دوران الثقب الأسود واختفاء المادة
إن تاريخ نشوء الثقب الأسود من نجم ضخم منهار فهو تقلص
داخلى مروع مع تكوين أفق حدث فعندما يستهلك النجم وقوده النووى فى باطنه ينهار على
نفسه بسرعة هائلة تبلغ أجزاء من الثانية وعندئذ يسقط داخل أفق الحدث الخاص بالثقب
الأسود وقبل التقلص الداخلى قد يكون النجم دائرا حول نفسه ويكون من المتوقع أن
يتسارع الدوران كلما زاد الانهيار والدوران يسبب فقدا لنسبة كبيرة من مادة النجم
المنهار فى الفضاء ولو فرض وجود أى نتوءات فى النجم فيبدو أنها لن تترك أثرا
ورائها عندما يتكون أفق الحدث وتختفى مادة النجم وراءه داخل المجهول ( التفرد ) أو
عبر نفق كونى لثقب أبيض ( كوازر ) واختفاء المادة داخل الثقب الأسود أمر غريب
ويناقض القوانين الطبيعية المألوفة والمعروفة فوق كوكب الأرض وأحد تلك القوانين
الذى يتعلق باختفاء البروتونات والنيوترونات داخل الثقب الأسود فالبروتونات
والنيوترونات تتجمع عادة معا لتكون نواة الذرة وفوق الأرض فإن نوى الذرات تحفظ
نفسها جيدا ضد التحلل ولكن إذا دخلت الذرات لثقب أسود تصبح ممتلكة لطبيعة نووية
خاصة بالنسبة لمشاهد خارج أفق الحدث فلا تصير مادة إذ تختفى الشحنات وتنهار
التراكيب الذرية وتتلاشى الفراغات وتتلاحم الجسيمات .
فلا بد من الاستعداد لمواجهة فروق كثيرة وجوهرية بين
العالم المألوف والمكان الرهيب حيث يقف الزمن جامدا ويتعانق الوجود والعدم .
فالثقب الأسود الذى يدور يختلف اختلافا كبيرا عن ثقب
أسود لا يتحرك فأفق الحدث يوجد فى الثقوب السوداء الدوارة وإن كان فى هذه الحالة
أصغر مساحة من الذى يتكون فى الثقوب السوداء الثابتة ويتناسب مقدار صغر أفق الحدث
طرديا مع سرعة دوران الثقب الأسود .
رءوف وصفى
تنقيح / أسامة ممدوح
عبد الرازق مصطفى شرف
16 / 1 / 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق