الجمعة، 2 ديسمبر 2016

علاج الأورام السرطانية بالحث الحرارى

علاج  الأورام السرطانية بالحث الحرارى
إن ارتفاع درجة الحرارة يقتل الخلايا السرطانية وجزيئات النانو المغناطيسية المغلفة بنانو الذهب أكثر فعالية .
ولقد زاد الاهتمام بتطبيق العلاج الحرارى كنموذج لعلاج الأورام السرطانية مما استدعى تطوير تكنولوجيات متقدمة كالعلاج الحرارى الموضعى ولقد أظهرت تكنولوجيات النانو لاستخدامها فى مجالات متعددة ومنها التطبيقات الطبية كجسيمات النانو المغناطيسية ( أكسيد الحديديك fe 304 )
حيث أنها تستخدم فى التشخيص من خلال التطوير بالرنين المغناطيسى .
ويعد العلاج الحرارى الضوئى باستخدام جسيمات النانو لمعدن الذهب أحد التكنولوجيات الحديثة لعلاج الأورام السرطانية من خلال تعريضها لأشعة الليزر وإن جسيمات نانو الذهب لها خصائصها الضوئية التى تمكنها من امتصاص أشعة الليزر مما ينتج عنه ارتفاع درجة حرارة الخلايا السرطانية لدرجة حرارة تصل من ( 39 : 45 ) درجة مئوية والتى عندها تموت الخلايا السرطانية فقط دون الاضرار بالخلايا السليمة المحيطة بها .
وتوجد العديد من الدراسات تتعلق بمدى التحكم فى التسخين الموضعى للخلايا السرطانية والمراقبة الدقيقة لتوزيع درجات الحرارة فى الخلايا السرطانية والذى يعتبر العامل الرئيسى للنظر فى تعزيز فعالية العلاج الضوئى الحرارى .
إن الهدف من البحث القائم على الحث الحرارى لعلاج ورم سرطانى تحت الجلد على المستوى الخلوى باستخدام موجات الرنين المغناطيسى وأشعة الليزر وجسيمات نانو الذهب وجسيمات النانو المغناطيسية ( أكسيد الحديديك fe 304 ) ولقد تمت التجارب على الفئران حيث تم زراعة الخلايا السرطانية تحت الجلد بمعدل ( 1× 106 ) خلايا فى جميع الفئران فى نفس اليوم وتحت نفس الظروف ولقد ظهرت الأورام فى غضون ( 7 أيام ) وبعد ( 20 يوم ) تم قياس حجم الأورام فى جميع الفئران ثم بدء إجراء التجارب بعد ( 4 أسابيع ) من زراعة الورم السرطانى وعندما كان حجم الورم مرئيا وملموسا بشكل واضح وقد تم حقن الأورام بجسيمات النانو كما تم تخدير فئران التجارب بعد ( 30 دقيقة ) من الحقن وهى فترة كافية لتجميع جسيمات النانو داخل خلايا الورم عندئذ تم تعرضها لشعاعى الليزر وبعد ساعة من التعرض تم وضع الفئران فى جهاز الرنين المغناطيسى لكى تتعرض للموجات الكهرومغناطيسية لمدة تتراوح ما بين ( 30 : 40 دقيقة ) وفى أثناء التجارب تم قياس التغير فى درجات الحرارة داخل الورم كل ( 3 دقائق ) لجميع الفئران باستخدام ترمومتر رقمى .
وقد لوحظ ارتفاعا سريعا فى درجة الحرارة عند التعرض لأشعة الليزر كما لوحظ أن ( 90 % ) من الزيادة المرصودة فى درجات الحرارة حدثت فى ( 3 دقائق ) الأولى وإن ارتفاع درجة الحرارة داخل الورم السرطانى إلى التفاعل بين جسيمات النانو المكونة من نانو الذهب وجسيمات النانو المغناطيسية المتراكبة مع أشعة الليزر والموجات الكهرومغناطيسية .
وقد تم قياس التغيرات فى حجم الأورام كل ( 5 أيام ) من يوم بدء العلاج ولمدة ( 30 يوما ) ولوحظ تناقص فى حجم الأورام بشكل مطرد خلال التجارب لأكثر من ( 85 % ) فى نهاية العلاج ولم يلاحظ عودة نمو الأورام السرطانية من جديد .
ومن خلال صور الرنين المغناطيسى قبل وبعد العلاج والتى كشفت عن الاختفاء  الكامل للأورام فى نهاية العلاج وإن استخدام المجهر الإلكترونى فى التجارب مهم للتأكد من حقن ومعرفة توزيع جسيمات النانو داخل سيتوبلازم الخلية وقد كشفت صور المجهر الإلكترونى على أدلة حقن جسيمات النانو المخترقة لغشاء الخلية والتى تراكمت داخل السيتوبلازم كما كشفت عن استجابة عالية لتكنولوجيا العلاج بجسيمات النانو ( نانو الذهب  أو جسيمات النانو المغناطيسية ) حيث كشفت النتائج المجهرية لجميع العينات المرضية للفئران التى عولجت بجسيمات النانو المتراكبة بعد جلسات العلاج على نطاق واسع .
وإن التغيرات الهائلة الملحوظة فى معدلات نمو الورم مقارنة مع المجموعة غير المعالجة إلى التأثير الحرارى على الخلايا السرطانية ويمكن أن يسبب ارتفاع الكفاءة العلاجية للتوزيع المتجانس لدرجة الحرارة على سطح الورم بواسطة أشعة الليزر فوق البنفسجية فضلا عن رفع درجة الحرارة بين الخلايا السرطانية بواسطة الأشعة تحت الحمراء وموجات الرنين المغناطيسى وكلاهما أعلى عمقا فى اختراق أنسجة الورم السرطانى .
وإن جسيمات النانو المتراكبة ذات كفاءة عالية حيث أن لها القدرة على التفاعلات الضوئية مع أشعة الليزر ممثلة فى جسيمات النانو الذهبية والتفاعلات المغناطيسية متمثلة فى جسيمات
( أكسيد الحديديك fe 304 ) حيث كان التأثير على الخلايا السرطانية أكثر كفاءة وقد تمثل فى اختفاء الورم تماما .
إن آليات موت الخلايا السرطانية تعتمد على درجة الحرارة وإن الأبعاد الفعلية للأورام غالبا ما تكون غير منتظمة فى الشكل والعمق فإن تركيزات جسيمات النانو وارتفاع درجة الحرارة داخل نسيج الورم غالبا ما يكون غير متجانس كما أن تأثير ارتفاع درجة الحرارة على آليات موت الخلايا
السرطانية لا يزال قيد البحث وتوجد أسباب مختلفة منها :
1 ) إن ارتفاع الحرارة يؤدى لزيادة معدل العمليات الأيضية داخل خلايا الورم كما أن أى زيادة صغيرة فى درجة الحرارة تؤدى لتعطيل وظائف الأدوية .
فإن الدراسة تقدم نموذجا لتطبيق العلاج الحرارى للأورام تحت الجلد بواسطة الحقن الموضعى بجسيمات النانو المركبة داخل أنسجة الورم ولقد أظهرت جزيئات النانو المغناطيسية المغلفة بجزيئات النانو الذهبية يمكن أن تعمل معا وعلى نحو أكثر فعالية لإحداث ارتفاع درجة الحرارة إذا ما قورنت بجزيئات النانو الذهبية الفردية .

د / السيد عبد المجيد الشربينى و د / أحمد عبد الوهاب الشهاوى
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

3 / 9 / 2016 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق