فى هذه المنطقة لتشكل الاصطدام أم أن الانفجار أدى لتشكل الكم الهائل من النجوم ( Stars ) وعلى
الجوار منها وفى مكان قريب سيتم اكتشاف برج ( القوس C ) والذى
يبعد عنها ( 300 سنة ضوئية ) والذى التقط له ( جيمس ويب ) صورة ساحرة له حيث يعرض
المشهد الرائع ما يقرب من ( 500000 نجم ) حيث تكشف صورة كاميرا ( نيركام ) الخاصة
بتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى وهى كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة فهى منطقة
مظلمة على شكل قمع بعرض
( 50 سنة ضوئية ) حيث يمكن ملاحظة أنها منطقة
فارغة وفيها عدد قليل جدا من النجوم لكنها منطقة سدم مظلمة أو امتصاصية وهى عبارة
عن مصنع كبير لنجوم لم تنشأ بعد حيث أن سطوعها منخفض جدا لأن ما زالت النجوم تتشكل
ولم تضىء المنطقة من حولها قمع يتسع فى الأعلى ويضيق فى الأسفل وتحيط بالمنطقة
منطقة كبيرة جدا وواسعة الأطراف باللون الأزرق السماوى بشكل ساطع جدا على شكل حرف
( U
) والمنطقة الواسعة تظهر من رحم سحابة حمراء أكبر حيث أنها تخبىء ورائها كل النجوم
البعيدة وتظهر المناطق السماوية هياكل خطية على شكل إبر منتشرة والتى تمثل مناطق
واسعة تحدث فيها عمليات تأين لغاز الهيدروجين حيث أن غاز الهيدروجين المتأين تم
اكتشافه فى أرصاد سابقة لكن الحجم الهائل والضخم فى هذه المنطقة فى صورة ( جيمس
ويب ) الجديدة لم يكن أمرا متوقعا حيث يتم التحقيق فى نتيجة المعلومات التى رصدها
( جيمس ويب ) وبخاصة الخيوط على شكل إبر أو الشظايا المدودة من سحب الغاز باللون
السماوى والتى تمتد بصورة عشوائية وغريبة ولأنها ممكن تمثل خطوط مغناطيسية نشأت
بجوار منطقة الثقب الأسود الضخم فى قلب مجرة ( الطريق اللبنى ) حيث نجدها فوضوية
وتنتشر بأسهمها فى كل اتجاه وذلك نتيجة للنفاثات القوية للثقب الأسود القريب منها
حيث أنه ليس قريب جدا وليس فى نفس المنطقة فهو على بعد 300 سنة ضوئية لكن تأثيراته
هائلة ويؤثر على برج آخر وكوكبة نجمية أخرى بعيدة عنه حيث أن الهيدروجين المتأين
والإبر الكونية الغريبة تكون نتيجة الفوتونات الضوئية النشطة المنبعثة من النجوم
الشابة حيث نلاحظ فى صور أخرى لتلسكوب
( جيمس ويب ) الجديدة معلومات توضيحية توضح
اتجاه الشمال والشرق حيث نلاحظ أن الشرق هو أعلى الصورة والشمال هو الجهة التى على
يمين الصورة حيث تظهر الصورة أطوال موجية من الأشعة تحت الحمراء ولا يمكن رؤيتها
بالعين البشرية لكن يمكن رؤيتها بعيون ( جيمس ويب ) الجبارة حيث أن الصورة تظهر
على شكل أبيض وأسود فى نوعها الخام فيتم عمل فلاتر ومرشحات لكى تظهر بالألوان
الأزرق الداكن والسماوى والبرتقالى والأحمر حيث أن الصورة بداية قوية لدراسة هذه
المنطقة لأن هذه المنطقة مهمة جدا وملئانة بأسرار تكون مجرة ( الطريق اللبنى ) بل
وتجعل كيف أن المجرات بصفة عامة بتتطور .
نجم أولى ضخم أكبر من الشمس ( 30 مرة ) :
على بعد ( 25000 سنة ضوئية ) يبعد عن الأرض
مركز مجرة ( الطريق اللبنى ) وذلك بالنسبة للمسافات الكونية الشاسعة وذلك مكان
قريب جدا لدراسة النجوم الفرضية باستخدام تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى حيث يعطى
فرصة عظيمة للعلماء لدراسة تشكل النجوم فى مناطق قريبة من الأرض يمكن من خلالها
التأكد على نظريات سابقة فى تشكل النجوم الفرضية أو حتى تعديل أو تغيير أشياء
كثيرة بها فهل تتشكل نجوم أكثر ضخامة فى مركز مجرة الطريق اللبنى بالمقارنة
بالنجوم الضخمة فى أذرع مجرة ( الطريق اللبنى ) وأطرافها حيث أن النجوم الضخمة هى
مصانع عملاقة تنتج عناصر ثقيلة فى مراكزها النووية فهى مهمة لفهم أفضل لقصة وأصل
جزء كبير من الكون وبالأخص مجرة الطريق اللبنى من بين عدد كبير من النجوم حيث سنجد
مجموعة من النجوم الأولية التى ما زالت تتشكل نجوم أولية مكونة من مواد متوهجة
تبدو مظلمة لكنها ساطعة جدا فى نطاق الأشعة تحت الحمراء حيث تنتج النجوم الأولية
تدفقات متوهجة داخل السحابة الداكنة ووسط السحابة سنجد نجم أولى وضخم ( G
359.44 – 00102
) كتلته تعادل كتلة الشمس 30 مرة ونجم أولى يعنى ما زال يولد ويتشكل فماذا سيكون
حجمه وكتلته عندما يكون فى عمر الشمس ؟ بالرغم من التوهج له حياة قصيرة جدا وأنه
ممكن تنتهى حياته فى وقت قريب جدا فالنجم محاط بسحابة كثيفة جدا تحجب النجوم
الموجودة خلفه حيث يظهر أن هذه المنطقة أقل كثافة من غيرها لكن الأمر غير حقيقى
فالمكان مهم لماذا ؟ لأنه سيكون مصنع كبير لتشكل النجوم المتكونة حديثا داخل سحب
الهيدروجين البارد والتى حرارتها فى نطاق ( 10 درجات ) من الصفر المطلق حيث أن فى
بعض المناطق داخل السدم تكون السحب كثيفة جدا لدرجة أن ( جيمس ويب ) نفسه لم يستطع
اختراق سحب الغاز والغبار الكونى ويصورها وبالرغم من ذلك نجد فرصة عظيمة فى هذا
الرصد نجوم جديدة تولد فى الظروف المتطرفة وتنور المنطقة التى حولها وكأنها كشافات
تظهر المنطقة أول ما ينور وهذه الفرصة المهمة للرصد من قبل تلسكوب ( جيمس ويب )
الفضائى وتلسكوبات أخرى فى المستقبل .
أصول كونية لتطور المجرات فى صورة ( جيمس ويب
) الجديدة :
إن مركز مجرة ( الطريق اللبنى ) والبيئة
الأكثر تطرفا فى مجرة ( الطريق اللبنى ) حيث يمكن وضع النظريات الحالية حول تكوين
النجوم تحت الاختبار حيث يمكن دراسة تشكل مركز مجرة ( الطريق اللبنى ) باستخدام
تلسكوب جيمس ويب الفضائى فى تحديد معلومات مهمة وجديدة شأن عدد النجوم التى تتشكل
فى مركز مجرة ( الطريق اللبنى ) وعلى أطرافها حيث يوجد تشابه بين مركز مجرة (
الطريق اللبنى ) مع البيئات المختلفة فى المجرات المبكرة فى الفجر الكونى وخاصة
المجرات التى اكتشفها ( جيمس ويب ) حيث يوجد سطوع عالى فى المجرات المبكرة بسبب
تشكل النجوم الأكثر ضخامة فى الكون فى قلب المجرات المبكرة النشطة جدا فى الوقت
المبكر من الكون حيث تمثل دراسة برج ( القوس C ) كثير من
التحديات بسبب الطبيعة الكثيفة والقاسية والمعقدة فيه حيث تتطلب سحب الغاز والغبار
الكونى الكثيفة الانبعاثات الراديوية المكثفة فى المنطقة فعن طريق استخدام أجهزة
وأساليب متطورة جدا للرصد والتحليل فمجرة الطريق اللبنى ليست مجرة ناشئة بل متطورة
ومستقرة بفضل العمليات التى تحدث فيها خلال ملايين السنين من بداية تكونها فالمنطقة
المركزية فى قلب مجرة ( الطريق اللبنى ) تحدث فيها عمليات غريبة تمثل ألغاز كونية
كبيرة للعلماء فالنجوم الشديدة الكثافة فى المنطقة والتى يعتقد أنها نشأت بعد
انفجار غير عادى فى المكان من خلال تصادم مجرى سابق لمجرة الطريق اللبنى بل ولغز
الغاز الكونى الذى يدخل مجرة ( الطريق اللبنى ) من الفضاء المجرى المحيط بمجرة
الطريق اللبنى أى من خارجها لكن من الممكن الكشف عن أشياء من خلال الرصد الراديوى
أو الأشعة السينية أو حتى نطاق الأشعة تحت الحمراء التى يتميز بها تلسكوب ( جيمس
ويب ) الفضائى المنطقة التى شهدت الكثير من المستعرات العظمى فى الماضى
( السوبرنوفا ) حيث ما زال العلماء يقومون
بدراسة أثرها حيث أنها أقوى ( 100 مرة ) من الانفجارات الحديثة التى تم رصدها
والتى يعتقد أنه ممكن يكون نجم كبير من النجوم مر بالقرب من الثقب الأسود النموذجى
فى قلب مجرة الطريق اللبنى وانفجر بسبب الضغط وتشكل كل الخيوط المغناطيسية
الموجودة والتى يعتقد أن الإبر الكونية السماوية اللون من السدم الموجودة بالصورة
أثر من آثار الانفجار فمن المهم جدا دراسة مركز مجرة ( الطريق اللبنى ) لأنه
سيساعد فى معرفة أصل وتطور ومصير مجرة ( الطريق اللبنى ) كما أن قرص مجرة ( الطريق
اللبنى ) منطقة مهمة جدا فى الدراسة من أجل معرفة كيف تشكلت المجرات فى بدايتها
ولأن القرص عامل مهم فى تشكل وتكوين النجوم فى البيئات المختلفة وكيف يؤثر على
تشكل النجوم والعناقيد النجمية التى هى عبارة عن تجمع كبير من النجوم وكيف تتشكل
النجوم فى مجموعات كبيرة وكيف تتشكل نجوم فردية فى أماكن متفرقة من الأذرع الخاصة
بمجرة ( الطريق اللبنى ) فمجرة الطريق اللبنى فى المستقبل تسير فى مسار تصادمى مع
المجرة العملاقة ( أندروميدا / المرأة المسلسلة ) حيث أن مجرة الطريق اللبنى تسير
من الغرب للشرق بينما مجرة أندروميدا تسير من الشرق للغرب فهما فى اتجاهان
متعاكسان وكيف سيؤثر التصادم على المجرتين والتى يعتقد العلماء أنه لن يؤثر بشكل
كبير على النجوم الفردية نظرا للمسافات الشاسعة بين النجوم فكيف نشأت الكميات
الهائلة من الغاز النشط والتى تكون بكميات أكبر بكثير من التى تنتجه النجوم الشابة
الوليدة ؟ من أين أتى الغاز النشط هل مصدره داخل مجرة ( الطريق اللبنى ) أم هو
وافد عليها من الخارج .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
3 / 12 / 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق