الخميس، 3 سبتمبر 2015

د / أحمد زويل الذى روض الزمن

د / أحمد زويل الذى روض الزمن
فى عام ( 2002 ) حضر د / زويل مؤتمر عن التكنولوجيا باعتباره العالم العربى الوحيد الحائزعلى جائزة نوبل فى الكيمياء باختراعه علم ( الفيمتوكيمياء ) الذى أحدث ثورة علمية على مستوى العالم فى ترويض الزمن عن طريق ( الفيمتوثانية ) وقبل ظهور ( الفيمتوثانية ) كان العالم فى بداية ( ق / 20 ) كانت أكبر سرعة ممكنة سرعة العين البيولوجية نفسها أو أسرع قليلا ( 1 : 1000 ) من الثانية وفى منتصف ( ق / 20 ) أصبحت واحدا على مليون من الثانية فالصور عن حركة الذرات والجزيئات المسئولة عن أوضاع المادة الفيزيائية والتفاعلات الكيميائية وحتى عن العمليات الحيوية فى الكائنات البيولوجية وتحصل العمليات فى زمن أقل من واحد على مليون من البليون من الثانية ( الفيمتوثانية ) .

تجميد الزمن :
بين د / أحمد زويل أن الإنجاز العلمى الذى صنعه مع فريق من العلماء تمثل فى إيجاد طريقة لرصد الزمن على مستوى واحد على مليون من البليون من الثانية ( الفيمتوثانية )
( Femto Second ) فكأنه توصل لتجميد الزمن فعند هذه السرعة صار من الممكن رؤية تفاعل الذرات والجزيئات داخل المادة فى كافة أشكالها .
إن العالم العربى لديه مشكلة كبيرة فى البحث العلمى ولا بد من حلها بزيادة الانفاق على الأبحاث العلمية الجديدة وتشجيع العلماء الشبان واعطائهم الفرص التى تؤدى لاظهار نتائج أبحاثهم على أرض الواقع وتنفيذها محليا ودوليا .

أهمية التكنولوجيا :
بعد نوبل حاول زويل حض الرأى العام العربى على تقويم العلم والتكنولوجيا ونشر الوعى بأنه من دون قاعدة علمية حقيقية يخرج العرب من مسار الإنسانية وتاريخها وإن دخول عصر الكمبيوتر ينجز بشراء الأجهزة والبرامج وهو فهم خاطىء ودعا زويل لبناء مراكز تفوق فى العالم العربى كى تأتى على شاكلة المؤسسات العلمية فى الغرب .

أهمية العقل العربى فى بناء التكنولوجيا :
لاحظ زويل أن الكثير من العرب يرون أن تفوقه علميا دليلا على أن الفرد العربى يملك من القدرات ما يؤهله لتلقى العلم .
قبل ثورة ( 25 / 1 / 2011 ) حدث خلاف بين زويل والرئيس المخلوع حسنى مبارك عن مسعى زويل لإنشاء مدينة جامعية تكون مركز تفوق وبعد الثورة عاود زويل جهوده التى كللت بتبنى الفكرة وتحقيقها عبر ( مدينة زويل للعلوم ) .
وقبل ذلك فى عام ( 2005 ) أصدر زويل كتاب ( عصر العلم ) ومنه :
( أدى تطور العلم لانكماش الزمان والمكان وحلت مقاييس جديدة فى مقياس الانكماش حيث أصبح المريخ على بعد دقائق من الأرض وأصبح بمقدور العلم أن يعبر لداخل الثانية تفتيتا وتجزيئا وصولا لواحد من مليون من البليون من الثانية .
ولقد جاء حصول د / زويل على جائزة نوبل عام ( 1999 ) إذ اختتم ( ق / 20 ) فتوحاته العلمية ليستكمل عصر العلم فتوحات أخرى فى ( ق / 21 ) .
فلقد حصل د / زويل وهو فى الثانوية العامة على أعلى الدرجات فى الكيمياء والفيزياء والرياضيات ثم رشح للالتحاق بكلية العلوم جامعة الاسكندرية .
وفى صيف ( 1967 ) تخرج زويل مع رتبة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكان ترتيبه الأول على دفعته وكان ميالا للبحوث التى تناولت مجال الطيف لبعض المركبات الكيماوية ويوجد جهاز ( فوتومتر طيفى / سبكتروفوتومتر ) فى جامعة الإسكندرية .
فى بداية عام ( 1969 ) تقدم زويل بطلبات لعدد من الجامعات الأمريكية حيث قبل فى جامعة
( كاليفورنيا للتكنولوجيا / كالتك ) وعند وصوله للجامعة فوجىء بأن المستوى العلمى لخريج الجامعة فى الولايات المتحدة كان أمرا جديدا بالنسبة لد / زويل وشكلت ميكانيكا الكم وعلوم الليزر والكهربية والمغناطيسية وقد درس الفيزياء الرياضية وفى عام ( 1973 ) أكمل رسالة الدكتوراه وكان موضوعها ( طيف الرنين الضوئى والمغناطيسى للأكسيتونات والحالات الموضعية فى البللورات الجزيئية ) ويشير ( اكسيتون ) لحركة جسيم يمكن تحفيزه بالضوء ولقد تسلم العمل رسميا فى جامعة ( كالتك ) فى ( 26 / 5 / 1976 ) وكان مجاله العلمى
( ترابط الجزيئات باستخدام أجهزة الليزر ) ولقد نجحت فكرة استخدام أشعة الليزر فى رصد ترابط الجزيئات ولم يتمكن العلماء من رؤية الذرات ساكنة فى ( ق / 20 ) باستخدام تكنولوجيا ميكروسكوبية ( STM ) واتجه بأفكاره لاستخدام أفضل للزمن وتمكن عبر تكنولوجيا متطورة فى ضغط ومضات الليزر ثم كسر الروابط فى جزىء ثلاثى الذرات ثم تمكن زويل من الوصول لأسرع كاميرا فكانت أسرع ب ( 10 بلايين مرة ) من سرعة الكاميرا وقد وصل بالليزر للعمل على مستوى ( الفيمتوثانية ) وترتب على ذلك ميلاد علوم جديدة ( الفيمتوكيمياء )
( الفيمتوبيولوجيا ) وإن علم ( الفيمتوثانية ) يؤدى لاكتشافات وتطورات علمية وتكنولوجية تساهم فى ترويض المادة والزمن .


أحمد مغربى
تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
23 / 8 / 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق