السبت، 5 ديسمبر 2015

أشعة الشمس تنعكس على بحيرات تيتان

أشعة الشمس تنعكس على بحيرات تيتان
التقطت مركبة الفضاء ( كاسينى ) التابعة  ( لناسا / NASA )  صورة تظهر فيها أشعة الشمس منعكسة من على سطح إحدى بحيرات القمر ( تيتان ) الذى يدور حول كوكب ( زحل ) وهو ما يؤكد وجود سوائل على هذه المنطقة من ( تيتان ) التى يعتقد العلماء أنها تضم العديد من البحيرات الشاسعة المساحة .
وكان علماء ( كاسينى ) يفتشون عن التلألؤ ( الانعكاس المرآوى ) منذ أن بدأت ( كاسينى ) فى الدوران حول الكوكب ذى الحلقات ( زحل ) عام ( 2004 ) .
لكن النصف الشمالى للقمر ( تيتان ) الذى يضم بحيرات أكثر من النصف الجنوبى كانت تلفه ظلمة الشتاء وكانت الشمس قد بدأت فى السطوع  فوق بحيرات النصف الشمالى بعد أن وصلت إلى الاعتدال الربيعى  النقطة التى يتساوى عندها الليل والنهار و تحدث مرتين فى العام فى بداية فصلى الربيع والخريف  .
فى  ( 8 / 2009 ) التى أذنت ببداية فصل الربيع فى النصف الشمالى للقمر ( تيتان ) وكان الغلاف الجوى الضبابى للقمر ( تيتان ) قد أسهم فى حجب انعكاسات ضوء الشمس عند معظم الأطوال الموجية وقد التقطت  الصورة فى ( 8 / 7 / 2009 ) باستخدام مطياف التصوير البصرى وبالأشعة تحت الحمراء على متن ( كاسينى ) .
 الصورة تنقل لنا الكثير عن القمر ( تيتان ) غلافه الجوى الكثيف وبحيراته السطحية وطبيعته الغريبة وقد خلب القمر ( تيتان ) أكبر أقمار كوكب ( زحل ) لب علماء الفلك بسبب أوجه الشبه العديدة التى تجمعه بألأرض  وقد أدركوا نظريا منذ ( 20 عام ) أن سطحه البارد يحتوى على بحار أو بحيرات من الهيدروكربونات السائلة .
وقد كشفت ( كاسينى ) عن بحيرات كبيرة بالقرب من قطبى ( تيتان ) الشمالى والجنوبى .
وفى عام ( 2008 ) أكد علماء ( كاسينى ) من خلال تحليل البيانات تحت الحمراء وجود سوائل فى بحيرة ( أونتاريو ) أكبر البحيرات فى نصف الكرة الجنوبى للقمر ( تيتان ) لكنهم أصبحوا ينتظرون الدليل القاطع على وجود البحيرات فى نصف الكرة الشمالى للقمر ( تيتان ) حيث يعتقدون أن البحيرات أكبر .
وأدرك العلماء أن الانعكاس صدر من منطقة الشاطىء الجنوبى لبحيرة ( كراكن مير ) وهى بحيرة تغطى مساحتها نحو ( 400000 كم مربع ) .
وبينت دراساتهم أن ساحل بحيرة ( كراكن مير ) ظل مستقرا على مدى ( 3 سنوات ) مما يعنى أن القمر ( تيتان ) يحتوى على دورة هيدروكربونية شبيهة بالدورة المائية لكوكب الأرض تضمن ثبات حجم السوائل على السطح فإن السائل فى الدورة الهيدروكربونية ( الميثان ) وليس الماء وأن السوائل تتمتع بقوة هائلة فى تشكيل السطوح الجيولوجية بغض النظر عن نوع السوائل .
وكانت مهمة ( كاسينى / هيوجين ) قد انطلقت فى عام ( 1997 ) لاستكشاف كوكب زحل وأقماره وتجرى المهمة بتعاون بين ( ناسا ) التى صنعت المركبة ( كاسينى ) ووكالة الفضاء الأوروبية
( إيسا ) التى قدمت المسبار ( هايغنز ) الذى حط على القمر ( تيتان ) .
ودخلت المركبة الفضائية ( كاسينى ) إلى مدار ( زحل ) فى ( 1 / 7 / 2004 ) بعد رحلة دامت
( 7 أعوام ) عبرت خلالها مسافة قدرها ( 5.3 مليار كم ) .
إن تحليل المعلومات التى أرسلتها المركبة ( كاسينى ) كشف للعلماء أن القمر ( تيتان ) يشبه الأرض أكثر من أى كوكب أو جرم سماوى آخر فى المجموعة الشمسية ( Solar System )  وبينت أن القمر ( تيتان ) فيه تضاريس جبلية ووديان رملية والعديد من البحيرات بل وربما براكين وهى فى مجموعها تجعله قريب الشبه جدا من كوكب الأرض .
ويبعد القمر ( تيتان ) عن الأرض نحو ( 10 أضعاف ) المسافة بين الأرض والشمس كما أنه أبرد كثيرا إذ تصل درجات الحرارة فيه لنحو ( 180 درجة مئوية ) تحت الصفر لكن لا وجود للماء فيه .
وكان علماء ( ناسا ) قد اكتشفوا من قبل وجود الإيثان وهيدروكربونات بسيطة  فى الغلاف الجوى للقمر ( تيتان ) ويتكون الغلاف الجوى ( لتيتان ) من ( 95 % ) نيتروجين بينما يمثل
الميثان ( 5 % ) ويتكون غاز الإيثان والهيدروكربونات  نتيجة التفاعلات الكيميائية الناتجة عن تكسر الميثان بتأثير أشعة الشمس .
وتتفاعل بعض الهيدروكربونات لتكون جزيئات عالقة وكل  الأشياء فى الغلاف الجوى لتيتان تجعل من الصعب التعرف على المركبات الكيميائية على سطحه لأنها تكون ضبابا هيدروكربونيا يعيق الرؤية وتم التعرف على غاز الإيثان من خلال استخدام تكنولوجيا تزيل تداخل الهيدروكربونات الموجودة فى غلافه الجوى .
وتشير المعلومات إلى أن مواد كيميائية كالميثان والإيثان والبروبان قد حلت مكان الماء على سطح القمر ( تيتان ) التابع لكوكب ( زحل ) وهو الكوكب رقم ( 6 ) فى المجموعة الشمسية .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق