لماذا الفضاء مظلم بالرغم من وجود ملايين
النجوم ؟
النور والإشراق والأضواء كلها مفاهيم متعلقة
فى أذهان الناس بفكرة النهار ولما يأتى وقت النهار نكتشف أن الكون كله منور به
كمية إضاءة غير طبيعية سواء الموجودة على سطح الأرض أو التى تظهر للبشرية كل
تفاصيلها أو الإضاءة الموجودة فى السماء والتى من خلالها نقدر نرى تفاصيلها بدقة
شديدة حيث نرى السحب وهى تتحرك وأسراب الطيور وكذلك نرى أى جسم يتحرك فى السماء
كالطائرة بجميع أنواعها حيث تكون السماء منورة ولو تساءلنا عن السبب فى هذه الإضاءة
كلها سنكتشف أن الشمس هى المسئولة عن كل ذلك وعندما تنهى الشمس مهمتها حيث أن
الأرض تدور وتعطى الشمس ظهرها فالإضاءة تختفى تدريجيا ويتحول النور إلى ظلام
وبالنظر للسماء ليلا نجد أن غالبيتها لونه أسود وبها كم نقطة بيضاء بسيطة وهذا
يثير تساؤل قوى كيف لما كان نجم واحد هو الشمس الدنيا كلها كانت منورة والحياة
جميلة ومع وجود ملايين الملايين من النجوم فى السماء حيث أن الفضاء مظلم وشبه معتم
فما السر فى ذلك ؟ فما الذى يجعل نجم واحد كفيل بأنه ينور السماء كلها وملايين
النجوم الأخرى عاجزة عن هذه الهمة ؟ فالفضاء واسع جدا وأكبر كثيرا فالكون دائما فى
حالة تمدد من لحظة نشأته منذ أكثر من ( 13.8 مليار سنة ) وهو فى حالة تمدد مستمر وبسبب
التمدد أصبحت النجوم والمجرات تتحرك بعيدا عن نفسها وعن الأرض وتزيد المسافة بين
النجوم والمجرات وبين الأرض مع مرور الزمن ومع مروره يتأثر بالسلب على كمية الضوء
التى تصل من خلالهم للأرض وذلك لأن الضوء الذى يخرج من النجوم أو حتى الضوء الكلى
الذى يخرج من المجرة على بعضها يحتاج لأن يقطع مسافات مهولة فى الفضاء لكى يصل
للأرض والتى تقدر بملايين السنين الضوئية وحينما يقطع الضوء كل هذه المسافة يكون
قد ضعف تماما ويصل للأرض وهو ضعيف جدا وهذا هو التفسير لظلمة الفضاء بالرغم من
وجود ملايين النجوم لأن الفضاء الخارجى يحتوى على عدد مهول من النجوم فمجرة ( درب
التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) تحتوى على
ما يقرب من
( 200 مليار نجم ) كالشمس والكون به على أقل
تقدير ( 100 مليار مجرة ) فبضرب ( 200 مليار نجم × 100 مليار مجرة = 20000 مليار
نجم ) والمنطق يجعل هذا العدد من النجوم كفيل بأن يجعل الفضاء منور بالكامل ولكن
الفضاء غير منور بل مظلم تماما والسبب أن النجوم أخذت فى الابتعاد عن بعضها البعض
حيث أن الضوء الذى يأتى منهم بيضعف جدا لكى يقطع المسافة بين الأرض والنجوم حيث أن
ترتيب النجوم فى الفضاء غير منتظم ولكنه موجود بطريقة عشوائية فمنطقة يوجد بها
كثافة نجمية عالية ومنطقة أخرى قد تكون منعدمة فيوجد منطقة منورة جدا ومنطقة لا
يوجد بها أى نور بدون توزيع متساوى لأعداد النجوم ووجود مسافات شاسعة بينهم
فالفضاء يحتوى على فراغ شاسع ممتد إلى ما لا نهاية ولما الضوء يخرج من النجوم
ويذهب لحال سبيله يسير باستمرار ولا يجد أى شىء يصطدم به وذلك لأن أغلب الفضاء
فراغ حيث أن كثير من الأجرام السماوية عبارة عن أجسام غازية أما العناصر الصلبة
التى لديها القدرة على عكس أشعة الضوء وإظهار أثره فهى عملة نادرة جدا وغير موجودة
بكثرة وطالما لا يوجد شىء يعكس الضوء ويظهره فلن تشعر البشرية بوجوده ولا بتأثيره حيث
أن كل العوامل السابقة مجتمعة هى التى تسبب فى ظهور الفضاء عالم مظلم وداكن على
الرغم من احتوائه على عدد مهول من النجوم فإذا كان صديق يعيش فى الفضاء حيث يستطيع
رؤية الأطياف الحمراء وتحت الحمراء فلماذا
يقول الناس أن الفضاء مظلم لا بل إنه منور والإضاءة موجودة فى كل مكان فالفضاء
مظلم والفضاء منور جدا لكن هذا متوقف على طريقة رؤيتنا للأشياء وعلى نوع الأطياف
الضوئية التى تستطيع العين رؤيتها فالتمدد هو الذى سيحل هذه المعضلة فالفضاء عندما
يتمدد يجعل النجوم تبتعد عن بعضها وتبتعد عن الأرض بسرعة مهولة جدا وطالما النجوم
تسير فهى لا تزال تشع ضوء لكنها تسير للخلف ويبعد عنها الضوء لكنه يبعد فما علاقته
بكون الفضاء مظلم أم مضىء ؟ علاقته أنه يوجد حقيقة فيزيائية تخبر بأن الأجسام
المشعة كالنجوم حينما تبتعد عن الأرض تبدأ طاقتها تقل تدريجيا نتيجة الابتعاد
وعندما طاقة الضوء تقل تتحول من الطيف المرئى إلى الطيف الأحمر ودرجاته حيث أن
الفضاء الخارجى يحتوى على كميات مهولة من الأطياف الغير مرئية لكن نظرا لأن العين
البشرية تستطيع رؤية الأطياف المرئية وليس لها القدرة على تمييز الأطياف الحمراء
وتحت الحمراء أو الأطياف البنفسجية أو فوق البنفسجية فالفضاء مظلم وداكن أما لو
كان للعين البشرية القدرة على رؤية أى طيف من الأطياف فسنرى الفضاء منورا فحينما
يأتى الوقت لتصبح العين البشرية لها القدرة على رؤية الأطياف الغير مرئية بطريقة
ما سيصبح الفضاء مظلم ولكن بالرغم من ذلك فما دام الفضاء مظلم ليس شيئا سيئا
بالمرة بالعكس فظلمة الفضاء لها القدرة على إظهار جماله وإظهار تفاصيل الأجرام
السماوية والكواكب والنجوم الموجودة داخلها .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
8 / 8 / 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق