السبت، 1 يونيو 2024

نداء الكون ( Universe )

 

نداء الكون ( Universe )

فى ( 21 / 12 / 1968 ) شرع رواد الفضاء فى أاول مهمة بشرية للدوران حول الأرض فبعد ( 3 أيام ) تم قطع مسافة قدرها ( 386000 كم ) حيث اقترب طاقم ( أبوللو / 8 ) وفى ( 24 / 12 / 1968 ) فى ليلة الميلاد بدأت سفينة الفضاء دوراتها ال ( 10 ) الأخيرة حول القمر وبينما نظر رواد الفضاء فى الأسفل على السطح القمرى حيث أرسل رواد فضاء ( أبوللو / 8 ) رسالة متلفزة لما كان أكبر جمهور بث حى فى التاريخ وبعد عودة طاقم ( أبوللو / 8 ) إلى الأرض بوقت قصير سؤل قائد المهمة لم قرر رواد الفضاء قراءة صفر التكوين تناغم جوابه مع إيمانه الشخصى أردنا ان نبث مشاعرنا بالقرب من خالق كل شىء وهذه ليست أول مرة يقرب الكون فيها العلماء والمستكشفين من الله فى الواقع فإن الكثيرين من مؤسسى علم الفلك الحديث ومن ضمنهم ( كوبرنيكوس ) و( جاليليو ) و ( نيوتن ) جميعهم سعوا إلى الكشف عن خالقهم وتكريمه وذلك ببعض من أهم الاكتشافات على الإطلاق كما ألهم هذا الدافع ( كبلر ) الرياضى الألمانى الذى كان أول من حسب قوانين الحركة الكوكبية .

واليوم وبعد أكثر من ( 4 قرون ) بعد ( كبلر ) ما زال الكون يسحر البشرية ببهائه وتصميمه فهو مرآة تعكس ابداع الرب صوت يتحدث بوضوح فى كل ليلة وصفة من صفاته وقدرته حيث يسافر على أجنحة واحدة من أرقى التكنولوجيات المستخدمة فى التاريخ بينما تسافر البشرية لمسافات خيالية لتملأ عيونها بمناظر لا تنسى حيث ستستشعر البشرية العجائب الحقيقية لابداع الرب وأمجاد قلبه .

 

نداء الكون ( Universe ) :

إن حجم الكون معجزة فى حد ذاته حيث أن الكون يبعث على التواضع الشديد وذلك حين ترى البشرية الجمال الآخاذ الذى تكشفه للبشرية صور مقراب هابل الفضائى والحجم الهائل للكون حيث وصلت البشرية لتقدير جمال وعظمة الرب الذى يرقى فوق الكون وهو أعظم من الكون الذى تراه البشرية لذا يظن العلماء أن حجم الكون يدل على عظمة وجلال خالقه فهل سبق أن تأمل العلماء بعظمة الرب والقدر الحقيقى لقواه وحجمه هو مفهوم يصعب فهمه لأن الرب روح لذا فلا شىء مادى فى قوامه فهو لا يمكن أن يقاس بالأمتار والأميال ولا الزمان أو المكان رغم ذلك قد تمكن العلماء من إلقاء لمحة على ما لا تستطيع رؤيته أو لمسه وذلك بخوض رحلة خيالية فى أكبر ابداعاته حيث ستنقل المركبة الفضائية البشرية إلى حافة الكون المرئى مسافة تقدر ب ( 434 مليار تريليون كم ) حيث سيتم السفر بسرعة الضوء ( 300000 كم / ث ) بهذه السرعة ستتمكن البشرية من القيام بما لا يقل عن ( 600 دورة كاملة ) حول الأرض حيث ستخترق المركبة الفضائية الفضاء مسرعة لتصل للقمر فى أقل من ( ثانية وثلث ) وبعدها بعد ( 4.5 دقائق ونصف ) ستمر المركبة الفضائية بسرعة بالقرب من المريخ وتكمل المركبة الفضائية التقدم باتجاه الكواكب الغازية الضخمة ( المشترى / زحل / أورانوس / نبتون ) وبعد ( 5 ساعات و 20 دقيقة ) من مغادرة الأرض ستصل المركبة الفضائية للكوكب القزم ( بلوتو ) حيث سيتم تعديل مسار الرحلة إلى زاوية متعامدة مع المدارات الكوكبية فى الوراء حيث ستتلاشى حدود الجوار الكوكبى بسرعة حيث دخلت المركبة الفضائية الفضاء النجمى فالفراغ العظيم فى المجموعة الشمسية وأقرب نجم من الأرض حيث يمر عام ثم عامين وثلاثة وأربعة أعوام وأخيرا فى ( 19 / 4 ) من السنة الخامسة من مغادرة كوكب الأرض حيث يظهر للبشرية لحظة بلحظة من ضوء النجم ( ألفا سنتورى ) وهو

( 3 نجوم ) تجمعها الجاذبية مع بعضها البعض وهى أقرب النجوم إلى الشمس فلقد سافرت المركبة الفضائية مسافة ( 41 تريليون كم ) لكن الرحلة قد بدأت فعلى بعد ( 10 سنوات ضوئية ) من الأرض توجد مجموعتين من النجوم المتجاورة أمام المركبة الفضائية .

1 ) النجم تاوسيتى : هو نجم يشابه الشمس فبعد ( 100 سنة ضوئية ) تحيط بالمركبة الفضائية غيوم من الغازات والغبار فى ذراع ( أورايون ) أحد أذرع مجرة ( الطريق اللبنى ) فبعد ( 1000 سنة ضوئية ) يصبح الشكل اللولبى الأنيق لمجرة ( درب اللبانة ) مرئيا بوضوح والأرض موجودة بمجرة ( درب التبانة ) فمجرة ( الطريق اللبنى ) جزء من تجمع فيه ما لا يقل عن ( 40 مجرة ) مترابطة ببعضها بالجاذبية لتشكل المجموعة المحلية ففى بقية الرحلة لم تعد كل نقطة ضوء تراها البشرية نجمة واحدة فحسب بل مجرة كاملة ممتلئة بمليارات النجوم فالمجموعة المحلية التى بها مجرة ( درب اللبانة ) متاخمة لعنقود العذراء احتشاد ضخم لما يقدر ب ( 2000 مجرة ) لولبية واهليلجية وقذرة تبث غيوما حارقة من الغبار والبلازما وهذا الخلق المذهل هو قلب سلسلة من الجزر الكونية شكلت من

( 40000 مجرة ) مختلفة وتشكل بمجموعها عنقود العذراء العملاق أحد أكبر البنى المعروفة للعلم لكن ومع اتساع الرؤية تضيع هذه السلسلة بسرعة لتشكيلات لا حصر لها من تكوين وحجم مشابه حيث أن العذراء قطرة فى الدم الكونى الذى قد يحوى فيه ما يصل ( 10 مليون ) تجمع عملاق كل واحد منها خيط رفيع فى البناء العظيم للكون المرئى حيث نقلت الرحلة لمسافة ( 45 مليار سنة ضوئية ) من الأرض إلى الحدود الخارجية للاكتشافات الفضائية حيث أنها شبكة منتشرة من الخيوط المنسوجة ( 2 تريليون مجرة ) هو نجوم عددها أكثر من حبوب الرمل فى كل صحارى وشواطىء العالم حيث أن الكون خلق بأبعاد واسعة ممتدة لدرجة تفوق فهم البشرية لكن إذا تم استكشاف الكون بعقول متفتحة ليست محصورة بنظريات الصدفة العمياء والتصادم العشوائى للذرات سنكتشف نسيجا بديعا من صنع فنان ماهر والذى يبث ذات مرة كل هذا الوجود من العدم ثم لتكشف الأبحاث العملية بعظمة وتصميم كل شىء خلقه فأى شخص إذا نظر فى ليلة صافية فالدليل على مكانة الرب وشخصه يشع ببريق ألمع من الضوء المنبعث من آلاف النجوم حيث قال الكثير من الفيزيائيين اكتشاف أن الكون كان منتهيا فى الماضى وله بداية هو أحد أعظم الاكتشافات فى تاريخ العلم وهذا قلب الرؤية التى هيمنت على العلم منذ أكثر من ( 2000 سنة ) وهذا الأمر كان مرسخا فى صفر التكوين

( فى البدء خلق الله السموات والأرض ) أحد التطورات المذهلة فى كافة العلوم الفلكية فى ( ق / 20 ) هى تأكيد هذا التنبؤ التوراتى القديم لبدء الكون ففى فترة

( 20 / ق 20 ) حدث ( 2 ) من أهم الاكتشافات فى تاريخ العلم فى مرصد جبل

( ولسون ) المطل على ( لوس انجلوس ) فطوال ( 8 سنين ) صور عالم الفلك

( ادوين هابل ) الكون ودرسه بأكبر تلسكوب فى العالم ففى عام ( 1923 ) أكد هابل أنه يوجد تشكيلات غامضة ( السدم ) والتى شاع الظن بأنها غيوم ضخمة من الغازات والنجوم والغبار داخل مجرة ( الطريق اللبنى ) إنها فى الواقع مجرات مفردة موجودة بعيدا وبعد ( 5 سنوات ) أكد أن المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها البعض بسرعات مذهلة فالكون الذى كان يعتقد لزمن طويل أنه أزلى وثابت وصغير نسبيا كان ينمو ويكبر فى كل ثانية ودلالات ذلك مبهرة إن كان الكون يتوسع باستمرار إذن لا بد أنه كان فى وقت باكر من تاريخه أصغر حجما وأكثر شراسة فإذا تم عكس حركة المجرات المتجهة للخارج وعدنا بالزمن للوراء تتقارب المجرات أكثر فأكثر وتصل أخيرا لمرحلة تصبح فيها ذات كثافة ودرجة حرارة لامتناهيتين ولا يمكن الرجوع .

إذن يوجد بداية نقطة زمنية بدأ فيها كل شىء وهذا أمر مذهل حيث يوجد لحظة بدأ خلق الكون فيها وهذا يوحى بوجود خالق حيث أثيرت شكوك وريبة أحد علماء الفلك لعدة اكتشافات تشير لكون خلق من لا شىء وحكم بقوانين الفيزياء والكيمياء وتعاير لضمان نشأة حياة معقدة .

 

قوانين :

1 ) القانون الثانى فى ( الترموديناميك ) .

2 ) نظرية آىينشتين ( النسبية العامة ) .

3 ) اكتشاف تمدد الكون .

4 ) إشعاع الخلفية الكونى .

فالحياة مدهشة والحياة المعقدة أو الذكية فالكائنات الواعية ظاهرة مدهشة فعن طريق التفكير بدماغ الإنسان فهو ( 1300 جرام ) من المادة تحوى ملايين وتريليونات الدارات التى تفتح وتغلق دائما وهو أكثر تعقيدا من أكثرتكنولوجيات

الذكاء الصناعى تطورا ويصعب التصديق بأنه مجرد ذرات وجزيئات لذا يجب فهم العالم باستنتاج ما مفاده أنه يوجد قوة كبرى ذات طبيعة ما ( براب ) أو أى شىء آخر لكن لا يمكن تقبل ذلك فالعالم الفلكى من الماديين فلسفيا بل يعنى أن كل العالم مكون من الجوهر المادى وحين نحدد هذا الجوهر ( الذرات والنواة ) والقوانين التى تحكمها فقد تم فعل كل شىء فلم يبق ما يمكن قوله أو ادخاله فى النموذج الكونى وهذا ما يخبرنا به العلم ففى كتاب ( الله وعلماء الفلك ) وصف عالم الفلك الخلاف الفلسفى بين المادية العلمية والدليل على وجود كون له بداية .

فى البدء خلق الله السموات والأرض :

إن العلماء محظظون جدا بالعيش على كوكب الأرض فيمكن أن تعيش البشرية براحة ولديها كل ما تحتاجه لتمارس البشرية العلم وتتعلم عن الكون وتتعلم عن أصول الكون وتتمكن البشرية من إجابة كل سؤال يخطر للبشرية بالطبع يقول أحد هذه صدفة وتلك فلسفتهم ويمكنهم التعويض عن ذلك إن أرادو لكنه ليس بالتفسير المرضى .

 

كسوف شمسى كلى :

بدأ الأمر بتجربة قام بها أحد علماء الفلك عام ( 1995 ) حيث ذهب عالم الفلك ليحضر كسوفا كليا للشمس فى الهند حيث كان أول مرة يرى عالم الفلك الكسوف الكلى للشمس كان حدثا مذهلا حيث يستطيع علماء الفلك أن يفهموا أن الظاهرة بأكملها والتنبؤ بها بالثانية فى أى مكان على الأرض حيث أن السكان المحليون كلهم ذهلوا وتفاعلوا بذات الطريقة حيث تركت عليهم أثرا كبيرا إلى ( 51 ث ) لا تنسى حيث نظر أحد علماء الفلك وآخرين مذهولين بهذا الحدث الفلكى النادر حيث سيتأثر عالم الفلك بالجمال الغامض الذى شهده فى سماء شمال الهند والعوامل التى جعلت ذلك ممكنا فمتطلبات حدوث كسوف شمسى كلى هى وجود جسم مضىء ( الشمس ) وجسم حاجب ( القمر ) ومنصة مراقبة ( الأرض ) فيجب أن تكون كلها على استقامة واحدة فى الفضاء بحيث يجب أن يكون الحجم الظاهرى للقمر فى السماء مساو للحجم الظاهرى للشمس فى السماء بنصف درجة فالشمس أكبر من القمر ب ( 400 ضعف ) لكنها أبعد ب ( 400 ضعف ) لذا يوجد مصادفة فأفضل مكان فى كل المجموعة الشمسية لرؤية الكسوف الشمسى هى سطح الأرض حيث تم حساب ظروف الكسوف الشمسى فى كل الكواكب الأخرى وكل الأقمار ( 65 قمرا ) الأقمار الرئيسية ووجد مصادفة مذهلة فالمكان الوحيد الذى يحوى مراقبين هو الذى يحوى أفضل كسوفا شمسيا وحين عاين أحد علماء الفلك هذا الاصطفاف النادر للشمس والقمر والأرض أدرك أهمية هذه الأجرام السماوية فى وجود حياة معقدة على الأرض فالشد الجذبى المبذول من القمر قوى بما يكفى لتنظيم مناخ الأرض وذلك بموازنة ميلها والمساعدة بتدبير المياه الدافئة والباردة فى محيطاتها فى حين أن مسافة كوكب الأرض عن الشمس تسمح بوجود الماء السائل وغلاف جوى غنى بالاكسجين فيجب أن تكون مسافة معينة بين الكوكب المراقب ونجمه المضىء ويجب أن يوجد قمر ضخم لذا يجب أن يكون هناك تداخل كبير بين متطلبات وجود الكسوف ومتطلبات وجود القابلية للعيش بحيث يكون كوكبا يدعم وجود حياة ماذا لو أن الظروف التى تجعل كوكب الأرض قابلا للعيش يجعل ذلك الكوكب الأفضل للقيام باكتشافات علمية ؟ إن طبيعة كوكب الأرض وطبيعة غلاف الأرض الجوى وموقعه فى المجموعة الشمسية ونوع المجموعة الشمسية الموجود فيها بل وحتى نوع النجم الذى تتواجد حوله الأرض ( الشمس ) وموقعه ضمن المجرة ( الطريق اللبنى ) مثالية للقيام بمدى واسع من الاكتشافات واتضح أن هذه كلها أهم الظروف لكوكب صالح للسكن كوكب مناسب لكائنات مثل البشر ولا يمكن العيش بدونها حيث يعتقد أن هذا النمط يدفع الناس كثيرا للتفكر بتدبيره بدلا كونه مجرد صدفة وفى خيوط ضوء الكسوف الشمسى أدرك علماء الفلك صلة مذهلة بين العوامل الضرورية لحياة معقدة والملاحظة العلمية لطالما أخبرت البشرية خصوصا فى ( ق / 20 ) أن الكون لا يفكر بالبشرية حيث أن البشرية تتواجد فى كون كبير جدا وأن هذا الكون ليس مصمما لكائنات مثل البشر وأن البشرية مجرد حياة صدف أنها نشأت على كوكب ضئيل يدور حول نجم ضئيل بلا أهمية لمجرة تكاد لا ترى فى كون ضخم جدا لم يكن مقصودا لكن تقترح فرضية جديدة أمر مختلف حيث يقترح أن الكون كان مقصودا وأن الكون موجود لهدف ما والهدف ليس تواجد كائنات مثل البشر ببساطة بل يجب أن تتوسع البشرية بنفسها بعيدا عن الموطن الصغير المحدود

( الأرض ) لنرى الكون بصورته الكبرى ولنكتشف الكون وربما ليفكر الناس فيما لو أن الكون يشير إلى ما هو أعظم من ذاته حيث يوجد شىء فى الكون لا يمكن شرحه على أنه بسبب القوى المجهولة فى الكون وتصادم الذرات ببعضها لذا يجب أن نصل لما وراء الكون لننسب الأمر إلى الكون ودائما ما نتساءل لم أفضل الأماكن للعيش هى أفضل الأماكن للقيام باكتشافات علمية ؟ فلدى البشرية فسيفساء المجموعة الشمسية من الصور التى وصلت من المركبة الفضائية

( فويجر / 1 و 2 ) على حائط الصالة الفلكية ويوجد حبل مخملى أمامها لكن الناس يقتربون دوما ويريدون لمس الأرض حيث يشيرون إليها قائلين نحن هنا أنت هنا هذا هو مكاننا ويلمسونها ولا يهم كم نضع من لافتات ممنوع اللمس فالناس دوما يريدون الاقتراب ولمس الأرض وكنتيجة لذلك لا يعرف كم مرة تم تغيير تلك الصورة لكن حدث ثقب فيها ونحن نضطر لتبديل صورة الأرض بالذات .

 

نقطة زرقاء باهتة :

فى عام ( 1980 ) أنهت مركبة الفضاء ( فويجر / 1 ) استكشافها التاريخى لكوكبى ( المشترى / زحل ) وكانت المهمة نجاحا مذهلا بكل المقاييس لأكثر من

( 20 شهر ) فلقد أحصى المسبار الآلى ( فويجر / 1 ) وصور أكبر كوكبين وأقمارهما وكشف وفرة من المعلومات عن هذين الكوكبين ( المشترى / زحل ) الغامضين فبعد ( 10 أعوام ) وبينما تستعد ( فويجر / 1 ) لمغادرة المجموعة الشمسية طلب علماء الفلك ومشرفوا المهمة سلسلة صور أخيرة تتضمن كوكب الأرض حيث أراد علماء الفلك أن يمنحوا الناس صورة عن مدى ضآلة وعزلة كوكب الأرض لذا قام علماء الفلك بتصميم متتابع عبارة عن سلسلة أوامر للكاميرا حيث تم توجيه منصة الفحص على السفينة الفضائية على الكواكب واحدا تلو الآخر حيث تم التقاط بعض الصور للنجوم فى الخلفية ففى ( 14 / 2 / 1990 )

التقطت كاميرات ( فويجر / 1 ) ذات النظام الضيق والواسع للنظام الشمسى حيث يظهر الأرض مغلفة بشعاع الشمس ككوكب الأرض من على بعد ( 5.9 ) مليون مليار كم إنها مجرد نقطة ضئيلة مضيئة فلا يمكن رؤية المحيطات والقارات حيث يبدو كوكب الأرض صغيرا وبعيدا جدا حيث ألهبت النقطة الزرقاء الباهتة مخيلة العالم ففى عام ( 1994 ) شارك أحد العلماء تفاعله مع الصورة فى محاضرة له بإحدى الجامعات حيث أن البشرية تعيش على كوكب ضئيل له نجم رتيب رائع فى مجرة مخفى بعيدا فى إحدى الزوايا المنسية من الكون حيث يوجد مجرات تفوق عدد البشر فالأرض مسرح صغير جدا فى ميدان الكون الواسع فموضع الأرض وأهميتها حيث أن لدى البشرية موقع مميز فى الكون هزت كلها بنقطة من الضوء الباهت فكوكب الأرض ذرة وحيدة فى العتمة الكونية العظيمة المحيطة فى ضآلة الأرض ووسط كل هذا الاتساع ما من إشارة على أن النجدة قد تأتى من مكان آخر لتنقذ البشرية من نفسها فيجب إعادة صياغة ما قاله أحد علماء الفلك حيث يخبر بأن هذا يظهر انعدام أهمية الأرض الكونية فلم يقصد وجود البشرية لم تصمم البشرية ولم يعتنى بالبشرية فالأرض لوحدها ولتأخذ البشرية الصورة عن عزلتها ووحدتها ثم القيام بمحاولة لمقارنتها بالصورة الانجيلية عن التصميم فعند مقارنتها بهذه الصورة الدينية فالبشرية مصممة حيث كان وجود البشرية مقصودا فلقد خطط لخلق البشرية على الأرض فالأرض ليست وحدها فى الكون حيث ستقوم هاتين الصورتين للواقع فى اتجاهين مختلفين فقبل ( 3000 سنة ) قبل تأمل أحد علماء الفلك فى أهمية الكواكب والبشر حيث كان أحد علماء الفلك متفتحا فى قلبه وظهرت ردة الفعل الصحيحة فى أعماقه فالإنسان كائن مخلوق والإنسان نتاج عقل صنعه والإنسان كل ما يراه حوله ورغم أنه بنا كل ذلك وهى أشياء رائعة وأكبر بكثير من الإنسان فهو يهتم بأمر الإنسان فى الحقيقة حيث أن مفهوم أحد علماء الفلك مفهوم بشكل صادم لأنه فى عالم أحد علماء الفلك لا وجود لإله فى عالمه أبدا وإذا اختفى المسبب الأساسى بالنسبة لأحد علماء الفلك هو إله ( ابراهيم واسحاق ويعقوب ) لذا خرج من المفهوم فمن المسؤول إذن من الذى بنا الكون ؟ من الذى بنا كل شىء ؟ وإذا لم يكن وعيا أو ذكاء أو شخصا أو كائنا كلى القدرة يمكن أن تقيم البشرية علاقة معه فكل ما يبقى لدى البشرية هى الفيزياء لا أكثر حيث ستفسر الفيزياء كل شىء وبدلا من أن تكون البشرية مخلوقات مصممة لها غاية ومن صنع خالق يصبح نتيجة محظوظة لسلسلة تفاعلات كونية طويلة له وهذا مكان العيش فيه موحش جدا إذن ماذا يجب أن تستنتج البشرية من النقطة الزرقاء الباهتة والمسافرون الذين يعتبرونها وطنا فهل البشرية تهيم فى الفضاء على ذرة غبار طامعون بلا أمل فى فضاء معتم باهت أم أن الغلاف الجوى للأرض الغنى بالاكسجين ووفرة الماء والمناخ المعتدل والموقع المثالى فى المجموعة الشمسية والحقل المغناطيسى للأرض والتضاريس والكثير من العوامل الأخرى التى جعلت الحياة ممكنة هذا كله نتاجات مذهلة لوعى وغاية وخطة وإن كانت الأرض مصممة كملاذ للجنس البشرى أم من الممكن أن تكون البشرية موجودة لسبب يفوق الحياة فحسب ربما قدر البشرية فريد فى هذا العالم وكما حصل مع النبى ( داود ) قد تعيش البشرية أيامها على هذه النقطة الزرقاء الباهتة لأرقى غاية على الإطلاق لكى نعرف الرب ونستمتع لمعرفته للأبد فالرب خالق للكون لديه مصفوفة لا نهائية من طرق ممكنة للتواصل مع البشرية وقد تكون واحدة منها أن ينزل إلى البشرية ويمسك بأكتافها ليقول لها استيقظى أنت فى ورطة صحيح لكن الرب أعظم من ذلك وهو لا يطوع ارادة البشرية بارادته بطريقة غامضة ويصعب فهمها على البشرية جمعاء فهو يصنع الظروف أمام البشرية ويقول لها استجيبى لها الآن لذا الأرجح فأكثر طرق التواصل الرب مع الإنسان بفعالية بعد الانجيل طبعا هو الكون الذى صنعه والجمال فى الكون الذى صنعه الرب أظن أن الرب فعل ما يكفى للتواصل مع البشر وذلك ببعده فى العالم .

 

نيران الجنان :

تعتبر نيران الجنان من أعظم واحدة من عجائب الدنيا الطبيعية السبع استعراضات فنية مذهلة اختفى بها برسومات الكهوف فى عصور ما قبل التاريخ وأساطير

( الفايكنج ) ومسرحيات ( شكسبير ) ففى عام ( 1619 ) أسماها ( جاليليو )

( أورورا ) أو ( أضواء الشمال والجنوب ) فى هذا الوهج الأثيرى لهذه النيران السماوية حيث ترى البشرية الجمال والغموض والعجائب واضحة فى أرجاء الكون حيث تضىء سماء القطب من ( ايسلندا ) حتى القارة القطبية الجنوبية حيث تشعر البشرية بالحيرة وتثير فضولها إنها جميلة ومتقنة ومثيرة للاهتمام تستيقظ كل هذه المشاعر فى البشرية عجبا ويحفز هذا التعجب تساؤلا لماذا ؟ صحيح لما هى موجودة ؟ ماذا تفعل ؟ من الذى سببها ؟ حيث ينشأ كل شفق قطبى فى المجموعة الشمسية من الشمس من السطح المتقلب من نجم ( G2 ) على بعد

( 149 مليون كم ) من الأرض حيث تتولد على فترات منتظمة دفقات من الطاقة فى أعماق نواة الشمس وتحرض عواصف ضخمة يمكنها أن تثبت مليارات الأطنان من البلازما عالية الشحنة ويتجه جزء منها نحو الأرض حيث تغمر البشرية طوال الوقت بالإشعاعات من جارة الشمس الكبيرة الساخنة والبشرية مكونة فى أجزائها من ذرات حساسة كالحمض النووى التى لا تحب اصطدام الإشعاع المؤين بها أبدا فإن تركت دون تصدى فيمكن للرياح الشمسية أن تمزق غلاف الأرض الجوى وتغلى المحيطات وتدمر كل أشكال الحياة لحسن الحظ فالأرض محمية من هذه الكوارث باحتياطى مذهل فيوجد تحت قشرة ووشاح الأرض يوجد طبقة من الحديد والنيكل والكبريت المصهور بسماكة ( 2400 كم ) تتدفق بشكل مستمر حول نواة حديدية صلبة حيث تنتج هذه الحركة حقلا مغناطيسيا يشع من نواة الأرض عبر قطبيها لألاف الأميال فى الفضاء وحين تصطدم البلازما بهذا الدرع تنعكس معظم الجزيئات القاتلة قبل وصولها لسطح الأرض لكن تنجذب بعضها إلى خطوط الحقل المغناطيسى الأرضى وتتمركز مباشرة فى القطبين الشمالى والجنوبى حيث يتكون ( 99 % ) من غلاف الأرض الجوى من ذرات النيتروجين بنسبة ( 78 % ) و ذرات الاكسجين بنسبة 21 % وهذه المكونات حيادية كهربية حيث تصطدم البلازما اللحظية بالذرة حيث يمتص الإلكترون دفقة الطاقة ويوسع مداره لحظيا حول النواة ثم تقوم الذرة ذات الشحنة الفائقة إلى وضعها وحجمها الطبيعى بإطلاق فوتون وحيد موجة صغيرة من الضوء الملون حيث تكرر العملية فى سماء الليل وتبعا للارتفاع تطلق ذرات الاكسجين فوتونات خضراء قريبة للاحمرار وتطلق ذرات النيتروجين لونا عميق الزرقة وظلالا من البنفسجية حيث تولد التقلبات من التفاعلات الذرية ستائر واسعة مضيئة يمكن أن تمتد إلى ( 400 كم ) فى الفضاء وتشكل فى بعض الأحيان حلقات مذهلة أشبه بتاج على القطبين المغناطيسيين فأثناء الدوران حول الأرض فى محطة الفضاء الدولية صور رواد الفضاء الشفق القطبى وكشفوا رونقه الغامض بطرق لم تراها البشرية من قبل فهذا الجمال يحدث بجزالة دون نطق أى كلمة حيث يظن أن الشفق القطبى بذاته أشبه براية جميلة لماعة تتلألأ عاليا هى رساله للبشرية تخبر أن هذا الكوكب ( الأرض  ) ليس صدفة ووجود البشرية ليس صدفة فلقد منح الرب البشرية عالما إذا تأملت البشرية فيه قليلا فهو يدل ويشهد على وجوده وهذه الشهادة فهذا الصوت القادم للبشرية من الطبيعة يزيد قوة وجمالا كلما عرفنا الرب أكثر فحكمة الرب حكمة بلا نهاية حقائق صنع عالما فيه تفاصيل كثيرة مشوقة وروعة وفخامة وعجائب وجمال فالوظائف الحيوية والاستقامة الكوكبية فدور الكوكب ( الأرض ) ككل فى دعم الحياة حيث تصنع القطع اللحجية فى مكانها وتلاحق اللغز من دليل لدليل حيث يظن ما يحدث وتدرك البشرية أن الأرض لم يصدف أن تكون مكانا تزدهر الحياة فيه فلقد بنى الكوكب ( الأرض ) لنشأة الحياة حيث أن تجمع التصميم العملى والجمال الخلاب أمر ظاهر فى الغلاف المغناطيسى للأرض وهو وسيلة يستخدمها الرب للتواصل مع البشرية من خلقه .

أولا : يستحوذ على انتباه البشرية ببراعة فنية خلابة فالعلم الطبيعى معرض ومملوء بتحف لا تعد ولا تحصى حيث تتفجر كل واحدة منها بالمعنى والإلهام وبعدها إذا تم البحث بمثابرة لفهم الأسباب وحيثيات الكون تقف البشرية وجها لوجه مع خالق كل شىء فالرسام والهندسى الأزلى الذى ابتكر العجائب الفيزيائية التى تدهش أعين البشرية وتلهم قلوبها وتطمئن نجاتها على الكوكب ( الأرض )

الكوكب ( 3 ) بعد الشمس ضمن المجموعة الشمسية حيث أن الشفق القطبى أنيق ومذهل للعقل البشرى بل هو أجمل مما تتخيل البشرية فالتصميم أكثر التفاسير منطقية لأنه يفسر الأنماط التى تراها البشرية فى الكون ويشرح للبشرية أصل الحياة وأنه قد صنعها ذكاء ما خلق الجمال والتعقيد الذى لا تجده البشرية فى أى مكان آخر حيث يعتقد أنه كلما بحثت البشرية أكثر تعقدت الأمور لكن يعتقد فى الوقت ذاته أن البشرية تجد مبادىء ضمنية تعطى البشرية فكرة معينة عن عقل مصور فكلما تعلمت البشرية أكثر عنه زادت روعتها وعظمتها .

س : كم عدد النجوم الموجودة فى الكون ؟

ج  : فى ليلة صافية فى الصحراء ومن دون منظار يمكن رؤية ( 5000 نجم ) منفرد معظمها موجود فى مجرة ( الطريق اللبنى ) وهى مجرة لولبية نموذجية ذات كثافة نجمية تتراوح بين ( 100 مليار : 400 مليار نجم ) ومجرة درب التبانة مجرد ذرة فى الكون المرئى حيث يتراوح العدد الكلى للمجرات بين

( 100 مليار : 2 تريليون مجرة ) .

 

الحسابات :

باستخدام أقل التقديرات حيث سيتم ضرب ( 100 مليار مجرة ) × ( 10 مليار ) نجم فى كل مجرة الناتج هو رقم ضخم ( مليار تريليون نجم ) وهذه أقل التقديرات فالتقدير رقم بهذه الضخامة حيث ستحتاج البشرية سياقا لفهمه حيث يوجد قرابة

( 135000 ) حبة رمل فى كل ( 2.2 م مكعب ) من الرمل و ( 235 مليون ) فى خمس م المكعب فى حين يستحيل تحديد القياسات الدقيقة بالضبط حيث يقدر الجغرافيون وجود ( 354 كم ) من السواحل و ( 2 مليون ونصف كم مربع ) من الصحارى الرملية على سطح كوكب الأرض باستخدام تقديرات كهذه يحسب الباحثون فى إحدى الجامعات أنه وفى جميع صحارى وشواطىء العالم يوجد ما قدره ( 7.5 × 10 اس 18 ) أو أكثر من ( 7 مليار مليار حبة رمل ) منفردة ومجددا فإن التخمين العلمى من أجل إضافة بعض السماحية فى صعوبة عد حبات الرمل فلنزد الحسابات بمعدل ( 10 ) ( 7.5 × 10 اس 19 ) هذا سيكفى لبناء قلاع رملية كثيرة لكنه جزء بسيط من الرقم الكلى للنجوم لأن البشربة حين تقارن تقديرات العدد الكلى للرمال مع العدد الكلى للنجوم فإن عدد النجوم يفوق عدد حبات الرمل بنسبة لا تقل عن ( 10 : 1 ) لكن لا يكون هذا أروع تفصيل حيث أن حبة الرمل الواحدة نصف قطرها ( 1 ملم ) تحوى ما يقارب ( 500 مليار مليار ) ذرة منفردة أى عدد الذرات فى حبة الرمل الواحدة أكثر من كل حبات الرمل على الأرض أو أكثر من عدد النجوم فى مليار مجرة ( الطريق اللبنى ) فقبل اغلاق

الالآت الحاسبة حيث يوجد جرعة أخيرة من الأرقام الضخمة فى قطرة الماء الواحدة حيث توجد ( 1.7 مليار تريليون جزىء ) حيث أن جزيئات الماء المفردة مكونة من ذرتين هيدروجين مع ذرة اكسجين واحدة مكونين جزىء الماء وهذا يعنى أن عدد الجزيئات فى بضع قطرات كبيرة قد يتجاوز عدد النجوم الكلى فى الكون بالكامل إذن ما المغزى من الرحلة الرياضية هذا فى البنى الأساسية من الخلق كبداية للبشرية تعيش على كوكب الأرض وهو جزء من كون ضخم معقد لدرجة لا يمكن تخيلها والكون ملىء بعدد لا يحصى من عوالم ذرية وجزيئية شديدة الصغر وهى أكثر تعقيدا فى الغالب وفى كل من هذين العالمين الفيزيائيين سواء العملاق أم المجهرى فهما متماسكان فى كل ثانية من كل ساعة فى كل يوم بقدرة إله خلق كل شىء .

فعن طريق النظر للنجوم حيث من الواضح أن الرب موجود لا يشك أى أحد بذلك كيف يمكن أن يفكر بغير ذلك ؟ وهذا شعور حدسى واضح فإن الرب خلق هذا فالبشرية مصممة لكى ترى الرب فى نظام خلقه هو فلقد اختار خلق كون ذى ستارة والتى تشهد على وجوده باستمرار وثبت مكانا بعد مكان ويوما بعد يوم وليلة بعد ليلة هذه فكرة وجود الرب فى خلقه إنه أمر عام جدا ومستمر حيث أن ابداع الرب مستمر ونشيط وتصريح بمجد الرب .

 

كشف السماوات :

تعلن الجنان عن مجد الرب وتظهر السماوات ابداع صنعته حيث تسكب قطرات فيه يوما بعد يوم وتكشف معرفة عنه ليلة إثر ليلة ولا تستخدم أى كلمات ولا يسمع أى صوت منها لكن يسمع صوته رغم ذلك فى كل أرجاء الأرض وتصل كلماته لآخر العالم فعن طريق النظر للسماوات والسؤال من خلق كل هذا ؟ هو الذى يظهر ترصيع النجوم واحدا تلو الآخر والذى يقرر عدد النجوم وينادى كل واحد باسمه هو ربنا العظيم ذو العظمة والجلال وفهمه بلا حدود فالرب هو الله العظيم الملك العظيم الذى سما فوق كل الآلهة بيده أعماق الأرض وقمم الجبال ألقى به والبحر ملكه فهو من صنعه وبسط الأرض بيده فكل الدول والأمم قطرة فى دم هى لا تعدو كونها غبار فى الميزان هو يمسك الأرض كما لو أنها حبة رمل وهذه مجرد لمحة عن ما يستطيع الرب فعله مجرد همسة عن قدرته فعن طريق النظر فى أعمال الرب فهو ينشر السماوات الشمالية على مساحات فارغة ولا يوقف الأرض لأى شىء فهو الذى يرسم الأفق على صفحة المياه ليضع حدا بين الضوء والعتمة أولئك الذين يعيشون على نهايات الأرض يتعجبون من معجزاته ومن مكان شروق الشمس وحتى مكان غروبها تلهم البشرية صيحات فرح وحب سأنفذ الفجر بأمنية سأغنى صلواتك بين كل الأمم فحبك الدائم والدائر يصل إلى عنان السماوات ويصل اخلاصك للنور فليتمجد اسمك يا الله وليشع مجدك على كل الأرض .

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

26 / 10 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق