الأحد، 10 سبتمبر 2023

الكون الخارجى ( Outer Universe )

 

الكون الخارجى ( Outer Universe )

يوجد ( 10000 مليون مجرة ) فى الفضاء ويوجد ( 250000 مليون نجم ) فى طريق التبانة / اللبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) وهل سكان الأرض وحيدون فى الكون أم أن هناك مخلوقات فى كواكب أخرى من الكون ؟ .

إن الأرض الكوكب الذى يعيش عليه الإنسان رغم اتساعه وكبره إلا أنه جزء صغير فى الكون الواسع فالأرض أحد كواكب المجموعة الشمسية ( Solar System ) ورغم أن الأرض ليست أصغرها إلا أن بعض الكواكب أضخم بكثير من الأرض فالمشترى ( Jupiter ) يوجد فيه من المادة أكثر من ضعف المادة الموجودة فى بقية كواكب المجموعة الشمسية مجتمعة ويوجد أكثر من 30 قمرا مصاحبا لكواكب المجموعة الشمسية وإن المجموعة الشمسية جزء صغير جدا من مجرة طريق اللبانة / التبانة / الطريق اللبنى / Milky Way ) العملاقة ويعتقد علماء الفلك أنها تحتوى على أكثر من ( 250000 مليون نجم ) وعدد كبير من الكواكب .

إن مجرة الطريق اللبنى ذات اتساع كبير لدرجة أن الضوء بسرعته الكبيرة ( 300000 كم / ث ) يحتاج إلى ( 100000 سنة ) ليقطعها فإن اتساع مجرة الطريق اللبنى = 100000 سنة ضوئية

وطريق اللبانة و ( 24 مجرة ) أخرى قريبة منها ومثلها فى الضخامة والاتساع تكون عنقودا من المجرات ( المجموعة المحلية ) ويوجد عدد كبير جدا من المجرات تكون عناقيد منتشرة فى الكون وعدد المجرات قد يصل إلى ( 10000 مليون مجرة ) ومما يزيد الأمور تعقيدا أن إحدى النظريات التى تبحث فى أصل الكون وتطوره فإن الكون دائم الاتساع فالكون يزداد اتساعا مع الزمن .

فإن الكون من الكبر والاتساع فهل سكان الأرض وحيدون فى الكون الواسع أم أن مخلوقات أخرى فى أمكنة مختلفة من الكون ؟ ما هو احتمال وجود مخلوقات أخرى فى مجرة الطريق اللبنى العملاقة وكيف يمكن الاتصال بهم إن وجدوا ؟

 

معادلة ( دراك ) :

إن البحث عن مخلوقات ذكية أخرى فى الكون بدأ منذ أوائل الستينات من ( ق / 20 ) ففى عام

( 1961 ) فعن طريق دراسة ومناقشة ( الكون الخارجى ) حيث قدم ( فرانك دراك ) معادلة لحساب عدد الحضارات فى مجرة الطريق اللبنى والمقصود بعدد الحضارات عدد الكواكب التى تعيش عليها مخلوقات متقدمة وذات حضارة وإن معادلة ( دراك ) تعطى عدد الحضارات كحاصل ضرب ( 7 ) من العوامل المختلفة والتى معظمها فلكية وتكمن المشكلة الأساسية فى المعادلة فى عدم القدرة على تحديد عواملها بدقة معقولة فعن طريق مناقشة موضوع الحياة فى الكون فعن طريق مجموعة من الفروض تم تبسيط معادلة ( دراك ) ( إن عدد الحضارات فى مجرة درب التبانة

= ( 1 / 10 ) معدل الحياة للحضارات وإن معدل الحياة للحضارات ( 10 ملايين ) من السنين فيوجد مليون حضارة فى مجرة الطريق اللبنى فيوجد فى مجرة الطريق اللبنى مليون كوكب تعج بالحياة والحضارة كالأرض .

فإن مجرة الطريق اللبنى غاية فى الضخامة والاتساع والمخلوقات إن وجدت فيمكن أن تكون موزعة توزيعا شبه منتظم على مجرة درب اللبانة فإن أقرب حضارة للأرض تكون على بعد بضع مئات من السنين الضوئية .

 

أين المخلوقات الفضائية ؟

رغم أن معادلة ( دراك ) قد تكون صحيحة إلا أن عدم المعرفة بعوامل المعادلة تجعل من عملية الحساب نوعا من التخمين فعن طريق مناقشة موضوع ( الحياة فى الكون ) إذ قدر أن عدد الحضارات فى مجرة الطريق اللبنى كبير جدا وقد يصل إلى ( 1000 مليون حضارة ) فإن أقرب حضارة للأرض تكون على بعد أقل من ( 30 سنة ضوئية ) وعلى النقيض فإن البشر هم الوحيدون فى الكون ولا وجود لأى حضارات أخرى وإن عدد الحضارات لا يمكن أن يكون كبيرا جدا 1000 مليون حضارة وتوجد مخلوقات أخرى فى أمكنة مختلفة من الكون الواسع وإن الحقائق المعروفة كافية لحساب عدد الحضارات بطريقة نظرية .

وإن البحث عن الحياة فى الكون بدأت منذ فترة طويلة باستخدام طريقتين فى البحث :

1 ) بإرسال المركبات الفضائية إلى كواكب المجموعة الشمسية إما لإجراء التجارب العلمية على تربة الكواكب أو لتصويرها عن قرب وإرسال الصور للمحطات الأرضية لدراستها وإنها غير عملية فى دراسة النجوم لبعدها الشاسع فمن أقرب النجوم للأرض ( نجم برنارد ) ويبعد عن الأرض ( 6 ) سنوات ضوئية .

2 ) استخدام الأمواج اللاسلكية ( أمواج الراديو ) لدراسة النجوم البعيدة .

وعن طريق إرسال مركبة فضاء للمريخ فإنها تحتاج لأكثر من ( 30000 سنة ) لكى تصل للمريخ وعن طريق إيجاد نوع جديد من الوقود كالجسيمات المشحونة أو الوقود النووى وتوجد تجارب على الأنواع الجديدة من الوقود ولقد حققت بعض النجاح ولكن تحتاج الأبحاث لوقت طويل لتستكمل وتوضع موضع التطبيق العملى .

 

الحياة فى كواكب المجموعة الشمسية :

يسود كواكب المجموعة الشمسية ظروف مناخية مختلفة ففيها الحرارة الشديدة جدا والكافية لصهر المعادن وفيها الاعتدال والتجمد التام فعطارد ( Mercury ) أقرب الكواكب للشمس إذ تم إرسال فى عام ( 1974 ) مركبة الفضاء الأمريكية ( مارينر / 10 ) لعطارد حيث أرسلت آلاف الصور لسطحه والتقط بعضها من مسافة قريبة ( 300 كم ) ولقد بينت الصور أن فوهات البراكين تكثر على سطح عطارد أما عن درجة الحرارة على سطح عطارد فهى عالية جدا لقربه من الشمس وقد تصل إلى ( 500 درجة مئوية ) فلا أمل على وجود حياة على سطح عطارد .

الزهرة ( Venus ) ثانى الكواكب قربا من الشمس وأكثر كواكب المجموعة الشمسية لمعانا فى السماء وإن الزهرة توأم الأرض لتماثل الحجم والكتلة ووجود غلاف جوى لكل منهما ولكن اتضح أن الزهرة تشبه الجحيم أكثر مما تشبه الأرض .

ولقد أرسلت إلى الزهرة مجموعة كبيرة من مركبات الفضاء الأمريكية والروسية حيث استطاع القليل منها الهبوط على سطح الزهرة ليعمل فترة بسيطة قبل أن يتحطم نتيجة للضغط المرتفع ودرجة الحرارة العالية فالضغط على سطح الزهرة أكثر ( 90 مرة ) من الضغط على الأرض ودرجة الحرارة قد تصل ( 475 درجة مئوية ) ليلا ونهارا حيث تكثر الجبال ذات الصخور الحادة على سطح الزهرة ونتيجة للحرارة الشديدة فلا وجود للماء ولا وجود للحياة .

المريخ ( Mars ) كوكب صغير الحجم = نصف حجم الأرض وإن ظروفه مناسبة للحياة أكثر من أى كوكب آخر فلقد اهتم العلماء بالمريخ حيث أرسلت إليه ( 12 ) مركبة فضاء أمريكية وروسية كان آخرها ( فوبوس 1 / 2 ) اللتان أرسلتا آلاف الصور اللاسلكية إلى الأرض وكاميرات تلفزيونية لنقل نتائج التجارب مباشرة للمحطة الأرضية ولقد وصل عدد التجارب العلمية ( 26 تجربة علمية ) فإن التجارب لم تستطع إثبات وجود الحياة على سطح المريخ وإن موضوع الحياة على سطح المريخ لن يحسم إلا إذا أرسلت مركبة فضاء لاحضار عينة من تربته لدراستها على الأرض .

تأتى بعد المريخ مجموعة الكواكب ذات الحجم الضخم والكثافة الصغيرة المشترى ( Jupiter ) أول الكواكب وهو أضخم كواكب المجموعة الشمسية ( Solar System ) ويتكون من غازات هيدروجين وهليوم وميثان وإيثان وبروبان وأمونيا ولقد أرسلت أمريكا مركبتى الفضاء

( فويجر 1 / 2 ) ومركبتى الفضاء ( بايونير 10 / 11 ) للمشترى وزحل لتصويرهما عن قرب ثم مواصلة الرحلة إلى عمق الكون فلقد أرسلت المركبات الفضائية صورا كثيرة للمشترى أما عن موضوع الحياة على المشترى فإن احتمال وجودها ليس كبيرا بسبب البرودة الشديدة .

زحل ( Saturn ) أجمل كواكب المجموعة الشمسية بحلقاته وأقلها كثافة أقل من كثافة الماء وهو كالمشترى يتكون من غازات ولقد أرسلت مركبات الفضاء ( فويجر 1 / 2 ) و بايونير 10 / 11 

صورا لزحل فإن احتمال وجود حياة عليه قليلة جدا .

بعد زحل تأتى الكواكب ( أورانوس / Uranus ) و ( نبتون / Neptune ) و ( بلوتو / Pluto ) على الترتيب فالمعلومات عن هذه الكواكب متواضعة فظروفها غير مناسبة للحياة بسبب البرودة الشديدة جدا فإن احتمال وجود الحياة على أورانوس ونبتون معدوم أما بلوتو أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأبعدها عن الشمس ولا أمل بوجود الحياة عليه .

 

 الحياة خارج المجموعة الشمسية :

إن البحث عن مخلوقات متحضرة خارج المجموعة الشمسية عن طريق محاولة استقبال والتقاط اشارات لاسلكية من عمق الكون فعملية الاستقبال صعبة بل يعترضها كثير من التعقيدات التكنولوجية فأى الترددات سوف تستخدم المخلوقات الأخرى ولا نعرف فى أى اتجاه نبحث لأن الكون واسع جدا ولابد أن يكون هوائى جهاز الاستقبال ( التلسكوب اللاسلكى ) موجها نحو الكوكب الذى تنطلق منه الاشارات اللاسلكية .

وعن طريق وضع بعض الفروض التى تسهل عملية البحث فالبحث يتم فى اتجاه النجوم التى تشبه الشمس من حيث الحجم والحرارة عن طريق استخدام الترددات من بعض الغازات المنتشرة فى الكون ( هيدروجين ) على اعتبار أن الترددات يجب أن تكون معروفة لدى أى مخلوقات متحضرة فى الكون .

ولقد كان ( دراك ) أول من حاول استقبال رسائل من خارج المجموعة الشمسية فقد حاول التقاط أى اشارة من أقرب نجمين إلى المجموعة الشمسية ولكن دون فائدة فكل ما التقطه عبارة عن ضوضاء ولقد أكمل ( فيرشور ) محاولات ( دراك ) بالاستماع إلى ( 10 نجوم ) أخرى دون أى نتيجة ولقد قام ( زيجرمان / بالمار ) بأكبر مجهود فى الكشف عن الحياة خارج المجموعة الشمسية خلال الفترة ما بين ( 1972 / 1974 ) إذ استمعا إلى ( 659 نجما ) مماثلا للشمس وعلى بعد يتراوح بين ( 6 / 76 سنة ضوئية ) من الشمس ولقد تم السماع لكل نجم ( 7 مرات ) ولمدة ( 4 دقائق ) فى كل مرة حيث تم التقاط بعض الاشارات غير المفهومة إلا أنها لا يمكن أن تكون صادرة عن مخلوقات متحضرة بسبب عدم انتظامها .

كما يوجد برامج لبناء ( 10 محطات ) ضخمة لمسح الفضاء الخارجى باستمرار مع احتمال بناء محطتى استقبال فى الفضاء الخارجى عن طريق استخدام الأجهزة بالغة التعقيد والحساسية كما يمكن إنشاء محطة استقبال إما على سطح القمر أو فى الفضاء الخارجى ( Outer Space ) .

 

رسائل الأرض للمخلوقات الأخرى فى الكون :

فى ( 2 / 3 / 1972 ) انطلقت مركبة الفضاء الأمريكية ( بايونير / 10 ) من فلوريدا نحو المشترى ( Jupiter ) لتصويره عن قرب ثم مواصلة الرحلة نحو الكواكب والنجوم البعيدة ولقد غادرت ( بايونير / 10 ) المجموعة الشمسية ( Solar System ) بسرعة = ( 19 كم / ث ) =

( 75000 كم / س ) وفى حالة تعرض ( بايونير / 10 ) لأى مخلوقات متحضرة فى الكون فقد ثبت بداخلها لوح منقوش عليه معلومات عن حضارة الأرض ولقد حوى اللوح صورة لرجل وامرأة ورسما للمجموعة الشمسية واشارة إلى أن ( بايونير / 10 ) انطلقت من الأرض وحوى اللوح معلومات علمية يعتقد العلماء أن أى مخلوقات ذكية فى الكون لابد وأن تعرفها ويمكن من خلالها تعيين مكان المجموعة الشمسية فى مجرة الطريق اللبنى وزمن انطلاق ( بايونير / 10 ) .

وفى ( 4 / 1973 ) انطلقت ( بايونير / 11 ) فى رحلة مشابهة لرحلة ( بايونير / 10 ) وعليها نسخة من نفس اللوح .

فلقد تم إرسال رسالة لاسلكية فى ( 16 / 11 / 1974 ) بواسطة ( التلسكوب اللاسلكى ) نحو

( 300000 نجم ) تكون عنقودا من النجوم ( M 13 ) ويبعد عن المجموعة الشمسية 24000 سنة ضوئية والرسالة عبارة عن نبضات إلكترونية مدتها ( 3 دقائق ) إذا ما جمعت بطريقة صحيحة تعطى معلومات وافرة عن حضارة البشر فى الأرض .

3 ) انطلقت مركبة الفضاء الأمريكية ( فويجر / 1 ) إلى الكون الخارجى فى ( 8 / 1977 ) نحو المشترى وزحل ومن ثم لتواصل الرحلة نحو عمق الكون فلقد كانت الرسالة رسالة صوتية إذ وضع داخل المركبة اسطوانة مسجل عليها ( 55 لغة ) مختلفة ولمدة ساعتين وسوف تترك فويجر / 1 المجموعة الشمسية عام ( 1990 ) والأمل فى الاتصال بها حتى عام ( 2007 ) وعندها سوف يكون بعدها عن الأرض ( 15000 مليون كم ) ثم انطلقت ( فويجر / 2 ) وعليها نسخة من نفس الاسطوانة وسوف تسلك نفس مسار ( فويجر / 1 ) .

إن محاولة الاتصال بالمخلوقات الكونية من خلال مركبات الفضاء عملية غير جادة لأنها تحتاج لفترة زمنية طويلة جدا بسبب المسافة الشاسعة بين النجوم فتحتاج ( بايونير / 10 ) لفترة زمنية مقدارها ( 80000 سنة ) حتى تصل لأقرب نجم من الشمس .

فالرسائل اللاسلكية = سرعتها سرعة الضوء ورغم أنها انطلقت بعد مركبة ( بايونير / 10 ) بحوالى ( 3 سنوات ) إلا أنها سبقت المركبة ( بايونير / 10 ) فى طريقها نحو الكواكب والنجوم البعيدة بعد ارسالها بساعة واحدة بسبب سرعتها الكبيرة .

 

د / فخرى اسماعيل الحسن

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

1 / 4 / 2018

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق