( 3 ) الدقائق الأولى من عمر الكون
تعتبر مواضيع العلوم التى تتحدث عن البدايات
بصفة عامة كبداية الكون واحدة من أكثر المواضيع التى تثير الفضول وحب المعرقة
لأغلب الناس ولكن المشكلة التى تواجه الأغلبية ربما باستثناء بعض المتخصصين حيث إن
المواضيع تحتاج للغة الأرقام ( الرياضيات ) وكثير من تعقيدات الفيزياء بفروعها فعن
طريق تنظيم بعض الاحتفالات والندوات لتبسيط العلوم للجميع حيث نعمل حفلات وندوات
من كبار الآساتذة الزائرين لكى يتم تحبيب الناس فى العلوم .
فى سنة ( 1976 ) تم توجيه دعوة لأحد أكبر
علماء فيزياء الجسيمات الأولية فى العالم والحائز على جائزة نوبل
( استيفن واينبرج ) حيث قرر ( واينبرج )
التحدث عن مواضيع كثيرة جدا فى الفيزياء الفلكية عن وجهة نظره ولو ترك نفسه يتحدث
عن موضوع واحد بكل تفاصيله حيث إن التفصيل سيأخذه للتعقيد ولكن لو تحدث عن مواضيع
كثيرة حيث سيأخذ كل موضوع فكرة معينة خفبفة لا تتعب الناس حيث إن فكرة ( واينبرج )
كانت متناقضة وتجمع بين الذكاء والجنون فالتركيز حول موضوع أو موضوعبن لمدة ساعة
ونصف كان من الممكن أن يبقى ثقيل على الناس الغير متخصصين لكن فى نفس الوقت لو
كثرت وتعددت المواضيع يمكن أن يحدث تشتيت للناس حيث إن الفكرة غريبة ولقد قرر فى
تجريب الفكرة وبدأ فى تنفيذها وبدأ التحدث يمين وشمال عن مواضيع كثيرة فى الفيزياء
والرياضيات وحتى الفلسفة ولكن الفكرة نجحت نجاح منقطع النظير لذرجة أنه بعد انتهاء
المحاضرة فوجىء بأغلب الناس يريدون سؤاله عن أشياء كثيرة وكان يوجد بالصدفة أحد
المدعوين
( جليكس ايرون ) عنده واحدة من أكبر دور
النشر حيث ألح ( ايرون ) على ( واينبرج ) أن يعمل كتاب يضع فيه كل ما قاله فى
المحاضرة أو أكثر واختصارا بعد تردد ( واينبرج ) وافق ونزل كتابه بعنوان ( 3 )
دقائق الأولى من عمر الكون والذى حقق نجاح كبير وما زال مرجع لكثير من الناس حيث
يتم تقمص شخصية ( واينبرج ) خلال المحاضرة حيث سيتم توضيح فكرة من مواضيع كثيرة
خصوصا فى الفيزياء الفلكية لكن سيكون التركيز على موضوع ( بداية الكون ) بل سيتم
ضغط محاضرة الساعة ونصف فى حلقتين كل واحدة منهم أقل من ربع ساعة حيث وجد أعظم
تباعد واقعى فى تاريخ الكون .
أهمية الخيال :
مبدئيا قبل الدخول فى عالم النظريات والأرقام
والتجارب لا بد من التسلح بالخيال والفضول والفلسفة فلن تكون فى حاجة لدراسة
الفيزياء والرياضيات حيث يعتبر الحديث مبالغة من مبالغات الفلسفة فحتى ( ق / 19 )
لم يكن أحد يفرق بين العلم والفلسفة ويعتبر العلم فرع من فروع الفلسفة وعلى الرغم
من الفصل بين العلم والفلسفة إلا أن كل العلماء يؤكدون أنه لا يمكن حل معضلة واحدة
من غير قواعد الفلسفة والخيال فمن أكبر الأسئلة التى تراود البشر :
س : كيف تكون الكون ؟ ولسنين طويلة بقى العلم
والفلسفة يقدموا الإجابة عن السؤال على شكل فروض واحتمالات بل إن افتراض نشأة
الكون الذى سيصبح صحيحا والذى اعتبر أن الكون بدأ صغيرا كان يعتبر من الشطحات
الفكرية حيث أن معظم العلماء يعتبروها مضيعة للوقت ولو ( واينبرج ) نفسه يتحدث فى
كتابه عن الموضوع حيث أنه فى ذلك الوقت لا توجد مشاهدات ولا أى أسس علمية واضحة فى
موضوع ( نشأة الكون ) بل إن الافتراض الذى كان يعجب به ( واينبرج ) نظرية
( الانفجار العظيم / Big
Bang
) كان عرضة لسخرية كثير من العلماء حتى ما بدأت بوادر صحته وأحد العلماء الذين
استفادوا من افتراض ( الانفجار العظيم ) كان عالم الفلك ( هولى فريد ) والمفارقة
الطريفة أن ( هولى فريد ) الذى اقترح جملة
( الانفجار العظيم ) لما أخبر عن طريق
السخرية خلال محاضرة إذاعية سنة ( 1949 ) وكان سبب سخرية ( هولى فريد ) من افتراض
( الانفجار العظيم ) أنه مؤمن بالافتراض المنافس فى مقابل افتراض المتفردة الكونية
( Singularity ) الذى سيتحول إلى ( Big
Bang
) الذى يؤكد على أن الكون له بداية كان افتراض السر المنافس ( Steady
State
) الذى يخبر بأن الكون أزلى وليس له بداية يعنى افتراض يجعل الكون هو نفسه الإله .
ثبوت النظرية :
الحقيقة أنه بمرور الوقت أثبت افتراض (
الانفجار العظيم ) نفسه وتغلب على كل المنافسين بل تحول لواحدة ولأقوى وأدق
النظريات العلمية عن نشأة الكون حيث أن نظرية ( الانفجار العظيم ) تخبر بأن الكون
كله بدأ من شىء صغير جدا فوق قدرات التخيل حيث أصبحت ( المتفردة ) هى فعلا شىء
متفرد ليس له مثيل بل لا يوجد طريقة يمكن وصفها بأى لغة من اللغات والحل الوحيد
لفهمها هو استعمال الخيال صحيح أن نظرية ( الانفجار العظيم ) مواصفاتها أغرب من
الخيال بكثير إنما هو أكبر سلاح يمكن أن يوجد فعن طريق محاولة إخبار المتفردة قد
ماذا لن نعرف حيث أنها ليس لها حجم ولا طول ولا عرض فما المقصود بأن ليس لها طول
ولا عرض حيث لم يوجد مكان من الأساس ليظهر فيه الطول والعرض فالمتفردة كانت موجودة
قبل المكان نفسه أن يخلق ومتى هى وجدت ؟ فلا يوجد زمان لكى نعرف متى وجدت حيث أن
المشاهدات أثبتت أنها بدأت تتوسع وتكبر وتكون الزمان والمكان من ( 13.8 مليار سنة
) حيث أن المتفردة كانت تحمل بداخلها كل شىء كل شىء تم اكتشافه أو الذى سيتم
اكتشافه من قبل البشر يعنى كان بداخلها كل الكواكب والنجوم والمجرات بكل الحرارة
الخاصة بالكواكب والنجوم والمجرات كل الطاقة والكتلة والحرارة وكل شىء بدون
استثناء حيث تخبر النظرية بأن منذ ( 13.8 مليار سنة ) بدأت المتفردة تكبر وتمر
بطريق طويل طريق ( من الذرة إلى المجرة ) حيث إن الطريق يبدأ من ( الجسيمات
الأولية ) الأصغر من الذرة
( كالبروتونات / النيوترونات / الإلكترونات )
حيث أن كل شىء الذى كان بداخل المتفردة لم تكن موجودة بالصورة الحالية فالمقصود أن
كل شىء كان مع بعضه فى حالة كثافة لانهائية على شكل طاقة حيث إن عالم الفيزياء
الفلكية ( نيل تايسون ) الكون ليس ملزم بأن يكون منطقيا فعن طريق التحدث عن
الجاذبية لأن عند التحدث عن الجاذبية سنقترب وسنعرف الزمان والمكان حيث أن نظرية (
الانفجار العظيم ) هى أقوى تفسير علمى لنشأة الكون فلا بد أنه ليس لنظرية (
الانفجار العظيم ) قدمت تنبؤات وتم اختبارها حيث كانت سليمة حيث أن الكون فعلا
يتوسع والمجرات تبتعد عن بعضها وهذا نفس السيناريو التى تعبر عنه نظرية ( الانفجار
العظيم ) فما دامت المجرات تبتعد عن بعضها كل لحظة وتبتعد المسافات حيث كانت
المسافات فى الماضى أقرب لبعض وفى الماضى البعيد كانت المسافات أقرب وأقرب ومن (
13.8 مليار سنة ) كانت المسافات أقرب جدا ولا يوجد مسافات حيث أن ليس كل جسم مشع
ضوء يمكن معرفة عمره حيث أن يعرف عمر الشمس والمجرات فكيف يتم معرفة عمر النجوم والمجرات
عن طريق الضوء ؟ فهذا موضوع آخر لكن الفكرة لا يوجد خلاف عليها وما دام تم افتراض
أن
( الانفجار العظيم ) من ضمن نتائج ظهور الضوء
والإشعاع فالمطلوب هو البحث عن إشعاع قديم جدا من نفس الفترة التى تنبأت بها نظرية
( الانفجار العظيم ) والذى حدث فعلا أن الإشعاع ( إشعاع الخلفية الكونية الميكروى
)
( Cosmic
Microwave Background
) فالمقصود أن نظرية ( الانفجار العظيم ) طلبت التحقق من بعض الظواهر لما تقدمت
العلوم وتم التحقق من الكثير من طلباتها حيث أنها أصبحت صحيحة فمبدئيا يجب أن تكون
نظرية محترمة فالفكرة أنه مطلوب فهم أشياء إضافية .
مدخل لنظرية ( النموذج القياسى وقوى الكون (
4 ) ) :
من الأشياء التى ساعدت فى التأكد من صحة
النظرية كان التطور الكبير فى المعرفة عن الذرة والجسيمات الأولية المرتبطة بها
حيث أن الكلام منطقى حيث أن النظرية بدأت بالمتفردة الصغيرة والتى تسير من طريق (
من الذرة إلى المجرة ) فبديهى تسهم الجسيمات الصغيرة كيف تعمل ؟ وما هى خصائصها ؟
وفى وقت ما كانت نظرية ( الانفجار العظيم ) التى ما زالت خيالات وافتراضات كانت
الجسيمات الأولية المكتشفة محدودة جدا فبعد ما كانت ( الإلكترونات / البروتونات /
النيوترونات ) هى أشهر الجسيمات الأولية بدأنا مع الوقت معرفة عائلات كاملة من
الجسيمات الأولية كعائلات ( الهادرونات / الليبتونات / الجالونات ) وكل فرد من
العائلة قامت عليه تجارب وتم التعرف على خصائصه ومعرفة سرعته وطاقته لكى يتحرك
ومعرفة درجة الحرارة التى يحتاجها لكى يظهر للوجود بل تم معرفة القوى التى تتحكم
فيه حيث وجدت حصيلة معرفية يمكن الكشف بها عن النظرية حيث توجد نظرية تخبر بأن
درجة الحرارة فى وقت معين كانت ( مليون درجة ) وفى هذا الوقت بدأ ظهور (
البروتونات ) فى الكون حيث أن هذه النظرية أكيد خطأ فالمفروض أن ( البروتون ) لكى
يتكون محتاج تكون درجة الحرارة ( 4.5 تريليون ) درجة كما أن زيادة المعارف عن خصائص
الجسيمات الأولية كان لا بد من فهم القوى التى تؤثر فيها فعن طريق دراسة
( البروتونات ) وتم معرفة وجودها داخل نواة
الذرة وتم معرفة أن لها شحنة موجبة فكيف البروتونات تجلس بجانب بعضها داخل النواة
؟ وليس كل بروتون شحنته موجبة فكيف موجب وموجب يجلسوا بجانب بعض فمن المفروض أن
الشحنات المتشابهة تتنافر وتبعد عن بعض حيث توجد قوى تستطيع التغلب على قوة
التنافر فما هى هذه القوة ؟ وما هى خصائصها ؟ حيث أنها ليست قوة واحدة بل هما ( 4
قوى ) فى الكون يتحكموا فى كل شىء لأن منهم قوة ( الجاذبية / Gravity ) نفسها .
أسامه ممدوح عبد الرازق مصطفى شرف
2 / 6 / 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق