شروط وخصوصيات لتصنيع الأجهزة العلمية
إن الأبحاث العلمية فى مجال التكنولوجيا بأفرعها المختلفة والمتباينة
والتى لا تتوقف باطراد واضح عن ظهور الجديد منها
دائما حيث أصبحت الموضوع الأهم فى استراتيجيات مصر والمؤسسات والأفراد
فى جميع أنحاء العالم وحيث أن البحث
العلمى يهدف دائما لكشف الجديد وما هو مجهول فهو دائما ما يصاحبه
وسائل جديدة لتساعد على الكشف والتطور فى البيئة
العلمية أصبح له ضرورات فرضت على المجال البحثى بكامله من علماء
ومعامل وأجهزة بحثية فكما أن البحث يهدف إلى الإجابة على سؤال فإنه بالتـأكيد بعد
إجرائه ينتج العديد من الأسئلة التى تحتاج لبحوث أخرى للإجابة عليها وسوف يتم
استعراض الأجهزة التى يتطلب البحث العلمى توفيرها لإجراء البحث والتى من دونها
يصعب جدا إجراؤه وقد يستحيل فكما أن البحث العلمى يختص بما ليس له سابقه فإن
الأجهزة الخاصة ليس لها سابقه فهى غالبا ما تحتاج إلى بحث فى مجال أو أكثر حتى
يمكن تنفيذها وهى غير موجودة مما يسهل التعرف عليها أو عمل الهندسة العكسية لها أو
حتى الاقتداء بأفكار منها ومن خصوصيات الأجهزة العلمية عدم توافرها فى الأسواق
والتى تستهدف دائما الأجهزة المتداولة والتى يسهل بيعها مع عدم إقبال المصنعين
عليها فالمطلوب جهاز واحد حيث تتم مواصفاتها بالخصوصيات غير المعتادة طبقا لما هو
جديد فى البحث ويؤدى للارتفاع الشديد فى ثمن بيعها كما أن خصوصيات الأجهزة تجعلها
لا تخلو من صعوبات فى التصميم والتنفيذ ولا بد من توافر الخبرة لمن يقبل على
تنفيذها نظرا لاتساع مجالات البحوث العلمية .
كما تحتاج الأجهزة البحثية العلمية لمن يقبل على تنفيذها خبرات عميقة
فى المعلومات والخامات وأنواع الهندسة المختلفة واستعداده لعمل بحوث جانبية فيما
هو ليس معلوما .
حيث أن من هذه الأجهزة جهاز واحد فلا مجال للتجارب والتطوير مما يؤدى
للتعرض لصعوبة بالغة لتنفيذ جهاز متكامل دون المرور بالمراحل المعتادة لإنتاج
الأجهزة التقليدية مع الجرأة فى خوض المجال والصمود وعدم اليأس والشغف وحب الإقبال
على المجالات غير المعروفة فى التصنيع .
وتتطلب المقدرة على دراسة معاملات الأمان التى يجب توفرها فى الأجهزة
العلمية حتى يستطيع الباحث استخدامها ولأوقات طويلة فى أغلب الأحيان مع المقدرة
المالية لتغطية التصميم والتنفيذ والاختبارات والبحث من أجل إنتاج جهاز واحد .
خطوات تنفيذ التصنيع للأجهزة البحثية :
تحديد الهدف من الجهاز والتعرف عليه بدراسة متبادلة بين الباحث
والمنفذ للجهاز ومما يساعد على النجاح أن توجد علاقة تعاونية سابقة ودائمة بين كل
منهما لتحديد المطالب وموائمتها لكل منهما .
تحديد المواصفات الفنية والتى يجب توافرها فى الجهاز ودراستها تفصيلا
وبدقة ليتمكن كل من الباحث ومنفذ جهاز البحث للوصول لدرجة معقولة من التكامل .
تحديد وتوصيف الخامات التى ستستخدم فى تنفيذ الجهاز كما ونوعا وهل
يوجد ما يستوجب إجراء دراسات خاصة على الخامات قبل استخدامها .
تحديد إختبارات القبول للجهاز والإنفاق عليها ومناسبتها لما هو مطلوب
فى البحث الجارى .
عمل دراسة تبادلية لبيئة عمل الجهاز ونوعية الطاقة المستخدمة
والانبعاثات أو الإشعاعات وتأمين توصيل الأرضى والضوضاء ومؤشرات التشويش .
اختيار نوع التصميمات فى أفرع الهندسة المختلفة ( ميكانيكا / كهرباء /
كيمياء / بيئة ) وإجراء حسابات التصميم فى أفرع الهندسة المختلفة وعمل النماذج
الرياضية لها .
عمل الرسم الميكانيكى المنفرد والمجمع للجهاز ومراجعة الخطوات السابقة
وإجراء التعديلات وعودة الإختبار .
مع تنفيذ الرسم الانفرادى الإنتاجى لكل التخصصات الإنتاجية وإختبار
تجميعها .
على البرنامج الكمبيوترى توفير المواد الخام طبقا للمواصفات النهائية
بعد الدراسة ثم التصنيع الانفرادى للبنود ومراجعة جودتها وتجميع المكونات بعد
التصنيع وإختبار مواءمتها فى العمل .
والقيام بإجراء أعمال الطلاء والدهانات للأجزاء جميعها والتجميع
النهائى للجهاز .
إجراء إختبار ما قبل التسليم بحيث يكون الجهاز قد اكتمل ويمكن
استخدامه حيث أن من خصوصية العمل البحثى وخصوصية الأجهزة المصاحبة له فإنه يكون من
المهم جدا عدم الانفصال بين القائم على إجراء البحث والمنفذ للجهاز البحثى حتى بعد
تسليم الجهاز من أجل إتمام العمل بنجاح حيث أن لكل خبراته وفى تعاونهما الدائم
الكثير من الفائدة المثمرة للإجابة على ما يظهر من أسئلة مصاحبة للبحث العلمى حيث
تتكون الخبرات النادرة والثمينة جدا فى موضوع البحوث التكنولوجية .
ومن الخبرات المحلية والخارجية أن مصر تفتقر
إلى مراكز الأبحاث الوطنية أو الخاصة للمتخصصين فى علم الرياضيات ولم تنتبه مصر
للأهمية الشديدة لتخصص الرياضيات والذى يجب الاستعانة به دائما فى مجالات
البحوث حيث أن تواجد تخصص الرياضيات يتيح
للمراكز عمل النماذج الرياضية لموضوعات البحث العلمى وإيجاد العلاقات الرياضية
المفسرة للخطوات والظواهر المختلفة فى عمليات البحوث العلمية حيث سيكون فيه منافع
كثيرة لمراكز البحوث العلمية كما لمتخصصى علم الرياضيات أنفسهم والذين يكونون
بعيدا عن تخصصهم الرياضى المهم جدا فى مجالات العلم والصناعة المختلفة .
حيث أن الأجهزة العلمية البحثية تحتاج لتوجه
وإمكانيات خاصة بها ومع وجود المصانع وتعددها وقدمها فلم تحل مشكلة تصنيع الأجهزة
العلمية بل تفاقمت بزيادة المطلوب منها ودوام تنوعها وظهور مشكلات جديدة مطلوب
حلها .
ويوجد نوع آخر من الأجهزة العلمية قريب الصلة
بالأجهزة البحثية ويشترك معها فى كثير من الخصوصيات ألا وهى أجهزة المراكز العلمية
والتى تهتم بتفسير العلوم وشرحها وعمل تطبيقات لتسهيل فهم ودراسة النظريات العلمية
فى مجالات مختلفة وهذا النوع من المعدات والأجهزة يفتقر بشدة لاهتمام الجهات
الفنية والتصنيعية بتطبيقه والخوض فى مجالاته مما أدى لندرة وجود مراكز العرض ففى
الاسكندرية حيث يوجد بها مكتبة الاسكندرية والتى تحتوى على صالة عرض تجارب علمية
وقد ساهمت المراكز العلمية فى تصنيع معظم ما بها من معروضات وصلت لأكثر من ( 500
تجربة علمية ) .
كما تم القيام بصنع لنماذج من الأجهزة
البحثية العلمية حيث يستخدمها العلماء فى جامعة الاسكندرية حيث نجحت التجربة
العلمية .
م / محمد كوشة
تنقيح / أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
20 / 3 / 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق