الأحد، 9 فبراير 2025

الوقائع المأساوية لموت الشمس

 

الوقائع المأساوية لموت الشمس

يبلغ عمر الشمس نحو ( 4057 مليار ) سنة وهذا يعنى أنها فى منتصف عمرها تقريبا فنجم مثل شمسنا يبلغ متوسط عمره نحو ( 10 مليار ) سنة وتقوم الشمس فى كل ثانية بتحويل ( 4 ملايين طن ) من مادتها إلى طاقة فى عملية تحويل الهيدروجين إلى هيليوم وبهذا المعدل تكون الشمس قد حرقت مادة تساوى كتلتها مائة ضعف كتلة كوكب الأرض .

بالتأكيد سيأتى اليوم الذى يستنفد فيه الوقود الشمسى لكن ما الذى سيحدث عندئذ وكيف يكون أثر ذلك فى مجموعتنا الشمسية ؟

يعتقد الفلكيون أن المجموعة الشمسية سوف تستمر بشكلها الحالى لمليار عام أخرى حين تبدأ الشمس فى الانهيار فى طريقها للانطفاء إلا أنه قبل أن يحدث هذا فإن هناك بعض التغيرات الأخرى التى ستحدث .

بالنسبة لكوكب المريخ فإن ميل مداره الحالى يتأرجح بين ( 15 / 35 درجة ) لكن الحسابات الفلكية تشير إلى أنه منذ ( 5 ملايين سنة ) كان ميل المدار يتأرجح بين ( 25 / 45 درجة ) وهذا يشير إلى أنه بعد ( 5 ملايين سنة أخرى ) سيكون ميل المدار قد تغير مرة أخرى وميل مدار كوكب ما يشير إلى كمية الضوء والحرارة التى تصل إلى الأجزاء المختلفة من سطحه ويؤدى تغير الميل هذا إلى تغيرات عنيفة فى المناخ على الكوكب ويؤدى تغير ميل مدار المريخ إلى خفض مدار دوران قمره ( فوبوس ) بمقدار (1.8 م ) فى القرن وباستمرار هذا سيكون مصير ( فوبوس ) من ( 30 / 80 مليون ) سنة الاصطدام بسطح المريخ أو التفتت إلى صخور صغيرة تشكل حلقة حول المريخ .

بالنسبة لزحل فليس من المتوقع أن تعيش حلقاته أكثر من ( 300 مليون عام ) أخرى حيث ستؤدى جاذبية أقمار الكوكب ( زحل ) إلى سحب الأجسام التى تدور فى الجزء الخارجى من الحلقات بينما ستتكفل جاذبية الكوكب ( زحل ) بجذب الباقى ليصبح زحل من دون حلقات .

أما ( نبتون ) فهناك مشكلة خاصة بقمره ( ترايتون ) حيث يتقهقر مدار القمر بالنسبة لكوكبه باستمرار إلى أن يصل إلى بعد معين يتجاوز فيه المسافة ( حد روش ) وعندها سيتفتت القمر بواسطة القوى ( المد / جزرية ) الخاصة بكوكب ( نبتون ) وبالتالى ستتكون حلقة حول الكوكب ( نبتون ) .

ويقدر الفلكيون أن هذا سيحدث ما بين ( 1.4 و3.5 مليار سنة )

من الأمور غير المستقرة فى المجموعة الشمسية موقع الكوكب ( بلوتو ) لأن هناك رنينا مداريا بين مدارى كل من ( بلوتو ) و ( نبتون ) يصبح من المستحيل على الفلكيين تحديد موضع ( بلوتو ) بدقة لما هو أبعد من ( 20 مليون سنة ) .

من ( 1.2 إلى 3.5 مليار سنة ) من الأن : ستشيخ الشمس وتزداد بريقا بنسبة 10% كل مليار سنة وسيزيد مستوى الإشعاع الذى تطلقه وسيؤثر هذا الأمر فى الحياة على الأرض بالتدريج إلى أن تفنى الحياة عليها وتصبح كوكبا مهجورا وقد تصبح الحياة ممكنة فى أعماق المحيطات فقط وفى خلال ( 3.5 مليار سنة ) ستصبح الظروف البيئية على الأرض مشابهة لما هى عليه الحال على كوكب ( الزهرة ) الأن عندها ستبدأ المحيطات فى الغليان ولن تصبح الحياة ممكنة حتى فى أعماق المحيطات وستصبح كل أشكال الحياة مستحيلة حيث سترتفع درجة الحرارة لدرجة أن الأرض ستفقد غلافها الجوى .

فى ذلك الوقت سترتفع درجة الحرارة على سطح المريخ لتذيب الجليد عند قطبيه وعندها ستصبح الظروف المناخية على المريخ مناسبة للحياة وسيحدث ذلك بين (1.4 و 2.5 مليار سنة )

5 مليارات سنة : سينفد الهيدروجين فى قلب الشمس فتبدأ الشمس فى الاعتماد على الهيدروجين الموجود فى طبقاتها السطحية الأقل كثافة وسيؤدى هذا لتمدد الشمس وتضخمها لأكثر من ( 80 ضعف ) قطرها الأصلى لتصل إلى ( العملاق الأحمر ) وسيؤدى هذا إلى منحها مظهرا باهتا بسبب الازدياد الهائل فى مساحة سطحها وستبرد درجة حرارتها إلى حد كبير .

وبينما تتمدد الشمس ستلتهم فى طريقها كوكب ( عطارد ) لكنها لن تصل إلى كوكبى الزهرة والأرض حيث أن الشمس ستكون قد فقدت نحو ( 28 % ) من كتلتها فستقل جاذبيتها وهذا سيدفع بالزهرة والأرض إلى مدارات أبعد وسيكون سطح الأرض عبارة عن مجرد طين ساخن بلا حياة ومن دون غلاف جوى .

فى ذلك الوقت ستكون أقمار المشترى وزحل خاصة تيتان ويوروبا قد سخنت لإذابة ثلوجها المتجمدة ولتصبح صالحة لاستقبال الحياة .

بعد مرحلة التضخم التى مرت بها الشمس سيسقط الهيليوم الذى تحول إليه الهيدروجين فى التفاعل الاندماجى الذى يحدث فى الشمس إلى قلب الشمس ستنكمش الشمس إلى حجم أكبر قليلا من حجمها الأصلى وستزداد الكثافة إلى الحد الذى يسمح لجزيئات الهيليوم بالاندماج معا لتكون ذرات الكربون وستزداد درجة الحرارة والضغط داخل المركز وسيستغرق الهيليوم ( 10 ملايين سنة ) ليندمج معا وستعود الشمس إلى حرق مخزونها المتبقى فى الطبقات السطحية وستعود مرة أخرى لمرحلة العملاق الأحمر وستدوم هذه المرحلة ( 100 مليون عام أخرى ) وبعدها ستنفصل الطبقة الخارجية للشمس إذ ستطلق الشمس كمية هائلة من المادة إلى الفضاء على شكل سديم .

إذا كان حجم الشمس أكبر من هذا لكانت قد مرت بمرحلة النجم المتفجر ( السوبرنوفا ) إلا أنها ستكتفى بهذا الحدث مع إطلاق رياح شمسية عاتية إلا أن هذه الرياح لن تكون كافية لتدمير الأرض تماما وستتحول الشمس إلى قزم أبيض منكمش وساخن وذى كثافة عالية جدا وصحيح أن الشمس ستكون قد فقدت نحو نصف كتلتها الأصلية إلا أنها ستكون بحجم مقارب لحجم الأرض مما يجعل الكثافة عالية بشكل غير عادى وستظهر الشمس فى ذلك الوقت من الأرض كنقطة من الضوء مماثلة فى الحجم لحجم كوكب الزهرة كما يرى من الأرض إلا أن هذه البقعة الضوئية سيكون لها ضوء يساوى نحو

( 100 ضعف ) الضوء الحالى للشمس .

فى ذلك الوقت ستكون جاذبية الشمس قد قلت والكواكب قد صارت فى مدارات أبعد وسيكون عطارد قد توقف عن الوجود منذ وقت طويل . الزهرة ستكون فى مدار أبعد من مدار الأرض الحالى والأرض فى مدار مقارب لمدار المريخ الحالى وباقى الكواكب ستكون قد غيرت أماكنها جذريا وستكون الكواكب مجرد أجسام متجمدة وهشة وميتة تدور حول نجمها المحتضر وستقل سرعة الدوران بسبب الانتقال إلى مدارات أبعد .

بعد ( 2 مليار سنة أخرى ) سيكون الكربون الذى تكون فى قلب الشمس قد تحول إلى الصورة الكريستالية أى أن الشمس ستتحول إلى ماسة كونية لامعة هائلة الحجم .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق