الأربعاء، 31 أغسطس 2022

رصد حلقة النار بداخل مجرة ( عجلة العربة ) بتلسكوب جيمس ويب الفضائى

 

رصد حلقة النار بداخل مجرة ( عجلة العربة ) بتلسكوب جيمس ويب الفضائى

لقد أعلنت ( ناسا ) والفريق العلمى المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى عن صور جديدة تمثل مجرة عجلة العربة حيث أنها تبعد عن الأرض مسافة ( 500 مليون سنة ضوئية ) فالصورة الجديدة لمجرة ( عجلة العربة ) تكونت منذ زمن بداية خلق الديناصورات على كوكب ( الأرض / Earth ) بل إن مجرة ( عجلة العربة ) تمثل لغز غريب جدا يواجه علماء الفيزياء الفلكية لأن شكل المجرة ( عجلة العربة ) يعتبر نادر جدا على المستوى الكونى بالكامل لأنه غير ممكن أن هذا الشكل يتكون إلا بطريقة عنيفة جدا وهذا نتيجة لعدم توافر الظروف الكافية الكونية فى هذا الوقت من عمر الكون ( Universe ) لنشأة شكل مجرة ( عجلة العربة ) وهذا النوع من المجرات ( Galaxies ) بل إن المفاجأة هى أن الصورة تمثل مصير مجرة

( درب التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) بعد اندماجها مع مجرة ( أندروميدا / المرأة المسلسلة ) فى

( 4 مليار سنة ) والتى تتحرك فى الفضاء العميق اللامتناهى بسرعة تصل إلى ( 110 كم / ث ) فبهذه السرعة يستطيع الإنسان قطع المسافة بين ( الاسكندرية / القاهرة ) فى ( مصر ) فى أقل من ( 2 ث ) فالحقيقة أن العلماء مستغربين جدا من الصورة الجديدة فالصورة كشفت عن أسرار وألغاز جديدة يتم رصدها لأول مرة لأن الصور توضح كل أطوار ومراحل تطور النجوم منذ وقت نشأتها من سحب الغبار والغاز الكونى إلى انفجارها وتحولها إلى ( سوبرنوفا / Supernova ) عملاقة أو ثقوب سوداء ( Black Holes ) سواء فى مركز المجرة ( Galaxy ) أو حتى فى أطرافها .

فى ( 2 / 8 / 2022 ) أعلنت ( ناسا ) والفريق العلمى المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى عن أجمل وأوضح صورة ممكنة لمجرة ( عجلة العربة ) والحقيقة أن هذه المجرة من أروع المجرات من وسط صور ملايين المجرات فمجرة

( عجلة العربة ) تبعد عن الأرض مسافة ( 500 مليون سنة ضوئية ) وتم اكتشافها سنة ( 1941 ) فلو كانت العين البشرية تستطيع رؤية الأشعة تحت الحمراء سيتم رؤية المجرة باللون البمبى لكن بالتركيز فى وسط المجرة أكثر سيتم ملاحظة انها تتكون من جزءين مختلفين بعيدين عن بعض كليا فالجزء الداخلى عملاق أسود يمثله شكل بيضاوى كثافته عالية جدا بالمادة والغازات التى تدور حول ثقب أسود عملاق من نوع ( السوبرماسيف ) حيث أن الثقب الأسود هو المحرك للمجرة بالكامل حول نفسها بسرعة دوران الحلقة الخارجية من المجرة حول المركز تصل إلى ( 217 كم / ث ) فالمجرة بشكلها الغريب والنادر من الصعب جدا أنها تتكون بشكل طبيعى بل لا بد أن الشكل تكون نتيجة عن حدث كونى عنيف جدا مرت به المجرة خلال نشأتها فالعلماء يؤكدون على أن مجرة ( عجلة العربة ) كانت مجرة شبيهة جدا بمجرة ( درب اللبانة ) بشكلها الحلزونى وخلال آخر ( مليار سنة ) حدث اندماج ناتج عن تصادم عنيف مع مجرة أصغر فى الحجم لتبدأ مجرة ( عجلة العربة ) تتحول إلى الشكل الحلقى ونتيجة للاندماج المرعب الذى حدث بين المجرتين وسرعة التصادم الرهيبة استطاعت المجرة الصغيرة التى أثرت على مجرة ( عجلة العربة ) أنها تخترقها بشكل سريع وتكون سبب فى موجة ارتدادية عملاقة وقوية جدا حيث كانت كافية لزيادة تركيز مركز المجرة والذى يدور حول ثقب أسود عملاق وتمده بكميات من المادة أكثر وأكثر بشكل يسمح بأن يتحول إلى ثقب أسود من نوع ( Supermassive Black Hole ) وبمرور الوقت ونتيجة لكتلته الرهيبة استطاع أن يجذب حوله كميات من المادة والغبار حيث تدور فى مدار عملاق حوله بسرعة تصل لأجزاء كبيرة من سرعة الضوء ونتيجة لسرعات الدوران الرهيبة والاحتكاك الحادث بين المواد تصل درجات الحرارة لملايين الدرجات المئوية حيث يتكون التوهج الرهيب التى تم رصده بتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى فى مركز مجرة ( عجلة العربة ) بالشكل البيضاوى ليبدأ الشكل البيضاوى الموجود فى مركز مجرة ( عجلة العربة ) يساعد على إشعال شرارة تكون هيكل مجرى غريب يتم رصده لأول مرة فى الكون ( Universe ) حيث تتكون العناقيد النجمية التى تربط بين مراكز المجرات والحلقات الخارجية للمجرات والتى استطاعت الكاميرا ( ميرى ) تصويره بالتفصيل بقدرتها على الرصد من نطاق قريب من منتصف الطيف الضوئى للأشعة تحت الحمراء فالحلقة الخارجية لمجرة ( عجلة العربة ) تكونت نتيجة لموجات جاذبية عملاقة ناتجة عن السرعات الرهيبة لدوران المواد من غبار وغازات حول الثقب الأسود ( Black Hole ) فى المنطقة الداخلية لمركز المجرة ( عجلة العربة ) لما يقارب

( 440 مليون سنة ) أن يرسل معلومات عن الحلقة الخارجية والمحتوية على مئات النجوم والمواد الأولية اللازمة لنشأتها وتكونها بأنواع محدودة بمرور الزمن فعن طريق التركيز أكثر فى صورة الكاميرا ( ميرى ) سيتم اكتشاف أن الحلقة الخارجية تتكون من نجوم زرقاء بعدد كبير جدا كما يوجد بها مصانع نجمية عملاقة على هيئة عناقيد نجمية تتركز فى مناطق انتشار التراب والغبار الكونى وسحب الغازات وعن طريق دراسة الحلقة الخارجية لمجرة ( عجلة العربة ) حيث يمكن دراسة كل مراحل نشأة وتطور النجوم حيث سنرى نقطة تلمع جدا بدرجة غريبة حيث أن العلماء اختلفوا فى تحديد نوعها إن كانت نجم فى مجرة ( الطريق اللبنى ) وبسبب قربها من الأرض تلمع بطريقة غريبة وربما تكون ثقب أسود هائل فى أطراف مجرة

( الطريق اللبنى ) يتم رصده لأول مرة فى هذا النوع من المجرات ( Galaxies ) لأن النقطة التى تم رصدها من تلسكوب

( تشاندرا ) حيث تم اكتشاف توهج غريب جدا للأشعة السينية ( X ) التى تكون دليل على وجود ثقب أسود فهل هذه النقطة تعتبر ثقب أسود أو نوع جديد من النجوم يتم رصده لأول مرة حيث اكتشف أن مجرة ( عجلة العربة ) فى منتصف مرحلة الاندماج وعندما تتمدد الحلقة الخارجية تبدأ بالضغط على المواد الموجودة فى نهاية المجرة ( عجلة العربة ) من الخارج حيث تزيد كثافة الغازات وسحب الغبار التى تتكون منها الحلقة الخارجية وتزيد فرص المواد الأولية المكونة للنجوم حيث تزيد معدلات نشأة النجوم أو معامل ( SFR ) وتكون أوضح وأكثر لمعان فى الصور الجديدة التى سيستطيع البشر تصويرها مستقبلا لهذا الجزء من مجرة ( عجلة العربة ) لكن بعد آلاف السنين ستكون البشرية ما زالت تستخدم التلسكوبات الفضائية كما يمكن البحث عن نوع جديد من التكنولوجيا التى تكون قادرة على تصوير المجرات الكونية بشكل أوضح وأفضل .

حيث أن مجرة ( عجلة العربة ) تم تصويرها من خلال تلسكوب ( هابل الفضائى ) أكثر من مرة لكن بسبب سحب الغبار الكثيف الذى يغطى مساحات شاسعة من المجرة ( عجلة العربة ) فتلسكوب ( هابل الفضائى ) ونتيجة لرصده فى نطاق الطيف الضوئى المرئى كان غير قادر على اختراق السحب الكثيفة حيث قام تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى تصوير ورصد مجرة

( عجلة العربة ) حيث ستتكون الصور الرائعة لمجرة ( عجلة العربة ) حيث استطاع تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى وقدراته الخارقة باستخدام الأجهزة العلمية ( 4 ) والموجودة عليه على أن يخترق سحب الغاز والغبار الكونى والغازات حيث سيكتشف ملايين من النجوم فى كل مراحل تطورها بداية من نشأتها وشرارة تكون أول اندماج نووى فى النجوم حتى نهاية حياتها مكونة سوبرنوفا عملاقة فى مشهد ممتد لعشرات السنين الضوئية تم تصويرها عن طريق دمج صورة الكاميرا نيركام أو الكاميرا ميرى لأن كل كاميرا منهم لها أهداف محددة فى التصوير معتمدة على مدى رصدها للطول الموجى للأشعة تحت الحمراء فالكاميرا ( نيركام ) والتى تعتبر الجهاز الأساسى القائم عليه تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى حيث استطاعت رصد المجرة ( عجلة العربة ) على طول موجى من ( 0.6 : 5 ميكرون ) مما يعتبر مناسبا جدا لرصد ملايين النجوم الخفية فى سحب الغاز والغبار المنتشرة فى المجرة خاصة فى المنطقة الموجودة لمركز المجرة والحلقة الخارجية حيث تم الاكتشاف الجديد فيها المئات من النجوم الجديدة على عكس صورة تلسكوب ( هابل الفضائى ) ومن أجل معرفة الصورة وتفاصيلها قرر الفريق العلمى المسئول عن تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى باستخدام عين الكاميرا الملحقة بالتلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى حيث ظهرت ألوان الأزرق والبرتقالى والأصفر للتعبير عن كثافة النجوم فى العناقيد النجمية بأنواعها وأعمارها المختلفة فى المجرة بالكامل .

أما الكاميرا ( ميرى ) والتى تعتبر ثانى أهم جهاز على تلسكوب ( جيمس ويب ) الفضائى تكون قادرة على رصد وتحليل الطيف الضوئى المنعكس من سحب الغبار والغازات المكونة للمجرات حيث تم تحديد الكثافة من منطقة لأخرى على مساحة مجرة ( عجلة العربة ) بالكامل بل تم إدراك ولأول مرة على تحديد التركيب الكيميائى لسحب الغبار والغازات فى المنطقة الوسطى من مجرة ( عجلة العربة ) حيث تم اكتشاف أنها غنية جدا بالمركبات العضوية والهيدروكربونية حيث أنها تعتبر من المكونات الأساسية لنشأة الحياة البدائية على الأرض منذ مليارات السنين حيث تقوم الانفجارات النجمية على مستوى المجرة بالكامل على نشر المركبات العضوية بكل أنواعها على معظم الكواكب المحيطة بالسوبرنوفا حيث تزيد فرص نشأة الحياة لو توفرت الظروف المناسبة للحياة كالحياة على الأرض وبدراسة هذا النوع من المجرات وتأثير عمليات الاندماج النووى عليها بمرور الوقت حيث نستطيع تحديد مستقبل مجرة ( الطريق اللبنى ) سنة ( 4 مليار 2022 ) وأثره على الحياة على الأرض فإذا كانت الأرض لا زالت موجودة فى المجموعة الشمسية وقتها حيث يتوقع البشر بأن يكونوا قادرين على أنهم يعيشوا على كواكب جديدة غير كوكب الأرض فهل تستطيع البشرية الهرب من نهاية مجرة ( الطريق اللبنى ) عندما تتحول الشمس إلى عملاق أحمر وابتلاعها لكل الكواكب الداخلية ( عطارد / الزهرة / الأرض / المريخ ) فى النظام الشمسى .

 

 

اسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

9 / 8 / 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق