استكشاف حركة الكون ( البحث عن حدود الكون )
إن الجزر على الأرض والكواكب والمجرات لها
حدود ولكن ماذا عن الكون ؟ فهل كل شىء فى الكون يملك حدودا ؟ هل للكون حدود ؟
الإجابة هى نعم وربما لا فالأمر يعتمد على ما هو مقصود بالحدود ؟ حدود ما يمكن
رؤيته ؟ حدود إلى أين يمكن الذهاب ؟ أو حدود الحقيقة نفسها ؟ فالنظر لحدود الكون
أمر مهم جدا لفهم مكان البشرية على الأرض فى الكون نفسه فالتحدث عن الكون هو
التحدث عن المكان الذى تعيش فيه البشرية حيث توجد رغبة لدفع المعرفة إلى أقصى
الحدود فهل يمكن إيجاد حدود الكون ؟
فى سنة ( 2016 ) وجه تلسكوب ( هابل الفضائى )
نحو منطقة مظلمة من الفضاء فى ( كوكبة الدب الأكبر ) حيث التقط تلسكوب ( هابل
الفضائى ) صورة لضوء غير واضح فالتوهج من مجرة بعيدة ( GNZ –
11
) إنها أبعد مجرة تمت ملاحظتها لكن هل هذه المجرة ( GNZ – 11 ) هى حدود
الكون ؟ فالكون ملىء بالمجرات فهل ستوجد مجرة نهائية إذا تم السفر بعيدا بما يكفى
فى الفضاء ؟ فهل سيتم الوصول إلى آخر مجرة فى الكون والنظر لفضاء فارغ ؟ فالسؤال
صعب الإجابة عنه لأنه يوجد حدا للمسافة التى يمكن رؤيتها ؟ كل ذلك يعود إلى سرعة
الضوء وعمر الكون فمفتاح فهم الحدود الكونية هو أن الضوء ينتقل بسرعة كبيرة جدا ولكن
ليست سرعة لانهائية فالضوء يستغرق وقتا حتى ينتقل من مكان لآخر فى الكون لكن الضوء
لا يبدو أنه يسافر لكن عبر المسافات الشاسعة من الكون يتم ملاحظة وقت السفر حيث
تبعد الشمس ( 149 مليون كم ) عن الأرض حيث يستغرق ضوء الشمس ( 8 دقائق ) ليصل
للأرض فعند النظر للنجوم يتم التفكير فى المسافات بمعيار السنوات الضوئية لأن
الضوء يستغرق سنوات لينتقل الضوء من النجوم إلى الأرض وعند النظر للمجرات يتم
التحدث عن ملايين أو مليارات السنين الضوئية فعند النظر للضوء من المجرة ( GNZ –
11
) فيتم رؤية الضوء المنبعث منذ ( 13.4 مليار سنة ) فلا يمكن العثور على مجرة أبعد
كثيرا من المجرة ( GNZ – 11 ) لأن عمر الكون يبلغ ( 13.8
مليار سنة ) ويستغرق الأمر وقتا لكى تتشكل المجرات لذا لن يتم العثور على عدد أكبر
من المجرات أبعد من المجرة ( GNZ – 11 ) فإذا كانت المجرات بعيدة فلا
توجد طريقة يمكن للضوء أن يصل للأرض بحسب عمر الكون أى يوجد حد ما لحدود الكون
التى يمكن رؤيتها ويحدد بحسب عمر الكون حيث انطلقت المجرة GNZ –
11
إلى الحياة فى وقت مبكر من تشكل الكون بعد ( 400 مليون سنة ) من الانفجار العظيم
فقبل ذلك لم توجد النجوم لإرسال الضوء إلى الأرض فإذا تم النظر لأى اتجاه حيث لا
يوجد مكان به نجوم ولا مجرات ولا شىء سوى الغاز الساخن جدا مما يشكل نوعا ما من
القشرة حول الأرض تلك القشرة الخارجية هى الخلفية الميكروية الكونية حيث أنه أقدم
ضوء فى الكون حيث أن صدى ولادة الكون هو الانفجار العظيم فحدود الكون أبعد شىء
يمكن رؤيته وهو أحد أقدم بفايا تكوين الكون لنفسه بنفسه هذه هى الخلفية الميكروية
الكونية ( حدود الكون المرئى ) فيوجد كون يمكن رؤيته ولكن أبعد من ذلك فحتى لو
وجدت أشياء موجودة فلا يمكن رؤيتها لأن الضوء لم يصل للأرض فالكون المرئى هو جزء
من الكون يمكن رؤيته حيث أن الكون المرئى يركز على المكان الذى يوجد به الضوء فيمكن
رؤية حدود الضوء وليس بعده ولكن إذا تم التحرك قليلا لليمين أو لليسار فإن الكون
المرئى يتحرك قليلا لليمين أو لليسار فبالنسبة لشخص ما يعيش فى المجرة GNZ –
11
يمكنه ملاحظة جزء مختلف من الكون فالمجرة
البعيدة ( GNZ – 11
) هى أقصى حد يمكن رؤيته للكون وحينما تكون البشرية على حافة الكون المرئى فتوجد
أضواء كاشفة مختلفة حيث يوجد كواكب أخرى حول مجرات أخرى وتوجد مخلوقات فضائية اخرى
فما مدى حقيقة الكون ؟ فلا تنتهى الحدود الحقيقية للكون فى المجرة ( GNZ –
11
) وباستخدام تلسكوب ( هابل الفضائى ) لقياس المسافة إلى المجرة ( GNZ –
11
) بدقة حيث تم اكتشاف شيئا صادما وهو أن المجرة
( GNZ – 11 ) تبعد ( 32
مليار سنة ضوئية ) عن الأرض فلا يمكن لشىء السفر بأسرع من الضوء وتم قياس المسافة
البعيدة للمجرة ( GNZ – 11 ) فكيف تبعد ( 32 مليار سنة
ضوئية ) فلم يوجد وقت كاف فى تاريخ الكون ليصل الضوء من المجرة ( GNZ –
11
) إلى الأرض فيجب أن يوجد خطأ ما فكيف يتم رؤية مجرة ( GNZ –
11
) تبعد 32 مليار سنة ضوئية عن الأرض وعمرها ( 13.4 مليار سنة ) فإن المجرة ( GNZ –
11
) أبعد مما يجب أن تكون لأن أشياء غريبة تحدث فى الكون فالكون يتمدد فإذا كان
الكون يتمدد فأين تكمن حدوده ؟ وهل يمكن الوصول إليها ؟ فقبل 13.4 مليار سنة
انفجرت ذرة طاقة إلى الحياة ( الانفجار العظيم ) حيث تم دفع الزمان والمكان فى كل
الاتجاهات ومنذ ذلك الوقت تمدد الكون لكن الطريقة التى توسع بها الكون تجعل العثور
على حدوده تحديا كبيرا فالكون يتمدد وفق قانون مفاده بأن كلما ابتعدت المجرات عن
الأرض بدت وكأنها تبتعد أسرع وأسرع فتتحرك أبعد المجرات بسرعة عالية جدا وأبعد
مجرة تم رصدها ( GNZ – 11 ) حيث يبدو أنها ابتعدت عن
الأرض ( 32 مليار سنة ضوئية ) خلال ( 13.4 مليار سنة ) وهذا يفوق سرعة الضوء فيمكن
قياس السرعة التى تتحرك بها المجرات بعيدا عن الأرض والعديد من المجرات تتحرك
بعيدا عن الأرض بسرعة أكبر من سرعة الضوء حيث أن ( النسبية العامة ) تخبر بأن لا
شىء يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء فيمكن للفضاء نفسه بأن يفعل ما يريد إنه يعد
القوانين ويقوم بكسر القواعد وتنطبق القاعدة على المادة وليس الفضاء نفسه فيمكن
للفضاء أن يتمدد بأى معدل يريده فلشرح قانون التمدد فعن طريق الوقوف على صفيحة
مطاطية لانهائية وهى ممتدة لمسافة بعيدة والإنسان يقف فى نفس المكان ويمكن وضع
إشارة ( X
) حيث أن الصفيحة تمتد فى كل الاتجاهات لذا إذا تمددت الصفيحة بعامل ( 2 ) وتوجد
مجرة على بعد قدم من الأرض فإنها على بعد قدمين من الأرض بينما يتم تمديد الصفيحة
لكن مجرة أخرى على بعد ( 10 أقدام ) من الأرض وبتوسيعها بالعامل ( 2 ) تصبح على
بعد
( 12 قدم ) من الأرض فى الفترة الزمنية نفسها
تحركت مجرة قدما واحدا بينما تحركت مجرة أخرى ( 10 أقدام ) فكلما ازدادت الأشياء
بين مجرة ( الطريق اللبنى ) وبين مجرة أخرى كلما أصبحت وكأنها تبتعد عن الأرض
فالتوسع يعنى أن الكون المرئى يتمدد ( 46 مليار سنة ضوئية ) فى جميع الاتجاهات
فقطر الكون ( 92 مليار سنة ضوئية ) ويكبر مع كل ثانية حيث توجد تريليونات من
المجرات فى هذا الحجم فإذا تم السفر لحدود الكون المرئى فيتم الدخول لمنطقة غير
مألوفة فعن طريق استخدام مركبة فضائية فائقة السرعة ويتم مغادرة المجموعة الشمسية
ثم مجرة ( الطريق اللبنى ) فعن طريق السفر أعمق فى الفضاء بين المجرات حيث تزداد
الأمور غرابة مقابل كل ( مليون سنة ضوئية ) فيتم الابتعاد عن مجرة
( الطريق اللبنى ) حيث ستتحرك المجرات بعيدا
عن المركبة الفضائية الفائقة السرعة بسرعة ( 30 كم / ث ) فيجب أن تتسارع المركبة الفضائية
الفائقة السرعة أكثر وأكثر حيث أن المجرات تستمر فى التحرك دائما حيث تخلف مساحة
معينة وتبتعد المجرات بعيدا عن الأرض بما يفوق سرعة الضوء ( أفق الحدث الكونى )
حيث أن ( 97 % ) من المجرات الموجودة فى الكون المرئى تتجاوز خط معين فى الفضاء
حيث لا يمكن الوصول إليها بما فى ذلك المجرة GNZ – 11 فأى شىء عبر
( أفق الحدث الكونى ) بعيدا عن الأرض للأبد لكن هذه ليست الصورة الكاملة لأن معدل
توسع الكون يتغير حيث أن المعدل الحالى لتمدد الكون يتسارع ويزداد حيث أن تمدد
الكون يجب أن يتباطأ بسبب الجاذبية فاللمجرات كتل ولها مادة مرئية ومادة مظلمة
وللضوء طاقة فجميع أشكال الطاقة تبطىء تمدد الكون لأنها تعمل بطريقة الجاذبية حيث
تم اكتشاف أن الكون لم يتباطأ فلم يكن الكون يسير بسرعة ثابتة بل إنه يتسارع مع
الوقت حيث أن المجرات البعيدة تتسارع بعيدا عن الأرض أسرع مما توقعته قوانين الفيزياء
قلم يكن الكون يتسارع خلال تمدده حيث توجد قوى غامضة تعمل إنها
( الطاقة المظلمة / Dark
Energy
) فالطاقة المظلمة تدفع الكون بعيدا عن بعضه مسببة التوسع المتسارع حيث أن أصل
الطاقة المظلمة وطبيعتها الفيزيائية هى لغز كبير فبفضل الطاقة المظلمة تعبر المزيد
من المجرات / أفق الحدث الكونى وتترك الكون المرئى فالمجرات ( Galaxies ) ضاعت
بالنسبة للأرض للأبد فتوجد مجرات يمكن رؤيتها ففى خلال مليارات السنين لا يمكن
رؤية المجرات البعيدة لأن حدود الكون المرئى قد اقتربت أساسا أكثر من المجرة GNZ –
11
حيث سيحدث ذلك طوال الوقت وفى خلال ( تريليون سنة ) كل المجرات المرئية الموجودة
بالفضاء ستكون غير مرئية لأنها ستكون خارج حدود الكون حيث ستكون كل مجرة بعيدة جدا
عن المجرات الأخرى وعن الأرض بحيث لا يمكن للضوء الوصول للأرض عبر الكون ( Universe ) المرئى
المتمدد فيمكن رؤية أقل وأقل من الكون فيوجد حد للكون الذى يمكن رؤيته حتى مع أكثر
التلسكوبات الأرضية والفضائية تقدما ولكن ما يكمن خلف الكون المرئى هو أحد أكبر
الألغاز فى علم الفلك ( الكون الأعظم ) يمكن أن يكون غريبا جدا فما المدى الحقيقى
للكون ؟ حيث يحتوى الكون المرئى على تريليونات من المجرات حيث يبلغ قطر الكون ( 92
مليار سنة ضوئية ) حيث أن ذلك ليس التمدد الكامل للكون فالبشرية لا تعرف مقدار
الكون المرئى الذى يمكن رؤيته فقد تكون بقعة مجهرية دقيقة وصولا للكون الأكثر
اتساعا فلا توجد فكرة عن كمية المجرات الموجودة خارج الكون المرئى ولكن فيما يخص
مصطلح ( خارج الكون المرئى ) فالبشرية لا تعرف ماذا يوجد خارج الكون المرئى ؟
حيث إن إحدى النظريات تخبر بأن الفضاء ( خارج
الكون المرئى ) يشبه لحد كبير ( الكون المرئى ) مزيد من الكون إنه بعيد جدا بحيث
لا يمكن رؤيته فعن طريق التعمق أكثر وأكثر فى أعماق الكون كل شىء يصبح ممكنا فعند
الذهاب لأبعد من الكون المرئى لمرتين أو ثلاثة مرات فمن المحتمل أن يكون الكون
اللامرئى مشابه للكون المرئى ولكن عند الذهاب لأبعد
( 1000 مرة ) أو ( مليون مرة ) فماذا يمكن
رؤيته ؟ فقد يكون الأمر مختلفا إذا تم الذهاب بعيدا بشكل غريب فيعود كل شىء لتمدد
الكون حيث توجد لحظة وجيزة فى التاريخ المبكر للكون حيث أن تمدد الكون يتسارع بشكل
كبير فالتسارع هو التضخم وفى لحظة وجيزة تمدد الكون نفسه بسرعة مضاعفة لسرعة الضوء
فالتضخم لحظة تكوينية للكون المرئى بحلول الوقت الذى توقف لتحديد الخصائص الأساسية
للكون المرئى حيث توجد الثوابت الأساسية التى تفسر الظواهر فى الكون المرئى
أساسيات المادة والضوء والزمان والمكان حيث يمكن أن توجد مناطق فى الكون التضخم فيها
لم يتوقف حيث أن الكون الأعظم يتمدد بسرعة جنونية لكن فى وقت ما ستتوقف منطقة ما
عن التضخم وتتمدد بالمعدل الطبيعى فيمكن أن ينتهى التضخم فى مكان ما الذى يؤدى إلى
الكون المرئى بينما يستمر التضخم فى مكان آخر أجزاء من الكون الأعظم والتى استمرت
فى التضخم ستترك مع قوانين فيزيائية مختلفة فالتضخم العنيف ممزوج مع الفضاء بصورة
غير نمطية ولكنها متكاملة حيث أن القوانين الفيزيائية مختلفة حيث يمنح التضخم فى
جوهره طريقة طبيعية جدا لجعل الخليط من أجزاء مختلفة من الكون حيث تبدو المجرات
مختلفة حيث أن وجود بنية واسعة النطاق جدا حيث توجد مناطق مختلفة من الكون وكل
منطقة تحتوى على قوانين فيزيائية مختلفة فالأجزاء المختلفة من الكون مفصولة بحدود
/ جدران النطاق حيث توجد فى الكون المرئى حدود متماثلة على الأرض فكلما يوجد شىء
يأخذ حالات فيزيائية مختلفة حيث ينتهى الأمر مع ( جدران النطاق ) فجدار النطاق هو
جدار بين مجالين إذا كان الماء قد يكون جليديا وقد يكون سائلا فعن طريق التحدث عن
الفضاء فقد يكون نوعا من مساحة يمكن العيش فيها أو يكون هذا النوع من المكان الذى
لا يرغب الإنسان أن يكون فيه فعبور جدار النطاق قد يكون سيئا بالنسبة للإنسان الذى
يتجرأ على المحاولة فعن طريق عبور جدار النطاق فيمكن لقوانين الفيزياء أن تتغير
فيمكن أن يتغير عدد الأبعاد فإذا تم السفر لأماكن فى الكون تختلف فيها قوانين
الفيزياء حيث سيموت الإنسان لأن كل الكيمياء فى الجسم البشرى تعتمد بشكل شديد
الحساسية على قوانين الفيزياء فيمكن أن يتمدد الجسم البشرى بسرعة ويختفى تماما
فجدران النطاق قد تكون الجدران الأقرب لمعرفة حدود الكون فيعتمد الأمر على كيفية
تعريف الحدود فإذا كان العالم هو المكان الذى تعمل فيه قوانين الكون المرئى فإن
جدران النطاق هى فى الجوهر حدود الكون لكن كل هذا مجرد نظرية فعن طريق معرفة الحجم
والشكل الحقيقى للكون فيجب البحث عن أدلة قريبة من الأرض الأدلة التى تجيب عن
السؤال المطلق فما حجم باقى الكون الأعظم ؟ وهل يمكن أن يستمر للأبد ؟ فلقد ذهلت
البشرية من اتساع الكون لكن ما مدى اتساعها ؟ فالإجابة عن السؤال قد تساعد على فهم
مكان البشرية فى الكون فأحد الأسئلة الأساسية فى العلم كم هو حجم الكون ؟ فالإجابة
عن السؤال كم حجم الكون ؟ فيجب الإجابة عن السؤال ما هو شكل الكون ؟ حيث أن الشكل
هو الشكل الهندسى فكيف ينحنى الكون على مقاييسه الأكبر إذا تم اكتشاف أن الكون
لديه نوع من الإنحناء الهندسى فهذا قد يعنى أن الكون يلتف حول نفسه بشكل منحنى على
مسافات كبيرة بشكل لا يصدق فعن طريق السفر فى اتجاه واحد ينتهى الأمر فى نقطة
البداية .
نظرية أخرى هى أن الكون أشبه بسهل مسطح
لانهائى فلا يوجد انحناء على الإطلاق فكلما تم السفر أكثر كلما تم التقدم أكثر
وعدم العودة للمكان الذى تم البدء منه فلمعرفة شكل شىء ما فيجب التراجع للخلف ويتم
القاء نظرة لكن من الواضح أن الانتقال خارج الكون ليس ممكنا فلا يمكن ركوب صاروخ
والطيران لمسافة أكبر ب ( 1000 مرة ) من الأفق الكونى حيث يتم رؤية شكل الكون فلا
يمكن فعل ذلك فوجهة البشر حول الكون الأكبر محدودة جدا فإذا تم معرفة ما هو شكل
الكون الأكبر وحجمه ؟ فيجب أن تكون البشرية ذكية فإحدى الطرق هى التفكير فى هندسة
الكون بمصطلحاته البسيطة فعند التحدث عن هندسة الكون فالحديث يكون عن الهندسة فمن
أجل القيام بالهندسة يجب أخذ قياسات تحتاج لمسطرة كونية لفعل ذلك وبين وجود مسطرة
كونية عظيمة ( تذبذبات باريون الصوتية ) ( فتذبذبات باريون الصوتية ) هى تموجات
صغيرة فى ( الخلفية الميكروية الكونية ) فهى أقدم ضوء فى الكون ومع تمدد الكون تم
طبع التموجات الصغيرة فى ( الخلفية الميكروية الكونية ) فى الفضاء بطريقة موحدة حيث
إنها توفر مسطرة كونية لقياس مسافات شاسعة بمرور الوقت وحتى تتمكن البشرية من
القياس إذا تمدد الكون فى مساحات منحنية أو فوق سهل منبسط فعند استخدام المصادر
الكونية لمحاولة التراجع عن شكل الكون فتكون البشرية على يقين بنسبة ضئيلة أن
الكون مسطح فإذا كان الكون مسطحا فيمكن أن تبدأ البشرية بالسفر إلى الكون ويتم
الاستمرار فى السفر إلى الأبد فقد لا توجد حدود للكون المرئى فالكون مسطح يعنى
كونا لانهائيا فالتفكير فى الكون باعتباره شىء يستمر للأبد وأن النجوم والمجرات لا
تنتهى أبدا فكيف يمكن لشىء لانهائى أن يوجد ؟ اللانهاية أمر غريب ربما مفهوم
لانهائى ماذا يعنى ذلك اللانهائية مفهوم أكثر من أى شىء آخر فلماذا لم يتطور العقل
البشرى من أجل ذلك فلقد تم التطور فى العيش بعد أن كانت البشرية فى سهول وكهوف
تبحث عن الطعام لكن لم يتم التطور فى التفكير بالكون فالفكرة اللانهائية هى
الأعداد الكبيرة والصغيرة وكل شىء جنونى نعم فاللكون اللانهائى آثار عميقة لفهم
مكان البشرية فى الكون فهذا يضمن أن البشرية ليست وحدها فإذا كان الكون لانهائيا
فقد توجد عدد لا نهائى من المجرات التى تحتوى على حياة وعدد لا نهائى من المجرات
من دون حياة لأن الحياة ظهرت على الأرض ماديا حيث سيحدث هذا بالتأكيد فى مكان آخر
فى الكون فى عالم مسطح يمكن أن تأتى الحياة الفضائية بعدد لانهائى من الأشكال لكن
يوجد ضمان أكثر غرابة فإذا لم يكن للكون حدود فهذا يعنى أن الأشياء التى تبدو
مستحيلة تصبح ممكنة كل ترتيب يحتمل للمادة كل شىء محتمل للتاريخ وللمجرة وللنظام
الشمسى أى لكوكب كالأرض يمكن وهو يحدث الآن وبالتوازى مع الأرض فى مكان ما فى
الكون هذا يعنى أنه يجب أن يكون ثمة مكان آخر يحتوى على مجرة كمجرة
( الطريق اللبنى ) ويتكون فيها أرض مثل الأرض
التى تعيش عليها البشرية وسيكون أناس حيث ستوجد نسخة من الإنسان فى ( 100 % ) يوجد
شخص آخر هناك ويأخذ المحادثة فى أماكن عديدة فى الكون اللانهائى الملىء بنسخ للشخص
الآخر قد يكون مفهوما غريبا كل ما هو غريب للعقل هذا هو فهم فيزيائى للكون المسطح
فإذا كان الكون لانهائيا ويتمدد فماذا نحو يتمدد ؟ ومن ماذا يتمدد ؟ وهل كان يوجد
حدود للكون ؟ حيث أنه ليس من المنطقى طرح هذا السؤال كل شىء يتمدد بما فى ذلك
الكون اللامتناهى والتى تعيش فيه البشرية لذا فى الواقع أنه لا يتمدد لأى شىء لأنه
كل شىء للمساعدة فى فهم ما يدور فى عالم لانهائى نحتاج للعودة للانفجار العظيم ( Big
Bang
) فيجب التفكير فى الانفجار العظيم على أنه انفجار فى الفضاء مثل ما حدث فى مكان
ما لكن لم يوجد أى مكان قبل الانفجار العظيم حيث كانت المساحة موجودة داخل
الانفجار العظيم نفسه إذن ليس انفجار فى الفضاء بل هو انفجار الفضاء فلقد حدث أنه
فى الانفجار العظيم بدأ الكون صغيرا جدا ومن ثم أصبح كبيرا لكن كيف لنقطة محدودة
أن تصبح لانهائية ؟ فإذا كان الكون لانهائيا فقد كان لانهائيا عند الانفجار العظيم
هذا أمر صعب التفكير فيه ففى عالم لانهائى تستمر المجرات إلى الأبد حيث توجد مسافة
هائلة بين كل مجرة لكن المجرات كانت أقرب إلى بعضها بعضا لنصف المسافة لكنها
استمرت للأبد وكان الكون لا يزال بدون حدود فى عالم مسطح حيث كان الفضاء لانهائيا
منذ البداية فلم توجد نقطة واحدة فى الفضاء حيث حدث الانفجار العظيم فلقد حدث فى
كل مكان حيث يوفر الكون اللانهائى إمكانيات لا حصر لها لكن لا حدود للفضاء فقد
يوجد نوع آخر من الحلول لن يكشف عن نفسه إلا إذا مات الكون فالبشرية تعيش فى عالم
لانهائى ومتمدد فليس للفضاء حدود ويستمر للأبد لكن يمكن أن يوجد نوع مختلف للحدود
فى الكون اللانهائى حدود الوقت فيبدو أن الكون بدأ منذ ( 13.4 مليار سنة )
لذلك يوجد التفكير والانطباع أنه محدود فى الوقت فما
يسمى بالانفجار العظيم هو بداية الكون فاللكون حدود محددة وهل للكون حدود فى
المستقبل حيث أن الوقت سينتهى يوما ما بشكل كارثى إلى جانب الكواكب والمجرات وكل
الحياة فى الكون فبوجود الانفجار العظيم حيث أن الكون بدأ فى تمدده وتبريده فهل
سيتوقف التمدد ؟ حيث ينعكس ويعود فى الانسحاق الشديد حيث سيبدأ الكون المتمدد
بالانكماش حيث ستصطدم النجوم والكواكب ببعضها بعضا حيث ستتصادم المجرات وستنضغط
الحياة المتبقية فى الفضاء مع كل المواد الأخرى فى وحدة واحدة فإذا كانت النظرية
صحيحة فسيكون للكون بداية ونهاية للوقت فإذا كان البشر يعيشون فى عالم يتمدد
ويتوقف عن التمدد ثم يعود إلى انسحاق مما يعنى أن للكون حدان لكن يوجد احتمال أكثر
غرابة ربما النهاية مجرد بداية حيث يكون الكون متذبذبا وله انفجار عظيم كالبداية
ويتمدد إلى أقصى حجم ثم يعود لانسحاق شديد ويفعل ذلك مرارا وتكرارا فيمكن أن تكون
بقايا كون تشكل من رماد كون واحد فى تيار من الأكوان المرتدة كل منها ملىء
بالمجرات والكواكب والحياة لكن أحدث مشاهدة للكون تشير إلى أن انسحاقا شديدا ليس
واردا مرة أخرى الطاقة المظلمة ( Dark Energy ) هى
المفتاح إنها تدفع الكون بعيدا حيث تهيمن الطاقة المظلمة على الكون فى الوقت
الحالى ولأن الطاقة المظلمة لا يبدو أنها تتلاشى حيث أن التمدد الأبدى نحو
المستقبل يبدو أن الطاقة المظلمة تطغى على التأثيرات الشاسعة النطاق للجاذبية لكن
تقترح بعض النظريات أن القوة الغريبة يمكن أن تغير الجوانب من المحتمل أن الطاقة
المظلمة الدافعة ستتغير قواها يوما ما وتصبح جاذبية فإذا كان هذا صحيحا وإذا كان
يوجد ما يكفى من هذه الطاقة أو إزداد حجمها حينها سيتباطىء الكون أكثر ويتوقف فى
النهاية ومن ثم يعكس حركته وينهار فى انسحاق شديد فعلى الرغم من التسارع يمكن
للكون عكس حركته والانهيار على نفسه فالطاقة المظلمة ليست أكثر من مجرد كلمة جاهنة
وإلى أن نتمكن من معرفة المزيد عن ماهية هذه الأشياء لن نعرف مصير الأرض النهائى
ولن نعرف هل كانت تستمر الأشياء فى الابتعاد أو الانضغاط أم ماذا ؟ لكن معظم
العلماء يعتقدون أنه من غير المحتمل حدوثه فى فترة معينة لم نكن نعرف إذا كان تمدد
الكون سيتباطأ ويتوقف ويعكس نفسه بسبب الجاذبية ( Gravity ) فكل
المجرات تسحب بعضها بعضا بالجاذبية وإذا لم يكن التمدد سريعا بما يكفى قد تكون
الجاذبية قوية لإنصاف التمدد واعادة انهيار الكون مع الطاقة المظلمة نعلم أنه غير
ممكن الحدوث وسيتمدد الكون للأبد لأن الطاقة المظلمة تزيد من تسارع الكون لكى يوجد
انسحاق شديد يجب أن يتغير مفهوم البشر عن الطاقة المظلمة فالطاقة المظلمة يجب أن
تكون غريبة جدا والتوقف عن العمل بطريقة غريبة جدا حتى يتوقف الكون عن التمدد
واعادة الانهيار من دون انسحاق شديد يوجد حد مستقبلى للوقت الكون لا يتمدد فحسب بل
يتم دفعه من قبل الطاقة المظلمة ليتمدد بشكل أسرع وأسرع فالطاقة المظلمة لا تضعف
بفدر ما يمكن للمعرفة حيث أن أبسط فكرة هى أن الكون سيستمر فى التمدد للأبد نحو
المستقبل كالفضاء سيستمر الوقت للأبد قد يبدو هذا مصيرا أفضل للحياة فى الكون لكنه
ليس كذلك فى الحقيقة إحدى عواقب الطاقة المظلمة التى تتسبب بتسارع الكون هى أنه فى
النهاية نتجه نحو ( البرد الكبير ) فالكون يزداد برودة والأشياء تتباعد أكثر وأكثر
فهذا التمدد المتسارع المستمر للأبد للكون قد يؤدى إلى نهاية محزنة بصراحة للوقت
نفسه هذا هو الاضطراب المطلق القائم على الموت الحرارى للكون حيث يمكن الخروج
ورؤية أى نجوم فى الفضاء لا شىء على الإطلاق حيث سيأتى يوما واحدا عندما يتلاشى
النجم الأخير فى الكون فى المستقبل سيكون الفضاء مكانا مظلما وباردا بلا حدود حيث
يستمر الوقت للأبد فلن يوجد شىء لفعله سوى المعاناة فى الامتداد الأبدى حيث لم
توجد حدود مستقبلية للوقت فى الكون حتى لم تكن هناك حدود للكون فهل يمكن أن يوجد
حدود داخل الكون ؟ ففى ( 4 / 2019 ) أصدر علماء الفلك اعلانا حيث تم التقاط صورة
لثقب أسود إنها صورة لثقب أسود فائق الضخامة فى وسط المجرة ( MAD –
7
) على بعد ( 54 مليون سنة ضوئية ) قد تكون أول صورة لحدود فى الكون حيث تخلق
الثقوب السوداء سيناريو مهم عند التفكير فى الفضاء والكون ذى حدود هذا الحد بين
الفضاء داخل وخارج الثقب الأسود ( أفق الحدث / Event Horizon ) فأفق
الحدث للثقب الأسود هو منطقة داخلية حيث يمجرد عبورها إلى الداخل فسحب الجاذبية
قوى جدا حتى الضوء لا يستطيع الهروب من جاذيية الثقب الأسود حيث أنه لا يمكن لأى
شىء أن يهرب بمجرد عبوره ( أفق الحدث ) حيث أنها نوع من الحد لأنه يخلق حدودا
بالفعل فأفق الحدث ليس حاجزا ماديا فى الفضاء فأفق الحدث هو حد لجزء من الكون يمكن
زيارته لكنه ليس حدا بمعنى أنه يوجد أى شىء هناك حيث ستمر من خلاله إذا تم التوصل
بالفعل إلى هذا المكان لذا إنه نوع من مفاهيم الحدود بين جزئين مختلفين فى الكون
فإذا تم ارسال مسبارا مأهولا إلى ثقب أسود ستكون رحلة باتجاه واحد فأفق الحدث
للثقوب السوداء هو نوع من الحدود لأنه بمجرد المرور عبر أفق الحدث فالإنسان مقطوع
عن بقية الكون ولا يمكن العودة أبدا فالإنسان فى الخارج فالانسان فى خارج عالم
كوكب الأرض بمجرد البعد داخل تلك المنطقة لن تعود أبدا حيث أن هذا حد بمجرد دخول
الثقب الأسود سيكون المسبار جزء منفصل من الفضاء منقطع عن بقية الكون فالسقوط فى
أفق الحدث لثقب أسود يشبه القفزة فوق حافة جرم فيمكن رؤية الحافة ويمكن رؤية أبعاد
الحافة وحين نكون فى الأسفل يمكن النظر إلى الأعلى ورؤية ما يحدث ولكن لا يمكن
العودة أبدا فى الجزء السفلى من جرم ( الثقب الأسود ) يوجد منطقة تفرد من الفضاء
حيث تخرج قوانين الفيزياء عن السيطرة فى أعماق التفرد يمكن أن يكون مفاجئا ومع ذلك
يبقى محتملا إذا تم وقف لف وقت الفضاء حول الثقب الأسود بطريقة محددة حيث سيظهر
نوع من مرآة الكون وهو كون مواز على الجانب الآخر من الثقب الأسود مطابق للكون
ويمكن نقله عبر الثقب الأسود فإن الثقوب السوداء ( Black Holes ) ليست مجرد
حدود للكون فقد تكون بوابات لأكوان أخرى إنها تخمينات ولكن إن كان سيوجد مكان أو
منطقة حيث تجرى اتصالات مع كون آخر يمكن أن يكون من حيث المبدأ بوابة لذلك لكن من
المستبعد أن يرغب لأى شخص بالمغامرة خارج أفق الحدث كما أن السعى للحدود الأخرى
للأكوان يقدم قليلا من الأمل فلا يمكن السفر أبدا وراء أفق الحدث الكونى ولن نتمكن
أبدا من رؤية ما وراء حافة الكون الذى يمكن رؤيته هل استكشاف الحدود الحقيقية
للكون الأعظم أو معرفة ما إذا كان يحتوى على أحدها فعلى الأرجح لا يجب التفكير فى
حدود الكون كل ما هو موجود بالحياة محدود وله داخل وخارج وحد وقد لا يكون الكون
على هذا النحو فالأرجح ليس كذلك ربما لا يوجد أى معنى للكون حدود حيث أن الحدود
القصوى للحياة فى المستقبل قد وضعتها الطبيعة ولم تخرج من كوكب الأرض فيوجد شىء
خلف النظام الشمسى حيث ندرك وجود الكون الواسع والشاسع وأن الحدود النهائية هى فى
الواقع مجرد خيال وقدرة البشر على القيام بأشياء عظيمة بدلا من التدمير الذاتى إنه
مصير الأرض المستقبلى يعتمد على ما بين أيدى البشر حيث يعتبر مقويا فندرك مدى
محدودية البشر والادراك بأننا لن نحصل عليها أبدا على رؤية حقيقية للمدى فى الكون
فيجب الاحتفاظ بعقل منفتح ويجب أن نكون متواضعين ويجب التخلى عن فكرة أن الأشياء
محدودة لأننا على دراية بأن الكون شىء مميز فالمهم هو الكون الذى يمكن رؤيته لأن
هذا هو الحد الذى يمكن رؤيته وهو الحد الذى يمكن معرفته حيث يوجد حد للكون وحد
للمعرفة .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
9 / 1 / 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق