الجمعة، 7 أكتوبر 2022

ِتلسكوب ( جيمس ويب ) وأسرار القمر ( يوروبا ) التابع لكوكب المشترى

 

ِتلسكوب ( جيمس ويب ) وأسرار القمر ( يوروبا ) التابع لكوكب المشترى

إن كوكب ( الأرض ) ما هو إلا كوكب مائى حيث أن المياه تغطى ( 80 % ) من مساحته والبشر يعيشون بشكل رئيسى على ( 20 % ) والمتمثلة فى الأراضى الصالحة للحياة عليها فسنتكلم عن محيط مائى موجود على قمر يدور حول كوكب المشترى على بعد ( 630 كم ) ومن المرجح جدا أن يعيش فى هذا المحيط كائنات حية من غير المرجح وجودها فى المجموعة الشمسية حيث إن المجموعة الشمسية مليئة بأماكن عديدة فكل كوكب هو عالم مختلف لكن بمجرد الخروج ونبدأ فى استكشاف أقمار المجموعة الشمسية سنفاجأ بوجود أقمار غريبة جدا سواء فى تكوينها أو عالمها الذى يكون مخفى عن العين والذى ستكون مركزة مع الكواكب العملاقة لكن بمجرد التلسكوب ( جيمس ويب ) يبدأ رصده للأقمار حيث سنكتشف أسرار لم تكن تتخيلها البشرية حتى وجودها فالرحلة ستكون لقمر المشترى ( يوروبا ) والذى ستكون المياه على سطحه تصل لضعف كمية المياه الموجودة تحت سطح كوكب الأرض بالكامل .

فالقمر ( يوروبا ) هو أول مكان فى المجموعة الشمسية ال مفروض كبشر البحث فيه عن الحياة ولأن محيطات ( يوروبا ) تتوفر فيها كل مقومات الحياة من أملاح ومصدر حرارى وحتى الحماية من الإشعاعات ( فيوروبا ) من الأقمار الجليدية 4 والتى اكتشفها ( جاليليو ) سنة ( 1610 ) والذى ظل يحيط به الغموض فعندما قامت المركبة الفضائية ( بيونير ) حيث قامت بتصوير أول صورة لسطح القمر ( يوروبا ) وخلال السنين استطاعت المركبتين الفضائيتين ( جاليليو / فويجر ) أنهم يصوروا تفاصيل سطح القمر ( يوروبا ) حيث أن القمر ( يوروبا ) يبعد عن الأرض مسافة ( 630 مليون كم ) وهو أصغر قمر فى الأقمار الجليدية ( 4 ) فقطره أقل من قطر قمر الأرض ب ( 300 كم ) ويستغرق ( 3 أيام ونصف ) ليعمل دورة كاملة حول كوكب ( المشترى ) وتعتبر دورة سريعة جدا فالغريب فى مدار القمر ( يوروبا ) هو أنه يكون نظام دوران مرتبط بالقمرين ( أيو / جانيميد ) فى الوقت الذى عمل فيه القمر ( يوروبا ) دورتين حول كوكب المشترى فيكون القمر ( أيو ) قد قام ب ( 4 دورات ) فى حين أن ( جانيميد ) قد عمل دورة كاملة ( ظاهرة الأوربيتال رينسنز ) وهذا يجعل ال ( 3 أقمار ) يؤثروا على بعض بقوة الجاذبية كافية لتجعل مدار ( يوروبا ) يدور حول كوكب المشترى بحيث يكون بيضاوى الشكل والمدار البيضاوى للقمر ( يوروبا ) يتسبب فى اختلاف قوة تأثير جاذبية كوكب المشترى على سطح القمر ( يوروبا ) أثناء دورانه حول كوكب المشترى فاختلاف الجاذبية يزلزل ويكسر سطح القمر ( يوروبا ) ويعيد تشكيله بشكل سريع جدا لدرجة أن من النادر جدا رؤية أى فوهة ناتجة عن اصطدام نيزك بسطح القمر ( يوروبا ) فسطح القمر ( يوروبا ) يعتبر لوحة فنية مصنوعة من الثلج المائى وبعض مركبات الكبريت فسيتم ملاحظة خطوط لونها بنى محمر منتشرة على سطح القمر يوروبا ممتدة ( 1000 كم ) والتى تكون نتيجة لتأثير المد والجزر من جاذبية كوكب المشترى على سطح القمر ( يوروبا ) فتتكسر طبقات السطح مع الوقت وتبدأ تتكون الخطوط البنية الحمراء بل إن فى بعض الأماكن تكون الصدوع التى تحصل للقمر يوروبا كبيرة جدا لدرجة أن المياه الموجودة تحت طبقات الثلج تبدأ فى الخروج لسطح القمر ( يوروبا ) وتختلط مع مركبات الكبريت حيث تتكون بحيرات متجمدة والتى تصل أمطارها فى بعض الأحيان ل ( 10 كم ) فالمشهد الجديد فى جيولوجيا القمر ( يوروبا ) هو ظاهرة ( الكيه استراى ) وهى الأماكن التى تتجمد فيها المياه على سطح القمر ( يوروبا ) بمجرد خروجها من المحيط الداخلى وبدراستها وتحليلها الكيميائى استطاعت البشرية معرفة تكوين المحيطات التى تكون أعماقها ما بين ( 60 : 150 كم ) تحت طبقة القشرة الخارجية من القمر ( يوروبا ) والتى تكون ما بين ( 25 : 50 كم ) حيث أن القمر ( يوروبا ) يشترك مع كوكب الأرض فى ظاهرة ( الأيسى سبياسى ) والذى يصل طول ( الأيسى سبياسى ) الواحدة

( 15 م ) والمنتشرة فى المنطقة الاستوائية للقمر ( يوروبا ) فى أماكن تعامد الشمس فى حين أنها تكون موجودة على كوكب الأرض فى الأماكن الجافة فوق الجبال وبالرغم من أن القمر ( يوروبا ) موجود فى مدار قريب من كوكب المشترى إلا أنه من المفروض أن يتكون درع الحماية الأول من النيازك إلا أن سطح القمر ( يوروبا ) من النادر جدا رصد فوهات ناتجة عن اصطدام نيازك حيث أن الفوهات لا تتجاوز ( 50 فوهة ) بالمقارنة مع قمر الأرض والذى يصل عدد فوهاته التى تتعدى أقطارها ( 25 كم ) إلى ( 5000 فوهة ) حيث أن سطح القمر ( يوروبا ) يعتبر ناشط جدا جيولوجيا بسبب جاذبية كوكب المشترى والذى تشكل سطحه بشكل كبير وسرعتها عالية جدا لدرجة أن عمر القمر ( يوروبا ) نفس عمر المجموعة الشمسية من ( 4.5 مليار سنة ) إلا أن عمر سطح القمر ( يوروبا ) لا يتجاوز ( 180 مليون سنة ) وهذه فترة قصيرة نسبيا بالنسبة لعمر القمر ( يوروبا ) لكن المرعب فى القمر ( يوروبا ) هو كمية الإشعاعات التى تصل لغلافه الجوى وسطحه الخارجى التى تصل ( 5.4 سيفرز / يوم ) وتكون أقوى ( 1800 مرة ) من درجة الإشعاع الذى يمكن أن يتحملها أى كائن بشرى بحيث تكون كافية لقتل الخلايا الحية للبشر خلال يوم واحد وحتى الإشعاع القوى يؤثر على تكوين الغلاف الجوى للقمر ( يوروبا ) وهذه ظاهرة ( ريتولسس ) وتحصل عندما يحدث تكسير للرابطة الكيميائية بين جزيئات الماء وتفصل بين ذرات الاكسجين والهيدروجين فيبدأ الهيدروجين لأنه أخف فى الانطلاق للفضاء حول القمر ( يوروبا ) ويتبقى الاكسجين الذى تمنح جاذبية القمر ( يوروبا ) أنها تسيطر على الاكسجين ويتكون غلاف جوى رفيع جدا من الاكسجين يغطى القمر ( يوروبا ) بالكامل .

وبالنسبة للهيدروجين الذى ينطلق للفضاء يبدأ فى تكوين سحابة غازية تسير ( 100 كم ) وراء القمر ( يوروبا ) فى مدار حول كوكب المشترى .

س : ما هو الدليل العلمى الذى يؤكد وجود محيط مائى تحت طبقات الثلج التى تغطى القمر ( يوروبا ) ؟

ج : 1 ) إن القمر ( يوروبا ) مغطى بالكامل بطبقة من الثلج المائى والتى تصل من ( 25 : 50 كم ) فى بعض المناطق الجبلية المرتفعة فى أماكن تكون الطبقات الثلجية فيها غير سميكة وقوية بالدرجة الكافية لتمنع الضغط القوى لمحيطات القمر ( يوروبا ) عليها من الداخل وتتسبب فى انفجارات مائية كالبراكين على الأرض لكن الفرق أن على القمر ( يوروبا ) أن يكون تكوينه من الماء فتتكون نافورات من المياه التى تصل ارتفاعها إلى ( 100 كم ) فوق سطح القمر ( يوروبا ) فالنافورات هى الطريقة الوحيدة للدراسة المباشرة للتركيب الكيميائى لمحيطات القمر ( يوروبا ) وعندما قام تلسكوب هابل الفضائى حيث بدأ بتصوير القمر ( يوروبا ) سنة ( 2012 ) وكذلك الصور التى استطاعت المركبة الفضائية ( جاليليو ) فى تصويرها لتفاصيل النافورات للقمر ( يوروبا ) وقت الدوران فى مهمتها حول كوكب ( المشترى ) وما زالت الصور تحت التحليل والدراسة من أجل اكتشاف أسرار أكثر عن طبيعة البيئة المائية تحت سطح القمر ( يوروبا ) .

2 ) وجود محيط مائى تحت سطح القمر ( يوروبا ) الثلجى هو أن استغلال المركبتين الفضائيتين ( جاليليو / فويجر ) أثناء مرورها بكوكب المشترى سنة ( 1979 ) فلقد تم دراسة المجال المغناطيسى للقمر ( يوروبا ) والذى تم اكتشاف أنه يحصل له تغيرات قوية جدا وسريعة والسبب الوحيد فيزيائيا هو وجود موصل تحت طبقات القمر ( يوروبا ) وطبقا للحسابات لا بد وأن يكون المحيط المائى للقمر ( يوروبا ) تحت طبقات الثلج بكامل مساحة القمر ( يوروبا ) من أجل تكوين مجال مغناطيسى منتظم وبهذه القوة .

3 ) الذى يعتمد على القياسات الجيولوجية لسطح القمر ( يوروبا ) هو أن طبقة الثلج السطحية للقمر ( يوروبا ) تتحرك بزاوية ميل قدرها ( 80 درجة ) على محور القمر والزاوية عمرها ما تتحقق إلا إذا كان سطح القمر ( يوروبا ) الثلجى منفصل ميكانيكيا عن الطبقة الصخرية للقمر ( يوروبا ) وبمحيط مائى يفصل فيما بينهم يغطى القمر ( يوروبا ) بالكامل تحت طبقات الثلج يعنى سطح القمر ( يوروبا ) يطفو على المحيط المائى للقمر ( يوروبا ) التى تصل أعماقه من 60 : 150 كم وسطح القمر ( يوروبا ) يدور حول مركز القمر ( يوروبا ) دورة كل ( 12000 سنة ) وعن طريق حساب السرعة عند مراقبة الأخاديد والخطوط التى تتكون على سطح القمر ( يوروبا ) بسبب تكسير وإعادة تشكيل السطح للقمر ( يوروبا ) على فترات قصيرة .

بالرغم من أن القمر ( يوروبا ) يبعد عن الشمس ( 780 مليون كم ) وهذه ( 5 أضعاف ) المسافة بين الشمس والأرض إلا أن الشمس بالإضافة لتأثير الجذب الذى يؤثر به كوكب المشترى على القمر ( يوروبا ) تستطيع تكوين خريطة حرارية تختلف على سطح القمر ( يوروبا ) فالحرارة تصل على المناطق الاستوائية للقمر ( يوروبا ) ( - 160 درجة مئوية ) فى حين أن الأقطاب على سطح القمر ( يوروبا ) تكون ( - 220 درجة مئوية ) فى المتوسط وبسبب الحرارة القليلة جدا يبدأ الثلج بالتغير على المستوى الفيزيائى فى ترتيب الذرات ويكون سطح القمر ( يوروبا ) فى مناطق الأقطاب أقوى من الجرانيت فهذه المعلومة مهمة جدا فى المهمات الحالية التى يتم التحضير لها والهبوط على سطح القمر ( يوروبا ) وتدرسه وتصل لمحيطاته لأن فى المرحلة الأولى فى تاريخ البشر نستطيع أن نلمس المياه بكميات كبيرة خارج كوكب الأرض .

من أهم المهمات التى يتم التحضير لها فى الفترة القادمة مهمة ( يوروبا كليبر ) والذى من المخطط انطلاقها 10 / 2024 وبعد ما تقطع مسافة قدرها ( 630 مليون كم ) خلال ( 7 سنوات ) ستستطيع القيام ب ( 42 دورة ) حول كوكب المشترى بسرعات كبيرة جدا لتفادى مشكلة الإشعاعات الرهيبة حول كوكب المشترى وأثناء دورانها ال ( 42 ) ستقوم بدراسة سطح القمر ( يوروبا ) عن قرب وتستطيع باستخدام معمل على سطح المركبة الفضائية ( يوروبا كليبر ) أنها تقرب بارتفاعات قريبة جدا من سطح القمر ( يوروبا ) من أجل سحب عينات من المياه التى تنطلق من النافورات على سطح القمر يوروبا أثناء طيرانها فى مدارها من أجل تحديد التركيب الكيميائى بدقة للمياه الموجودة فى محيطات القمر ( يوروبا ) والتأكد من أن المياه الموجودة فى المحيط الداخلى متوفر فيها الظروف المناسبة لدعم الحياة حتى ولو كانت ميكروبية تحت سطح القمر

( يوروبا ) حتى وكالة الفضاء الأوروبية ( إيسا ) تجهز لإنطلاق مركبة ( جيمس ) الفضائية المخطط انطلاقها سنة 2022 من أجل الدراسة عن قرب للغلاف الجوى الغنى بالاكسجين حول القمر ( يوروبا ) كما سوف تدرس أقمار المشترى

( كاليستو / جانيميد ) لأن هذين القمرين ( كاليستو / جانيميد ) موجود تحت سطحهم محيط مائى كالقمر ( يوروبا ) بل خلال هذه الفترة يتم ضغطية لمركبة فضائية ( لاندر ) حيث سيكون هدفها الأساسى هو الهبوط على سطح القمر ( يوروبا ) والحفر فى سطحه من أجل تحليل الطبقات الداخلية من الثلج المائى لنستطيع دراسته عن قرب لكن الأقرب لدراسة القمر

( يوروبا ) هو التلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى والذى يستطيع دراسة القمر ( يوروبا ) بمنتهى الدقة بمجرد أن يبدأ تشغيله فى ( 6 / 2022 ) ويحدد التركيب الكيميائى للمياه المنطلقة من النافورات على سطح القمر ( يوروبا ) عن طريق تحليل الطيف الضوئى باستخدام علم ( الاسبكتراسونيك ) لكن هل يوجد فعلا حياة فى المجموعة الشمسية موجودة فى مكان غير كوكب الأرض فأفضل مكان يمكن البحث فيه عن الحياة هو القمر ( يوروبا ) لأن من القواعد الأساسية لوجود الحياة على الأرض هو عندما وجدت المياه وجدت الحياة حتى فى أبرد الأماكن على كوكب الأرض حبث استطاعت البشرية رؤية شكل من أشكال الحياة فهل الحياة موجودة فى محيطات القمر ( يوروبا ) فتتوقع البشرية كيف سيكون شكلها هل ستكون كالكائنات المرعبة التى عاشت فى المحيطات على كوكب الأرض ولا ستكون بشكل مختلف لا تستطيع البشرية تخيله .

 

 

أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

24 / 3 / 2022

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق