ماذا يوجد خارج الكون ؟
هل كوكب الأرض بلا نهاية حيث أن العلم حتى
سنة ( 2022 ) لم يقدم إجابة دقيقة على هذا التساؤل لكن بإمكان العلم أن يقول بدرجة
عالية من الموثوقية أن للكون بداية فلقد نما الكون وتطور عبر ( 13.8 مليار سنة )
وبرجع أصله إلى الحالة التى اتفق بالمتفرد الكونى وللبحث فى هذه العملية كان على
علماء الفلك العودة للوراء فحين التحدث عن حدود الكون فالمقصود الحدود المرئية
بالنسبة للبشر حيث أن المساحة المرئية هى المجرة الفوقية أو الكون المرصود لكن ما
اذى بوجد خلف الكون المرئى حيث أنه يولد حدود الكون فى حد ذاتها تعتبر فكرة واحدة
من الأفكار العظيمة التى لها القدرة على تغيير المنظور إلى العالم بشكل جذرى فلقد
حدث أمر مشابه فى ( 1543 ) حيث أثبت ( كوبرنيكوس ) أن الأرض لم تكن مرتكزة فى
الكون أما الطفرة الكونية المعرفية الثانية فلقد حدثت فى ( ق / 20 ) حيث اثبت هابل
أن المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها البعض بفضل تمدد الكون وتسارعه حيث أن الكون ليس
خالدا ولا يوجد إلى الأبد إنه تشكل نتبجة لحدث محدد وهو الانفجار العظبم / Big
Bang
حيث أن الأبعاد فى العالم الذى تعيش فيه البشرية أكبر بكثير مما يمكن تخيله وسيقود
العلماء للإجابة على التساؤل حول حدود الكون من أجل المزيد من الانجازات العلمية
الثورية كما يمكن الحديث عن الحدود التى توجد خلالها الأجسام ( الكون المرصود )
وهو الجزء من الكون الذى يمثل ماضيا بحتا بالنسبة للراصد يمثل الأفق الكونى حدود
الكون المرصود وتتراوح الأجسام الموجودة فى أفق الكون دوما نحو الأحمر مما يعنى
ابتعادها الدائم ويقدر عدد المجرات فى الكون المرصود ب ( 500 مليار مجرة ) ومع
ازدياد دائم فى هذا الرقم بناء على أسس منتظمة مع تقدم أجهزة العلماء .
س : ما مقدار حجم الجزء المرصود من الكون ؟
ج :
حيث تبلغ المسافة إلى أبعد الأجسام المرصودة فى الكون وفى كل الاتجاهات ( 14 مليار
وحدة فلكية ) إذا أمكن اعتبار الكون المرصود كرويا ويبلغ قطره ( 93 مليار سنة
ضوئية ) ويتمركز فيه النظام الشمسى أى أن الراصد هو مركز الكرة فيبلغ حجم المنطقة
( 350 تريليون م مكعب ) حيث أن الأجسام المرصودة تستغرق فى الرحلة إلى الأرض مسافة
( 13.8 مليار سنة ضوئية ) لكن المسافة إلى
هذه الأجسام ازدادت بشكل كبير بسبب نمدد الكون الذى لا يتوقف ويعود سبب تمدد الكون
إلى المادة المظلمة ( Dark Matter ) والطاقة المظلمة ( Dark
Energy
) اللتان تملأن نسيج الزمكان
فمع وجود المادة فى الفضاء ووجود قوى
الجاذبية ( Gravity ) لذا فإن الكون إما سيتقلص
بسبب قوى الجاذبية أو سيتمدد بفعل المادة المظلمة حيث لا يوجد مركز واحد لتمدد الكون
( Universe
) كما أنه يوجد حيز لتمدد الكون ما وراء حدوده تحدث هذه العملية للمواد الموجودة فى الفضاء أينما كانت وفى أى وقت وقد لا يتم ادراك
ذلك من الناحية الفيزيائية فالقوة التى تربط بين ذرات الأجسام وجزيئاتها لا تسمح
بتفتتها تحت تأثير تمدد الكون ووفقا للتقديرات فإن أبعد الأجسام المرصودة مسافة (
46 مليار سنة ضوئية ) وبالنسبة للأرض فإن أبعد نظام نجمى مجرة ( GN – Z
11 L
) حيث أن ضؤوها يبعد مسافة ( 13.4 مليار سنة ) ليصل للأرض مما يعنى أن هذا الجسم تشكل
بعد الانفجار العظيم / Big Bang
ب ( 400 مليون سنة ) ولكن وبسبب التمدد
المستمر للكون تفصل الأرض عن مجرة ( GN – Z 11 L ) مسافة
( 32 مليار سنة ضوئية ) فقد تكون السرعة التى
تتقهقرفيها المجرة ( GN –
Z11 L
) تتجاوز سرعة الضوء لكن هذا ما يتنافى مع النسبية الخاصة لآينشتين فليست المادة
التى تتراجع لكنه الفضاء الفاصل بين الأجسام ومن المغترض أن يكون الجسيم واحدا من
أولى المجرات فى الكون فهى تكبردوما فعلى الأرجح أنه اقرب من العناقيد النجمية إلى
الكون المرصود ففى أصل المجرة فقد نجد أصل عالم البشر بالتفصيل وإن تمكن البشر من
السفر بحرية من عالم لآخر وما ندعوه بالمجرة الفوقية لا بد وأنه قد بدأ التمدد فور
ولادته ونظريا قد نصل للتفرد الكونى وهذا ما يطلعنا على ما كان عليه الكون قبل
الانفجار العظيم / Big Bang ولكن من الناحية العملية تمثل
بقايا الإشعاع حدود الكون المرصود هذا الإشعاع هو نفسه الإشعاع الصادر من أبعد
الأجسام فى الكون المرصود باستخدام أجهزة العلم المعاصر حيث يشكل الإشعاع ما يشبه
الأجهزة أمام رؤية البشر وهو عائد إلى ( 380 مليون سنة ) بعد الانفجار العظيم وهى
الفترة الزمنية التى بدأت فيها درجة حرارة الكون بالانخفاض بما يكفى لتفسح المجال
أمام ظهور الذرات حيث تشبه الأشعة التقاط صورة للكون فى طفولته حيث تظهره قبل تشكل
نجومه الأولى فلا يمكن للعلم المعروف اليوم أن يقدم وصفا لهذه الأجسام وبأى درجة
من التفصيل لكن وضع افتراض استمرار الكون فى التوسع قد نخلص إلى الأجسام التى يمكن
للبشرية أن ترصدها اليوم ستختفى عاجلا أم آجلا من نطاق رؤية البشر وإن استمر
التوسع اللامتناهى للكون بلا نهاية ستتقهقر المجرات الواقعة خلف العنقود المجرى
الفائق وراء أفق رؤية البشر لتصبح نتيجة ذلك غير مرئية للبشر سيجعل ذلك أى شكل من
أشكال التواصل خلف حدود الكون المرصود مستحيلا وسيفقد أى اتصال مع الأجسام
الموجودة هناك ومن الأرض ستكون كل من المجموعة الشمسية ودرب التبانة والعنقود
المجرى الهائل التى هى فيه أجسام ممكنة الرصد فى حين أن باقى أجزاء الكون ستختفى
مبتعدة عن الأرض فقد توجد عوالم افتراضية خلف الكون المرصود لها هذه العوالم
الافتراضية كنتيجة لتبدلات أطوار الخلاء الفيزيائى وقد توجد أجسام تتشكل من شذوذات
بقايا الإشعاع الأقرب إلى أفق الجسيمات وتبقى مسألة الأجسام فى أكوان متعددة موضع
خلاف بين العلماء دافعة إلى ظهور العديد من التخمينات التى يمكن وضعها تحت بند
العلوم الزائفة حيث يزعم بعضهم أن الكون متعدد الأبعاد مما يجعل الكون مؤلف من ( 3
أبعاد ) ( الطول / العرض / الارتفاع ) يشكل طبقة واحدة من طبقاته ويرى آخرون إلى
تصديق نظرية الأكوان المتعددة الموجودة إلى جانب الكون الذى توجد به الأرض
والمجموعة الشمسية مع احتمال وجود بوابة إلى عوالم أخرى والذى يقع خلف الكون
المرصود فهل يمكن للعلوم المعاصرة أن تقدم إجابة محددة لهذا السؤال ؟ ورغم أن
الحال قد يتغير بين ليلة وأخرى لدى تطوير وحدات رصد متطورة بما يكفى لذلك فقد
نكتشف أن الكون عبارة عن كرة وقد يذكرنا السفر حول الكون بالسفر حول كوكب الأرض
لكن وبأخذ عين الاعتبار المجالات التى يمكن أن يصل إليها ذلك فسيبدو المنظر
مستحيلا فلكى يصل الإنسان لحدود الكون المرصود عليه أن يقضى زمنا / 46 مليار سنة حتى
ولو كان السفر بسرعة الضوء وحين نجد الوجهة المقصودة ستبتعد عن الأرض حدود هذا
الكون المسافة نفسها ليصبح البدء من جديد لرحلة مشابهة سابقة ومن المحتمل ألا يوجد
أى أجسام كبيرة خلف الكون المرصود والنظر لهذه المنطقة قد لا يتجاوز ما سنراه
سحابة متجانسة من الهيدروجين والهليوم وبضعة عناصر أخرى .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
31 / 5 / 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق