(
فويجر / 2 ) تغادر المجموعة الشمسية إلى الفضاء اللانهائى
للمرة ( 2 ) فى التاريخ وصل جهاز من صنع الانسان لفضاء
ما بين النجوم إنها المركبة الفضائية
( فويجر / 2 ) التى خرجت من طبقة ( الهليوسفير ) المحيطة
بالنظام الشمسى وهذه الطبقة عبارة عن فقاعة واقية من الجزيئات والمجالات
المغناطيسية المتولدة عن الشمس .
وبمقارنة المعلومات الواردة من مختلف الأجهزة العلمية على
متن المركبة الفضائية أيقن العلماء أن ( فويجر / 2 ) قد تجاوزت الحافة الخارجية
لطبقة الهليوسفير المحيطة بالنظام الشمسى فى
( 5 / 11 / 2018 ) حيث يطلق العلماء على الحافة التى
تلتقى عندها الرياح الشمسية الحارة الهادئة مع الوسط البارد الكثيف الواقع فيما
بين النجوم ( الغلاف الشمسى ) أو ( الهليوبوز ) وكانت المركبة ( فويجر / 1 ) قد
عبرت حدود المجموعة الشمسية فى عام ( 2012 ) لكن
( فويجر / 2 ) تحمل على متنها إحدى أجهزة العمل التى
ستوفر عمليات رصد لطبيعة البوابة المؤدية للفضاء بين النجمى وحيث أن العلماء
يتواصلون مع ( فويجر / 2 ) على مسافة
( 18 مليار كم ) = ( 11 مليار ميل ) من الأرض ولا يزال
بإمكان العلماء تشغيل ( فويجر / 2 ) والتواصل معها خلال دخولها مرحلة ( الهليوسفير
) المحيطة بالنظام الشمسى لكن المعلومات التى تنتقل بسرعة الضوء تستغرق ( 30 ساعة
و16 دقيقة ) لتصل من ( فويجر / 2 ) إلى الأرض حيث أن الضوء القادم من الشمس يستغرق
( 8 دقائق ) للوصول إلى الأرض .
والدليل على خروج ( فويجر / 2 ) من طبقة ( الهليوسفير )
المحيطة بالنظام الشمسى جاء من جهاز ( بلازما ساينس اكسبريمنت ) ( الجهاز العلمى
لاختبار البلازما ) وهو جهاز توقف عن العمل فى ( فويجر / 1 ) عام ( 1980 ) قبل
عبورها الهليوسفير حيث كان الفضاء المحيط
( بفويجر / 2 ) مليئا بالبلازما المتدفقة من الشمس (
الرياح الشمسية ) وهو يشكل فقاعة الهليوسفير التى تمثل غلافا لكواكب النظام الشمسى
مجتمعة .
والجهاز العلمى لاختبار البلازما يستخدم التيار الكهربى
للبلازما فى الكشف عن سرعة الرياح الشمسية وكثافتها ودرجة حرارتها وتدفقها وقد رصد
الجهاز العلمى لاختبار البلازما هبوطا حادا فى سرعة جسيمات الرياح الشمسية فى ( 5
/ 11 / 2018 ) ومنذ ذلك التاريخ لم يرصد الجهاز العلمى لاختبار البلازما أى تدفق
للرياح الشمسية فى الوسط المحيط ( بفويجر / 2 ) حيث أن المسبار ( فويجر / 2 ) قد
غادر طبقة الهليوسفير بالإضافة للمعلومات الخاصة بالبلازما حيث تم مشاهدة أدلة من
( 3 أجهزة علمية ) أخرى على متن ( فويجر / 2 ) ( الجهاز الفرعى للأشعة الكونية
وجهاز رصد الجسيمات المشحونة منخفضة الطاقة وجهاز قياس المغناطيسية وكلها تؤكد بأن
( فويجر / 2 ) قد عبرت الهليوسفير وعن طريق دراسة المعلومات القادمة من الأجهزة
الآتية
1 ) الجهاز الفرعى للأشعة الكونية 2 ) جهاز رصد الجسيمات المشحونة منخفضة
الطاقة
3 ) جهاز قياس المغناطيسية على متن ( فويجر / 2 ) للحصول
على صورة أوضح للبيئة التى تسافر خلالها ( فويجر / 2 ) فيجب معرفة منطقة الفضاء
بين النجمى الواقع وراء الهليوسفير مباشرة و ( فويجر 1 / 2 ) توفران لمحة حول
كيفية تفاعل الهليوسفير مع الرياح بين النجمية دائمة التدفق من الفضاء الكونى وعن
طريق الأرصاد التى ستجريها كل من ( فويجر 1 / 2 ) تكمل المعلومات الواردة من
مستكشف الحدود بين النجمية التابع لناسا وهو عبارة عن مهمة فضائية تجرى عمليات
استشعار عن بعد للحدود بين النجمية وتقوم ناسا بإعداد مهمة أخرى عبارة عن مجس لرسم
الخرائط والتسارع فيما بين النجوم المقرر إطلاقه عام ( 2024 ) للاستفادة من أرصاد
( فويجر 1 / 2 ) .
إن ( فويجر 1 / 2 ) لها مكانة خاصة جدا بالنسبة لدراسة
فيزياء الهليوسفير حيث تبدأ الدراسة من الشمس وتمتد إلى كل ما تصل إليه الرياح
الشمسية ولأن ( فويجر 1 / 2 ) ترسلان معلومات عن حافة تأثير الشمس فإنهما تمدان
بلمحة غير مسبوقة عن منطقة مجهولة وعلى الرغم من أن
( فويجر 1 / 2 ) غادرتا الهليوسفير فهما لم تغادرا
النظام الشمسى بعد ولن تغادراه فى أى وقت قريب وإن حدود النظام الشمسى تمتد إلى ما
وراء سحابة أورت وهى مجموعة من الأجرام الصغيرة لكنها لا تزال تخضع لتأثير جاذبية
الشمس وسمك سحابة أورت غير معروف بدقة ولكن يقدر العلماء أنها تبدأ من مسافة (
1000 وحدة فلكية ) من الشمس وتمتد إلى ( 100000 وحدة فلكية ) والوحدة الفلكية
الواحدة هى المسافة بين الأرض والشمس حيث يستغرق الأمر ( 300 ) سنة لكى تصل (
فويجر / 2 ) للحافة الداخلية لسحابة أورت وما يقارب إلى ( 30000 سنة ) لكى تحلق
فيما وراء سحابة أورت .
وتستمد ( فويجر 1 / 2 ) طاقة تشغيلهما من الحرارة
الناتجة عن تحلل العناصر النشطة إشعاعيا والموجودة داخل أجهزة ( مولدات حرارية
للنظائر المشعة ) والطاقة الناتجة عن المولدات تتناقص بمعدل ( 4 وات ) كل سنة مما
يعنى أن مختلف أجزاء كل من ( فويجر 1 / 2 ) بما فيها الكاميرات المثبتة على كل
منهما كان يتم إيقاف تشغيلها بمرور الوقت توفيرا للطاقة .
إن مجسات ( فويجر 1 / 2 ) تستعدان للعمل فى وجود
المركبتين الفضائيتين خارج غلاف الهليوسفير ولقد تم إطلاق ( فويجر / 2 ) سنة (
1977 ) قبل ( 16 يوم ) من إطلاق ( فويجر1 ) وقطعت المركبتان الفضائيتان مسافة أبعد
مما كان مقررا لهما وكان قد تم تصنيع المركبتين الفضائيتين ( فويجر 1 / 2 ) لتعملا
معا مدة قدرها ( 5 سنوات ) حيث تقوما بإجراء دراسات لكوكبى المشترى وزحل ( Jupiter
– Saturn
) حيث أمكن التحليق لأبعد الكواكب الخارجية العملاقة فى النظام الشمسى ( أورانوس /
نبتون ) ( Uranus – Neptune ) وخلال تحليق
( فويجر / 2 ) عبر النظام الشمسى كان يتم إعادة برمجتهما
عن بعد لإعطائهما قدرات أكبر مما كانتا عليه عند مغادرتهما الأرض حيث أصبحت المهمة
لدراسة كوكبين أصبحت معدة لدراسة أربعة كواكب كما امتدت فترة حياتهما من ( 5 : 41
سنة ) مما جعل ( فويجر / 2 ) أطول المهام المستمرة فى العمل وتحمل كل من المركبتين
الفضائيتين ( فويجر 1 / 2 ) سجلا ذهبيا للأرض يحمل أصواتا وصورا ورسائل ولأن (
فويجر / 2 ) يمكن أن تظل منطلقة فى الفضاء لمليارات السنين فإن كبسولات الزمن الذهبية
يمكن أن تمثل يوما ما الأثر الوحيد للحضارة الانسانية .
إن أجهزة التحكم فى مهمة ( فويجر 1 / 2 ) تتصل
بالمركبتين الفضائيتين باستخدام شبكة الفضاء العميق التابعة لناسا وهى نظام عالمى
للاتصال بالمركبات فيما بين الكواكب والشبكة تتكون من 3 حشود من الهوائيات الموجودة
فى كاليفورنيا وإسبانيا واستراليا .
أما مهمة ( فويجر 1 / 2 ) فى فضاء ما بين النجوم فهى
تمثل جزءا من مرصد فيزياء الهليوسفير التابع لناسا حيث قام بتصنيع المركبتين
الفضائيتين مختبر الدفع النفثى كما يقوم بتشغيلهما وشبكة الفضاء العميق التى
يديرها مركز الدفع النفثى التابع لناسا عبارة عن شبكة دولية من الهوائيات التى
تدعم المركبات الفضائية خلال القيام بمهامها فيما بين الكواكب وأرصاد الفلك
الراديوى والرادارى بهدف استكشاف الكون والنظام الشمسى كما تعزز الشبكة بعض المهام
المهمة من المركبات الفضائية والأقمار الصناعية التى تدور حول الأرض .
السجلات الذهبية على ( فويجر / 2 )
عبارة عن لوحة معدنية مطلية بالذهب منقوش عليها معلومات
عن الإنسان وموقع الأرض بين النجوم حيث تم ارسال لوحة منها على ( فويجر / 1 )
ولوحة أخرى مماثلة على ( فويجر / 2 ) كرسائل إلى أى كائنات عاقلة قد توجد فى أماكن
أخرى من الكون وتحمل اللوحة تسجيلا صوتيا للإنسان كما تحمل معلومات عن كوكب الأرض
ومع أن ضآلة احتمال العثور على كائنات عاقلة فى الكون على اللوحة فربما يتم العثور
عليها بعد نهاية العالم وفناء الإنسان ويقدر العمر الذى تصل إليه اللوحة ( 500
مليون سنة ) والهدف منهما إثبات وجود الإنسان فى الكون .
ويوجد على اللوحة شرح لكيفية تشغيلها وفك رموزها وتمت
كلمة الأعداد بالنظام الرقمى وهى تختص بترددات ذرة الهيدروجين حيث أن ذرة
الهيدروجين مرسومة على اللوحة وتوجد مع كل لوحة حافظة ( كاسيت ) وإبرة لاستقرار
الصوت عليها فهى اسطوانة فوتوجرافية كما يوجد عليها وصف موقع إنطلاقها إلى الفضاء
وموقع الشمس بالنسبة إلى ( 14 نجما نابضا ) .
ويبلغ قطر اللوح ( 30 سم ) وهى مصنوعة من النحاس ومطلية
بطبقة من الذهب وأول جزء من حزمة المعلومات مخزون فيه ( 115 صورة ) والباقى عبارة
عن تسجيل صوتى ويحتوى على عبارات تحية ب ( 55 لغة ) من لغات الأرض وعدة أصوات
للرياح والرعد وأصوات حيوانات .
بعد ذلك ( 90 دقيقة ) من الموسيقى ومن ضمنها ألحان شعبية
مختلفة وموسيقى لبيتهوفن وموزار كما توجد عليها تحية صوتية من سكرتير عام الأمم
المتحدة ( كورت فالدهايم ) عام
( 1977 ) ومن الرئيس الأمريكى ( جيمى كارتر ) الذى عاصر
إطلاق المسبارين فويجر 1 / 2 كما تحتوى اللوحة على صور فوتوجرافية ورسوم بيانية
بالأبيض والأسود وبعضها بالألوان من ضمنها وادى النيل وسيناء كما ترى من القمر
الصناعى وبعض الصور لها أهمية علمية وبعضها يظهر معادلات فيزيائية ورياضية وتظهر
المجموعة الشمسية والدنا وجسم الإنسان وأعضائه كما اهتم العلماء بإضافة صور
لحيوانات وحشرات ونباتات ومناظر طبيعية عن طبيعة وتضاريس الأرض كما تقدم صورا عن
الفن المعمارى على كوكب الأرض وعن غذاء الإنسان وصورا عن الأشغال اليومية للناس
وبعض الصور مزودة برموز عن الحجم والزمن والكتلة وبعض الصور يتعلق بمركبات
كيميائية وجميع المقاييس مفسرة ومعرفة فى الصور الأولى بالاعتماد على ثوابت
فيزيائية تعتبر ثابتة فى الكون كله . أميرة عبد المنعم / تنقيح / أسامة ممدوح عبد
الرازق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق