الم
الكوكب الأحمر / المريخ / Mars
أسراره والغازه
إن ( الكوكب الأحمر / المريخ / Mars ) حيث يوجد
وادى ( مارينر ) المغمور بالمياه فما حدث فى الماضى مع كوكب المريخ هو حقيقة علمية
فهل يمكن لكوكب المريخ أن يصبح موطنا آخر للبشر فهل ستلجأ البشرية إلى المريخ إذا
حدث شيئا ما لكوكب الأرض فمشاكل الأرض معروفة للجميع ولكن قبل معرفة ما إذا كان
كوكب المريخ قادرا على استضافة البشر فمن الضرورى إجراء أبحاث دقيقة لتتمكن
البشرية من معرفة ما حدث لكوكب المريخ فى الماضى فمن أساء للمريخ وجرده من غاباته
وبحاره وبدد غلافه الجوى حيث سيأتى المريخون ذات الأرجل ال ( 3 ) إلى كوكب الأرض
يوما ما فقد حان الوقت لزيارة كوكب المريخ
عن طريق البشر فلتسافر البشرية إلى المريخ
حيث ستقوم البشرية برحلة استكشافية فى الفضاء لتتعرف على كوكب المريخ عن قرب حيث
أن الرحلة الاستكشافية للمريخ ليست من الخيال فإنها تعتبر تجربة فكرية وهى قائمة
على معلومات علمية وموضوعية وفى كوكب المريخ ستعيش البشرية تفاصيل التجربة الفكرية
منذ البداية حيث سيتم اكتشاف أسرار كوكب المريخ الغامضة فى الرحلة الاستكشافية للمريخ
شيئا فشيئا حيث تقف البشرية على الأرض منتظرين ساعة الصفر لتتم البداية إنها ليلة
من ليالى شهر ( آب ) الحارة حيث يوجد فى الفضاء نجم يتلألأ بلون برتقالى جميل هذا
هو المريخ والذى يعتبر ثالث ألمع الأجرام الفضائية فى الفضاء لكن لا يمكن رؤية
المشهد إلا مرة كل سنتين عندما يقترب المريخ إلى أقرب نقطة له من الأرض هذا
التمثيل الفوتوجرافى للمريخ والأرض فى نفس الجهة بالنسبة للشمس فهذه المسافة
الفاصلة بين كوكبى الأرض والمريخ فى حدها الأدنى أى ( 55 مليون كم ) ومن الواضح أن
هذا هو التوقيت المثالى لزيارة كوكب المريخ .
فمن البداية يجب مراقبة الفضاء من الموقع
الأرضى فالهدف الوصول إلى المنطقة التى يوجد بها كوكب المريخ حيث ستلتقى البشرية
بالمريخ فالمسافة التى يجب قطعها ربما تبدو أنها أكثر من ( 55 مليون كم ) بل هى
أكثر من ( 500 مليون كم ) حيث تستمر الرحلة إلى المريخ ( 7 أشهر ) وربما أكثر فحلم
السفر للمريخ له تاريخ طويل جدا حيث درس العلماء فى مصر القديمة كوكب المريخ منذ (
2000 سنة ) حيث أن المخطوطات الصينية لمدار المريخ وجدت قبل ( 1000 سنة ) أما فى
روما القديمة سمى كوكب المريخ على اسم إله الحرب ( مارس ) بسبب لونه الأحمر المائل
للبرتقالى فلأول مرة فى التاريخ البشرى شاهد
( جاليليو ) المريخ بالتلسكوب سنة ( 1610 )
ورصد على سطح المريخ قبعة قطبية بيضاء والبقع الداكنة أحدها كان كبيرا جدا وبعد (
200 سنة ) من هذا التاريخ رأى البقعة المظلمة أحد علماء الفلك ( بحر سيرت العظيم )
حيث تم رؤية خطوطات مستقيمة طويلة على سطح كوكب المريخ تجمعت مع بعضها وشكلت
أنماطا معقدة حيث أن الخطوط هى قنوات مشيرا إلى أن عرض كل قناة من القنوات يبلغ (
100 كم ) حيث أن ( سيرجى كوروليف ) كان يريد السفر للمريخ حيث تأتى الأفكار أولا
ثم بعد ذلك التنفيذ وبعض الخيال واقع حقيقى فعن طريق إطلاق أول بعثة فضائية فى (
روسيا ) سنة ( 1935 ) حيث أن فصل المركبة الفضائية عن المكوك حيث أنها كانت قطار
الفضاء حيث كانت فكرته ومبدأه وخياله الخاص وأصبح واقعا حقيقيا فهذا ما يبدو أنه
قطار الفضاء وهذا ما ستراه البشرية من المركبة الفضائية وكيف سيحدث ذلك فى الواقع
؟ فكيف ستنفصل المركبة الفضائية عن المكوك لمواصلة مهمته فى استكشاف المريخ وهذا
ما قد يبدو عليه قطار كوكب المريخ فى المستقبل حيث سيكون مزودا بمحرك لكى يستطيع
أن يجوب الفضاء حيث ستتمكن البشرية من بلوغ كوكب المريخ فى ساعات قليلة أو حتى فى
دقائق حيث سنصل سريعا إلى المريخ .
إن المريخ ليس كوكبا كبيرا جدا حيث يبلغ حجمه
نصف حجم كوكب الأرض وليس أحمرا حيث يتم الاقتراب من كوكب المريخ ويتم التحليق بشكل
مباشر لاستكشاف المريخ ففى سنة ( 1963 ) حيث كانت المحطة الفضائية الروسية ( مارس
/ 1 ) هى أول محطة فضائية تقترب من ( الكوكب الأحمر / المريخ / Mars ) على مسافة
( 200000 كم ) حيث فقد التواصل مع المركبة الفضائية لكن ( مارس / 1 ) كانت تزود
الأرض بالمعلومات الأولية عن المريخ حيث تم معرفة مقدار الإشعاع الكونى على طول
المسار وقوة الرياح الشمسية بالقرب من المريخ وكيفية توزع الحطام النيزكى حول المريخ
حيث تمكن / مارس 1 من تجاوز نيزكين وبعد تجاوز النيازك حيث توجد إجابات للأسئلة
المفصلية لمهمة ( مارس / 1 ) فماذا حدث لكوكب المريخ ؟ وهل كان للمريخ ماضى مزدهر
حيث يوجد على المريخ القنوات والبراكين والحفر حيث أنه تكوين من ( 4 عوالم كبيرة )
لكى يمكن رؤية مؤشر الارتفاع فالمناطق الحمراء تعتبر مرتفعة والزرقاء منخفضة
والبيضاء مرتفعة جدا حيث يوجد أكبر ارتفاع على المريخ جبل ( أوليمبوس مونز ) فهو
يعد أعلى جبل موجود فى المجموعة الشمسية حيث إنه أعلى ب ( 3 مرات ) من
( افرست ) فما الذى جعل جبل ( أوليمبوس مونز
) هائلا ؟ حيث إن جبل ( أوليمبوس مونز ) كبير جدا حتى بالمقارنة مع حجم المريخ
نفسه حيث يوجد ( 3 براكين ) بالقرب من جبل ( أوليمبوس مونز ) وهى جبال ( اسكيريا /
بافولينا / آرسيا ) إنها جبال مقاطعة ( فارسيدا ) ولكن جميعها خامدة فلم يسجل فيها
نشاط بركانى حيث توجد بالقرب من مقاطعة ( فارسيدا ) متاهة عملاقة من الأخاديد (
متاهة الليل ) و ( متاهة الليل ) بدورها تعتبر جزءا من الأخاديد الموجودة فى وادى
( مارينر ) حيث أن وادى
( مارينر ) كان مغمورا بالمياه .
حيث يوجد سؤال عن الأخاديد هل من الممكن
بالظن أن الأخاديد قد تكون قنوات ؟ ربما ضمن مدار المريخ حيث سيبدو أن وادى ( مارينر ) يشق كوكب المريخ كالصدع فما
سبب وجود التشكيلات الضخمة جدا كجبل ( أوليمبوس مونز ) ووادى مارينر حيث تم الهبوط
على سطح المريخ فى مكان قريب يصلح للهبوط إنه سهل منخفض عملاق ( سهل كريس ) حيث
هبطت على
( سهل كريس ) أول محطة فضائية أرضية ففى نقطة
ما من ( سهل كريس ) العميق هبطت المركبة الفضائية ( فايكنج / 1 ) سنة ( 1976 ) فعن
طريق المحاولة فى الهبوط فى نفس المكان على المريخ ( سهل كريس ) حيث توجد صورة
توضح مكان الهبوط فى ( سهل كريس ) العملاق وهى أول صورة تم التقاطها لسطح كوكب
المريخ والتقطت من قبل ( فايكنج / 1 ) حيث أن المكان أشبه بصحراء حجرية صلبة ولكن
بالنظر لصخرة معينة حيث أن شكلها يبدو وكأنه كروى للوهلة الأولى بسبب الرياح
القوية وربما بسبب أمواج المحيط حيث أن أول صورة بانورامية التقطت لكوكب المريخ
حيث أن كوكب المريخ كوكب غريب وبعيد جدا فما هى درجة الحرارة على المريخ ؟ حيث
هبطت ( فايكنج / 1 ) فى الصيف المريخى وعلى المريخ فى فصل الصيف حيث ترتفع درجة
الحرارة إلى ( 20 درجة م ) أما فى الشتاء تنخفض إلى ( - 120 درجة م ) تحت الصفر
حيث لا يمكن التنفس على المريخ لأن غاز ( ثانى أكسيد الكربون ) يشكل ( 95 % ) من
الغلاف الجوى للمريخ حيث أن الضغط الجوى منخفض جدا على سطح المريخ والذى لا يشكل
سوى ( 0.5 % ) من الضغط الجوى على الأرض مما سيؤدى إلى غليان السوائل داخل جسم
الإنسان فالبشر على سطح المريخ فى البدلة الفضائية التى تشبه بدلة الغوص حيث صممت
البدلة الفضائية خصيصا من أجل السفر للمريخ أما المكان الذى تم الهبوط فيه عندما
تم الوصول لكوكب المريخ هو ( سهل كريس ) حيث يقع
( سهل كريس ) تحت المستوى الطبيعى لطور
المريخ ب ( 2 كم ) وقد تصل إلى ( 3 كم ) فى بعض الأماكن حيث كان من المفترض أن تتدفق
المياه إليه من الجبال أى من جبال مقاطعة ( فارسيدا ) لأنها قريبة جدا ويبدو أن
الماء تدفق من أعالى الجبال إلى ( سهل كريس ) فالآثار الذى تسببت به المياه حيث
تبدو واضحة حيث أن المكان واضح حيث يبدو القاع أملسا وسط مجرى النهر تحديدا حيث تم
تحليل التربة المريخية حيث وجد الطين الطين نفسه الموجود على الأرض وهذا ما يثبت
بوضوح أن المريخ كان لديه مياه عذبة تصلح لنشوء حياة ما كما أثبتت مركبة فضائية
أخرى أن الرواسب المريخية هى طين حقيقى واكتشف سنة ( 2012 ) فى فوهة ( جيل ) حيث
أخذت المركبة الفضائية ( كريوسيتى ) عينات أخرى من نفس التربة وأكدت أنها طين
حقيقى فى فوهة ( جيل ) حيث توجد فوهة معينة تبدو كحفرة وسط جبل ذو قمة مدببة
ارتفاعه ( 5 كم ) وتبين أن الجبل يتكون من عدة طبقات متعددة من الرواسب كمعادن
طينية وكبريتية وصخور رسوبية حيث أن الفوهة كانت تبدو كبحيرة فيما سبق أما حول
الجبل فى القسم السفلى من الفوهة يوجد كثبان رملية والكثير من الأنهار ودلداوات
نهرية وبالبحث فى فوهة ( جيل ) حيث يقف الجبل شامخا وسط الضباب إنه المساء على
المريخ وفى الجوار يوجد سلسلة من الصخور ربما كانت مجرى لنهر ما وتوجد رواسب طينية
بين الحجارة وفى كل مكان على المريخ حيث تبدو الشمس صغيرة على المريخ أصغر من
الشمس على الأرض ومختلفة إنه فجر غريب وأزرق اللون بسبب الغبار المريخى الذى يكسر
الضوء بطريقته الخاصة فإذا كان كوكب المريخ مشابها للصحراء الأرضية فإن كوكب
المريخ القديم حيث كان مشابها جدا لأيسلندا بمحيطاته وطبيعته الجميلة جدا ومناخه
ودرجة حرارته المعتدلة حيث أنه قبل مليارات السنين شغل المحيط نصف مساحة كوكب
المريخ فيجب وجود بقايا العوالق النباتية البحرية فى مكان ما على المريخ حيث وجدت
فى مكان ما على كوكب المريخ فى فوهة ( جيل ) نفسها حيث عثر على جسيمات عضوية أو
مستحثات عضوية يزيد عمرها عن ( 3.5 مليار سنة ) كما اكتشفت المركبة الفضائية ظاهرة
مثيرة على كوكب المريخ وهى أن تركيز غاز ( الميثان ) الموجود فى الغلاف الجوى
لكوكب المريخ يختلف بإختلاف المواسم على المريخ حيث أن ( الميثان ) هو غاز يمكن أن
تقوم بإنتاجه الكائنات الحية وقد ينتج عن عمليات جيولوجية أو بيولوجية فماذا عن
براكين الكوكب الأحمر حيث أن البراكين على المريخ خامدة مما يعنى أن البكتريا
العضوية التى أنتجت غاز الميثان حيث أنها بكتريا حية حيث توجد القبعة القطبية الكبيرة
التى تحتوى على مياه متجمدة أو البحار المكتشفة حديثا تحت القطب الجنوبى للمريخ
فقد اكتشفت الرادارات على المريخ طبقة من الماء السائل وقد بلغت سماكته ( 10 سم )
فى ذلك المكان وحيث يوجد الماء توجد الحياة فتوجد ظاهرة تحدث على المريخ سجلتها
المركبة الفضائية إنها مقاطع فيديو حقيقية تظهر بعض الأعاصير الصغيرة حيث أنها
شياطين غبارية كما أن الشياطين الغبارية يمكن أن تظهر فى أى مكان حيث بدأت العاصفة
الترابية على كوكب المريخ إنها قوية ويشتهر المريخ بعواصفه القوية ويمكن رؤيتها من
الأرض حيث ترى بالتلسكوب حيث تسمح الجاذبية المنخفضة للرياح القوية بسحب سحب
الغبار إلى ارتفاع قد يصل إلى ( 50 كم ) فالرياح على المريخ ظاهرة تحدث بشكل يومى
ويمكن أن تصل سرعتها إلى ( 100 م / ث ) فلماذا رياح المريخ موسمية جدا ؟ يعود
السبب إلى الفرق الكبير فى درجات الحرارة بين النهار والليل فى فصل الصيف ويمكن أن
تنخفض درجة الحرارة ليلا إلى ( - 73 درجة م ) تحت الصفر وترتفع إلى ( 20 درجة م )
فى النهار وعلى الرغم من أن العواصف على المريخ قد تبدو خطيرة إلا أن قوة تأثيرها
صغيرة ويعود السبب إلى الكثافة المنخفضة للغلاف الجوى للمريخ فلا جدوى من بناء عنفات
تعمل بطاقة الرياح على المريخ فالرياح لا تقوى على تحريك الإنسان من مكانه ولكنها
فى الوقت نفسه تحمل خطرا مختلفا فالتربة المريخية هى تربة صلبة تشبه الزجاج المهشم
هذه هى حقيقة غبار المريخ فهو يشكل خطرا كبيرا على مختلف الأجسام والمعدات فهل
العواصف الترابية ستدمر الغلاف الجوى وكافة أشكال الحياة على المريخ بالطبع لا
فرغم قدرتها على حمل الغبار المريخى ونقله مسافات شاسعة قد تصل للفضاء الخارجى
لكنها تشكلت نتيجة تفاوت درجات الحرارة بين النهار والليل فعندما كان الغلاف الجوى
للمريخ كثيفا وكوكب المريخ دافئا لم تكن العواصف منتشرة حيث أن عواصف المريخ هى
نتيجة لما حدث وليس سببا حيث يتم البحث عن الأسباب حيث تبحث ( مارس / 2020 ) عن
الأسباب التى تبحث عنها البشرية حيث تبحث ( مارس / 2020 ) فى فجوة ( إيزيرو ) التى
تقع فى مكان معين على حدود هضبة ( سيرت ) كجزء من رحلة ( مارس / 2020 ) وصلت مركبة
فضائية إلى الكوكب الأحمر لاستكمال البحث ومعها أول حوامة تطير خارج كوكب الأرض
إنها حوامة الابداع حيث كان لها وظيفة خاصة وهى التحليق عاليا واستكشاف الطريق
للمريخ لكن بالنسبة للبعثة كانت لديها مهمة رئيسية وهى استكشاف فوهة ( إيزيرو )
والتى كانت فى الماضى البعيد والمزدهر لكوكب المريخ بحيرة جميلة وغزيرة حتى أنها
كانت وقتها بعمق
( 250 م ) فربما عاشت الأسماك فيها يوما ما
بجانب بعض العوالم النباتية حيث يخطط العلماء للبحث عن آثار العوالق النباتية فى
كوكب المريخ ( البصمة الحيوية ) فعن طريق دراسة فجوة ( جيل ) حيث أن روسيا ستذهب
بجانب أوروبا فى رحلة للبحث عن ( البصمة الحيوية ) للعوالق النباتية حيث أنه أوكل
لبعثة ( مارس / 2020 ) مهمة استكشاف جيولوجيا سطح المريخ والحفر على عمق ( 2 م )
حيث أن الأهمية تقتضى أن يكون الحفر على عمق ( 2 م ) فإذا تم الحفر لسطح كوكب
المريخ على عمق ( 2 م ) حيث يمكن الوصول لمستويات لا يمكن للإشعاع الكونى اختراقها
حيث أن كوكب المريخ على عكس كوكب الأرض فليس محميا بغلاف مغناطيسى حيث إن معظم
الإشعاع الكونى يصل لسطح المريخ ويعقمه أما فى الأعماق فسيختلف الأمر وسيكون للبشر
فرصة أخرى للبحث عن مظاهر للحياة على سطح المريخ وهو فى الحقيقة الهدف الرئيسى
للبعثة حيث أن المريخ كوكب ليس محميا بغلاف مغناطيسى حيث أن سطح المريخ ملىء
بالحفر حيث أن الحفر المريخية واضحة جدا على كوكب المريخ ولكن الحفر الموجودة على
سطح المريخ ليست من أصل بركانى فلماذا لا توجد على سطح الأرض ؟ حيث أن الإجابة على
السؤال كفيلة بتوضيح الأسباب التى أدت إلى دمار المريخ حيث ستسافر البشرية للماضى
مسافة / 4.5 مليار سنة
حيث كانت المجموعة الشمسية حديثة العهد وكانت
الكواكب لا تزال فى طور التكوين فقد حكمت المجموعة الشمسية من قبل الكواكب
العملاقة الموجودة بالمجموعة الشمسية ( كالمشترى / زحل / أورانوس / نبتون ) فقد
جذبوا بسبب حجمهم الكبير حيث أن الكثير من الأجسام الكونية جذبوا إلى مداراتهم
الخاصة فمن ناحية أخرى كان كوكب المريخ حينها فى الزمان والمكان الغير مناسبين له
إطلاقا فالأمر الذى جعل المريخ يخضع لتأثير الكواكب العملاقة ومن ناحية أخرى كان
المريخ بعيدا جدا عن الشمس وبسبب بعده عن الشمس لم يكن كوكب المريخ حينها يملك ما
يكفيه من المواد الكونية حيث عانى المريخ أكثر من غيره من الكواكب حيث يقع حزام
الكويكبات فى مكان قريب جدا بين مدارى كوكبى ( المريخ / المشترى ) حيث تبين أن
كوكب المريخ كان أكثر الكواكب عرضة للاصطدام بها طوال الوقت حيث توجد فرضية مفادها
أنه منذ ( 4 مليارات سنة ) اصطدم أحد الأجسام الهائلة بكوكب المريخ حينها وكان
بحجم كويكب بلوتو فما الذى حدث للمريخ وإلى ما أدى الاصطدام الكارثى فربما أدى
لحدوث اختلاف كبير فى الحجم بين نصفى المريخ ويمكن رؤيته من على الخريطة فهو السبب
فى أن وادى ( مارينر ) وجبل ( أوليمبوس مونز ) كبيران جدا على المريخ فلقد حدثت
الأمور جميعها سابقا أثناء تكوين كوكب المريخ فما الذى حدث لكوكب المريخ ؟ فماذا
حدث بعد أن أصبح المريخ كوكبا مزدهرا ؟ وكيف جفت المياه على المريخ وتبدد غلافه
الجوى ؟ فى الحقيقة توجد البوصلة وهى جهاز يسمح بتحديد الاتجاهات على سطح كوكب
الأرض حيث تشير الإبرة المغناطيسية للبوصلة إلى جهة الشمال بينما تشير النهاية
الأخرى للبوصلة إلى جهة الجنوب حيث أن البوصلة لا تعمل على كوكب المريخ مطلقا حيث
أن السبب الرئيسى لجميع مشاكل كوكب المريخ التى تعترضه هو عدم وجود غلاف مغناطيسى
لكى يتمكن من حماية كوكب المريخ فلا يوجد مجال مغناطيسى لكوكب المريخ ( المجال
المغناطيسى ) و ( المجال المغناطيسى ) ضرورى جدا لحماية المريخ من الإشعاع الشمسى
القاتل فما الذى حدث مع كوكب المريخ فى غياب المجال المغناطيسى ؟ حيث تبين أن
الرياح الشمسية هى أحد الأسباب الرئيسية التى أخفت وبددت الغلاف الجوى للمريخ حيث
أن الرياح الشمسية هى تيارات من الجسيمات المشحونة تنبعث من الشمس وتهب على الكوكب
الأحمر كالإعصار القوى فكوكب المريخ غير محمى فليس لديه مجال مغناطيسى حيث تصطدم
جزيئات الرياح الشمسية المشحونة فى الطبقات العليا للغلاف الجوى لكوكب المريخ حيث
تطلق أيونات غازية فى الفضاء المحيط بالمريخ فالاصطدامات تؤدى إلى نشوء ( ظاهرة
التحريض المغناطيسى ) على المريخ والظاهرة عبارة عن دوامات مغناطيسية متغيرة كما
يحيط التيار الكهربى بالمريخ على شكل حلقة مزدوجة لكن الدوامات المغناطيسية
المتغيرة لا تكفى لحماية كوكب المريخ مطلقا فهى ضعيفة ولن تستطيع إضافة أى تغيير
كما أن الدوامات المغناطيسية المتغيرة ليست قادرة على تحريك إبرة البوصلة فكيف
يتشكل المجال المغناطيسى فى كواكب المجموعة الشمسية ؟ ففى نواة الكوكب حيث ترتفع
الأجسام الساخنة للأعلى بينما تهبط الأجسام الباردة للأسفل فهى ظاهرة ( الحمل
الحرارى ) حيث أن دوران الكتل الضخمة حيث تولد المادة تيارا كهربيا والتيار
الكهربى يولد حقلا مغناطيسيا وهكذا يتشكل المجال المغناطيسى لكواكب المجموعة
الشمسية فما الذى أوقف التيارات الكهربية داخل المريخ ؟ حيث توجد فرضية بأن
الكويكبات هى المسؤولة عن حدوث الكارثة فى المريخ حيث يوجد كوكب يتعرض لقصف كثيف
بكويكبات قد يصل طول قطرها إلى عدة مئات من الكم ويستمر الأمر بالحدوث مدة ( 100
مليون سنة ) حيث أنه كفيل بتعطيل ظاهرة ( الحمل الحرارى ) عندما تسخن منطقة الوشاح
يحدث خللا فى حركة الأجسام الحارة والباردة ففى الحال الطبيعى يكون الوشاح باردا
وينقل حرارة النواة إلى الأجسام ويدفع الأجسام الساخنة نحو الأعلى ولكن عندما
يتعرض الوشاح للتسخين من مصدر خارجى يفقد التوازن وتنعدم حركة الأجسام فتتوقف
تيارات ( الحمل الحرارى ) ويختفى ( المجال المغناطيسى ) للمريخ حيث تتوافق النظرية
مع الدراسات التى تفيد بأن أقدم أماكن الاصطدام على كوكب المريخ هى فجوات ممغنطة
وبحسب الاحصائيات فقد توقفت تيارات ( الحمل الحرارى ) فى المريخ وحدث منذ ( 4
مليارات سنة ) مضت أى فى نفس الفترة الزمنية التى اصطدم فيها كوكب المريخ بالجسم
الكبير والذى كان بحجم كوكب ( بلوتو ) فهل يمكن إنقاذ المريخ ؟ حيث يوجد العديد من
الدراسات المختلفة لإنقاذ كوكب المريخ ومعظم الدراسات تقتضى بأن يتم تكثيف الغلاف
الجوى للمريخ عن طريق خلق ( احتباس حرارى ) داخل المريخ فيتوجب تحويل المياه
المتجمدة وثانى أكسيد الكربون فى قطبيه إلى بخار لكن المشكلة الأساسية ستبقى قائمة
أى أن غلاف المريخ الجوى سيتلاشى مرة أخرى مع مرور الزمن فإذا تم إنشاء غلاف جوى
اصطناعى حول كوكب المريخ سيختفى مجددا بفعل الرياح الشمسية فيجب إيجاد حل جذرى
للمشكلة حتى يمكن إنقاذ كوكب المريخ من الكارثة والحل الأفضل هو ( ثنائى القطب
المغناطيسى ) القوى فيجب توليد حقل مغناطيسى قوى ثنائى القطب عند نقاط ( لاجرانش )
حيث إن نقاط ( لاجرانش ) هى أماكن مهمة جدا لأن نقاط ( لاجرانش ) تعتبر نقاط توازن
الجاذبية أما النقطة التى تقع مباشرة على الخط المستقيم بين المريخ والشمس حيث أن
النقطة تعتبر نقطة توازن بين قوتى جذب الجسمين ولكن المهم أن المركبة التى تبنى فى
النقطة لن تكون يحاجة إلى محركات أو وقود لأنها ستطفو وفق قوانين ميكانيكا الفضاء
فإذا تم وضع ( ثنائى القطب المغناطيسى ) مع قوانين ميكانيكا الفضاء حيث يوجد دور
الدرع القوى الذى يحمى كوكب المريخ من الرياح الشمسية ويمنعها من الوصول للمريخ
واختراق سطحه ويسمح الدرع للغلاف الجوى لتحديد نفسه حيث ستبدو المياه المتجمدة تحت
سطح المريخ وستشكل البحار وسيصبح المريخ دافئا وستظهر الحياة على المريخ وعندها
يمكن زراعة الأشجار حيث يمكن بناء عالم جديد أى أنه يمكن وضع ثنائى القطب
المغناطيسى عند نقاط ( لاجرانش ) بسرعة نسبية ويتم فى غضون عقدين من الزمن فقد
تبدو النظرية خيالية حيث أن الرحلات الفضائية كانت يوما ما حلم بعيد المنال ونبدأ
بالحلم ثم يصبح الحلم حقيقة حيث أن المريخ هو الكوكب الأمثل من بين كواكب المجموعة
الشمسية لاستضافة الحياة البشرية فهو يختلف عن كوكب الزهرة الذى تبدد غلافه الجوى
تحت تأثير مركبات الكبريت وليس كعطارد الكوكب الذى تصل درجة حرارة سطحه إلى ( 430
درجة م ) فإذا ظهرت الحياة فعلا على كوكب المريخ بعد عقدين من الزمن كما هو متوقع سيظهر
بعدها ب ( 2000 سنة ) نوع جديد من البشر هو / هومورارسيوس
وهذا النوع من البشر يبدو مختلفا من الناحية
الجسدية حيث سيتأثر بالجاذبية وستؤدى الجاذبية الضعيفة لكوكب المريخ إلى تحطيم
عظام الإنسان حيث تصبح أقوى مما هى عليه فى الأرض بسبب ( التعويض المثالى ) ومن
المحتمل أن يصبح لون البشرة برتقاليا وسيبقى البشر يحلمون دائما وأبدا وسينظرون
للفضاء فإذا قرورا النظر نحو الشمال فى ليلة مريخية هادئة حيث سيرون نقطة ساطعة
مشرقة بلون أزرق سينظرون إليها كم هى جميلة وسيسألون أنفسهم مرارا ما هذه النقطة
المشرقة هناك إنها الأرض ذلك الجرم الفضائى فربما سينساه الناس فعلا فى يوم ما
وستوجد شائعات بأنه قد جاءوا يوم ما من الأرض من الكوكب البعيد المشرق ويتساءلون
متى كان ذلك ؟ وهل حدث الأمر فعلا ؟ ولكن ما زال كوكب الأرض الصغير يحتفظ بلونه
الأزرق الجميل فلم يصبح كوكب المريخ حيث نعلم جيدا ما الذى يمكن أن يحدث لكوكب
الأرض وكيف يمكن للأمر أن يحدث حقا والمعرفة ما هى إلا تحذير لسكان الأرض وهو
المغزى الحقيقى للتجربة الفكرية فى التعرف للفضاء والسفر للكواكب وإلى كوكب المريخ
خصوصا حيث أن الطريق للفضاء متاح دائما حيث سيتم الاستعداد للرحلة الفضائية
المقبلة لكى نخوض تجربة جديدة ومختلفة فعن طريق متابعة أخبار المحطة الكونية
لنستطيع السفر فى المرة القادمة .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
3 / 1 / 2025