الخميس، 22 أكتوبر 2015

تفسير سورة يس للشعراوى

تفسير سورة يس للشعراوى
( يس ) ولأن يس ثبت أنها الحديث فى قلب القرآن فيجب أن نستعذ والتسمية لها كما استهللناها فى كل سورة فالحق سبحانه وتعالى الذى أنزل القرآن معجزة وكتاب هداية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحح للمؤمنين حركة حياتهم قال سبحانه ( وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) والعلة أن الشيطان عندما عصى ربه لعدم سجوده لآدم عليه السلام فى بداية الخلق وحصل الحوار بينه وبين ربه فقال ( لأغوينهم أجمعين ) أى حتى لا يتميز بنو آدم والشيطان فى المعصية ( إلا عبادك منهم المخلصين ) فقوله ( لأغوينهم أجمعين ) أى يسلكوا الطريق غير الطريق الذى رسمه الله عز وجل لهم هو الصراط المستقيم الذى قال فيه ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم فكأن الشيطان لا يأتى فى الخمارة ولا يأت فى دور القمار وإنما يأتى فى مهب الطاعة ليفسد الطاعة على المؤمنين ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) والصراط المستقيم هو منهج الله عز وجل الذى وضعه فبدل أن ينتظر ابليس لتنفيذ منهج الله فى حركة الجوارح طاعة أم معصية يأتى للأساس الذى تأخذ عته الجوارح منهج الحركة فإذا قرأت القرآن جاء للأمة يريد أن يفسدها وليقطع الله عز وجل هذا السبيل على الشيطان الرجيم لأنه لم ينتظر لحركة الحياة الناشئة فى القرآن نفسه فإذا قرأته سول لك الخواطر فإن أردت أن تنتصر عليه فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم لماذا ؟ لأن ابليس كان ناصح عندما قال ( إلا عبادك منهم المخلصين ) وأنت حين تستنجد بالله عزوجل يكون الله عز وجل يخيط غمز الشيطان الرجيم وإذا قال ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الحق سبحانه وتعالى خلق الانسان وجعله سيد الكون وسخر له كل شىء ومما سخر له سخر أبعاضه لارادته فسخر لسانه المتكلم لارادته فإن كان مؤمنا قال الله واحد والعين تنظر إلى ما أحل الله لا إلى ما حرم والعين تنظر إلى ما أحل الله لا إلى ما حرم والرجل تسعى إلى ما أحل لا إلى ما حرم والعكس صحيح عند الكافر فإن أردت منهج الطاعة تطيع وإن أردت منهج المعصية تعصى فإذا كان الإنسان يريد أن يصنع الطاعة فالجوارح تستنجد للطاعة وإذا أردت فعل المعصية تعصى فإذا كان الإنسان يريد أن يصنع الطاعة فالجوارح تستجيب للطاعة وإذا أردت فعل المعصية فالجوارح تستجيب للمعصية لأنها مسخرة للانسان كتسخير الكون له فأعضاء الإنسان مسخرة له بالطاعة أو المعصية فإذا أردت القيام بعمل من الأعمال فالعمل يتطلب طاقة فكرية وتخطيط  للعمل المراد القيام به ثم تتطلب قوة فى الجوارح لتفعل الفعل المطلوب فالعقل الذى يدبر من الذى خلقه الله عز وجل والجوارح التى تنفعل لمطلب العقل النهائى الله أهى تأتى من تلقاء نفسها لتفعل ما تريد أم الله عز وجل هو الذى سخرها للانسان فأقبل على كل فكرة تنفيذا وتخطيطا وعملا بقوله أنا لا أطلب منك بقولى وإنما من باطن قولى بسم الله افعل لى كذا بدليل أن جوارح الانسان وبعد ذلك يريد الله عز وجل أن يخلع عن الانسان ذاتية الحركة وذاتية الطاقة فالفكر ينساه والذى يفكر يجعل أعضاؤه لا تتحرك ولو كانت ذاتية فى الإنسان حصل فالإنسان يقبل على كل عمل فكرا وتخطيطا وعملا بسم الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإن إلى ربنا لمنقلبون ) فإن تخلت عنى بسم الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإن إلى ربنا لمنقلبون ) فالجوارح لا تطيع الإنسان والإنسان فى الأعمال يريد حكمة وقدره وعلما ما الجامع لهذه الصفات كلها إنه الله العزيز الرحيم ( بسم الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) له صفات الكمال الممتدة لخلقه فالعزيز يمد بالعزة والقهار يمد بالقهر والحكيم يمد بالحكمة فافعلى يا جوارح ما تريدين تحت اسم الله عز وجل ثم يقول ( الرحمن الرحيم ) بماذا ؟ الحق سبحانه وتعالى حينما خلق الخلق فمنهم المؤمن والكافر والبر والفاجر والمؤمن الطائع والعاصى فإذا ما غفل عن منهج الله صدرت منه صغائر وكبائر أو ربما كبائر فإذا أقبل على عمل يستحى أن يستعين باسم الله الذى عصاه فقال له لا تستح لأننى الرحمن الرحيم فرغم كفر الكافر أمده بكل نعم الحياة الدنيا وما له فى الآخرة من نصيب ) فتشجع فلا تترك الاستعانة بالله عز وجل لأنك أذنبت وتستحى أن تطلب من الله شيئا تريده فالكافر يقول لله عز وجل إنى عاصيك وكذلك المؤمن العاصى ولكن لمن أطلب وليس فى الكون إلا الله عز وجل فإن الله قد أجاب الإنسان لحسن مسألته له فالله سبحانه وتعالى حينما يعود بالنعم على خلقه يأت ( فإن تعدو نعمة الله لا تحصوها ) لأن عد الشىء مظنة إحصاء فتقبل على عده فيوجد فى العالم جامعات للإحصاء كله فكل ما فى الكون من النعم فهى لا تعد ولا تحصى والدليل على أنها لا تعد ولا تحصى أن المفرد فيها أن الإنسان عاجز عن عد ما فيه من النعم ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) بقى المنعم وهو الله عز وجل والمنعم عليه الإنسان فرغم نعم الله على الإنسان فإن الإنسان لظلوم كفار .
( يس ) ي : حرف نداء   يس : اسم من أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العرب تأتى فى كثير من الكلمات وتحذف منها أشياء ولا تبقى إلا الحرف المميز الذى له جرس قولى فالحرف بالغ الجرس قوى الايقاع فى هذا اللفظ عنه فحذف بعض الحروف أو ابقائها مما له جرس وارد عند العرب فإن قلنا أنها الاسم ( يس ) والمحذوف ياء النداء فالله عز وجل الذى له الأسماء الحسنى كلها للإنسان علمه الكمية المطلوبة له فى التخاطب وهو ساعة يتكلم ويتخاطب يتواضع ويصطلح على أشياء أخرى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) أى فى البيئة البدائية التى يعيش فيها وبذلك تنمو اللغة فالحرف قسمين :
1 ) حرف يكون فى بناء الكلمة وليس له معنى ( حرف مبنى ) .
2 ) حرف معنى له معنى مستقل فى الكلمة .
( يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) الواو واو القسم التى دخلت على الإنسان باليمين والتى يريد بها المتكلم من المخاطب تأتى بالقسم أم بالدليل لماذا ؟ لأنها لا تأتى باليمين فإذا كان اليمين فيه الدلالة فالصدق بالدليل على الصدق فيها .
فالقرآن مصدر قرأ لأن زيادة الحرف تدل على زيادة المعنى ( والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) فالقرآن يدل على أنه مقروء أو مكتوب مقروء من صدور المؤمنين والمكتوب من السطور ( الذكر ) ليذكرنا بعهد الفطرة الأولية ( وإذا أخذ ربك من بنى آدم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنما كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) فالحق سبحانه وتعالى سمى القرآن الكريم العظيم الذكر فذكر العهد الأول كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمسحانيه أو يمجسانه ) فكان لا بد قبل أن يقدم الوالد ولده حركة الحياة أن يقدم له حركة الدين ( الاسلام ) فالله عز وجل سمى القرآن كتابا لأنه مكتوب وسماه قرآنا لأنه مقروء فلمقروء يأتى من صدور المؤمنين والمكتوب يأتى من السطور ( إن وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) فيقول لهم أنتم أيها الكفرة والمنافقين كذابون .
فحينما أراد الله أن يجمع القرآن كان جامع القرآن قبل أن يكتبها فى المصحف أن تكون موجودة فى لوح مكتوب عليه آيات القرآن الكريم العظيم ويشهد عليها اثنان من القراء المؤمنين فالقراء وصقه الله بالحكمة معناها من مستحثات الدين الاسلامى فالحكمة تشد الأهواء حتى لا تشرد ويضع المسائل فى موضعها الحقيقى فلا يفسد حركة الإنسان إلا الهوى فحكمة القرآن اختصت بأشياء :
1 ) تناول القرأن لا يكون كتناول أى كتاب يقرأه الإنسان فالقرآن مقدس وإياك أيها الإنسان أن تقرأوه وأنت غير طاهر ( لا يمسه إلا المطهرون ) .
2 ) فى الحروف التى تتكون منها كلماته فالحروف نبضات صوتية من جوف الإنسان فكل حرف له منطقة فى اللسان وفى الجوف والصدر فيوجد الحروف اللسانية فكمال القرآن لا يتعدى حكمته فى حروفه حكمة فى كلماته حكمة فى تنظيم ترتيله حكمة فى اسلوبه الذى لا يجاريه أسلوب آخر بحيث إذا انطلق إلى غيره كان كلاما سخيفا مردودا .
( يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) الله هو الذى يقول ( إنك لمن المرسلين ) لأن كل كلام واسطة بين متكلم ومخاطب فالمتكلم إذا رأى المخاطب خالى الذهن من أمر ما يلقى له الكلام طبيعيا بدون تأكيد فيؤخذ من التأكيد على قدر قوة الانكار ولقد جاء دليلا وبرهانا فى سورة اليمين كأن الذى يقرأ القرآن لأن أمة العرب أمة كلام ما وجدنا أمة من الأمم حتى كالمعاصرة تعمل معرض للكلام لصنعتها المتميزة فيه ومن ناحية أمة كلام
( فلولا نزل القرآن على رجل من القريتين عظيم ) كأن القرآن ليس به كلام لأن ملكاتهم البلاغية لا تستطيع مجاراة القرآن الكريم لأنه لا يكذب من أى ناحية من النواحى فلا يبقى إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الرحيم وبالقرآن الكريم كتابا منزلا من قبل الله وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
( على صراط مستقيم ) الصراط الطريق الموصل للغاية وله معنى آخر يوم القيامة فالصراط مضروب على متن جهنم فيمر عليه المؤمن البار عليه كالريح المرسلة والكافر الفاسق والمنافق يمر عليه على بطنه ببطء شديد فيسقط فيها متعذبا إلى ما لا نهاية فالصراط كالشعرة وأحد من السيف فالقرآن الذى استمسك به المؤمن وكأن الصراط طريقا إما إلى الجنة للمؤمن البار وإلى النار للكافر الفاسق والمنافق حيث أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار .
فالهدى لا يقيد حركة الناس فالإنسان على الهدى وليس الهدى على الإنسان ( لعلى هدى وعلى صراط مستقيم ) وإن الصراط المستقيم فالهندسة والعلوم الحديثة عندما أثبتت كيفية الانتقال من مكان لآخر ( سواء السبيل ) قد يكون الطريق واسع أو ضيق فلماذا كان صراطا مستقيما ؟ لأن الله هو الذى شرعه ومنزل من الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيوجد علو وهبوط وإن كان المنزل فى الأرض يكون منزلا من قبل الله عز وجل ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) بأس شديد لأعداء الله ومنافع للناس المؤمنين ( ولينصرن الله من ينصره ورسوله بالحق ) ( تنزيل من العزيز الرحيم ) فلا يأخذ الإنسان شيئا من طاعة أو معصية غيره لأن الله عزيز عن خلقه ) فإذا ما نظرت للمخالفة فى منهج الله لأن الذى شرعه يريد لك الخير ولا شىء من معصيتك ( المؤمن )
وإذا ما نظرت للكافر يكون نقمة وإذا نظرت للمؤمن يكون رحمة فيوجد فيه عزة ورحمة وعلة الانذار ( أن تنذر قوما ما أنذر أباؤهم ) الانذار التخويف من المعاصى ويشترط أن يكون الانذار قبل وقوع الشىء ليؤدى الانذار مهمته ليردع الانسان عنه فالبشارة للمؤمن بالجنة والعقاب للكافر بالنار يوم القيامة .
ما للنفى لأنهم كانوا أهل غفلة ( لتنذر قوما ما أنذر أبائهم ) ما اسم موصول انذار كما انذار ما قبله ( لتنذر قوما ما أنذر أبائهم فهم غافلون ) ثم لم يتعلق قلب الإنسان المؤمن بالمعاصى ( وما كان الله مهلك القرى وأهلها غافلون ) .  
( تنزيل الرحمن الرحيم ) ( لتنذر قوما ما أنذر أبائهم فهم غافلون ) وقلنا ما إما أن تكون نافية مع لم يسبق لغيرهم أن ينذروا فطال العهد بالفترة فهم غافلون أو تنذر قوما بما أنذر به من قبله ( بدعا من الرسل ) كما أنذروك أنذرهم فالغفلة نسيان شىء لعدم تعلق القلب به فالنسيان وظيفة العقل لا القلب ( لقد حق الحق على أكثرهم فهم لا يؤمنون ) الحق سبحانه وتعالى سطر فى الكون كل دعوة دينية المؤمنين بها والكافرين ولكنه ترك الاختيار للناس فكونه يسجل الأمور لمختار ولا يعرف أنه مسجل فحق ما قاله الله عز وجل قديما فحق وصدق ووقع القول عليهم كلها تدل على أن ما سبق فى علم الله عز وجل من الاختيار اختار ضلالا أم هدى لطلاقة علم الله عز وجل ( لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ) فعصيانه الاحتمال فيما يكون فالله عز وجل يخبر الكافرين والمنافقين والفاسقين بما فى نفوسهم ( ويقولوا فى أنفسهم ألا يعذبنا  الله بما نقول ) فالذين أنكروا رسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اخباره بتغيرات لا تقع فى قلوب البشر أنكروا رسالته وأرادوا إثبات أنه اله فالقول الثابت وقع على الكافرين لأنهم لا يؤمنون ويكذبون ويعاندون
قال إن الملائكة تعجبا وما تعجب الملائكة ؟ ساعة تقع فى كون حركته يجدون خبرها فى الكتاب عندهم مما علم الله وأقدره قادر مع أنه خالفهم مختارين فالاختيار يصحح لهم الطريق الذى يجب أن يسيروا فيه حتى يصلوا للغاية العظمى وهى الجنة فالحق سبحانه وتعالى حينما ترك الأمر للمتكلف بالاختيار لأن الإنسان نفسه قبل أن يكون مختارا فالله لم يلزمه بشىء ( عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) السموات والأرض والجبال قالت اجعلنا مسخرين لكن لم يثبت بعرض الأمانة على السموات والأرض والجبال أنه خيرهم أو الله المختار لكن بعض الخلق كالسموات والأرض والجبال اختار ألا يكون مختارا ( مسخرا ) فالانسان المغتر بعقله آثر أن يقبل لأنه مختار فقال له الله إنك ظلوم جهول لأنك جهلت بأخذ رأيك فى وقت التحمل والإنسان الرجل يؤخذ عند التحمل إنما يؤخذ رأيه عند الآداء فقد ضمنت نفسك وقت الآداء ولكن لم تضمن نفسك وقت التحمل فجهول لأنه تذكر وقت التحمل ونسى وقت الآداء وظلوما لأن نفسه ستصيبه بمخالفات كثيرة فالعالم محكوم بأمرين :
1 ) بمشهود    2 ) غيب
من عجيب الأمر أن المشهود هو الدليل على الغيب تعلم الناس الايمان ( انظروا لملكوت السموات والأرض ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة ) تلقته الأشياء موجودة بالفعل ليراها فتأخذ بالذى تراه كدليل على الذى لا تراه فالايمان له عنصرين :
1 ) عنصر الايمان بالمشهد وأن تسلم إذا آمنت بالمشهد على وجود حق واجب الوجود فإن أخبرك بشىء لا يتسع عقلك إليه تقبله من باطن الايمان به فإن قال لك الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف وأخذت من المشهد دليل الغيب وهو الله عز وجل ايمانك بشىء العقل يعرفها فكأن المشهد والغيب عليهما مشهد الايمان وغيبه لأن مطلوبات التدين متطلبات من القلب أو الجوارح أو اللسان الذى يذكر فالذين يعبدون الشمس والقمر والنجوم أخبرنى ما هى العبادة ؟ إنها تنفيذ أمر المعبود فيما يأمر وفيما ينهى وهى طاعة العابد للمعبود فى كل شىء فماذا قالت لك الشمس افعل كذا ولا تفعل كذا وماذا أعدت لمن أطاعها وماذا أعدت لمن عصاها فهو باطل .
فالفلاسفة لم يقفوا عند تفقد واجب الوجود بل أرادوا أن يتصوروا واجب الوجود فلو وقفت عند التعقل فماذا فى التعقل من أمور هداية فالمطلوبات فى التدين إما أن تكون قلبية بوجود الله العزيز الرحيم واجب الوجود وعندما تخبرنا مطلوبات التدين عن أمور لا نعرفها فإنها تخبرنا عن الغيبيات .
فالجوارح الذى آمنت به يجب أن تكون على اتصال به وإنما عن طريق الصلاة فشىء أصبح حلالا اليوم وأصبح غدا حراما والعكس صحيح فالفروض كانت ( 50 صلاة ) وأصبحت ( 5 ) بأجر ( 50 صلاة ) فتوجد صلاة ركعتين ( الفجر ) والظهر والعصر والعشاء ( 4 ركعات ) والمغرب ( 3 ركعات ) فلماذا كانت كذلك ؟ لأن الله هو الذى شرعها فالمشرع هو الله عز وجل ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فى رحلة الاسراء والمعراج للسموات العلى عن طريق البراق فقوله لفهم لا يؤمنون اخبار يدل على صفات الايمان ( إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحون ) وجعلنا من أمامهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) فالذى كفر بالله عز وجل يختم الله على قلبه فهو لا يؤمن حتى يرى العذاب الأليم .
الغل : الحديدة التى تمسك الغل من تحت الذقن فعند رفع الرأس لأعلى فإن مسار بصره يرتفع لأعلى فإذا ارتفع لأعلى فقد لا يرى الطريق الذى يسير عليه فى مستوى نظره .
المقمح : هو الذى رأسه بالغل فمقمح مأخوذ من إبل قماح فالله عز وجل يوازن بين الجزاء وفعل الجزاء ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها ظهورهم وجنوبهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا لما كنتم تكنزون ) فالمكنزين للذهب والفضة ( وجعلنا من أمامهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) فكفر بما وضع الله فيه من اختيار .
فالسد : سد هذا مانع مادى خارج عن تكوين الانسان ( وجعلنا من أمامهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) فالاستوائية بالنسبة لهم للكفار والمنافقين والفاسقين والمكذبين فبانذار الإنسان سقطت عنهم الحجة ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لأن جاءهم رسول لا يكونوا أهدى من إحدى الأمم ) ( إنما تنذر من اتبع الذكر ) المؤمنين وخشى الرحمن بالغيب فالخشية خوف ومهابة خوف بكره بالنسبة لله عز وجل فالغيب ما غاب عن العقل من أمور لا نعرفها فالجواب له مقدمات فى المعطيات الدينية الاسلامية توحى للإنسان للغاية العظمى وهى الجنة .
غيب استأثر الله به لا يظهر عليه إلا لمن ارتضى له قولا ولنجعل له فى الكون مقدمة تدل عليه فالغيب لكى يصبح مشهد له ميلاد .
وما كان غيبا وأصبح مشهدا استدل منه على الايمان بالله عز وجل تزعمون أنكم تأخذون من الجنة ولا تنقصون ما فيها لأن الشىء الذى ينقص فى الأرض هو الذى لا مدد له والممدد هو الله عز وجل .
( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) فرسالة الاسلام رسالة شاملة لكل زمان ومكان ولكل الأمم على وجه الأرض .
والزمان والمكان ظرفان للأحداث كل حدث لا بد له من زمن يحدث فيه ومكان يوجد به فإذا لم يكن حدث فلا زمان ولا مكان فلا يصح القول عند الله متى وأين لأن متى وأين ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نذيرا للعالمين ( عالم الجن والانس ) إنما تنذر من يخشى الله فيوجد انذارين :
1 ) انذار بلاغ من الله للجميع بشيرا ونذيرا للمؤمن والكافر .
2 ) انذار قبولى خاص بالذى يخشى الرحمن بالغيب .
فالذين يؤمنون بالله ينتفعون بالانذار والبشارة والذين لا يؤمنون لا ينتفعون لا بالانذار ولا بالبشارة ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ) ( إنما تنذر من اتبع الذكر ) الذكر القرآن الكريم العظيم والكتاب المؤمن والحكيم والمبين لأن الإنسان قد أخذ الله عليه العهد فى عالم الذر فإذا ما جاء رسول فكأنما لم ينشأ له إيمانا بإله وإنما غفل عنه ( أن تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين ) أو ( تقولوا إنما أشرك أباؤنا وكنا ذرية من بعدهم إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب وخشى الله بالغيب جاء بالصفة التى بها عطف وبها حنان على الناس لكى لا تفهم أن الخشية خشية جبروت وخوف فهى خشية هيبة وحب يخشى الرحمن بالغيب خشية الهيبة والوقار فالمنافقين كانوا أول الناس سعيا صلاة بعد الآذان وأول الصفوف الأولى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع الصلوات مع أنهم منافقين فالمنافق ضعيف أمام نفسه فالمنافق لسانه غير قلبه والكافر لسانه مع قلبه ولذلك كان المنافق جزاؤه مضاعف فى الدرك الأسفل من النار فالمنافق عندما يكون غافلا عن الناس لا يريد رقيب لأن الرقيب بشر فلماذا نراقب أحدا فى عمله مخافة أن يدلس فيه فالذى يجوز على المراقب يجوز على الرقيب فرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليحكم العالم بشريعة الإسلام زمانا ومكانا فكل رقيب من الملائكة لا يظهر لا بد من الزرع فى القلب حتى تعتمد على خشية الله عز وجل ومخافة الله بالغيب فلا بد من الايمان بالغيب حتى يتحقق التقدم فى جميع مجالات الحياة ( وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم فالتحلية قبل التخلية والنجاة من النار قبل الدخول فى الجنة والمغفرة جزاء الايمان بالله جزاء العمل بمنهج الله .
( من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب ) وخشى الرحمن بسبب الغيب الذى أخبر به أن الإنسان سيحشر يوم القيامة فيوجد نار وجنة .
الأجر الكريم : ما هو الأجر الكريم ؟ كرم الذى أعطى تعدى للعطية فالعطية كريمة متلهفة على صاحبها كما يتلهف الرجل للعطاء فالعطية أعظم من الاحياء وأعظم لأن ملكات القرآن فى الاعجاز البلاغى لا تتعدى وإنما تهدى قيمه فما فائدة الكتابة فإذا لم يكن فيها إحياء فالكتابة بدون إحياء ليس لها قيمة ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) ( وكل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين ) فيوجد من عمل حسنة ويموت فتكون الحسنة مسلسلة إلى يوم القيامة لتعيش بين الناس فمن سن حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة فالذى يتقدم الآثرة فى الفعل الخير فيه فالتميز فى فى التناوب وفى النطق والكتابة والمال فمن كلمات القرآن فى الاعجاز البلاغى لا تتعدى وإنما تتعدى فيه فالثواب والعقاب الثواب للمؤمنين والعقاب للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين فالكتابة بدون إحياء ليس لها قيمة ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) ما قدموه من عمل فيوجد العمل المثمر الذى جزائه الجنة والعمل غير المثمر الذى جزائه النار  تؤتى أكلها كل حين   
فالمؤمن يعمل الحسنة ويموت فتنمو الحسنة بين الناس ويأخذ أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ليضاعف الله عز وجل له الجزاء فتوجد الوصايا الظالمة او القوانين الجائرة ( من سن حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة فالإنسان يقدم الأثرة فى الفعل نية الخير فيه بتقديم النية على العمل ( وكل شىء أحصيناه كتابا ) فالفرق بين الكتابة والكتابة بالتفصيل فلقد أحصيناه علما وكتابة فتأخذ الأجر فيه ثم أجر العمل  وأحصيناه فى إمام مبين الإمام ما يؤم به فمن نوى على سيئة ولم يفعلها كتبت له سيئة ومن عمل حسنة ولم يفعلها كتبت له سيئة فالملائكة تؤخذ من المؤمن مهمتها فى إدارة الكون فى اللوح المحفوظ مبين محيط بكل شىء ( إنما سخر ) وآثارهم وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين ( واضرب لهم أصحاب القرية إذا جاءها المرسلون فالآيات القادمة توضح وتفسر ( يس ) قلب القرآن ( اضرب لهم مثلا ) الضرب إيقاع جسم أقوى على جسم أضعف ليؤثر فيه ويؤلمه فالذين يهزءون بالقدر يا هازىء القدر ابتعد عن القدر ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ) للتنوير أو التنوير له فالنور لله عز وجل ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) فالجوارح تابعة لإرادة الإنسان .
( فلولا إذا جاءهم بأسنا تفرقوا ) فالتنوير للكل كونه والمشكاة المصباح والطاقة الغير نافذة فالشجرة لا شرقية ولا غربية بل معتدلة فإذا نزل حكم الله عز وجل فلا حكم لغيره من البشر يوم القيامة ويستوى الناس فى كل شىء ( الناس سواسية كأسنان المشط ) ( ضرب الله رجلا فيه شركاء متشاكسون ) ورجل سلك طريق الهدى هل يستون ) .
( قالوا إنا تطيرنا بكم ومن معك لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم فالرجم والمس بالعذاب الأليم فالعذاب الأليم غير الرجم حتى الموت لأن التعذيب إيلام للحى أما الميت فلا يعذب .
فلما جاء القضاء وقالوا إن القرآن ليس فيه آية الرجم ( المستشرقين ) وصحيح أن فى القرآن ليس به آية الرجم فيوجد حالتان إما الحب فى الله لأن الكلام مؤول أما الغعل فى العمل فالاحتجاج ليس بنص القول وإنما احتجاج فلا بد من تشريع رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرعها بمنهج الله عز وجل وتلك ميزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكل رسول يبلغ الحكم من الله أما رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ الحكم الله فيؤمنوا بالله أن يشرع ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فيوجد آيات الطاعة وأطيعوا الله ورسوله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مفوض من الله عز وجل أن يشرع ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فآيات الطاعة ( أطيعوا الله والرسول )
( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) ( وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) فى القرآن أطيعوا الله عز وجل فيما يأمر وفيما ينهى دليل أن له تشريع وإذا قال له ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) التشريع واحد فالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أبلغوه للناس عن طريق الوحى ( جبريل عليه السلام ) سيد الملائكة أطيعوا الله فى التكرم العام وأطيعوا الله عز وجل بالفعل فالزكاة قال بها وهل حدد لها نصابا فهل قال مقدارها كذا هل قال مصارفها بكم وكم نسبتها من المال ؟ هل لله فيها أمر لا بل لرسوله صلى الله عليه وسلم فتكرر الطاعة مع المطاع الأمر الذى لم تكن فيه الطاعة ومعطوفة على طائعين آخريين من البشر ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) فطاعة ولى الأمر من طاعة من طاعة الله ورسوله  ( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم الاستدلال بالعمل أقوى أم بالقول الاستدلال بالعمل أقوى ولقد أدى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التشريع القرآنى ونفذه فى حياته ليكون سنة لمن بعده من المؤمنين يتعامل بها الناس ليوم القيامة فيوجد كلام بالنص وكلام باللازم ( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب لأن الرجم لا يأتى فالرجم غير العذاب الأليم فالرجم حتى الموت للزانى والزانية المتزوجين ولغير المتزوجين الجلد ( 80 جلدة ) فالرجم لا ينضب ( فعليهن نصف ما عليهن من العذاب لكن الرجم غير العذاب فالعذاب إيلام الحى فالرجم يكن كذلك فسيدنا سليمان عليه السلام حينما لم ير الهدهد قال ( مالى لا أرى الهدهد لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتنى بسلطان مبين فلما جاء قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت إمرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم إنى وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء من الأرض ) ( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ) لئن لم تنتهوا عن ادعائكم أنكم رسل الله أو من عند رسول الله عليه وسلم لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم الرجم يطلق على القول والعذاب الأليم على الفعل فالرجم من حقيقة الرمى إما رجما بحنية أو رجما بقوة حتى الموت للزانى والزانية المتزوجين والرجم بالجبار حتى يموت الزانى والزانية فصورة الرجم غير صورة العذاب الأليم الذى هو إيلام الحى وصورة الإيلام بالحق
( وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا لأن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ) لا تتعارض مع قوله
( إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم فالله عز وجل هو الذى يجاز على الأعمال يوم القيامة ( أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ) أئن ذكرتم بالله ومنهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بما يسعدكم فى دنياكم وآخرتكم تأتون لم يأت لكم بهذا فيوجد العذاب الأليم فلا بد من التكرم بالرنين فلا تكذبونا ( بل أنتم قوم مسرفون متجاوزون الحد لأن الأمر لم يأت بكيف تجاوز على فعل ما كفرنا به الله العزيز الحكيم فالرمى بالرجم بالحجارة حتى الموت للزانية والزانى المتزوجون أو مشركون لأن الأصل بالعقل الفطرى أن يسير مع واجب الوجود الحق الله العزيز الغفور المسئلون من خلقكم ليكون الله (  قل أفلا تؤفكون ) وما توجد صفة من صانع إلا معها قانون حركتها ( قوم نوح ) عليه السلام أثناء الطوفان حينما أمره الله عز وجل ببناء السفينة ( فإذا حملنا مع نوح فى السفينة قل احمل فيها من كل زوجين اثنين ولا تخاطبنى فى الذين كفروا إنهم مغرقون قال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أرحم الراحمين قال ينوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين قال إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم وإن لم تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين ) ( فإن لم تهتدوا بمغفرتكم لخلقكم فضرورى ارسال الرسل لهم حتى يرشدون الناس لطريق الحق ) ( فلقد أسرفتم ) لأنكم كذبتم بالفطرة الحقيقية والرحيمة لها طريق الحق والهداية لمنهج الله عز وجل وإن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حيث أنكم كذبتموه والذى ينذركم بالنار للكافرين والمنافققين والفاسقين والمكذبين برسالات الله أما المؤمنون فهم مبشرون بالجنة ( نذيرا وبشيرا ) ( قالوا إنا تطيرنا بكم ) لترجمون لتموتون أو تعذبوا العذاب الأليم  ( وإن عوقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) فإن فعلتم ذلك ستصبحوا قوم مسرفون فتجاوزتم الحد لأن الحد لم يكن عن كونه مناظرة كلامية فلا تناظروا مناظرة الكلامية يفعل وبفعل قاس يجمع بين الرجل الزانى المتزوج بالرجم والغير متزوج بالجلد ( 80 جلدة ) ولا نأخذ لهم رحمة أبدا ( وجاء من أقصى المدينة قال يا قوم اتبعوا المرسلين أتبعوا من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون ) يدل على أن الرسول بين الرسولين ( محمد بن عبد الله ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوهم الوعد فالرمز كذبوهم فكفروا فجاء بعد الرسول الثالث رجل به المواصفات التى تبهر الناس ليؤمنوا بالله عز وجل لمعجزات سيدنا موسى علية السلام حيث يتم تحويل العصا لثعبان عظيم تلقف ما صنع السحرة من السحر وإحياء الموتى وتبرئة الأبرص بإذن الله فإن الذى يريد الحياة لنفسه فقط وكل الناس يخدمونه ولا يفعل شيئا ذاتيا إلا العبادة فقط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم خير منه لأنكم تعملون وتعبدون الله عز وجل فالعمل عبادة ولا يرى نفسه فحينما يطلبه وطنه يقدم نفسه فداء لوطنه وهذا هو الشهيد فى سبيل الله ورجل وطنى يقدم الغالى والرخيص فداء لوطنه فتمدد إيمان الرجال على حد أعمالهم لأن الخلق جميعا عيال الله الغفور الرحيم فالإنسان سيد الكون ومؤتمن على رزق العباد كذلك اليد التى تتصدق على فقراء المسلمين والمناولة من الله لخلق الله العزيز الرحيم فالانسان مؤتمن على خلق الله ( قال من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ) فالنداء يا قوم مخيلة العادة ( يا قوم اتبعوا المرسلين ) يدل على طاقة الايمان قوية وعنده دليل أن الرسولين بلغوا الرسالة لا حتى توافق وحى الشيطان ( اتبعوا من لا يسألكم أجرا ) لا تقال إلا إذا تقدم به الغير يحتاج لأجر فالعمل يهديك إما إلى الجنة أو النار فكل مواكب الرسل ابراهيم وموسى عليهما السلام إلا إعطاء الأجر إنما أجره على الله فرسول الله صلى الله عليه وسلم قالها ليرى ابراهيم وموسى عليهما السلام قالها مرة ومرة لأن أول ما دعا ابراهيم آباه آزر قال  يا أبت لم تعبد مالاينفعك ولا يضرك ولا يغنى عنك شيئا يا أبت إنى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى أهدك صراطا مستقيما قال أراغب أنت عن ألهتى يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا قال سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا

( اتبعوا من أسألكم أجرا فهم مهتدون ) لأنهم رسل من رسل الله فهم مرسلون من قبل الله العزيز الحكيم والله لا يهدى إلا المؤمنين من يهدى إلى صراط مستقيم يوصل إليه الطريق الموصل للجنة فالله أوجد الإنسان من العدم وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فلا بد من الشكر والإيمان ( وما لا أعبد الذى فطرنى ) فطرنى : خلقنى فليس رسول بل متطوع
( لا يؤمن أحد حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه ) فلقد خلق الله الإنسان وأرسل له منهج العبادة منهج الإسلام ( افعل كذا ولا تفعل كذا ) فقد خلق وهدى وأرسل الرسل لهداية البشرية لمنهج الحق المبين فالرسل بلغوا أمانة الرسالات ثم انتقلت للأصحاب ثم التابعين ثم تابع التابعين ثم للناس كلهم ( قدر الله أحد سمع مقولتى فوعاها والله يسمعها وهو الذى بلغ أهل الأرض بها والاتباع مميز ليس فضلا بل تكليف من الله رب العالمين ( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) فالقلب مهتم بمراحل الإيمان أما الجسم فيه جوارح تابعة لارادة الإنسان ففيه جوارح متعددة ( 5 جوارح ) ولكل منها مهمة ووظيفة حياته تقوم على مطلب الحياة ومقومات الحياة فى الطعام والشراب مما تنبت الأرض فالجسم الحى له فضلات تذهب للكلية والأمعاء الغليظة ليخرج من الجسم أما التنفس فلا بد من استنشاق الهواء ليذهب للرئتين ثم الشرايين التاجية فالقلب ثم يذهب للدم فالقلب يغذى نفسه بالمواد الغذائية الموجودة بالدم ويؤثر فى الجوارح لتؤدى وظيفتها
( ومالى لا أعبد الذى فطرنى ) يشع الهداية على الناس كلها فكأن الرجل الذى أتى من قلب القرية يمثل قلب الرسالات ( اليهودية / المسيحية / الاسلام ) السماوية لأنه لم يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد عرضت شيئا وأردت اعطائكم إياه فهو شبيه بالقلب فيس قلب القرآن فهل ضرورى أنهم لا لأن الإيمان غيب ومشهد فتوجد أحاديث تثبت أن يس قلب القرآن فالمريض الذى يقرأ له يس تأتى له الملائكة تصطف صفوفا له ما يفارقونه حتى يموت ثم يشهدوا غسله ثم يشهدوا تشيعه ثم يشهدوا الصلاة عليه ثم يشهدون دفنه والمريض الذى يقرأ له يس يأت له جبريل عليه السلام سيد الملائكة فيأتيه يكأس فيه ماء فيشربه شربة لا يظمأ بعدها فهى شربة من أنهار الجنة فلا يحتاج لأحواض الأنبياء ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون ) ( لا أعبد إلا الذى فطرنى ) فإن لم تقدموا نعمة الايجاد فقدموا نعمة الود ( ومالى لا أعبد الذى فطرنى فأنتم مكرمون ) ( إنى إذا لفى ضلال مبين )
 وجاء من المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون
فقد ساعد الرسل لفهم الأوامر فى نشر رسالة الأنبياء وكل أمر من علته ( اتبعوا من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون ) والأجر لا يدعو لضلال وإنما يدعوا للهداية والتعقل ثم ينتقل لنفسه بقول ( مالى لا أعبد  الذى فطرنى وإليه ترجعون ) فطرنى : خلقنى   مالى لا أعبد
دليل على تعجب الإنسان من أمر نفسه لماذا ؟ لأنه لا يتعجب من أمر نفسه لأنه لم يعبد الذى فطره وخلقه وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فالتعجب من أمر النفس لما قال سليمان عليه السلام قال ( مالى لا أرى الهدهد ) وجوابه عند الغير أم جوابه من نفسك
( فلما تفقد الطير لم يجده قال لا بد أن يكون الهدهد موجودا ( أم كان من الغائبين فكأنما أمر الفطرة بتقصى عبادة من فطر فالجوارح تستدعى العجب والحق سبحانه وتعالى أخبرنا فى سورة البقرة عن الكافرين فيقول ( كيف تكفرون بالله ؟ ) فالخلق العجيب ليس على مثال سابق ( بديع السموات والأرض ) الله العزيز الرحيم الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد والذى فطرنى من الوجود فالإيمان إيمان فطرة فإن كان إيمان فطرة فلقد استجاب لما فى حق الله وإن كان إيمان فمن خلقه وبفطرة الله تعالى ( وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون ) فنصف القول إليه  أرجع فما باله يأتى بشىء من عنده وشىء من عند القوم الكافرين ( ومالى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون ) لأن الأصل من عند الله تعالى تأتى على ( 3 ) مراحل :
1 ) طاعة من تجد فيه نموذجا كماليا يستحق أن يتبع ويحمد وإن لم يعد على الإنسان منه شىء .
2 ) تقدر للمنفعة التى تريد منه طمعا فى النعمة له .
3 ) تحترم أحد من الناس لجعل نفسه فتوة تحترم الإنسان وتحبه لأن فيه صفات كمال تحب إن لم يكن لك منها نكد أو تحبه للمنفعة منه فإذا كانت له نعم قولية وفعلية ومالى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون أئتخذ من دونه آلهة ) أئتخذ : فالله صفاته وتعالى لم بيتخذ ولدا فالعبارة إذا لم يكن له ولد يقينا ( ما اتخذ الله ولدا ) آلهة متخذة إن يردن الله بضر ) فإذا فسرت ما يجرى به بقدرة الله فتعقل إنه من الرحمن ولا بد من أنها من رحماه فهى لا تستحق ايجادها أزمة وإنما الإنسان الذى اتخذها آية لم تنجيه وتقول ذلك ابنى أما هى يطبقها فلا تؤدى وظيفتها ( إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا فإذا فسرت ما يجرى عليك أيها الإنسان فلا بد من تجربته على الإنسان به بقدر الله على أنه أخبر لك عن التعقل إنها رحماه فلابد من تجربته على الإنسان وهو الرحمن الرحيم حكمة فيما آمنت به فأحمدك ربى على جميع كل قضاؤك وجميع قدرك حمد الرضا بمطلب اليقين عمل فليس كل ما يأمر به الله من القوانين أنها بارة لأنها من رحماه .
( إن يردن الرحمن بضر ) تنبه وما رأينا أحد من خلق البشر له صنعته إنما يجعل فيها التجميل والزيين كل فعل يجب أن يحكم عليه قبل الرضا ومن الخط حيث ننظر لمن فعلها فإذا نظرت من فعله فالله فى الحديث القدسى يقول ( يا بن آدم أنا لك محب فبحقى عليك كن لى محبا ) فالإنسان عندما يكون لديه قضية أشياء بها فلا بد من الذى أجراها لأنك فسرت بالعقيدة السطحية للإنسان فالإنسان الذى عمل عملا ويتقنه يحب الله عز وجل ولا يسخط عليه لأن فيه حكمة .
( إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا ) فالشفاعة : وضع المقت الذى له ضر بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للإنسان المؤمن فإذا لم تقبل الشفاعة فالشفاعة من الشفع فالشفاعة ضم شىء لآخر فالشفاعة لمن رضى الله له قولا يوم القيامة دار الجزاء بحيث الجنة للمؤمنين والنار للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين فالحق سبحانه وتعالى حينما شرح المسألة فى سورة البقرة حيث قال واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ) لا يؤخذ منها الشفاعة ولا يؤخذ منها عدل فالنفس نوعان :
1 ) نفس مجزية     2 ) نفس مجزى عنها
فهل سنرجع الضمير للمجزية أم المجزى عنها فالمجزى عنها يعمل شفاعة لا يقبل من ذاتها عدل ولا تنفعها شفاعة ) فشفاعة الغير إن كان الضمير عائد على النفس الجازية الشفاعة ( لا تغنى شفاعتهم شيئا ) ( إن الذين تدعون من دون الله لم يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب ) أئتخذ من دونه آلهة ( إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ) فإن فعلت ذلك أكن فى ضلال مبين واضح وحاضر ( إنى آمنت بربكم فاسمعون ) حين أرسل الرسل فعززنا ) إنى آمنت بالله فإن اقتربت لك الرؤيا لكم أيها الكافرون والمنافقين والفاسقين والمكذبين قهرا عنكم وإن كان الخطاب يذهب بجماعة أخرى لأنكم عند السؤال ( من خلقكم ليقولون الله ) ( إنى آمنت بربكم فاسمعون ) تسمعون بالسمع عن طريق الأذن فالصوت الآتى من الأشياء المحيطة بالإنسان كالسيارات فآمنا به ( إنى آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون ) فإذا فعل الفعل بين للمجهول للتعميم ( إن الذين آمنوا ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ) قيل ادخل الجنة مما يدل على أن الإنسان ليس له نفس فى التدين بالاسلام ولكن حظ إخوانه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فلما يرى البشرى بدخول الجنة قال ( ياليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين ) فالتحلية قبل التخلية فالتحلية التوت الذى ينظف من التراب فقبل إعطاء الله الجنة للإنسان المؤمن يزحزحه عن النار تحلية وتوجد تحلية بدخول الجنة ( بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين ) ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) أما الكافر والمنافق والفاسق والمكذب فجزاؤه جهنم ويحرم من الجنة ما أنزلنا من بعدهم جندا من السماء وما أنزلنا على قومه ) ردوا عليهم بمواقفهم من الملائكة رسل ومن موقفه هو الذى تطوع به ( وما أنزلنا على قومه ردءا من الرسل الثلاثة ومن موقفه معهم فلقد تطوع به كان لا بد من من قال بل لا نقول دوما وما كنا لقومه من شيئا من السماء فبشر بعذاب أليم يوم القيامة فتخبرهم بذلك لهم أنفسهم من الله عز وجل وما أنزلنا على قوم وما كنا مرسلين ) فكانت ذات نصب لأن جبروتاهم هم المخادعون ( وما أنزلنا على قومه ردءا عليهم ) ومواقفهم من الرسل للأمة الاسلامية ويعد موقف المتدين بالاسلام تطوع فكان لا بد من تكسير السماء ( وما أنزلنا على قومه من السماء ) فتجريد الناس من الأمور الدنيوية والنور وفى المراحل الأخروية .
( وما أنزلنا على قومه من جند من السماء وما كنا منزلين ) فإن كانت صحيحة وهو معها
( إذا هم خامدون ) فالفئة من أوان بتفسير ( ما أنزلنا من عباد ما يأتيهم من رسول إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم وأسروا النجوى ) فالجمع بين المستقيم وغير المستقيم ليصبح فإذا كان مطيعا لله ورسوله وجب عليه الجمع فإن يعطى سقط عنه فرضية الجمع فالذين لم يؤمنوا بالله انظر وما حدث لهم فلقد اصيبوا بالأمراض والكوارث البيئية فالايمان قد يكون بصريا وقد يكون غيبيا فالايمان يكون فى تمامه فالحشر على الذين لا يؤمنون ( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون ) فيجعل لهم يقظة بحيث يروها حدث للأمم السابقة ليقدموا الايمان وترك الكفر والنفاق والكذب والشرك بغير الله فالرؤى رؤيتتين : 1 ) رؤى بصرية     2 ) رؤى عليه
فالقضية العكلية يعتقد فيها صحتها فكأن إقبال الله بها أكثر من رؤى العين ( كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليه لا يرجعون ) فالقرن فترة من الزمن مدته ( 100 سنة )
( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذو الأوتاد   إن ربك بالمرصاد ) معناها أن الله أبقى الآثار فأمريكا سبقت العالم فى الأبحاث والابتكار والابداع فى جميع مجالات الحياة والصعود للكون .
( أو لم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أنهم إليهم لا يرجعون المهلكين لا يرجعون للدنيا بعد الموت ولكن يرجعون فى الآخرة للحساب والجزاء والعقاب
( وإن كل جميع لدينا محضرون ) لما بمعنى إلا فلابد من الأتيان وراء بعضهما البعض لأن كل منهما له مدلول فالكلية تفيد شمول الوجود ( وإن كل جميع لدينا محضرون ) يأتوا للحساب بدون طواعية بل مجبرون فالاستدلال بالبعث يقتضى الايمان بالله عز وجل
( إن كل جميع لدينا محضرون ) فى بعث الأجساد فالفلاسفة عندما يموت أحدهم فى مكان ثم نبتت عنده شجرة فالشجرة تمتص من العناصر التى كانت بأجساد الموتى فلما تتغذى منها الشجرة فأكل من الشجرة أحد من الناس فالعناصر عندما تتكون لها ذاتية فى التكوين وما لها الحسن فى القيم فأحد الناس كان فى صحة جيدة ثم أصابه مرض ما فهدى الطبيب للعلاج الصحيح الذى يعالج المرض فكل العناصر التى أعطته الصحة والمرض هى نفس عناصره الخارجة منه لكن مقاديرها معلومة فالمسألة ليست خصوصية فالنسب مختلفة بين العناصر فاختلفت الشخصيات باختلاف العناصر المكونة لها فالمسألة ليست ذاتية عناصر وإنما عدد العناصر ؟ ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ) ق
فالعجب نشأة الإنسان من عدم الوجود ( العدم ) وهو أهون عليه من السير على القوانين الوضعية الدنيوية فيوجد تصحيح للآية ( وإن كل جميع لدينا محضرون ) ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) الآية : الأمر العجيب فكل آية فى الكون آية فى الشجاعة والكرم والحسن فهى تدل على إما الإله الموجد وإنما تؤخذ على أن المطر يهز الأرض فالمنظر الجميل فالأنف لها رائحة جميلة والعين لها المنظر الجميل واللمس له النعومة فالأرض نفسها آية وإحياؤها فبإحياؤها بنباتات كثيرة ومتنوعة فالأرض قسمين :
1 ) قسم ينبت للإنسان كل مقومات الحياة من القوت الضرورى وغير الضرورى الفاكهة .
2 ) ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) آية أخرى فالحياة الفانية لها مراحل :
1 ) إحياء به خضرة ( يلبد الرمال ) عند هبوب الرياح .
2 ) إحياء بدون خضرة .
( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ) فسيدنا سليمان عليه السلام الذى له ملك ليس من بعده حيث سخر الله له الملائكة والجن والطير والنمل والرياح تسير بأمره وهى من معجزاته عليه السلام .
وأصحاب الزروع الذين لا يأكلون إلا عند علامة محددة فنجد القرآن فى سورة الرحمن
( والحب ذو العصف والريحان ) فلما أقسم بالحب أخبرنا بالنعمة ولكن له أصحاء يعيشون فى المدن .
( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) فالبلح والعنب لأن البلح والعنب قوت وفاكهة .
( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) فمرة أتى بالنخلة ولم يأت بالتمر ( البلح ) ومرة أتى بالعنب ولم يأت بالشجرة لماذا ؟ لأن للمسألة النخلة ( التمر والبلح ) والعنب من الشجرة فوائدها قيمة لا تعد ولا تحصى فشجرة النخل ( التمر والبلح ) كلها ثوابت فجريد النخل هو الورق فى مصقوفه فجريد النخل به شوك فالبلح عندما يكون صغيرا فلا يوجد فيه ولا بلحة إلا عندما يكبر فتجده قد امتلأ بالبلح من كل صنف ولون ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ) لأن الأرض التى يمر بها أنهار كالوديان تروى الأرض الممطرة فتروى بالمطر فينزل المطر فى مناطق ثم يسلكه ينابيع فى الأرض فلما يسلكه ينابيع فى الأرض فنفحت فى الصخور نجد المياه ( وسلكه ينابيع فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) ليطمئن الإنسان فحينما تكون الأرض ممطرة أو فى الأرض ليست واديا به ماء فأتى بعين على الزراعة الممطرة أم المياه الجوفية إنها المياه الجوفية المستخدمة فى الزراعة أكثر من المطر ( فسلكه ينابيع فى الأرض ) ( وفجرنا فيها جنات من نخيل وأعناب وسخرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم ) من ثمر التفجير فى ثمر النخيل ( التمر والبلح ) أو ثمر الحبوب فنسب الميزة للأصل ( من ثمره ) من ثمر القدرة كن فيكون فيريد الحق سبحانه وتعالى خلع الإنسان من الأسباب ليرى المسبب الأعلى الله عز وجل .
فحين يتعذر نزول المطر يلجأ الناس لله عز وجل فى صلاة الاستسقاء فالرجال والنساء والأطفال والمواشى يصلون داعين الله بنزول المطر للمسبب الأعلى الله الرحمن الرحيم فيتقربون لله بالدعاء والصلاة من أجل نزول المطر عن طريق اللسان الذى لا يعصى الله فالإنسان كفور وظلوم لنفسه ( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفرأيتم ما تحرثون أننتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) تزرعونه ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ) التنزيه المطلق لله عز وجل تنزيه واجب الوجود فالقياس ليس بالحدث فلا بد من مقارنة الفاعل بالفعل فالزمن يتناسب مع المسافة تناسبا طرديا عند السفر من مدينة لأخرى .
( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا ) الاسراء ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ) سبحان : التنزيه والشفافية لله عز وجل سبحان بدون إرادة لا بل سبحان بإرادة فسبحان تنزيه قبل أن يوجد من ينزهه
( الإنسان ) فالله خلق الخلق قبل خلق الإنسان أم بعد خلق الإنسان ؟ فالله عز وجل خلق الخلق أولا ثم خلق الإنسان ثانيا ليكون جميع خلق الله على الأرض مسخرة للإنسان
( يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض ) ( الحشر ) ( يسبح لله ما فى السموات والأرض ) ( سبحان الذى سخر الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) فالتسخير بعد التزاوج .
( سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) الآية جاءت بعد قول الله سبحانه وتعالى ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) الأرض نعمة وآية وإحياؤها بالنبات نعمة ( وفجرنا فيها من العيون ) ( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم فمنه يأكلون ) الحبوب والقوت والبلح ( أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد ) طلب الوجود على الشىء دليل على وجوده فالمؤمن مقتنع بالشىء الصحيح وطلب عليه الدليل لاثبات وجوده فطلب الدليل عين الدليل فيوجد امتداد للإنسان وامتداد للأشياء الخاصة بالإنسان فى الأزواج كلها لتتكاثر وليستقر عطاء النبات والحيوان ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ) سبحان : التنزيه المطلق لله العزيز الحكيم والتنزيه المطلق لها ( 3 ) ثوابت :
1 ) تنزيه ذاته عن الذات .
2 ) تنزيه صفاته عن الصفات .
3 ) تنزيه الوجود الإنسانى عن الوجود الإلهى .
( والخيل والبغال والحمير لتركبوها ) فلولا لم يقل ( ويخلق ما لا تعلمون ) فتصير المواصلات الحديثة كالطائرات والقطارات والسيارات والصواريخ مصقولة ( ويخلق مالا تعلمون ) فكل يوم نرى عجائب الله عز وجل فى الكون ( سبحان الذى سخر الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) فتوجد الكثير من النباتات لا نعرف لها ذكرا وبعضها لا نعرف له أنثى ( وأرسلنا الرياح لواقح ) فعن طريق التلقيح يتم التكاثر فى النباتات عن طريق النحل فالانتقال فى النبات من الذكورة للإنوثة ومن الإنوثة للذكورة فحبوب اللقاح فى زهور النباتات هى وسيلة التكاثر فى النبات فامتداد النعمة وامتداد المنعم عليه فى التزاوج فالنبات به زوجية ( ذكر وأنثى ) فالتزاوج كالتوائم يشترط فيهما وجود شيئين :
1 ) التزاوج : ذكر وأنثى      2 ) التوائم : متشابهة أو غير متشابهة .
فإذا نظرت للتزاوج بعين العلم الفاحصة المدققة فكل شىء فى الوجود زوجين فلقاح الذكر للأنثى فى النبات له مدة محددة إذا تم تجاوزها لا يحدث التلقيح .
أما بالنسبة للإنسان فيوجد التغيير الكيماوى فى جسم الإنسان فيوجد موجب بموجب وسالب بسالب فلابد من حدوث العملية الكيميائية وفى الذرة لا بد من تقابل الموجب مع السالب والسالب مع الموجب ليحدث التفاعل كيميائيا فى جسم الإنسان أو ذريا فى الذرة .
( ومما لا يعلمون ) لها مدلولات عديدة وكثيرة لا تعد ولا تحصى فتم التصديق فى واقع الحياة ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض وما عملته أيديهم ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) الأرض وما يتعلق بها من المكان  ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار )   
( أو لم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد ) فيوجد ليل ونهار فاليوم يشمل الليل والنهار
( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) فالليل به السكون والراحة والنهار به حركة الحياة
( سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) فالليل والنهار متعامدين وليس متناقضين ( أفرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تبصرون قل أرأيتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ) لأن النهار به حركة الحياة والليل فيه السكون والراحة فالحياة قائمة على التعاون والألفة والمحبة لا على التباغض والتآثم ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) السلخ نزع فرو الشاة عن جلدها بعد ذبحها فالليل ثم النهار فالنهار يذهب الظلمة والليل يذهب الضياء فالنهار كالجلد يغطى الظلام والليل كالجلد يغطى الضياء .
( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ) ( والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) ( ومن آياته منامكم بالليل )
فالمجموعة الشمسية تم كشف نبتون ثم بلوتو فأين هم من السماوات السبع فالمجموعة الشمسية ( عطارد / الزهرة / الأرض / المريخ / المشترى / زحل / أورانوس / نبتون / بلوتو ) فهم يدورون حول الشمس والذى يدور حول الشمس له دورة أخرى حول نفسه فكل كوكب له دورة حول نفسه ودورة حول الشمس فمركز المجموعة الشمسية الشمس فدورة الكوكب حول نفسه ينشأ عنها الليل والنهار ودورة الكوكب حول الشمس ينشأ عنها الفصول الأربعة ( الصيف / الخريف / الشتاء / الربيع ) فإذا كانت دورته حول نفسه أسرع من دورته حول الشمس فيكون يومه أطول من سنته ( عطارد ) أما الزهرة سنتها 225 يوم من أيام الأرض لكن يومها 244 يوم من أيام الأرض فسرعتها حول نفسها شىء وسرعتها حول الشمس شىء آخر .
والشمس ومجموعتها الشمسية تجرى نحو نجم ( أورتيجا ) فى الثانية 12 مرة ( إن لله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولإن زالتا ) فالذى يمسك السموات والأرض الجاذبية ولإن زالت الجاذبية فسبحت الأرض فى الكون الواسع بلا هدف ولا توجد عليها حياة .
( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ) العرجون القديم : القمر البدر
العرجون : عزق النخل به شماريخ البلح .
فالقمر يدور حول الأرض فى شهر والأرض تدور حول الشمس فى سنة فأيهما أسرع ؟
الأرض أسرع من القمر فى دورانها حول الشمس .
( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) فالقمر دورته شهر والشمس دورتها سنة ( ولا الليل سابق النهار ) فإن الليل لا يسبق النهار ولا النهار يسبق الليل فهم فى فلك يسبحون ) فلكل منهم له ميعاد محدد فالشمس للنهار والقمر لليل فكل منهما له دورته الخاصة به .
( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) فالقمر يسبق الشمس ولكن الليل لا يسبق النهار بمعنى أن الظلمة لا تسبق الضياء فالنهار لا يسبق الليل هل الليل يدخل بالنهار أم النهار يدخل بالليل فثبوت الليل أولا ثم ثبوت النهار فتوجد قضية بأن النهار لا يسبق الليل لا فالنهار يسبق الليل ولا الليل يسبق النهار بدليل أن رمضان يثبت بليله لا بنهاره فتوجد قضية مثبتة يريد الله عز وجل أن يثبتها فلو كانت الأرض مسطحة فسوف تصبح الشمس مواجهة للأرض باستمرار حيث يصبح نهار دائم بلا ليل ثم تغيب فالنهار يوجد أولا ثم الليل ثانيا فلو كانت الشمس غير مواجهة للأرض فلا بد من وجود أسبقية لا الليل يسبق النهار ولا النهار يسبق الليل فلا بد من وجود الأرض مكورة حتى يتساوى الليل مع النهار والنهار مع الليل فالنصف المواجه للشمس يصبح نهارا والنصف الغير مواجه للشمس يصبح ليل فالآية تثبت كروية الأرض وليست مسطحة فعندما تكون الأرض مواجهة للشمس من النصف الشمالى يصبح النصف شمالى نهار والنصف جنوبى ليل وعندما تكون الشمس مواجهة للأرض فى النصف الجنوبى يكون النصف جنوبى نهار والنصف شمالى ليل فلابد من الإتيان بالليل والنهار فى وقت واحد عندما تكون الأرض كروية ( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) الفلك مدار الكواكب فى الكون ( المدار الاهليجى ) فالآية تعضدها آية أخرى ( إنما جعل الله الليل والنهار خلفة ) يخلف بعضه بعضا فالليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل ( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) السبح : التنزيه لله عن الذات والصفات فنحن نعلم جملة زمن مع جملة حركة فالمؤمن عرف ربه بربه أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عرفه المؤمن منهج ربه فى الحياة الدنيا ( الاسلام ) ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون )
الفلك المشحون : سفينة نوح عليه السلام ( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإن نسخر منكم كما تسخرون ) فمن حكمة الله عز وجل أن الرياح تحمل السفن فى البدائيات فالبواخر الآن ليس فيها أشرعة لأنها تعمل بوسيلة من وسائل الطاقة فالريح سمة القوة فأين كانت قوة الريح ؟ فالريح هو القوة بدليل ( لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون ) فكل إنسان له ذرة من آدم عليه السلام ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) الصريخ هو الذى تستصرخه لينقذك .
( ويصنع الفلك بأعيننا ) ( ويسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ) ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون ) ذرأ  : يطلق على الآباء ذرائر فالآباء عندما نجوا من الغرق هم الأصل الأصيل من ذرية الناس فكان الناس مطمورين فى آبائهم فكل إنسان به ذرة من آدم عليه السلام لم يطرأ موت فهذه الذرة من آدم هى التى حملت الفطرة ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) خلقنا من بعد سفينة نوح عليه السلام كنموذج فالجمل سفينة الصحراء ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) إياك أن تنفق من نعمه نخلصك من الاغترار بالأصل ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) فالصريخ الذى تستصرخه لينقذك ومن روائع العقائد المكتشفة الاشراق والتنوير فالشيطان سيحصل معه حوار وبين الذين اتبعوه من الكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين ( فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى أخاف الله رب العالمين ) فعن طريق سلطان الحجة أو سلطان ( لا يجدون وليا ولا نصيرا ) ( ولا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) نفى التطوع للكافرين يوم القيامة .
( إلا رحمة منا ) الرحمة أساس المغفرة فإن كنا نجيناكم من الغرق فأعطيناكم صك الأبدية
( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) ( حين تمسون وحين تصبحون ) بمعنى ليلة واحدة
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا وإذا قيل لكم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) إذا ويقابلها إن ومعنى إذا قيل لى يا مؤمنين يا مصدقين برسل الله فإننى أرضى عنكم لأنكم صدقتم برسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
( وإذا قيل لكم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فكأن المؤمن يعطى الكافر وسيلة تقربه من رحمة ربه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) ما بين أيدينا  : من أمامنا من الحشر
ما خلفنا  : من ورائنا ( فلنرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك ) ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فالمؤمن يمهد الطريق لراحة الكافر فالمؤمن يمهد السبيل لراحة الكافر ( وما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) لأن الذين يكفرون بالرسل ويتكبرون على منهج الله فى صيانة الإنسان فى الحياة الدنيا من المعاصى والآثام فالإنسان خليفة الله فى الأرض فهم مستفيدون من الفساد فكل مؤمن يأتى ليقطع الفساد فكأنه جاء ليقطع رزق الفاسدين فى الأرض ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين )  مما رزقكم الله من النعم التى لا تعد ولا تحصى ( وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى أخاف الله رب العالمين ) فالمصرخ : هو الذى يجير الصراخ ليأتى المنقذ ( تؤتى أكلها كل حين )
بمعنى سنة ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) إذا يقابلها إن
إن للشك   إذا للتحقق .
فكأن المؤمنون يعطون الكافرين وسائل لتقربهم من رحمة ربهم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فوثوق رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه وثوق بواقع ربه
( اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فإيمان المؤمن يمهد الطريق ( السبيل ) لراحة الكافر ( وما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) لأن الذين يكفرون بالرسل ويتعدون على منهج الله فى الأرض ( الإسلام ) لصيانة خليفة الله فى الأرض
( الإنسان ) ( وما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) فتفسر بآية أخرى
( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله ) مما رزقكم الله من النعم أى انفقوا مما أعطاكم الله من النعم ( واستخلفكم فيها ) فنريد تنفيذ مرادات الله فى خلقه ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين ) فيريد الله عز وجل أن يشهد عطف عباده على عباده لتسير حركة العالم على طريق الإسلام .
فالآخرة آتية للحساب والجزاء بالجنة للمؤمن والعقاب بالنار للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ) فيوجد للكافر حظه فى الوعيد وليس فى الوعد فالوعيد بالنار للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين والوعد بالجنة للمؤمنين الصادقين
يخصمون : يختصمون يوم القيامة
( فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) ( فإذا هم قيام ينظرون ) فتوجد صيحة للموت وصيحة للبعث للحساب والجزاء والعقاب يوم القيامة فالنفحة علامه للحدث والفاعل هو الله عز وجل فالأجداث القبور ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه ووجد الله عنده ) ( قالوا ياويلنا )
الويل : الدعاء بالثبور على النفس ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) .
( ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) الحق سبحانه وتعالى أخبر أن الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه ) ( يوم القيامة ) وأنه من أفلت من عقوبات الدنيا نتيجة للحياة التى يعيشون فيها فإن الله مدخر له عذاب من نوع أشد فالحق سبحانه وتعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ( إما نرينك بعض الذى نعدهم ) وأنت حى وإما أن تردون إلينا يوم القيامة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) فالوعد الذى يأتى من الحق فى مقابل الوعيد ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) فهل يكون أنه قد خلق الإنسان من
( صلصال كالفخار ) وخلق الجان من ( مارج من نار ) ( فبأى آلاء ربكما تكذبان وله الجوار المنشآت فى البحر كالأعلام فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران فبأى آلاء ربكما تكذبان ) الرحمن لأنه لم يفاجئهم بها وإنما أوجدهم بها وهم أصحاء يقدرون على أن يستمعوا إليها وأن يرجعوا عما هم فيه من الضلال فالوعيد عين النعمة لأنك تنتبه إلى شىء ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) فى البلاغ عن الله عز وجل .
( قالوا يا ويلنا ) تعالى يا نفسى فاحضرى عذاب الله يوم القيامة حيث لا يوجد من ينصر الكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) فالصيحة لا تمت ولا تبعث وإنما الصائح بها وهو الله عز وجل هو الذى يميت ويبعث ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )
( وإن كل لما جميع لدينا محضرون ) فكل تدل على شمول الأفراد فقد يكون شمول الأفراد تتابعا ليرى التابع للمتبوع ( فإذا هم جميع لدينا محضرون ) ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ) فالذى عمل خير يطمئن والذى عمل شر لا يطمئن بل يخاف الوعيد يوم القيامة ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ) لماذا يوم القيامة ؟ فكل يحاول أن يظلم الأضعف منه لأن الموازين فى يد البشر فى الدنيا أما فى الآخرة فالموازين بيد الله العزيز الحكيم ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) ( أصحاب الجنة ) الصاحب من نلازمه ولا نفارقه من جنسك ( الرجل أو المرأة ) كأن الجنة كانت فى قلوبهم وأذهانهم وهذه القلوب والأذهان لها صحبة بدخول الجنة فكل عمل يعملوه يتذكروا الجنة فكأن الجنة أخرجت مخرج العقلاء الذين يصاحبون بعضهم البعض فى الجنة فالعمل الصالح ملك المؤمنون مفاتيح الجنة ( إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) يقال فكه وفاكه بمعنى متلذ متنعم لأن به قوت للضرورة ( لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) فيشكر الذى نجاه من المعصية وبين له طريق الحسنة ليتبعها ( إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون ) ( الظلال ) ( يوم لا ظل إلا ظله ) فحين أراد الله بالزيجة
الزواج بين الرجل والمرأة قال ( سكنا ومودة ورحمة ) ( هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون ) الأريكة : السرير الذى له نموسية أو هى الوسادة .
متكئون : لأن الإنسان له حالات : الوقوف فالجلوس فالاضطجاع فالنوم ( لهم فيها فاكهة ) ( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيه من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم ) ( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون ) لأن الله لا يعطيهم الأشياء لأنه أعطاهم إياها قبل أن يدعوا ) فالمعنى كان يريد لخلقه فى الدنيا ( منهج الإسلام ) فالسلام غاية فى الحياة الدنيا ( لايلاف قريش إلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) ( سلام قولا من رب رحيم ) ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) ففى صلح الحديبية حينما منع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون من دخول مكة حزن المسلمون حتى كبار الصحابة فلما أمرهم بالدخول تحت الشجرة لم يستجيبوا فدخل الرسول الكريم على أم سلمة فقال : هلك المسلمون أمرتهم فلم يطيعوا فقالت له أم سلمة يا رسول الله افعل ما أمرك الله به فإن فعلت فعلوا مثلك فقبل الذهاب للمدينة بين الله لهم العلة حيث كان يوجد فى مكة أناس يكتمون إيمانهم ولا يعرفهم المسلمون فإذا دخلوا مكة قامت الحرب فقد يقتلون إخوانهم فى الإسلام وهم لا يشعرون
( تعرفهم بسيماهم ) تعرفهم بعلاماتهم وصفاتهم ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) ( ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ونبهكم لمداخل الشيطان إليكم أيها الناس وعداوة الشيطان لآدم منذ أن امتنع الشيطان ( إبليس ) عليه لعنة الله حينما أمره الله بالسجود لآدم سجود تكريم وتشريف لا سجود عبادة فالشيطان أغوى أدم وذريته فأقسم أمام خالقه ( بعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ) ( ألم أعهد إليكم : أم آمركم ببيان مكائد الشيطان ليس آدم لأنه يريد أن ينتقم من ذرية آدم فقال ( لأغوينهم أجمعين ) وحين أقسم إبليس أقسم قسما يؤكد قدره على الله ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) فالشيطان لا يأتى لأماكن الفجور وإنما يأتى لأماكن الطاعة ليفسد الطاعة على المؤمنين  ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين  
فالجهات ( 6 ) فيوجد أعلى وأسفل وليس ( 4 ) ( ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) وعدو مخيف بأساليب الكفر والنفاق والفسق والكذب والفجور ( وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ) العلة فى عدم عبادة الشيطان أنه عدو
( يابن آدم إنى لك محب فبحقى عليك كن لى محبا ) حديث قدسى
 ( ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ) ( إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا أولم تك أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) فالطريق به : من وإلى
فالله يريد اخبار الإنسان بأنه عابر سبيل وليس خالد مخلد فى الدنيا ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) فالانتقال من عالم الأسباب إلى عالم المسبب ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) الجبل : القوم الأشداء الأقوياء .
( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أو لم تكونوا تعقلون ) ( هذه جهنم التى كنتم توعدون ) من الوعد بالخير فالوعيد بالشر ( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون اليوم نختم على أفواههم والأمس نختم على قلوبهم ختما على القلوب فلا يخرج الكفر ولا يدخل الإيمان فاليوم نختم على الأفواه حتى لا يعتذروا ( الأن وقد عصيت قبل ) ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) ففى الدنيا الجوارح مأمورة بإطاعة مرادات الإنسان .
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) فلماذا الأيد تكلم والأرجل تشهد لأن جمهرة الأعمال فالأيدى تقوم بالأعمال والأرجل تسعى إليها ( بما كانوا يكسبون ) يكسبون فيوجد فرق بين إنسان يقبل على معصية ثم لا يفرح بها وبعد الانتهاء من المعصية يندم وآخر يعتبر عمل المعصية مكسب يتحدث به ويتباهى بضرب الناس ببعضهم البعض ( إنما التوبة على الله للذين آمنوا الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب وليست التوبة على الله للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الأن ) فلا تنفع التوبة عندئذ فالتحقيق اللغوى كسب من أجل الربح يكتسبه فصاحب الحرام يفتعل الكسب وأصبح يعملها بدون افتعال ( وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ) حتى لا يبصروا فلا يستطيعون السير على الصراط ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ) مضيا : المشى فى الطريق
فالله قد أعذر بأنه أنذر أعذر بقوله ( لا تعبدوا الشيطان لأنه عدو ) فبعد ذلك لا يوجد للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين عذر ( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) فأعطيناكم فرصة طويلة فالتعمير يورث ضعفا عن المهمة فيوجد نشاط وقوة وعندما تكبر القوة والعقل يضعفان ( لكى لا يعلم بعد علم شيئا ) ( ومن نعمره ) نطيل حياته ( ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون ) فيضعف ادراكه وقوته وعقله وعلمه ( ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون ) ( أفلا يعقلون ) اعقلها على هيئة استفهام فيأتى بها الله جواب من الغير فالواحدية أحد فالواحد ليس أحد والأحد ليس الواحد ( إذا لا بتغوا إلى ذات العرش سبيلا ) فصاحب الدعوة تثبت له إلا أن يأتى معارض وما دام لم يأت معارض لأن الله يكلم الملائكة فالملائكة تأتى بالرسول صلى الله عليه وسلم فالتوحيد توحيد ورسالة وحشر والرسالة ( الإسلام ) ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) ( وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ) ( أبعث الله بشرا رسولا ) ( قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لأنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ) وأنزل رسولا فكيف سيأتى بملكا رسولا ؟ ( ولو جعلناه رجلا لجعلناه ملكا وللبسنا عليهم ما يلبسون ) وما علمناه الشعر
أى علمناه غير الشعر لذلك كانت الأمية شرفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمناه الشعر لأن الشاعر له كثرة فى الألفاظ لأن الشعر ينطق بالكذب فى الأرض ( وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب فقال القوم الكافرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر وشاعر وكاهن .
فلقد سحر القوم الذين آمنوا فهل يوجد للمسحور إرادة من الساحر ؟ ( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قال الذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقرا ) فالقرآن واحد .
( وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين أفلم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) ( ولئن شكرتم لأزيندنكم )
لأن الأنعام هى الإبل والبقر والغنم فالنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى .
( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون ) فهذه الأية جاءت بعد أن شرح الله الآيات فى الكون لتثبت وجوده الأعلى وقوانينه الكبرى ففى النفس آيات وفى الآفاق حول الإنسان آيات فالآفاق التى هى حول الإنسان والتى تكون خارجة عنه ( شمس وقمر ونجوم وكواكب وسماء وهواء وسحب وماء ) فكل شىء من الآفاق فى خدمة الإنسان ( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم ) فلما تكلم الله عز وجل عن بعض آيات الآفاق ( قال أو لم يروا أنا خلقنا مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) ( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون بل هم اليوم مستسلمون )
( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله هم وقود النار ) ( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ) انتهت المسألة فى الحاجة لذلك بينوا أن للرسول الذين يكابرون فيه ويعاندونه فلا بد من تصحيح العقيدة فى نفس كل مؤمن بها فهى التسلية فالتسلية لا تكون إلا على حق لكل مؤمن مسالم فالحزن أسف النفس وذهاب ما يفسد فمن الذى يسليه يسليه الذى أرسله للعالمين بشيرا ونذيرا ( ونعلم ما يسرون وما يعلنون ) فالذين واجهوا رسول الله قسمان :
1 ) قسم واجهه بشجاعة فأعلنوا بأن الذى فى قلوبهم مطابق لما هو على ألسنتهم الكفار
2 ) قسم كفر بقلبه وآمن بلسانه المنافقون .
 أو كنا نعلم ما يسرون من الإيمان الحقيقى ( وجحدوا بها والستيقنتها أنفسهم ) بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بمنهج والمنهج يحمله القرآن فالقرآن لم يمار منه
( ولولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) ما يسرون من العلم بالله وما يعلنون من الكفر بالله عز وجل فقبل أن توجد للوجود فلا بد من وجود شىء يدفعها للعمل على ما يترتب من العلم من آثار فعقوبة المؤمن المسىء وعقوبة الكافر وعقوبة العاصى ( فلا يحزنك قولهم لأن العزة لله جميعا )
( ولقد نعلم أنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )
( إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم )
أو لم ير : أو لم يعلم بأن فى الكون كمال ثم فوجىء الناس بأن الله هو الذى خلقهم ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) النطفة : السائل   المنى : السائل الذى تعيش فيه النطفة
فالنطفة هى الميكروب الذى يؤدى للإخصاب ( من منى يمنى ثم كان علقة فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) فنطفة المرأة ليس لها دخل فى تحديد جنس الجنين وإنما المنى من الرجل هو الذى يحدد جنس الجنين فإذا غلب ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد لأبيه
( ذكر ) وإذا غلب ماء المرأة ماء الرجل نزعت البنت إلى أمها ( أنثى ) فالبويضة عندما تخرج من المرأة يحدث تغيير كيماوى فى جسم المرأة ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) خصيم : عدو لدود لربه .
( وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم ) ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجل سلم لرجل هل يستويان ) أم الذين يعبدون ألهة متعددة فالعبادة طاعة عابد لمعبود  وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم
فنريد مقارنة عجز القدرة فى البشر بصلاحة القدرة فى الخالق فالله واحد فى ذاته وصفاته وأفعاله فالله يمد صفات كماله لخلقه ( تبارك الله أحسن الخالقين ) ( وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )
فحينما أراد الله الخلق من العدم فخلق السموات والأرض أولا ثم خلق الإنسان ثانيا فمن ذا الذى انتهى من هذين العنصرين ؟ فمقدورية الفعل انتهت أو مقدورية الأشياء انتهت فالاثنان موجودين ( قل يحييها الذى أنشأها أول مرة ) أنشأها أول مرة فى سياق الرد الأول لا بد من وجود الثانى فالعلم فى الدنيا ( لقد استعمرتك أيها الإنسان فى الأرض لتعمرها فعلم كيف يكلمه وعلى كيف يجازيه فوقود الحطب لا يلوث البيئة وإنما وقود المواد البترولية يلوث البيئة ( الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى هو الخلاق  العليم
( لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ( تبدل الأرض غير الأرض والسموات ) فقانون التسخير للإنسان فى الكون ( الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم فيه توقدون أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى هو الخلاق العليم ) ( لخلق السموات والأرض لأكبر من خلق الناس ) ( وأذنت لربها وحقت ) ( إنما قوله إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ( أو ليس خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى هو الخلاق العليم )
( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول لتفسير سورة يس للشعراوى
( يس ) ولأن يس ثبت أنها الحديث فى قلب القرآن فيجب أن نستعذ والتسمية لها كما استهللناها فى كل سورة فالحق سبحانه وتعالى الذى أنزل القرآن معجزة وكتاب هداية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحح للمؤمنين حركة حياتهم قال سبحانه ( وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) والعلة أن الشيطان عندما عصى ربه لعدم سجوده لآدم عليه السلام فى بداية الخلق وحصل الحوار بينه وبين ربه فقال ( لأغوينهم أجمعين ) أى حتى لا يتميز بنو آدم والشيطان فى المعصية ( إلا عبادك منهم المخلصين ) فقوله ( لأغوينهم أجمعين ) أى يسلكوا الطريق غير الطريق الذى رسمه الله عز وجل لهم هو الصراط المستقيم الذى قال فيه ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم فكأن الشيطان لا يأتى فى الخمارة ولا يأت فى دور القمار وإنما يأتى فى مهب الطاعة ليفسد الطاعة على المؤمنين ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) والصراط المستقيم هو منهج الله عز وجل الذى وضعه فبدل أن ينتظر ابليس لتنفيذ منهج الله فى حركة الجوارح طاعة أم معصية يأتى للأساس الذى تأخذ عته الجوارح منهج الحركة فإذا قرأت القرآن جاء للأمة يريد أن يفسدها وليقطع الله عز وجل هذا السبيل على الشيطان الرجيم لأنه لم ينتظر لحركة الحياة الناشئة فى القرآن نفسه فإذا قرأته سول لك الخواطر فإن أردت أن تنتصر عليه فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم لماذا ؟ لأن ابليس كان ناصح عندما قال ( إلا عبادك منهم المخلصين ) وأنت حين تستنجد بالله عزوجل يكون الله عز وجل يخيط غمز الشيطان الرجيم وإذا قال ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الحق سبحانه وتعالى خلق الانسان وجعله سيد الكون وسخر له كل شىء ومما سخر له سخر أبعاضه لارادته فسخر لسانه المتكلم لارادته فإن كان مؤمنا قال الله واحد والعين تنظر إلى ما أحل الله لا إلى ما حرم والعين تنظر إلى ما أحل الله لا إلى ما حرم والرجل تسعى إلى ما أحل لا إلى ما حرم والعكس صحيح عند الكافر فإن أردت منهج الطاعة تطيع وإن أردت منهج المعصية تعصى فإذا كان الإنسان يريد أن يصنع الطاعة فالجوارح تستنجد للطاعة وإذا أردت فعل المعصية تعصى فإذا كان الإنسان يريد أن يصنع الطاعة فالجوارح تستجيب للطاعة وإذا أردت فعل المعصية فالجوارح تستجيب للمعصية لأنها مسخرة للانسان كتسخير الكون له فأعضاء الإنسان مسخرة له بالطاعة أو المعصية فإذا أردت القيام بعمل من الأعمال فالعمل يتطلب طاقة فكرية وتخطيط  للعمل المراد القيام به ثم تتطلب قوة فى الجوارح لتفعل الفعل المطلوب فالعقل الذى يدبر من الذى خلقه الله عز وجل والجوارح التى تنفعل لمطلب العقل النهائى الله أهى تأتى من تلقاء نفسها لتفعل ما تريد أم الله عز وجل هو الذى سخرها للانسان فأقبل على كل فكرة تنفيذا وتخطيطا وعملا بقوله أنا لا أطلب منك بقولى وإنما من باطن قولى بسم الله افعل لى كذا بدليل أن جوارح الانسان وبعد ذلك يريد الله عز وجل أن يخلع عن الانسان ذاتية الحركة وذاتية الطاقة فالفكر ينساه والذى يفكر يجعل أعضاؤه لا تتحرك ولو كانت ذاتية فى الإنسان حصل فالإنسان يقبل على كل عمل فكرا وتخطيطا وعملا بسم الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإن إلى ربنا لمنقلبون ) فإن تخلت عنى بسم الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإن إلى ربنا لمنقلبون ) فالجوارح لا تطيع الإنسان والإنسان فى الأعمال يريد حكمة وقدره وعلما ما الجامع لهذه الصفات كلها إنه الله العزيز الرحيم ( بسم الله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) له صفات الكمال الممتدة لخلقه فالعزيز يمد بالعزة والقهار يمد بالقهر والحكيم يمد بالحكمة فافعلى يا جوارح ما تريدين تحت اسم الله عز وجل ثم يقول ( الرحمن الرحيم ) بماذا ؟ الحق سبحانه وتعالى حينما خلق الخلق فمنهم المؤمن والكافر والبر والفاجر والمؤمن الطائع والعاصى فإذا ما غفل عن منهج الله صدرت منه صغائر وكبائر أو ربما كبائر فإذا أقبل على عمل يستحى أن يستعين باسم الله الذى عصاه فقال له لا تستح لأننى الرحمن الرحيم فرغم كفر الكافر أمده بكل نعم الحياة الدنيا وما له فى الآخرة من نصيب ) فتشجع فلا تترك الاستعانة بالله عز وجل لأنك أذنبت وتستحى أن تطلب من الله شيئا تريده فالكافر يقول لله عز وجل إنى عاصيك وكذلك المؤمن العاصى ولكن لمن أطلب وليس فى الكون إلا الله عز وجل فإن الله قد أجاب الإنسان لحسن مسألته له فالله سبحانه وتعالى حينما يعود بالنعم على خلقه يأت ( فإن تعدو نعمة الله لا تحصوها ) لأن عد الشىء مظنة إحصاء فتقبل على عده فيوجد فى العالم جامعات للإحصاء كله فكل ما فى الكون من النعم فهى لا تعد ولا تحصى والدليل على أنها لا تعد ولا تحصى أن المفرد فيها أن الإنسان عاجز عن عد ما فيه من النعم ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) بقى المنعم وهو الله عز وجل والمنعم عليه الإنسان فرغم نعم الله على الإنسان فإن الإنسان لظلوم كفار .
( يس ) ي : حرف نداء   يس : اسم من أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العرب تأتى فى كثير من الكلمات وتحذف منها أشياء ولا تبقى إلا الحرف المميز الذى له جرس قولى فالحرف بالغ الجرس قوى الايقاع فى هذا اللفظ عنه فحذف بعض الحروف أو ابقائها مما له جرس وارد عند العرب فإن قلنا أنها الاسم ( يس ) والمحذوف ياء النداء فالله عز وجل الذى له الأسماء الحسنى كلها للإنسان علمه الكمية المطلوبة له فى التخاطب وهو ساعة يتكلم ويتخاطب يتواضع ويصطلح على أشياء أخرى ( وعلم آدم الأسماء كلها ) أى فى البيئة البدائية التى يعيش فيها وبذلك تنمو اللغة فالحرف قسمين :
1 ) حرف يكون فى بناء الكلمة وليس له معنى ( حرف مبنى ) .
2 ) حرف معنى له معنى مستقل فى الكلمة .
( يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) الواو واو القسم التى دخلت على الإنسان باليمين والتى يريد بها المتكلم من المخاطب تأتى بالقسم أم بالدليل لماذا ؟ لأنها لا تأتى باليمين فإذا كان اليمين فيه الدلالة فالصدق بالدليل على الصدق فيها .
فالقرآن مصدر قرأ لأن زيادة الحرف تدل على زيادة المعنى ( والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) فالقرآن يدل على أنه مقروء أو مكتوب مقروء من صدور المؤمنين والمكتوب من السطور ( الذكر ) ليذكرنا بعهد الفطرة الأولية ( وإذا أخذ ربك من بنى آدم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنما كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ) فالحق سبحانه وتعالى سمى القرآن الكريم العظيم الذكر فذكر العهد الأول كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمسحانيه أو يمجسانه ) فكان لا بد قبل أن يقدم الوالد ولده حركة الحياة أن يقدم له حركة الدين ( الاسلام ) فالله عز وجل سمى القرآن كتابا لأنه مكتوب وسماه قرآنا لأنه مقروء فلمقروء يأتى من صدور المؤمنين والمكتوب يأتى من السطور ( إن وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) فيقول لهم أنتم أيها الكفرة والمنافقين كذابون .
فحينما أراد الله أن يجمع القرآن كان جامع القرآن قبل أن يكتبها فى المصحف أن تكون موجودة فى لوح مكتوب عليه آيات القرآن الكريم العظيم ويشهد عليها اثنان من القراء المؤمنين فالقراء وصقه الله بالحكمة معناها من مستحثات الدين الاسلامى فالحكمة تشد الأهواء حتى لا تشرد ويضع المسائل فى موضعها الحقيقى فلا يفسد حركة الإنسان إلا الهوى فحكمة القرآن اختصت بأشياء :
1 ) تناول القرأن لا يكون كتناول أى كتاب يقرأه الإنسان فالقرآن مقدس وإياك أيها الإنسان أن تقرأوه وأنت غير طاهر ( لا يمسه إلا المطهرون ) .
2 ) فى الحروف التى تتكون منها كلماته فالحروف نبضات صوتية من جوف الإنسان فكل حرف له منطقة فى اللسان وفى الجوف والصدر فيوجد الحروف اللسانية فكمال القرآن لا يتعدى حكمته فى حروفه حكمة فى كلماته حكمة فى تنظيم ترتيله حكمة فى اسلوبه الذى لا يجاريه أسلوب آخر بحيث إذا انطلق إلى غيره كان كلاما سخيفا مردودا .
( يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين ) الله هو الذى يقول ( إنك لمن المرسلين ) لأن كل كلام واسطة بين متكلم ومخاطب فالمتكلم إذا رأى المخاطب خالى الذهن من أمر ما يلقى له الكلام طبيعيا بدون تأكيد فيؤخذ من التأكيد على قدر قوة الانكار ولقد جاء دليلا وبرهانا فى سورة اليمين كأن الذى يقرأ القرآن لأن أمة العرب أمة كلام ما وجدنا أمة من الأمم حتى كالمعاصرة تعمل معرض للكلام لصنعتها المتميزة فيه ومن ناحية أمة كلام
( فلولا نزل القرآن على رجل من القريتين عظيم ) كأن القرآن ليس به كلام لأن ملكاتهم البلاغية لا تستطيع مجاراة القرآن الكريم لأنه لا يكذب من أى ناحية من النواحى فلا يبقى إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الرحيم وبالقرآن الكريم كتابا منزلا من قبل الله وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
( على صراط مستقيم ) الصراط الطريق الموصل للغاية وله معنى آخر يوم القيامة فالصراط مضروب على متن جهنم فيمر عليه المؤمن البار عليه كالريح المرسلة والكافر الفاسق والمنافق يمر عليه على بطنه ببطء شديد فيسقط فيها متعذبا إلى ما لا نهاية فالصراط كالشعرة وأحد من السيف فالقرآن الذى استمسك به المؤمن وكأن الصراط طريقا إما إلى الجنة للمؤمن البار وإلى النار للكافر الفاسق والمنافق حيث أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار .
فالهدى لا يقيد حركة الناس فالإنسان على الهدى وليس الهدى على الإنسان ( لعلى هدى وعلى صراط مستقيم ) وإن الصراط المستقيم فالهندسة والعلوم الحديثة عندما أثبتت كيفية الانتقال من مكان لآخر ( سواء السبيل ) قد يكون الطريق واسع أو ضيق فلماذا كان صراطا مستقيما ؟ لأن الله هو الذى شرعه ومنزل من الله عز وجل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فيوجد علو وهبوط وإن كان المنزل فى الأرض يكون منزلا من قبل الله عز وجل ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) بأس شديد لأعداء الله ومنافع للناس المؤمنين ( ولينصرن الله من ينصره ورسوله بالحق ) ( تنزيل من العزيز الرحيم ) فلا يأخذ الإنسان شيئا من طاعة أو معصية غيره لأن الله عزيز عن خلقه ) فإذا ما نظرت للمخالفة فى منهج الله لأن الذى شرعه يريد لك الخير ولا شىء من معصيتك ( المؤمن )
وإذا ما نظرت للكافر يكون نقمة وإذا نظرت للمؤمن يكون رحمة فيوجد فيه عزة ورحمة وعلة الانذار ( أن تنذر قوما ما أنذر أباؤهم ) الانذار التخويف من المعاصى ويشترط أن يكون الانذار قبل وقوع الشىء ليؤدى الانذار مهمته ليردع الانسان عنه فالبشارة للمؤمن بالجنة والعقاب للكافر بالنار يوم القيامة .
ما للنفى لأنهم كانوا أهل غفلة ( لتنذر قوما ما أنذر أبائهم ) ما اسم موصول انذار كما انذار ما قبله ( لتنذر قوما ما أنذر أبائهم فهم غافلون ) ثم لم يتعلق قلب الإنسان المؤمن بالمعاصى ( وما كان الله مهلك القرى وأهلها غافلون ) .  
( تنزيل الرحمن الرحيم ) ( لتنذر قوما ما أنذر أبائهم فهم غافلون ) وقلنا ما إما أن تكون نافية مع لم يسبق لغيرهم أن ينذروا فطال العهد بالفترة فهم غافلون أو تنذر قوما بما أنذر به من قبله ( بدعا من الرسل ) كما أنذروك أنذرهم فالغفلة نسيان شىء لعدم تعلق القلب به فالنسيان وظيفة العقل لا القلب ( لقد حق الحق على أكثرهم فهم لا يؤمنون ) الحق سبحانه وتعالى سطر فى الكون كل دعوة دينية المؤمنين بها والكافرين ولكنه ترك الاختيار للناس فكونه يسجل الأمور لمختار ولا يعرف أنه مسجل فحق ما قاله الله عز وجل قديما فحق وصدق ووقع القول عليهم كلها تدل على أن ما سبق فى علم الله عز وجل من الاختيار اختار ضلالا أم هدى لطلاقة علم الله عز وجل ( لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ) فعصيانه الاحتمال فيما يكون فالله عز وجل يخبر الكافرين والمنافقين والفاسقين بما فى نفوسهم ( ويقولوا فى أنفسهم ألا يعذبنا  الله بما نقول ) فالذين أنكروا رسالة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اخباره بتغيرات لا تقع فى قلوب البشر أنكروا رسالته وأرادوا إثبات أنه اله فالقول الثابت وقع على الكافرين لأنهم لا يؤمنون ويكذبون ويعاندون
قال إن الملائكة تعجبا وما تعجب الملائكة ؟ ساعة تقع فى كون حركته يجدون خبرها فى الكتاب عندهم مما علم الله وأقدره قادر مع أنه خالفهم مختارين فالاختيار يصحح لهم الطريق الذى يجب أن يسيروا فيه حتى يصلوا للغاية العظمى وهى الجنة فالحق سبحانه وتعالى حينما ترك الأمر للمتكلف بالاختيار لأن الإنسان نفسه قبل أن يكون مختارا فالله لم يلزمه بشىء ( عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) السموات والأرض والجبال قالت اجعلنا مسخرين لكن لم يثبت بعرض الأمانة على السموات والأرض والجبال أنه خيرهم أو الله المختار لكن بعض الخلق كالسموات والأرض والجبال اختار ألا يكون مختارا ( مسخرا ) فالانسان المغتر بعقله آثر أن يقبل لأنه مختار فقال له الله إنك ظلوم جهول لأنك جهلت بأخذ رأيك فى وقت التحمل والإنسان الرجل يؤخذ عند التحمل إنما يؤخذ رأيه عند الآداء فقد ضمنت نفسك وقت الآداء ولكن لم تضمن نفسك وقت التحمل فجهول لأنه تذكر وقت التحمل ونسى وقت الآداء وظلوما لأن نفسه ستصيبه بمخالفات كثيرة فالعالم محكوم بأمرين :
1 ) بمشهود    2 ) غيب
من عجيب الأمر أن المشهود هو الدليل على الغيب تعلم الناس الايمان ( انظروا لملكوت السموات والأرض ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة ) تلقته الأشياء موجودة بالفعل ليراها فتأخذ بالذى تراه كدليل على الذى لا تراه فالايمان له عنصرين :
1 ) عنصر الايمان بالمشهد وأن تسلم إذا آمنت بالمشهد على وجود حق واجب الوجود فإن أخبرك بشىء لا يتسع عقلك إليه تقبله من باطن الايمان به فإن قال لك الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف وأخذت من المشهد دليل الغيب وهو الله عز وجل ايمانك بشىء العقل يعرفها فكأن المشهد والغيب عليهما مشهد الايمان وغيبه لأن مطلوبات التدين متطلبات من القلب أو الجوارح أو اللسان الذى يذكر فالذين يعبدون الشمس والقمر والنجوم أخبرنى ما هى العبادة ؟ إنها تنفيذ أمر المعبود فيما يأمر وفيما ينهى وهى طاعة العابد للمعبود فى كل شىء فماذا قالت لك الشمس افعل كذا ولا تفعل كذا وماذا أعدت لمن أطاعها وماذا أعدت لمن عصاها فهو باطل .
فالفلاسفة لم يقفوا عند تفقد واجب الوجود بل أرادوا أن يتصوروا واجب الوجود فلو وقفت عند التعقل فماذا فى التعقل من أمور هداية فالمطلوبات فى التدين إما أن تكون قلبية بوجود الله العزيز الرحيم واجب الوجود وعندما تخبرنا مطلوبات التدين عن أمور لا نعرفها فإنها تخبرنا عن الغيبيات .
فالجوارح الذى آمنت به يجب أن تكون على اتصال به وإنما عن طريق الصلاة فشىء أصبح حلالا اليوم وأصبح غدا حراما والعكس صحيح فالفروض كانت ( 50 صلاة ) وأصبحت ( 5 ) بأجر ( 50 صلاة ) فتوجد صلاة ركعتين ( الفجر ) والظهر والعصر والعشاء ( 4 ركعات ) والمغرب ( 3 ركعات ) فلماذا كانت كذلك ؟ لأن الله هو الذى شرعها فالمشرع هو الله عز وجل ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فى رحلة الاسراء والمعراج للسموات العلى عن طريق البراق فقوله لفهم لا يؤمنون اخبار يدل على صفات الايمان ( إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحون ) وجعلنا من أمامهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) فالذى كفر بالله عز وجل يختم الله على قلبه فهو لا يؤمن حتى يرى العذاب الأليم .
الغل : الحديدة التى تمسك الغل من تحت الذقن فعند رفع الرأس لأعلى فإن مسار بصره يرتفع لأعلى فإذا ارتفع لأعلى فقد لا يرى الطريق الذى يسير عليه فى مستوى نظره .
المقمح : هو الذى رأسه بالغل فمقمح مأخوذ من إبل قماح فالله عز وجل يوازن بين الجزاء وفعل الجزاء ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها ظهورهم وجنوبهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا لما كنتم تكنزون ) فالمكنزين للذهب والفضة ( وجعلنا من أمامهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) فكفر بما وضع الله فيه من اختيار .
فالسد : سد هذا مانع مادى خارج عن تكوين الانسان ( وجعلنا من أمامهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) فالاستوائية بالنسبة لهم للكفار والمنافقين والفاسقين والمكذبين فبانذار الإنسان سقطت عنهم الحجة ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لأن جاءهم رسول لا يكونوا أهدى من إحدى الأمم ) ( إنما تنذر من اتبع الذكر ) المؤمنين وخشى الرحمن بالغيب فالخشية خوف ومهابة خوف بكره بالنسبة لله عز وجل فالغيب ما غاب عن العقل من أمور لا نعرفها فالجواب له مقدمات فى المعطيات الدينية الاسلامية توحى للإنسان للغاية العظمى وهى الجنة .
غيب استأثر الله به لا يظهر عليه إلا لمن ارتضى له قولا ولنجعل له فى الكون مقدمة تدل عليه فالغيب لكى يصبح مشهد له ميلاد .
وما كان غيبا وأصبح مشهدا استدل منه على الايمان بالله عز وجل تزعمون أنكم تأخذون من الجنة ولا تنقصون ما فيها لأن الشىء الذى ينقص فى الأرض هو الذى لا مدد له والممدد هو الله عز وجل .
( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) فرسالة الاسلام رسالة شاملة لكل زمان ومكان ولكل الأمم على وجه الأرض .
والزمان والمكان ظرفان للأحداث كل حدث لا بد له من زمن يحدث فيه ومكان يوجد به فإذا لم يكن حدث فلا زمان ولا مكان فلا يصح القول عند الله متى وأين لأن متى وأين ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) ولقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم نذيرا للعالمين ( عالم الجن والانس ) إنما تنذر من يخشى الله فيوجد انذارين :
1 ) انذار بلاغ من الله للجميع بشيرا ونذيرا للمؤمن والكافر .
2 ) انذار قبولى خاص بالذى يخشى الرحمن بالغيب .
فالذين يؤمنون بالله ينتفعون بالانذار والبشارة والذين لا يؤمنون لا ينتفعون لا بالانذار ولا بالبشارة ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب ) ( إنما تنذر من اتبع الذكر ) الذكر القرآن الكريم العظيم والكتاب المؤمن والحكيم والمبين لأن الإنسان قد أخذ الله عليه العهد فى عالم الذر فإذا ما جاء رسول فكأنما لم ينشأ له إيمانا بإله وإنما غفل عنه ( أن تقولوا إنا كنا عن هذا غافلين ) أو ( تقولوا إنما أشرك أباؤنا وكنا ذرية من بعدهم إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب وخشى الله بالغيب جاء بالصفة التى بها عطف وبها حنان على الناس لكى لا تفهم أن الخشية خشية جبروت وخوف فهى خشية هيبة وحب يخشى الرحمن بالغيب خشية الهيبة والوقار فالمنافقين كانوا أول الناس سعيا صلاة بعد الآذان وأول الصفوف الأولى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع الصلوات مع أنهم منافقين فالمنافق ضعيف أمام نفسه فالمنافق لسانه غير قلبه والكافر لسانه مع قلبه ولذلك كان المنافق جزاؤه مضاعف فى الدرك الأسفل من النار فالمنافق عندما يكون غافلا عن الناس لا يريد رقيب لأن الرقيب بشر فلماذا نراقب أحدا فى عمله مخافة أن يدلس فيه فالذى يجوز على المراقب يجوز على الرقيب فرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ليحكم العالم بشريعة الإسلام زمانا ومكانا فكل رقيب من الملائكة لا يظهر لا بد من الزرع فى القلب حتى تعتمد على خشية الله عز وجل ومخافة الله بالغيب فلا بد من الايمان بالغيب حتى يتحقق التقدم فى جميع مجالات الحياة ( وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم فالتحلية قبل التخلية والنجاة من النار قبل الدخول فى الجنة والمغفرة جزاء الايمان بالله جزاء العمل بمنهج الله .
( من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب ) وخشى الرحمن بسبب الغيب الذى أخبر به أن الإنسان سيحشر يوم القيامة فيوجد نار وجنة .
الأجر الكريم : ما هو الأجر الكريم ؟ كرم الذى أعطى تعدى للعطية فالعطية كريمة متلهفة على صاحبها كما يتلهف الرجل للعطاء فالعطية أعظم من الاحياء وأعظم لأن ملكات القرآن فى الاعجاز البلاغى لا تتعدى وإنما تهدى قيمه فما فائدة الكتابة فإذا لم يكن فيها إحياء فالكتابة بدون إحياء ليس لها قيمة ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) ( وكل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين ) فيوجد من عمل حسنة ويموت فتكون الحسنة مسلسلة إلى يوم القيامة لتعيش بين الناس فمن سن حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة فالذى يتقدم الآثرة فى الفعل الخير فيه فالتميز فى فى التناوب وفى النطق والكتابة والمال فمن كلمات القرآن فى الاعجاز البلاغى لا تتعدى وإنما تتعدى فيه فالثواب والعقاب الثواب للمؤمنين والعقاب للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين فالكتابة بدون إحياء ليس لها قيمة ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) ما قدموه من عمل فيوجد العمل المثمر الذى جزائه الجنة والعمل غير المثمر الذى جزائه النار  تؤتى أكلها كل حين   
فالمؤمن يعمل الحسنة ويموت فتنمو الحسنة بين الناس ويأخذ أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ليضاعف الله عز وجل له الجزاء فتوجد الوصايا الظالمة او القوانين الجائرة ( من سن حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة فالإنسان يقدم الأثرة فى الفعل نية الخير فيه بتقديم النية على العمل ( وكل شىء أحصيناه كتابا ) فالفرق بين الكتابة والكتابة بالتفصيل فلقد أحصيناه علما وكتابة فتأخذ الأجر فيه ثم أجر العمل  وأحصيناه فى إمام مبين الإمام ما يؤم به فمن نوى على سيئة ولم يفعلها كتبت له سيئة ومن عمل حسنة ولم يفعلها كتبت له سيئة فالملائكة تؤخذ من المؤمن مهمتها فى إدارة الكون فى اللوح المحفوظ مبين محيط بكل شىء ( إنما سخر ) وآثارهم وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين ( واضرب لهم أصحاب القرية إذا جاءها المرسلون فالآيات القادمة توضح وتفسر ( يس ) قلب القرآن ( اضرب لهم مثلا ) الضرب إيقاع جسم أقوى على جسم أضعف ليؤثر فيه ويؤلمه فالذين يهزءون بالقدر يا هازىء القدر ابتعد عن القدر ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ) للتنوير أو التنوير له فالنور لله عز وجل ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) فالجوارح تابعة لإرادة الإنسان .
( فلولا إذا جاءهم بأسنا تفرقوا ) فالتنوير للكل كونه والمشكاة المصباح والطاقة الغير نافذة فالشجرة لا شرقية ولا غربية بل معتدلة فإذا نزل حكم الله عز وجل فلا حكم لغيره من البشر يوم القيامة ويستوى الناس فى كل شىء ( الناس سواسية كأسنان المشط ) ( ضرب الله رجلا فيه شركاء متشاكسون ) ورجل سلك طريق الهدى هل يستون ) .
( قالوا إنا تطيرنا بكم ومن معك لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم فالرجم والمس بالعذاب الأليم فالعذاب الأليم غير الرجم حتى الموت لأن التعذيب إيلام للحى أما الميت فلا يعذب .
فلما جاء القضاء وقالوا إن القرآن ليس فيه آية الرجم ( المستشرقين ) وصحيح أن فى القرآن ليس به آية الرجم فيوجد حالتان إما الحب فى الله لأن الكلام مؤول أما الغعل فى العمل فالاحتجاج ليس بنص القول وإنما احتجاج فلا بد من تشريع رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرعها بمنهج الله عز وجل وتلك ميزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكل رسول يبلغ الحكم من الله أما رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ الحكم الله فيؤمنوا بالله أن يشرع ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فيوجد آيات الطاعة وأطيعوا الله ورسوله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مفوض من الله عز وجل أن يشرع ( ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) فآيات الطاعة ( أطيعوا الله والرسول )
( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) ( وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) فى القرآن أطيعوا الله عز وجل فيما يأمر وفيما ينهى دليل أن له تشريع وإذا قال له ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) التشريع واحد فالله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أبلغوه للناس عن طريق الوحى ( جبريل عليه السلام ) سيد الملائكة أطيعوا الله فى التكرم العام وأطيعوا الله عز وجل بالفعل فالزكاة قال بها وهل حدد لها نصابا فهل قال مقدارها كذا هل قال مصارفها بكم وكم نسبتها من المال ؟ هل لله فيها أمر لا بل لرسوله صلى الله عليه وسلم فتكرر الطاعة مع المطاع الأمر الذى لم تكن فيه الطاعة ومعطوفة على طائعين آخريين من البشر ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم ) فطاعة ولى الأمر من طاعة من طاعة الله ورسوله  ( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم الاستدلال بالعمل أقوى أم بالقول الاستدلال بالعمل أقوى ولقد أدى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التشريع القرآنى ونفذه فى حياته ليكون سنة لمن بعده من المؤمنين يتعامل بها الناس ليوم القيامة فيوجد كلام بالنص وكلام باللازم ( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب لأن الرجم لا يأتى فالرجم غير العذاب الأليم فالرجم حتى الموت للزانى والزانية المتزوجين ولغير المتزوجين الجلد ( 80 جلدة ) فالرجم لا ينضب ( فعليهن نصف ما عليهن من العذاب لكن الرجم غير العذاب فالعذاب إيلام الحى فالرجم يكن كذلك فسيدنا سليمان عليه السلام حينما لم ير الهدهد قال ( مالى لا أرى الهدهد لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتنى بسلطان مبين فلما جاء قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إنى وجدت إمرأة تملكهم وأوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم إنى وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ألا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء من الأرض ) ( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ) لئن لم تنتهوا عن ادعائكم أنكم رسل الله أو من عند رسول الله عليه وسلم لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم الرجم يطلق على القول والعذاب الأليم على الفعل فالرجم من حقيقة الرمى إما رجما بحنية أو رجما بقوة حتى الموت للزانى والزانية المتزوجين والرجم بالجبار حتى يموت الزانى والزانية فصورة الرجم غير صورة العذاب الأليم الذى هو إيلام الحى وصورة الإيلام بالحق
( وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا لأن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ) لا تتعارض مع قوله
( إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم فالله عز وجل هو الذى يجاز على الأعمال يوم القيامة ( أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ) أئن ذكرتم بالله ومنهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بما يسعدكم فى دنياكم وآخرتكم تأتون لم يأت لكم بهذا فيوجد العذاب الأليم فلا بد من التكرم بالرنين فلا تكذبونا ( بل أنتم قوم مسرفون متجاوزون الحد لأن الأمر لم يأت بكيف تجاوز على فعل ما كفرنا به الله العزيز الحكيم فالرمى بالرجم بالحجارة حتى الموت للزانية والزانى المتزوجون أو مشركون لأن الأصل بالعقل الفطرى أن يسير مع واجب الوجود الحق الله العزيز الغفور المسئلون من خلقكم ليكون الله (  قل أفلا تؤفكون ) وما توجد صفة من صانع إلا معها قانون حركتها ( قوم نوح ) عليه السلام أثناء الطوفان حينما أمره الله عز وجل ببناء السفينة ( فإذا حملنا مع نوح فى السفينة قل احمل فيها من كل زوجين اثنين ولا تخاطبنى فى الذين كفروا إنهم مغرقون قال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أرحم الراحمين قال ينوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنى أعظك أن تكون من الجاهلين قال إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم وإن لم تغفر لى وترحمنى أكن من الخاسرين ) ( فإن لم تهتدوا بمغفرتكم لخلقكم فضرورى ارسال الرسل لهم حتى يرشدون الناس لطريق الحق ) ( فلقد أسرفتم ) لأنكم كذبتم بالفطرة الحقيقية والرحيمة لها طريق الحق والهداية لمنهج الله عز وجل وإن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حيث أنكم كذبتموه والذى ينذركم بالنار للكافرين والمنافققين والفاسقين والمكذبين برسالات الله أما المؤمنون فهم مبشرون بالجنة ( نذيرا وبشيرا ) ( قالوا إنا تطيرنا بكم ) لترجمون لتموتون أو تعذبوا العذاب الأليم  ( وإن عوقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) فإن فعلتم ذلك ستصبحوا قوم مسرفون فتجاوزتم الحد لأن الحد لم يكن عن كونه مناظرة كلامية فلا تناظروا مناظرة الكلامية يفعل وبفعل قاس يجمع بين الرجل الزانى المتزوج بالرجم والغير متزوج بالجلد ( 80 جلدة ) ولا نأخذ لهم رحمة أبدا ( وجاء من أقصى المدينة قال يا قوم اتبعوا المرسلين أتبعوا من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون ) يدل على أن الرسول بين الرسولين ( محمد بن عبد الله ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوهم الوعد فالرمز كذبوهم فكفروا فجاء بعد الرسول الثالث رجل به المواصفات التى تبهر الناس ليؤمنوا بالله عز وجل لمعجزات سيدنا موسى علية السلام حيث يتم تحويل العصا لثعبان عظيم تلقف ما صنع السحرة من السحر وإحياء الموتى وتبرئة الأبرص بإذن الله فإن الذى يريد الحياة لنفسه فقط وكل الناس يخدمونه ولا يفعل شيئا ذاتيا إلا العبادة فقط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم خير منه لأنكم تعملون وتعبدون الله عز وجل فالعمل عبادة ولا يرى نفسه فحينما يطلبه وطنه يقدم نفسه فداء لوطنه وهذا هو الشهيد فى سبيل الله ورجل وطنى يقدم الغالى والرخيص فداء لوطنه فتمدد إيمان الرجال على حد أعمالهم لأن الخلق جميعا عيال الله الغفور الرحيم فالإنسان سيد الكون ومؤتمن على رزق العباد كذلك اليد التى تتصدق على فقراء المسلمين والمناولة من الله لخلق الله العزيز الرحيم فالانسان مؤتمن على خلق الله ( قال من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ) فالنداء يا قوم مخيلة العادة ( يا قوم اتبعوا المرسلين ) يدل على طاقة الايمان قوية وعنده دليل أن الرسولين بلغوا الرسالة لا حتى توافق وحى الشيطان ( اتبعوا من لا يسألكم أجرا ) لا تقال إلا إذا تقدم به الغير يحتاج لأجر فالعمل يهديك إما إلى الجنة أو النار فكل مواكب الرسل ابراهيم وموسى عليهما السلام إلا إعطاء الأجر إنما أجره على الله فرسول الله صلى الله عليه وسلم قالها ليرى ابراهيم وموسى عليهما السلام قالها مرة ومرة لأن أول ما دعا ابراهيم آباه آزر قال  يا أبت لم تعبد مالاينفعك ولا يضرك ولا يغنى عنك شيئا يا أبت إنى قد جاءنى من العلم ما لم يأتك فاتبعنى أهدك صراطا مستقيما قال أراغب أنت عن ألهتى يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا قال سأستغفر لك ربى إنه كان بى حفيا

( اتبعوا من أسألكم أجرا فهم مهتدون ) لأنهم رسل من رسل الله فهم مرسلون من قبل الله العزيز الحكيم والله لا يهدى إلا المؤمنين من يهدى إلى صراط مستقيم يوصل إليه الطريق الموصل للجنة فالله أوجد الإنسان من العدم وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فلا بد من الشكر والإيمان ( وما لا أعبد الذى فطرنى ) فطرنى : خلقنى فليس رسول بل متطوع
( لا يؤمن أحد حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه ) فلقد خلق الله الإنسان وأرسل له منهج العبادة منهج الإسلام ( افعل كذا ولا تفعل كذا ) فقد خلق وهدى وأرسل الرسل لهداية البشرية لمنهج الحق المبين فالرسل بلغوا أمانة الرسالات ثم انتقلت للأصحاب ثم التابعين ثم تابع التابعين ثم للناس كلهم ( قدر الله أحد سمع مقولتى فوعاها والله يسمعها وهو الذى بلغ أهل الأرض بها والاتباع مميز ليس فضلا بل تكليف من الله رب العالمين ( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) فالقلب مهتم بمراحل الإيمان أما الجسم فيه جوارح تابعة لارادة الإنسان ففيه جوارح متعددة ( 5 جوارح ) ولكل منها مهمة ووظيفة حياته تقوم على مطلب الحياة ومقومات الحياة فى الطعام والشراب مما تنبت الأرض فالجسم الحى له فضلات تذهب للكلية والأمعاء الغليظة ليخرج من الجسم أما التنفس فلا بد من استنشاق الهواء ليذهب للرئتين ثم الشرايين التاجية فالقلب ثم يذهب للدم فالقلب يغذى نفسه بالمواد الغذائية الموجودة بالدم ويؤثر فى الجوارح لتؤدى وظيفتها
( ومالى لا أعبد الذى فطرنى ) يشع الهداية على الناس كلها فكأن الرجل الذى أتى من قلب القرية يمثل قلب الرسالات ( اليهودية / المسيحية / الاسلام ) السماوية لأنه لم يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد عرضت شيئا وأردت اعطائكم إياه فهو شبيه بالقلب فيس قلب القرآن فهل ضرورى أنهم لا لأن الإيمان غيب ومشهد فتوجد أحاديث تثبت أن يس قلب القرآن فالمريض الذى يقرأ له يس تأتى له الملائكة تصطف صفوفا له ما يفارقونه حتى يموت ثم يشهدوا غسله ثم يشهدوا تشيعه ثم يشهدوا الصلاة عليه ثم يشهدون دفنه والمريض الذى يقرأ له يس يأت له جبريل عليه السلام سيد الملائكة فيأتيه يكأس فيه ماء فيشربه شربة لا يظمأ بعدها فهى شربة من أنهار الجنة فلا يحتاج لأحواض الأنبياء ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون ) ( لا أعبد إلا الذى فطرنى ) فإن لم تقدموا نعمة الايجاد فقدموا نعمة الود ( ومالى لا أعبد الذى فطرنى فأنتم مكرمون ) ( إنى إذا لفى ضلال مبين )
 وجاء من المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون
فقد ساعد الرسل لفهم الأوامر فى نشر رسالة الأنبياء وكل أمر من علته ( اتبعوا من لا يسألكم أجرا فهم مهتدون ) والأجر لا يدعو لضلال وإنما يدعوا للهداية والتعقل ثم ينتقل لنفسه بقول ( مالى لا أعبد  الذى فطرنى وإليه ترجعون ) فطرنى : خلقنى   مالى لا أعبد
دليل على تعجب الإنسان من أمر نفسه لماذا ؟ لأنه لا يتعجب من أمر نفسه لأنه لم يعبد الذى فطره وخلقه وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فالتعجب من أمر النفس لما قال سليمان عليه السلام قال ( مالى لا أرى الهدهد ) وجوابه عند الغير أم جوابه من نفسك
( فلما تفقد الطير لم يجده قال لا بد أن يكون الهدهد موجودا ( أم كان من الغائبين فكأنما أمر الفطرة بتقصى عبادة من فطر فالجوارح تستدعى العجب والحق سبحانه وتعالى أخبرنا فى سورة البقرة عن الكافرين فيقول ( كيف تكفرون بالله ؟ ) فالخلق العجيب ليس على مثال سابق ( بديع السموات والأرض ) الله العزيز الرحيم الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد والذى فطرنى من الوجود فالإيمان إيمان فطرة فإن كان إيمان فطرة فلقد استجاب لما فى حق الله وإن كان إيمان فمن خلقه وبفطرة الله تعالى ( وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون ) فنصف القول إليه  أرجع فما باله يأتى بشىء من عنده وشىء من عند القوم الكافرين ( ومالى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون ) لأن الأصل من عند الله تعالى تأتى على ( 3 ) مراحل :
1 ) طاعة من تجد فيه نموذجا كماليا يستحق أن يتبع ويحمد وإن لم يعد على الإنسان منه شىء .
2 ) تقدر للمنفعة التى تريد منه طمعا فى النعمة له .
3 ) تحترم أحد من الناس لجعل نفسه فتوة تحترم الإنسان وتحبه لأن فيه صفات كمال تحب إن لم يكن لك منها نكد أو تحبه للمنفعة منه فإذا كانت له نعم قولية وفعلية ومالى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون أئتخذ من دونه آلهة ) أئتخذ : فالله صفاته وتعالى لم بيتخذ ولدا فالعبارة إذا لم يكن له ولد يقينا ( ما اتخذ الله ولدا ) آلهة متخذة إن يردن الله بضر ) فإذا فسرت ما يجرى به بقدرة الله فتعقل إنه من الرحمن ولا بد من أنها من رحماه فهى لا تستحق ايجادها أزمة وإنما الإنسان الذى اتخذها آية لم تنجيه وتقول ذلك ابنى أما هى يطبقها فلا تؤدى وظيفتها ( إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا فإذا فسرت ما يجرى عليك أيها الإنسان فلا بد من تجربته على الإنسان به بقدر الله على أنه أخبر لك عن التعقل إنها رحماه فلابد من تجربته على الإنسان وهو الرحمن الرحيم حكمة فيما آمنت به فأحمدك ربى على جميع كل قضاؤك وجميع قدرك حمد الرضا بمطلب اليقين عمل فليس كل ما يأمر به الله من القوانين أنها بارة لأنها من رحماه .
( إن يردن الرحمن بضر ) تنبه وما رأينا أحد من خلق البشر له صنعته إنما يجعل فيها التجميل والزيين كل فعل يجب أن يحكم عليه قبل الرضا ومن الخط حيث ننظر لمن فعلها فإذا نظرت من فعله فالله فى الحديث القدسى يقول ( يا بن آدم أنا لك محب فبحقى عليك كن لى محبا ) فالإنسان عندما يكون لديه قضية أشياء بها فلا بد من الذى أجراها لأنك فسرت بالعقيدة السطحية للإنسان فالإنسان الذى عمل عملا ويتقنه يحب الله عز وجل ولا يسخط عليه لأن فيه حكمة .
( إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا ) فالشفاعة : وضع المقت الذى له ضر بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للإنسان المؤمن فإذا لم تقبل الشفاعة فالشفاعة من الشفع فالشفاعة ضم شىء لآخر فالشفاعة لمن رضى الله له قولا يوم القيامة دار الجزاء بحيث الجنة للمؤمنين والنار للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين فالحق سبحانه وتعالى حينما شرح المسألة فى سورة البقرة حيث قال واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ) لا يؤخذ منها الشفاعة ولا يؤخذ منها عدل فالنفس نوعان :
1 ) نفس مجزية     2 ) نفس مجزى عنها
فهل سنرجع الضمير للمجزية أم المجزى عنها فالمجزى عنها يعمل شفاعة لا يقبل من ذاتها عدل ولا تنفعها شفاعة ) فشفاعة الغير إن كان الضمير عائد على النفس الجازية الشفاعة ( لا تغنى شفاعتهم شيئا ) ( إن الذين تدعون من دون الله لم يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه ضعف الطالب والمطلوب ) أئتخذ من دونه آلهة ( إن يردن الرحمن بضر لا تغنى عنى شفاعتهم شيئا ولا ينقذون ) فإن فعلت ذلك أكن فى ضلال مبين واضح وحاضر ( إنى آمنت بربكم فاسمعون ) حين أرسل الرسل فعززنا ) إنى آمنت بالله فإن اقتربت لك الرؤيا لكم أيها الكافرون والمنافقين والفاسقين والمكذبين قهرا عنكم وإن كان الخطاب يذهب بجماعة أخرى لأنكم عند السؤال ( من خلقكم ليقولون الله ) ( إنى آمنت بربكم فاسمعون ) تسمعون بالسمع عن طريق الأذن فالصوت الآتى من الأشياء المحيطة بالإنسان كالسيارات فآمنا به ( إنى آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون ) فإذا فعل الفعل بين للمجهول للتعميم ( إن الذين آمنوا ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ) قيل ادخل الجنة مما يدل على أن الإنسان ليس له نفس فى التدين بالاسلام ولكن حظ إخوانه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فلما يرى البشرى بدخول الجنة قال ( ياليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين ) فالتحلية قبل التخلية فالتحلية التوت الذى ينظف من التراب فقبل إعطاء الله الجنة للإنسان المؤمن يزحزحه عن النار تحلية وتوجد تحلية بدخول الجنة ( بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين ) ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) أما الكافر والمنافق والفاسق والمكذب فجزاؤه جهنم ويحرم من الجنة ما أنزلنا من بعدهم جندا من السماء وما أنزلنا على قومه ) ردوا عليهم بمواقفهم من الملائكة رسل ومن موقفه هو الذى تطوع به ( وما أنزلنا على قومه ردءا من الرسل الثلاثة ومن موقفه معهم فلقد تطوع به كان لا بد من من قال بل لا نقول دوما وما كنا لقومه من شيئا من السماء فبشر بعذاب أليم يوم القيامة فتخبرهم بذلك لهم أنفسهم من الله عز وجل وما أنزلنا على قوم وما كنا مرسلين ) فكانت ذات نصب لأن جبروتاهم هم المخادعون ( وما أنزلنا على قومه ردءا عليهم ) ومواقفهم من الرسل للأمة الاسلامية ويعد موقف المتدين بالاسلام تطوع فكان لا بد من تكسير السماء ( وما أنزلنا على قومه من السماء ) فتجريد الناس من الأمور الدنيوية والنور وفى المراحل الأخروية .
( وما أنزلنا على قومه من جند من السماء وما كنا منزلين ) فإن كانت صحيحة وهو معها
( إذا هم خامدون ) فالفئة من أوان بتفسير ( ما أنزلنا من عباد ما يأتيهم من رسول إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم وأسروا النجوى ) فالجمع بين المستقيم وغير المستقيم ليصبح فإذا كان مطيعا لله ورسوله وجب عليه الجمع فإن يعطى سقط عنه فرضية الجمع فالذين لم يؤمنوا بالله انظر وما حدث لهم فلقد اصيبوا بالأمراض والكوارث البيئية فالايمان قد يكون بصريا وقد يكون غيبيا فالايمان يكون فى تمامه فالحشر على الذين لا يؤمنون ( ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون ) فيجعل لهم يقظة بحيث يروها حدث للأمم السابقة ليقدموا الايمان وترك الكفر والنفاق والكذب والشرك بغير الله فالرؤى رؤيتتين : 1 ) رؤى بصرية     2 ) رؤى عليه
فالقضية العكلية يعتقد فيها صحتها فكأن إقبال الله بها أكثر من رؤى العين ( كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليه لا يرجعون ) فالقرن فترة من الزمن مدته ( 100 سنة )
( والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذو الأوتاد   إن ربك بالمرصاد ) معناها أن الله أبقى الآثار فأمريكا سبقت العالم فى الأبحاث والابتكار والابداع فى جميع مجالات الحياة والصعود للكون .
( أو لم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون ) أنهم إليهم لا يرجعون المهلكين لا يرجعون للدنيا بعد الموت ولكن يرجعون فى الآخرة للحساب والجزاء والعقاب
( وإن كل جميع لدينا محضرون ) لما بمعنى إلا فلابد من الأتيان وراء بعضهما البعض لأن كل منهما له مدلول فالكلية تفيد شمول الوجود ( وإن كل جميع لدينا محضرون ) يأتوا للحساب بدون طواعية بل مجبرون فالاستدلال بالبعث يقتضى الايمان بالله عز وجل
( إن كل جميع لدينا محضرون ) فى بعث الأجساد فالفلاسفة عندما يموت أحدهم فى مكان ثم نبتت عنده شجرة فالشجرة تمتص من العناصر التى كانت بأجساد الموتى فلما تتغذى منها الشجرة فأكل من الشجرة أحد من الناس فالعناصر عندما تتكون لها ذاتية فى التكوين وما لها الحسن فى القيم فأحد الناس كان فى صحة جيدة ثم أصابه مرض ما فهدى الطبيب للعلاج الصحيح الذى يعالج المرض فكل العناصر التى أعطته الصحة والمرض هى نفس عناصره الخارجة منه لكن مقاديرها معلومة فالمسألة ليست خصوصية فالنسب مختلفة بين العناصر فاختلفت الشخصيات باختلاف العناصر المكونة لها فالمسألة ليست ذاتية عناصر وإنما عدد العناصر ؟ ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ ) ق
فالعجب نشأة الإنسان من عدم الوجود ( العدم ) وهو أهون عليه من السير على القوانين الوضعية الدنيوية فيوجد تصحيح للآية ( وإن كل جميع لدينا محضرون ) ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) الآية : الأمر العجيب فكل آية فى الكون آية فى الشجاعة والكرم والحسن فهى تدل على إما الإله الموجد وإنما تؤخذ على أن المطر يهز الأرض فالمنظر الجميل فالأنف لها رائحة جميلة والعين لها المنظر الجميل واللمس له النعومة فالأرض نفسها آية وإحياؤها فبإحياؤها بنباتات كثيرة ومتنوعة فالأرض قسمين :
1 ) قسم ينبت للإنسان كل مقومات الحياة من القوت الضرورى وغير الضرورى الفاكهة .
2 ) ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) آية أخرى فالحياة الفانية لها مراحل :
1 ) إحياء به خضرة ( يلبد الرمال ) عند هبوب الرياح .
2 ) إحياء بدون خضرة .
( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ) فسيدنا سليمان عليه السلام الذى له ملك ليس من بعده حيث سخر الله له الملائكة والجن والطير والنمل والرياح تسير بأمره وهى من معجزاته عليه السلام .
وأصحاب الزروع الذين لا يأكلون إلا عند علامة محددة فنجد القرآن فى سورة الرحمن
( والحب ذو العصف والريحان ) فلما أقسم بالحب أخبرنا بالنعمة ولكن له أصحاء يعيشون فى المدن .
( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) فالبلح والعنب لأن البلح والعنب قوت وفاكهة .
( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب ) فمرة أتى بالنخلة ولم يأت بالتمر ( البلح ) ومرة أتى بالعنب ولم يأت بالشجرة لماذا ؟ لأن للمسألة النخلة ( التمر والبلح ) والعنب من الشجرة فوائدها قيمة لا تعد ولا تحصى فشجرة النخل ( التمر والبلح ) كلها ثوابت فجريد النخل هو الورق فى مصقوفه فجريد النخل به شوك فالبلح عندما يكون صغيرا فلا يوجد فيه ولا بلحة إلا عندما يكبر فتجده قد امتلأ بالبلح من كل صنف ولون ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ) لأن الأرض التى يمر بها أنهار كالوديان تروى الأرض الممطرة فتروى بالمطر فينزل المطر فى مناطق ثم يسلكه ينابيع فى الأرض فلما يسلكه ينابيع فى الأرض فنفحت فى الصخور نجد المياه ( وسلكه ينابيع فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ) ليطمئن الإنسان فحينما تكون الأرض ممطرة أو فى الأرض ليست واديا به ماء فأتى بعين على الزراعة الممطرة أم المياه الجوفية إنها المياه الجوفية المستخدمة فى الزراعة أكثر من المطر ( فسلكه ينابيع فى الأرض ) ( وفجرنا فيها جنات من نخيل وأعناب وسخرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم ) من ثمر التفجير فى ثمر النخيل ( التمر والبلح ) أو ثمر الحبوب فنسب الميزة للأصل ( من ثمره ) من ثمر القدرة كن فيكون فيريد الحق سبحانه وتعالى خلع الإنسان من الأسباب ليرى المسبب الأعلى الله عز وجل .
فحين يتعذر نزول المطر يلجأ الناس لله عز وجل فى صلاة الاستسقاء فالرجال والنساء والأطفال والمواشى يصلون داعين الله بنزول المطر للمسبب الأعلى الله الرحمن الرحيم فيتقربون لله بالدعاء والصلاة من أجل نزول المطر عن طريق اللسان الذى لا يعصى الله فالإنسان كفور وظلوم لنفسه ( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفرأيتم ما تحرثون أننتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) تزرعونه ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ) التنزيه المطلق لله عز وجل تنزيه واجب الوجود فالقياس ليس بالحدث فلا بد من مقارنة الفاعل بالفعل فالزمن يتناسب مع المسافة تناسبا طرديا عند السفر من مدينة لأخرى .
( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا ) الاسراء ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ) سبحان : التنزيه والشفافية لله عز وجل سبحان بدون إرادة لا بل سبحان بإرادة فسبحان تنزيه قبل أن يوجد من ينزهه
( الإنسان ) فالله خلق الخلق قبل خلق الإنسان أم بعد خلق الإنسان ؟ فالله عز وجل خلق الخلق أولا ثم خلق الإنسان ثانيا ليكون جميع خلق الله على الأرض مسخرة للإنسان
( يسبح لله ما فى السموات وما فى الأرض ) ( الحشر ) ( يسبح لله ما فى السموات والأرض ) ( سبحان الذى سخر الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) فالتسخير بعد التزاوج .
( سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) الآية جاءت بعد قول الله سبحانه وتعالى ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها ) الأرض نعمة وآية وإحياؤها بالنبات نعمة ( وفجرنا فيها من العيون ) ( ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم فمنه يأكلون ) الحبوب والقوت والبلح ( أولم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد ) طلب الوجود على الشىء دليل على وجوده فالمؤمن مقتنع بالشىء الصحيح وطلب عليه الدليل لاثبات وجوده فطلب الدليل عين الدليل فيوجد امتداد للإنسان وامتداد للأشياء الخاصة بالإنسان فى الأزواج كلها لتتكاثر وليستقر عطاء النبات والحيوان ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها ) سبحان : التنزيه المطلق لله العزيز الحكيم والتنزيه المطلق لها ( 3 ) ثوابت :
1 ) تنزيه ذاته عن الذات .
2 ) تنزيه صفاته عن الصفات .
3 ) تنزيه الوجود الإنسانى عن الوجود الإلهى .
( والخيل والبغال والحمير لتركبوها ) فلولا لم يقل ( ويخلق ما لا تعلمون ) فتصير المواصلات الحديثة كالطائرات والقطارات والسيارات والصواريخ مصقولة ( ويخلق مالا تعلمون ) فكل يوم نرى عجائب الله عز وجل فى الكون ( سبحان الذى سخر الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) فتوجد الكثير من النباتات لا نعرف لها ذكرا وبعضها لا نعرف له أنثى ( وأرسلنا الرياح لواقح ) فعن طريق التلقيح يتم التكاثر فى النباتات عن طريق النحل فالانتقال فى النبات من الذكورة للإنوثة ومن الإنوثة للذكورة فحبوب اللقاح فى زهور النباتات هى وسيلة التكاثر فى النبات فامتداد النعمة وامتداد المنعم عليه فى التزاوج فالنبات به زوجية ( ذكر وأنثى ) فالتزاوج كالتوائم يشترط فيهما وجود شيئين :
1 ) التزاوج : ذكر وأنثى      2 ) التوائم : متشابهة أو غير متشابهة .
فإذا نظرت للتزاوج بعين العلم الفاحصة المدققة فكل شىء فى الوجود زوجين فلقاح الذكر للأنثى فى النبات له مدة محددة إذا تم تجاوزها لا يحدث التلقيح .
أما بالنسبة للإنسان فيوجد التغيير الكيماوى فى جسم الإنسان فيوجد موجب بموجب وسالب بسالب فلابد من حدوث العملية الكيميائية وفى الذرة لا بد من تقابل الموجب مع السالب والسالب مع الموجب ليحدث التفاعل كيميائيا فى جسم الإنسان أو ذريا فى الذرة .
( ومما لا يعلمون ) لها مدلولات عديدة وكثيرة لا تعد ولا تحصى فتم التصديق فى واقع الحياة ( سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض وما عملته أيديهم ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) الأرض وما يتعلق بها من المكان  ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار )   
( أو لم يكف بربك أنه على كل شىء شهيد ) فيوجد ليل ونهار فاليوم يشمل الليل والنهار
( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) فالليل به السكون والراحة والنهار به حركة الحياة
( سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) فالليل والنهار متعامدين وليس متناقضين ( أفرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تبصرون قل أرأيتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه ) لأن النهار به حركة الحياة والليل فيه السكون والراحة فالحياة قائمة على التعاون والألفة والمحبة لا على التباغض والتآثم ( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ) السلخ نزع فرو الشاة عن جلدها بعد ذبحها فالليل ثم النهار فالنهار يذهب الظلمة والليل يذهب الضياء فالنهار كالجلد يغطى الظلام والليل كالجلد يغطى الضياء .
( وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ) ( والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) ( ومن آياته منامكم بالليل )
فالمجموعة الشمسية تم كشف نبتون ثم بلوتو فأين هم من السماوات السبع فالمجموعة الشمسية ( عطارد / الزهرة / الأرض / المريخ / المشترى / زحل / أورانوس / نبتون / بلوتو ) فهم يدورون حول الشمس والذى يدور حول الشمس له دورة أخرى حول نفسه فكل كوكب له دورة حول نفسه ودورة حول الشمس فمركز المجموعة الشمسية الشمس فدورة الكوكب حول نفسه ينشأ عنها الليل والنهار ودورة الكوكب حول الشمس ينشأ عنها الفصول الأربعة ( الصيف / الخريف / الشتاء / الربيع ) فإذا كانت دورته حول نفسه أسرع من دورته حول الشمس فيكون يومه أطول من سنته ( عطارد ) أما الزهرة سنتها 225 يوم من أيام الأرض لكن يومها 244 يوم من أيام الأرض فسرعتها حول نفسها شىء وسرعتها حول الشمس شىء آخر .
والشمس ومجموعتها الشمسية تجرى نحو نجم ( أورتيجا ) فى الثانية 12 مرة ( إن لله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولإن زالتا ) فالذى يمسك السموات والأرض الجاذبية ولإن زالت الجاذبية فسبحت الأرض فى الكون الواسع بلا هدف ولا توجد عليها حياة .
( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ) العرجون القديم : القمر البدر
العرجون : عزق النخل به شماريخ البلح .
فالقمر يدور حول الأرض فى شهر والأرض تدور حول الشمس فى سنة فأيهما أسرع ؟
الأرض أسرع من القمر فى دورانها حول الشمس .
( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) فالقمر دورته شهر والشمس دورتها سنة ( ولا الليل سابق النهار ) فإن الليل لا يسبق النهار ولا النهار يسبق الليل فهم فى فلك يسبحون ) فلكل منهم له ميعاد محدد فالشمس للنهار والقمر لليل فكل منهما له دورته الخاصة به .
( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) فالقمر يسبق الشمس ولكن الليل لا يسبق النهار بمعنى أن الظلمة لا تسبق الضياء فالنهار لا يسبق الليل هل الليل يدخل بالنهار أم النهار يدخل بالليل فثبوت الليل أولا ثم ثبوت النهار فتوجد قضية بأن النهار لا يسبق الليل لا فالنهار يسبق الليل ولا الليل يسبق النهار بدليل أن رمضان يثبت بليله لا بنهاره فتوجد قضية مثبتة يريد الله عز وجل أن يثبتها فلو كانت الأرض مسطحة فسوف تصبح الشمس مواجهة للأرض باستمرار حيث يصبح نهار دائم بلا ليل ثم تغيب فالنهار يوجد أولا ثم الليل ثانيا فلو كانت الشمس غير مواجهة للأرض فلا بد من وجود أسبقية لا الليل يسبق النهار ولا النهار يسبق الليل فلا بد من وجود الأرض مكورة حتى يتساوى الليل مع النهار والنهار مع الليل فالنصف المواجه للشمس يصبح نهارا والنصف الغير مواجه للشمس يصبح ليل فالآية تثبت كروية الأرض وليست مسطحة فعندما تكون الأرض مواجهة للشمس من النصف الشمالى يصبح النصف شمالى نهار والنصف جنوبى ليل وعندما تكون الشمس مواجهة للأرض فى النصف الجنوبى يكون النصف جنوبى نهار والنصف شمالى ليل فلابد من الإتيان بالليل والنهار فى وقت واحد عندما تكون الأرض كروية ( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) الفلك مدار الكواكب فى الكون ( المدار الاهليجى ) فالآية تعضدها آية أخرى ( إنما جعل الله الليل والنهار خلفة ) يخلف بعضه بعضا فالليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل ( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) السبح : التنزيه لله عن الذات والصفات فنحن نعلم جملة زمن مع جملة حركة فالمؤمن عرف ربه بربه أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عرفه المؤمن منهج ربه فى الحياة الدنيا ( الاسلام ) ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون )
الفلك المشحون : سفينة نوح عليه السلام ( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإن نسخر منكم كما تسخرون ) فمن حكمة الله عز وجل أن الرياح تحمل السفن فى البدائيات فالبواخر الآن ليس فيها أشرعة لأنها تعمل بوسيلة من وسائل الطاقة فالريح سمة القوة فأين كانت قوة الريح ؟ فالريح هو القوة بدليل ( لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون ) فكل إنسان له ذرة من آدم عليه السلام ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) الصريخ هو الذى تستصرخه لينقذك .
( ويصنع الفلك بأعيننا ) ( ويسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ) ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون ) ذرأ  : يطلق على الآباء ذرائر فالآباء عندما نجوا من الغرق هم الأصل الأصيل من ذرية الناس فكان الناس مطمورين فى آبائهم فكل إنسان به ذرة من آدم عليه السلام لم يطرأ موت فهذه الذرة من آدم هى التى حملت الفطرة ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) خلقنا من بعد سفينة نوح عليه السلام كنموذج فالجمل سفينة الصحراء ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) إياك أن تنفق من نعمه نخلصك من الاغترار بالأصل ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) فالصريخ الذى تستصرخه لينقذك ومن روائع العقائد المكتشفة الاشراق والتنوير فالشيطان سيحصل معه حوار وبين الذين اتبعوه من الكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين ( فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى أخاف الله رب العالمين ) فعن طريق سلطان الحجة أو سلطان ( لا يجدون وليا ولا نصيرا ) ( ولا صريخ لهم ولا هم ينقذون ) نفى التطوع للكافرين يوم القيامة .
( إلا رحمة منا ) الرحمة أساس المغفرة فإن كنا نجيناكم من الغرق فأعطيناكم صك الأبدية
( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ) ( حين تمسون وحين تصبحون ) بمعنى ليلة واحدة
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا وإذا قيل لكم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) إذا ويقابلها إن ومعنى إذا قيل لى يا مؤمنين يا مصدقين برسل الله فإننى أرضى عنكم لأنكم صدقتم برسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
( وإذا قيل لكم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فكأن المؤمن يعطى الكافر وسيلة تقربه من رحمة ربه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) ما بين أيدينا  : من أمامنا من الحشر
ما خلفنا  : من ورائنا ( فلنرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك ) ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فالمؤمن يمهد الطريق لراحة الكافر فالمؤمن يمهد السبيل لراحة الكافر ( وما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) لأن الذين يكفرون بالرسل ويتكبرون على منهج الله فى صيانة الإنسان فى الحياة الدنيا من المعاصى والآثام فالإنسان خليفة الله فى الأرض فهم مستفيدون من الفساد فكل مؤمن يأتى ليقطع الفساد فكأنه جاء ليقطع رزق الفاسدين فى الأرض ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين )  مما رزقكم الله من النعم التى لا تعد ولا تحصى ( وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى أخاف الله رب العالمين ) فالمصرخ : هو الذى يجير الصراخ ليأتى المنقذ ( تؤتى أكلها كل حين )
بمعنى سنة ( وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) إذا يقابلها إن
إن للشك   إذا للتحقق .
فكأن المؤمنون يعطون الكافرين وسائل لتقربهم من رحمة ربهم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فوثوق رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه وثوق بواقع ربه
( اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ) فإيمان المؤمن يمهد الطريق ( السبيل ) لراحة الكافر ( وما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) لأن الذين يكفرون بالرسل ويتعدون على منهج الله فى الأرض ( الإسلام ) لصيانة خليفة الله فى الأرض
( الإنسان ) ( وما تأتيهم آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) فتفسر بآية أخرى
( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ) ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله ) مما رزقكم الله من النعم أى انفقوا مما أعطاكم الله من النعم ( واستخلفكم فيها ) فنريد تنفيذ مرادات الله فى خلقه ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا فى ضلال مبين ) فيريد الله عز وجل أن يشهد عطف عباده على عباده لتسير حركة العالم على طريق الإسلام .
فالآخرة آتية للحساب والجزاء بالجنة للمؤمن والعقاب بالنار للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ) فيوجد للكافر حظه فى الوعيد وليس فى الوعد فالوعيد بالنار للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين والوعد بالجنة للمؤمنين الصادقين
يخصمون : يختصمون يوم القيامة
( فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ) ( فإذا هم قيام ينظرون ) فتوجد صيحة للموت وصيحة للبعث للحساب والجزاء والعقاب يوم القيامة فالنفحة علامه للحدث والفاعل هو الله عز وجل فالأجداث القبور ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه ووجد الله عنده ) ( قالوا ياويلنا )
الويل : الدعاء بالثبور على النفس ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) .
( ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) الحق سبحانه وتعالى أخبر أن الله جامع الناس ليوم لا ريب فيه ) ( يوم القيامة ) وأنه من أفلت من عقوبات الدنيا نتيجة للحياة التى يعيشون فيها فإن الله مدخر له عذاب من نوع أشد فالحق سبحانه وتعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم ( إما نرينك بعض الذى نعدهم ) وأنت حى وإما أن تردون إلينا يوم القيامة ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) فالوعد الذى يأتى من الحق فى مقابل الوعيد ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) فهل يكون أنه قد خلق الإنسان من
( صلصال كالفخار ) وخلق الجان من ( مارج من نار ) ( فبأى آلاء ربكما تكذبان وله الجوار المنشآت فى البحر كالأعلام فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكم شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران فبأى آلاء ربكما تكذبان ) الرحمن لأنه لم يفاجئهم بها وإنما أوجدهم بها وهم أصحاء يقدرون على أن يستمعوا إليها وأن يرجعوا عما هم فيه من الضلال فالوعيد عين النعمة لأنك تنتبه إلى شىء ( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) فى البلاغ عن الله عز وجل .
( قالوا يا ويلنا ) تعالى يا نفسى فاحضرى عذاب الله يوم القيامة حيث لا يوجد من ينصر الكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) فالصيحة لا تمت ولا تبعث وإنما الصائح بها وهو الله عز وجل هو الذى يميت ويبعث ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون )
( وإن كل لما جميع لدينا محضرون ) فكل تدل على شمول الأفراد فقد يكون شمول الأفراد تتابعا ليرى التابع للمتبوع ( فإذا هم جميع لدينا محضرون ) ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ) فالذى عمل خير يطمئن والذى عمل شر لا يطمئن بل يخاف الوعيد يوم القيامة ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ) لماذا يوم القيامة ؟ فكل يحاول أن يظلم الأضعف منه لأن الموازين فى يد البشر فى الدنيا أما فى الآخرة فالموازين بيد الله العزيز الحكيم ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) ( أصحاب الجنة ) الصاحب من نلازمه ولا نفارقه من جنسك ( الرجل أو المرأة ) كأن الجنة كانت فى قلوبهم وأذهانهم وهذه القلوب والأذهان لها صحبة بدخول الجنة فكل عمل يعملوه يتذكروا الجنة فكأن الجنة أخرجت مخرج العقلاء الذين يصاحبون بعضهم البعض فى الجنة فالعمل الصالح ملك المؤمنون مفاتيح الجنة ( إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) يقال فكه وفاكه بمعنى متلذ متنعم لأن به قوت للضرورة ( لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) فيشكر الذى نجاه من المعصية وبين له طريق الحسنة ليتبعها ( إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون ) ( الظلال ) ( يوم لا ظل إلا ظله ) فحين أراد الله بالزيجة
الزواج بين الرجل والمرأة قال ( سكنا ومودة ورحمة ) ( هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون ) الأريكة : السرير الذى له نموسية أو هى الوسادة .
متكئون : لأن الإنسان له حالات : الوقوف فالجلوس فالاضطجاع فالنوم ( لهم فيها فاكهة ) ( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيه من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم ) ( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون ) لأن الله لا يعطيهم الأشياء لأنه أعطاهم إياها قبل أن يدعوا ) فالمعنى كان يريد لخلقه فى الدنيا ( منهج الإسلام ) فالسلام غاية فى الحياة الدنيا ( لايلاف قريش إلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) ( سلام قولا من رب رحيم ) ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) ففى صلح الحديبية حينما منع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون من دخول مكة حزن المسلمون حتى كبار الصحابة فلما أمرهم بالدخول تحت الشجرة لم يستجيبوا فدخل الرسول الكريم على أم سلمة فقال : هلك المسلمون أمرتهم فلم يطيعوا فقالت له أم سلمة يا رسول الله افعل ما أمرك الله به فإن فعلت فعلوا مثلك فقبل الذهاب للمدينة بين الله لهم العلة حيث كان يوجد فى مكة أناس يكتمون إيمانهم ولا يعرفهم المسلمون فإذا دخلوا مكة قامت الحرب فقد يقتلون إخوانهم فى الإسلام وهم لا يشعرون
( تعرفهم بسيماهم ) تعرفهم بعلاماتهم وصفاتهم ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) ( ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ونبهكم لمداخل الشيطان إليكم أيها الناس وعداوة الشيطان لآدم منذ أن امتنع الشيطان ( إبليس ) عليه لعنة الله حينما أمره الله بالسجود لآدم سجود تكريم وتشريف لا سجود عبادة فالشيطان أغوى أدم وذريته فأقسم أمام خالقه ( بعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ) ( ألم أعهد إليكم : أم آمركم ببيان مكائد الشيطان ليس آدم لأنه يريد أن ينتقم من ذرية آدم فقال ( لأغوينهم أجمعين ) وحين أقسم إبليس أقسم قسما يؤكد قدره على الله ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) فالشيطان لا يأتى لأماكن الفجور وإنما يأتى لأماكن الطاعة ليفسد الطاعة على المؤمنين  ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين  
فالجهات ( 6 ) فيوجد أعلى وأسفل وليس ( 4 ) ( ألم أعهد إليكم يا بنى آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين ) وعدو مخيف بأساليب الكفر والنفاق والفسق والكذب والفجور ( وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ) العلة فى عدم عبادة الشيطان أنه عدو
( يابن آدم إنى لك محب فبحقى عليك كن لى محبا ) حديث قدسى
 ( ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدونى هذا صراط مستقيم ) ( إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا أولم تك أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) فالطريق به : من وإلى
فالله يريد اخبار الإنسان بأنه عابر سبيل وليس خالد مخلد فى الدنيا ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) فالانتقال من عالم الأسباب إلى عالم المسبب ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) الجبل : القوم الأشداء الأقوياء .
( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أو لم تكونوا تعقلون ) ( هذه جهنم التى كنتم توعدون ) من الوعد بالخير فالوعيد بالشر ( اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون اليوم نختم على أفواههم والأمس نختم على قلوبهم ختما على القلوب فلا يخرج الكفر ولا يدخل الإيمان فاليوم نختم على الأفواه حتى لا يعتذروا ( الأن وقد عصيت قبل ) ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) ففى الدنيا الجوارح مأمورة بإطاعة مرادات الإنسان .
( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) فلماذا الأيد تكلم والأرجل تشهد لأن جمهرة الأعمال فالأيدى تقوم بالأعمال والأرجل تسعى إليها ( بما كانوا يكسبون ) يكسبون فيوجد فرق بين إنسان يقبل على معصية ثم لا يفرح بها وبعد الانتهاء من المعصية يندم وآخر يعتبر عمل المعصية مكسب يتحدث به ويتباهى بضرب الناس ببعضهم البعض ( إنما التوبة على الله للذين آمنوا الذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب وليست التوبة على الله للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إنى تبت الأن ) فلا تنفع التوبة عندئذ فالتحقيق اللغوى كسب من أجل الربح يكتسبه فصاحب الحرام يفتعل الكسب وأصبح يعملها بدون افتعال ( وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ولو نشاء لطمسنا على أعينهم ) حتى لا يبصروا فلا يستطيعون السير على الصراط ( ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ) مضيا : المشى فى الطريق
فالله قد أعذر بأنه أنذر أعذر بقوله ( لا تعبدوا الشيطان لأنه عدو ) فبعد ذلك لا يوجد للكافرين والمنافقين والفاسقين والمكذبين عذر ( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ) فأعطيناكم فرصة طويلة فالتعمير يورث ضعفا عن المهمة فيوجد نشاط وقوة وعندما تكبر القوة والعقل يضعفان ( لكى لا يعلم بعد علم شيئا ) ( ومن نعمره ) نطيل حياته ( ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون ) فيضعف ادراكه وقوته وعقله وعلمه ( ومن نعمره ننكسه فى الخلق أفلا يعقلون ) ( أفلا يعقلون ) اعقلها على هيئة استفهام فيأتى بها الله جواب من الغير فالواحدية أحد فالواحد ليس أحد والأحد ليس الواحد ( إذا لا بتغوا إلى ذات العرش سبيلا ) فصاحب الدعوة تثبت له إلا أن يأتى معارض وما دام لم يأت معارض لأن الله يكلم الملائكة فالملائكة تأتى بالرسول صلى الله عليه وسلم فالتوحيد توحيد ورسالة وحشر والرسالة ( الإسلام ) ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ) ( وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ) ( أبعث الله بشرا رسولا ) ( قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لأنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ) وأنزل رسولا فكيف سيأتى بملكا رسولا ؟ ( ولو جعلناه رجلا لجعلناه ملكا وللبسنا عليهم ما يلبسون ) وما علمناه الشعر
أى علمناه غير الشعر لذلك كانت الأمية شرفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمناه الشعر لأن الشاعر له كثرة فى الألفاظ لأن الشعر ينطق بالكذب فى الأرض ( وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ) أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب فقال القوم الكافرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ساحر وشاعر وكاهن .
فلقد سحر القوم الذين آمنوا فهل يوجد للمسحور إرادة من الساحر ؟ ( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قال الذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقرا ) فالقرآن واحد .
( وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين أفلم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) ( ولئن شكرتم لأزيندنكم )
لأن الأنعام هى الإبل والبقر والغنم فالنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى .
( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون ) فهذه الأية جاءت بعد أن شرح الله الآيات فى الكون لتثبت وجوده الأعلى وقوانينه الكبرى ففى النفس آيات وفى الآفاق حول الإنسان آيات فالآفاق التى هى حول الإنسان والتى تكون خارجة عنه ( شمس وقمر ونجوم وكواكب وسماء وهواء وسحب وماء ) فكل شىء من الآفاق فى خدمة الإنسان ( سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم ) فلما تكلم الله عز وجل عن بعض آيات الآفاق ( قال أو لم يروا أنا خلقنا مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) ( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون بل هم اليوم مستسلمون )
( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله هم وقود النار ) ( لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون ) انتهت المسألة فى الحاجة لذلك بينوا أن للرسول الذين يكابرون فيه ويعاندونه فلا بد من تصحيح العقيدة فى نفس كل مؤمن بها فهى التسلية فالتسلية لا تكون إلا على حق لكل مؤمن مسالم فالحزن أسف النفس وذهاب ما يفسد فمن الذى يسليه يسليه الذى أرسله للعالمين بشيرا ونذيرا ( ونعلم ما يسرون وما يعلنون ) فالذين واجهوا رسول الله قسمان :
1 ) قسم واجهه بشجاعة فأعلنوا بأن الذى فى قلوبهم مطابق لما هو على ألسنتهم الكفار
2 ) قسم كفر بقلبه وآمن بلسانه المنافقون .
 أو كنا نعلم ما يسرون من الإيمان الحقيقى ( وجحدوا بها والستيقنتها أنفسهم ) بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بمنهج والمنهج يحمله القرآن فالقرآن لم يمار منه
( ولولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) ما يسرون من العلم بالله وما يعلنون من الكفر بالله عز وجل فقبل أن توجد للوجود فلا بد من وجود شىء يدفعها للعمل على ما يترتب من العلم من آثار فعقوبة المؤمن المسىء وعقوبة الكافر وعقوبة العاصى ( فلا يحزنك قولهم لأن العزة لله جميعا )
( ولقد نعلم أنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون )
( إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم )
أو لم ير : أو لم يعلم بأن فى الكون كمال ثم فوجىء الناس بأن الله هو الذى خلقهم ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) النطفة : السائل   المنى : السائل الذى تعيش فيه النطفة
فالنطفة هى الميكروب الذى يؤدى للإخصاب ( من منى يمنى ثم كان علقة فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) فنطفة المرأة ليس لها دخل فى تحديد جنس الجنين وإنما المنى من الرجل هو الذى يحدد جنس الجنين فإذا غلب ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد لأبيه
( ذكر ) وإذا غلب ماء المرأة ماء الرجل نزعت البنت إلى أمها ( أنثى ) فالبويضة عندما تخرج من المرأة يحدث تغيير كيماوى فى جسم المرأة ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ) خصيم : عدو لدود لربه .
( وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم ) ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجل سلم لرجل هل يستويان ) أم الذين يعبدون ألهة متعددة فالعبادة طاعة عابد لمعبود  وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم
فنريد مقارنة عجز القدرة فى البشر بصلاحة القدرة فى الخالق فالله واحد فى ذاته وصفاته وأفعاله فالله يمد صفات كماله لخلقه ( تبارك الله أحسن الخالقين ) ( وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم )
فحينما أراد الله الخلق من العدم فخلق السموات والأرض أولا ثم خلق الإنسان ثانيا فمن ذا الذى انتهى من هذين العنصرين ؟ فمقدورية الفعل انتهت أو مقدورية الأشياء انتهت فالاثنان موجودين ( قل يحييها الذى أنشأها أول مرة ) أنشأها أول مرة فى سياق الرد الأول لا بد من وجود الثانى فالعلم فى الدنيا ( لقد استعمرتك أيها الإنسان فى الأرض لتعمرها فعلم كيف يكلمه وعلى كيف يجازيه فوقود الحطب لا يلوث البيئة وإنما وقود المواد البترولية يلوث البيئة ( الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى هو الخلاق  العليم
( لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ( تبدل الأرض غير الأرض والسموات ) فقانون التسخير للإنسان فى الكون ( الذى جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم فيه توقدون أو ليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى هو الخلاق العليم ) ( لخلق السموات والأرض لأكبر من خلق الناس ) ( وأذنت لربها وحقت ) ( إنما قوله إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ( أو ليس خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى هو الخلاق العليم )
( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) فإذا ما أراد الله وصف تؤخذ فى إطار
( ليس كمثله شىء ) تنزيها لله عن تشبيه فعل الله عز وجل بفعل الإنسان ( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء ) فقد يكون الشىء ملكوت فى وقت وملك فى وقت آخر فيوجد أشياء تبقى ملكوت دائما لا نعرفها إلا يوم القيامة ( وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والأرض ) فالذى يحسن العبودية لله يحسن الله له الجزاء ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله ) ( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء ) ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا لمن ارتضى له قولا ) فالذين يكتشفون أسرار الكون فكل سر يريد الله أن يظهره له ميلاد وعمر يظهر فيه ( لا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم ) ( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء وإليه ترجعون ) .
         ه كن فيكون ) فإذا ما أراد الله وصف تؤخذ فى إطار
( ليس كمثله شىء ) تنزيها لله عن تشبيه فعل الله عز وجل بفعل الإنسان ( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء ) فقد يكون الشىء ملكوت فى وقت وملك فى وقت آخر فيوجد أشياء تبقى ملكوت دائما لا نعرفها إلا يوم القيامة ( وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والأرض ) فالذى يحسن العبودية لله يحسن الله له الجزاء ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله ) ( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء ) ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا لمن ارتضى له قولا ) فالذين يكتشفون أسرار الكون فكل سر يريد الله أن يظهره له ميلاد وعمر يظهر فيه ( لا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم ) ( فسبحان الذى بيده ملكوت كل شىء وإليه ترجعون ) .

         

هناك تعليق واحد:

  1. tarek.alkadah@gmail.com
    السلام عليكم: اليكم مهزلة القرن لشخص ذي المستوى
    " الثالثة اعدادي اضحك شويا 3ème année moyenne ex: 3ème des lycées et collèges"
    لا طعن بعد اليوم في القرآن
    ان نظرية ( تبخر - تكثف - مطر) تجاوزها الزمن هي و من اعتقد بها، كيف ذلك؟
    لكن الطعن في أقوال العلماء نعم و أنا من يطعن في نظرية تكوين ماء المطر و في أقوال علمائنا الذين ذهبوا للاستدلال بالقرآن لتثبيت هذه النظرية المضللة غير أننا لا ننسى أن من اجتهد ولم يصب فله أجر. اليكم : المعنى العلمي لكلمات " لواقح - المعصرات - طهورا"
    1- ارسال الرياح هو ارسال التيارات الهوائيه الصاعدة و التيارات الهوائية الهابطة ( ascending and descending air currents)،
    2 - المعصرات من فعل يعصر و المعصرة مفرد (compressions) و هي نتيجة التقاء قوتين ميكانيكيتين متعاكستين ( و هي ذات التيارات الهوائية الصاعدة و ذات التيارات الهوائية الهابطة)
    3 - اللقاح عند بلوغ نسبة انضغاط مناسبة تمكن ذرات الهيدروجين من لقاح ذرات الأكسيجين (fertilization or combination ) فتنشيء جزيئات الماء في انفعال كيميائي انفجاري محض.
    4 - و العلماء يعلمون أن عملية اصطناع الماء هي انفعال كيميائي انفجاري (the synthesis of water is explosive ) لذلك نرى البرق أولا (سرعة الضوء) ثم نسمع صوت الانفجار (صرعة الصوت) ثم نشهد مطرا (سرعة نزوله أبطأ من سرعتي الضوء و الصوت).
    5 - طهورا (distillé) فالماء المنتج عن هذا اللقاح طهورا حتما لأنه يتكون من غازين فقط (المكونين للماء)
    6 - الخلاصة هي أن " البرق و الرعد و المطر (الماء) هي عملية واحدة موحدة" و أن ماء المطر لم يتكون كما تعلمنا و أن بخار الماء هو مرحلة تليها مرجلة تحلل جزيئاته لتحرير مكوناته H2 و O و لم يصعد على شكل H2O لأن الماء في حاله الغازي (بخار) هو أعني جسم مركب H2O
    7- ما يسمى الشحنات الموجبة هي في حقيقة الأمر H مؤين لأنه يوجد دائما في الأعلى(حفيف) و الشحنات السالبة هي O مؤين يوجد أسفل الأول لأنه أثقل منه. في صفحة واحدة برسومها في 3 لغات (عربي- فرنسي- أنجليري) http://pdf.lu/zui0/
    فالدورة الطبيعية للماء تكون اذن:
    "تبخر- تحلل البحار الى H2 و O - انضغاط - لقاح O + H2 - تكثف - مطر "
    و الـلــــه و رسـولـه أعـلــم.


    ردحذف