الأحد، 10 سبتمبر 2023

المادة غير قابلة للفناء

 

المادة غير قابلة للفناء ( اكتشاف العناصر الثقيلة وعصر ما بعد العلوم )

إن تركيب العنصر ( 118 ) فى جدول مندليف فعن طريق توليد العنصر ( 117 ) فى جدول

مندليف وكانت التجربة قد بدأت فى ( 6 / 2009 ) فقد تم تسجيل ( 6 حالات ) لولادة نواة

العنصر ( 117 ) فقد تم ملىء المكان فى جدول مندليف بين العنصرين ( 116 / 118 ) .

فلا يمكن الحديث بشكل تفصيلى عن العنصر ( 117 ) ولكن حكاية العنصر ( 118 ) فقد

استغرقت فترة طويلة ففى عام ( 2003 ) أعلن المركز العلمى للمفاعلات الذرية فى روسيا

عن نجاح العلماء الروس فى تركيب العنصر ( 118 ) فى الجدول الدورى لمندليف والذى

تحتوى نواته على ( 118 بروتونا ) و ( 175 نيوترونا ) .

فى عام ( 1999 ) أعلن أحد المختبرات العلمية فى أمريكا أن العلماء تمكنوا من تركيب

العنصر ( 118 ) ( أونونوكتيكوم ) حيث أن نواته تحتوى على ( 118  بروتونا ) و

( 175 نيوترونا ) وهو ما يمكن حسابه نظريا حتى قبل تركيب العنصر ولأهمية العنصر

الجديد حيث أنه يقدم البراهين على نظرية ( الجزر غير المستقرة ) فى النواة .

ولقد  حاول علماء فيزياء من اليابان وأمريكا وألمانيا إجراء اختبارات مشابهة مستندين

للمنهج المتبع من قبل الأمريكيين ولكن من دون جدوى فلقد أطلقوا على العنصر ( 118 )

( العنصر الخفى ) .

فإن اكتشاف العنصرين الكيميائيين ( 116 / 118 ) كان نتيجة لخداع علمى وإن الأخطاء

فى العلم أمور واردة وممكنة وخاصة فى المجالات التى تعمل على دراسة سلوكيات

الجزيئات المادية الأولية فإن الأمل بألا يظل الجدول الدورى لمندليف طويلا من دون العنصر

( 118 ) ولكن فى حالة نجاح التجارب النهائية سوف يكون اسم العنصر ( 118 ) مختلفا

تماما عما تم إعلانه من قبل .

ولقد تصور علماء الفيزياء النظرية أن العنصر ( 114 ) هو آخر حدود جدول مندليف

ولكنهم نجحوا فى إجراء التجارب المستمرة على انشطار نواة العنصر ( 116 ) حيث تم

قذف الهدف المصنوع من عنصر ( الكورى 248 ) بأيونات ( الكالسيوم 48 ) والتى وصلت

سرعتها إلى جزء من العشرة من سرعة الضوء وكان من المفترض أثناء عملية الاندماج

أن يتكون عنصر مستقل بتفكك أشعة ألفا ( حيث تفكك ألفا يؤدى لتحرر 2 بروتون

و 2 نيوترون أى نواة ذرة الهليوم ) عندئذ يتحول للعنصر ( 114 ) ويعتبر تركيب العنصر

( 116 ) نتيجة مذهلة بالنسبة لتطور النظرية النووية لأنه إثبات مباشر وواضح ( لجزر

الاستقرار ) للعناصر ما فوق الثقيلة .

  وإن عمر العنصر ( 116 ) يصل إلى ( 50 مللى / ث ) وأنه يمتلك نواة ثقيلة مما يثبت

تنبؤات علماء الفيزياء النظرية التى ظلت دون إثبات لفترة طويلة من الزمن بالنسبة لحدود

جدول مندليف التى يجب ألا تنتهى بعناصر اليورانيوم المتحولة وتركيب عناصر جديدة يشير

إلى أن تجارب الفيزياء النووية تسير فى اتجاه اكتشاف عناصر كيميائية جديدة ذات نواة

ثقيلة وفترات عمر تقل تدريجيا بازدياد الوزن الذرى .

ولقد أسس مندليف جدوله عام ( 1869 ) حيث كان يعرف ( 63 عنصرا كيميائيا ) و

بحلول عام ( 1940 ) كانت جميع الفراغات فى الجدول الدورى لمندليف قد امتلأت حتى

العنصر ( 92 ) بما فيها اليورانيوم ( ما عدا البروميثيوم 61 ) الذى اكتشف عام 1945

أما ال ( 18 عنصرا ) الأخيرة التى هى عناصر اليورانيوم المتحولة فهى من صنع الإنسان

نفسه لأنها لا توجد فى الطبيعة وإن جميع العناصر الكيميائية فى مجموعها تشكل شبه

جزيرة فى بحر اللامستقرات فليس هناك أى أساس علمى لمقولة إن الأرض سوف تتلاشى

فى بحر من الأشعة والتنبؤ الصحيح هو أن الأرض سوف تغرق فى الماء ثم تظهر جزر

الاستقرار حيث أن العناصر ما فوق الثقيلة فعن طريق تحديد محاور كالجزيرة المستقرة وإن

النجاح فى تركيب العنصرين ( 114 / 116 ) قد أعطى الأمل فى توسيع مساحة جدول

مندليف الدورى للعناصر الجديدة والمكتشفة حديثا .

فالنظرية النووية تنبأت بأنه إذا تم التحرك للأمام فى اتجاه اكتشاف العناصر ما فوق الثقيلة

فلابد أن تزداد فترة عمرها وإن العنصر ( 114 ) يجب أن يمتلك جزر الاستقرار حيث عدد

النيوترونات فى نواته يجب أن يصل إلى ( 184 ) وتصل فترة عمره لملايين السنين

فتركيب العنصر ( 114 ) المحتوى على العدد ( 184 ) من النيوترونات فإمكانية التوصل

لتركيب العنصر الذى يصل عدده الذرى إلى ( 400 ) وتصل عدد نيوتروناته إلى ( 900 )

وبعد اكتشاف العنصر ( 118 ) فإمكانية تركيب عنصر يصل عدده الذرى إلى ( 500 ) و

إن نواة العنصر ( 118 ) سوف تكون شبيهة بالفقاعة حيث أن مادة النواة فى أى صورة

من صورها غير قابلة للفناء حتى وإن كانت فارغة .

 

د/ أشرف الصباغ

تنقيح / أسامة ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف

15 / 9 / 2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق