الجمعة، 2 ديسمبر 2016

المجال المغناطيسى للأرض


المجال المغناطيسى للأرض
يعمل مرآة عاكسة للرياح الشمسية وإن المجال المغناطيسى الأرضى أكبر من الأرض بكثير ولولا تلك الميزة لانعدمت الحياة على ظهر الأرض والمجال المغناطيسى الأرضى نعمة عظمى فلقد زود الله الأرض بالمجال المغناطيسى ليحميها وهو مجال مغناطيسى قوى جدا فأثناء تشكل الأرض قذفت بكميات هائلة من النيازك الحديدية التى نزلت للأرض واستقرت فى نواة الأرض عبر ملايين السنين .
وتتميز الأرض بوجود مجال مغناطيسى حولها يمتد لأكثر من ( 60000 كم ) فى الفضاء وهو موجود فى منطقة ( المجال المغناطيسى ) والمجال المغناطيسى يمنع الكثير من الجزيئات الخطرة المنبعثة من الشمس والتى تحملها الرياح الشمسية ويردها ولا يسمح لها باختراق جو الأرض وأن الشمس تبث أكثر من ( 1000 مليون كجم ) من المواد الخطرة فى كل ثانية وجزء من هذه المواد يقترب من الأرض ويتبدد على حدود المجال المغناطيسى للأرض فقد زود الله عز وجل الغلاف المغناطيسى للأرض بقدرة غريبة على صد الهجوم الشمسى الفتاك والأجسام عبارة عن أشعة إلكترونية وأشعة من البروتونات وذرات متأينة من معظم العناصر وتسير بسرعة أكبر من سرعة الصوت تبلغ حتى ( 800 كم / ث ) وعندما تصطدم بالمجال المغناطيسى للأرض يقوم بتخفيض سرعة الجسيمات إلى ما دون سرعة الصوت وإلغاء فعاليتها .
وعندما تقترب الرياح الشمسية المحملة بالجسيمات الخطرة والسريعة تتباطأ على حدود المجال المغناطيسى للأرض ويقوم المجال المغناطيسى بطرد الجزء الأكبر ويسمح بدخول جزء ضئيل جدا ولكن هذا الجزء يتفاعل مع ذرات الغلاف الجوى ويثير الذرات وتعود لطبيعتها فتقوم بإصدار الأشعة الضوئية على شكل ( شفق ) وتعتبر الظاهرة من الظواهر المعقدة ولكن جزءا من الجسيمات يقترب حتى يصل لمسافة قريبة من الأرض حيث أنه يتبدد مشكلا ظاهرة الشفق القطبى وهى من أجمل الظواهر الكونية ويعتبر المجال المغناطيسى للأرض الأقوى بين الكواكب ولولا المجال المغناطيسى لانعدمت الحياة على الأرض وإن ظاهرة الشفق من أجمل الظواهر الكونية وأكثرها خدمة للبشرية .
وتعتبر ظاهرة ( الشفق القطبى ) بمثابة تفريغ للطاقة التى تولدها الرياح الشمسية ولقد رصد العلماء صدمة عنيفة بين الرياح الشمسية الفتاكة ( جزيئات مشحونة كهربيا ) وبين المجال المغناطيسى للأرض وانتهت بتغلب المجال المغناطيسى الأرضى على الرياح الشمسية وإن الطيور مزودة بأجهزة خاصة فى عيونها تتصل مع خلايا عصبية فى الدماغ فى منطقة الناصية تمكنها من رؤية خطوط المجال المغناطيسى للأرض بلون أزرق .
وإن جميع الحيوانات تستفيد من المجال المغناطيسى للأرض للتوجه ومعرفة المكان الذى تهاجر أو تعود إليه .
وعندما درس العلماء بقية الكواكب فى النظام الشمسى وجدوا أن معظمها لا يملك مجالا مغناطيسيا فكوكب المريخ ليس له مجال مغناطيسى فهو ليس محميا من الرياح الشمسية القاتلة فهى تقترب منه بسهولة وترتفع درجة الحرارة على سطحه عدة مئات من الدرجات .
إلا أن العلماء يحاولون اكتشاف نوع من الحياة البدائية على سطحه ويعتقد بعض العلماء أن المريخ كان ذات يوم قبل بلايين السنوات مغطى بالماء ولكن بسبب عدم وجود أى وسيلة لصد الهجوم الشمسى فقد أدى ذلك لتبخر الماء وتآكل المريخ بمعدل ( 100 طن ) من مادته كل يوم ولا يزال التآكل مستمرا حتى اليوم فأصبح بلا حياة .
ويتغير اتجاه المجال المغناطيسى للأرض باستمرار فنجد أن الشمال المغناطيسى يتحرك بمعدل
( 15 كم ) فى السنة ويتأرجح خلال آلاف أو ملايين السنين ويغير اتجاهه فيصبح فى الجنوب بدلا من الشمال والظاهرة تؤثر على الكائنات الحية على الأرض ويرجع السبب لدوران الحديد الموجود فى نواة الأرض باستمرار وإن المجال المغناطيسى للأرض فى الماضى كان أقوى كثيرا من اليوم ولا يزال يتناقص باستمرار وقد يأتى اليوم حيث ينعدم المجال المغناطيسى للأرض ويسمح للرياح الشمسية باختراق غلاف الأرض الجوى وملامسة البحار مما يؤدى لرفع درجة حرارتها وتفكك الماء لهيدروجين واكسجين والمزيج يعتبر متفجرا وخطيرا وتحدث انفجارات عنيفة وإن الجانب المواجه للشمس يتعرض لحركة عنيفة وتفاعلات قوية بين المجال المغناطيسى الأرضى والرياح الشمسية ولكن الجانب المظلم من الأرض نجده ساكنا هادئا .

محمد عبد الرحمن سلامة
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

14 / 9 / 2016 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق